محتوى مترجم
المصدر
The Chosen One
التاريخ
2015/08/28
الكاتب
ديفيد فرانسيس

تم تنظيم احتفال يوم 17 يوليو على يد آدم زوبين، وكيل وزارة الخزانة بالإنابة لشؤون الإرهاب والجرائم المالية، وفقًا لاثنين من المسؤولين اللذين حضرا الفعالية. وقد ساعد زوبين في التقعيد لتحطيم إدارة أوباما للعقوبات المفروضة على إيران. وهو يحاول الآن بيع قضية البيت الأبيض لرفع العقوبات.

سيكون زوبين في إسرائيل نهاية هذا الأسبوع للضغط على مسؤولي الحكومة الإسرائيلية وخبراء السياسة الخارجية للتصديق على الاتفاق الإيراني؛ وقد حثَّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليهود الأمريكيين في بثٍ حيٍّ يوم الجمعة على أن يفعلوا الشيء نفسه.

ومن المرجَّح أن تلقى حجة زوبين آذانًا صماء. فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الخصم الأكثر صخبًا للاتفاق الذي عُقِد بين طهران والقوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة. ويخشى نتنياهو من أن الاتفاق، الذي من شأنه تخفيف العقوبات الاقتصادية على إيران، قد يعطي متشددي الحكومة في طهران ما يكفي من العائدات غير المتوقعة للقضاء على إسرائيل.

وقبل أن يتوجه إلى تل أبيب، قال زوبين إنه سيسعى لإقناع المسؤولين الإسرائيليين بأنه لن يُسمح بحدوث ذلك. ويعتزم زوبين الالتقاء بمستشار نتنياهو للأمن القومي، يوسي كوهين؛ ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد؛ ووزير الطاقة يوفال شتاينتس، وهو من أبرز معارضي الاتفاق الإيراني.

يوم 17 يوليو احتفل زوبين وكيل وزارة الخزانة بالإنابة لشؤون الإرهاب والجرائم المالية لانه ساعد في تحطيم إدارة أوباما للعقوبات المفروضة على إيران

سيتم فرض العقوبات المتبقية ضد إيران «بكل صلابة يتوقعها الناس من وزارة الخزانة الأمريكية»، هذا ما قاله زوبين للصحفيين يوم الخميس، وفقًا للنص الذي حصلت عليه فورين أفيرز. «أتوقع أنني سأعالج بعض النقاط الدقيقة. ليس فقط من حيث إن العقوبات لا يزال معمولًا بها بغض النظر عن [الاتفاق الإيراني]، ولكن أيضًا من حيث إنها ستنفَّذ بصرامة».

إنها عملية بيع كان قد سعى جاهدًا للقيام بها من قبل. جنبًا إلى جنب مع رئيس موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو، وكبير مفاوضي وزارة الخارجية ويندي شيرمان، لم يسمح زوبين بإجراء جلسة الأسئلة والأجوبة في يوليو حول الاتفاق النووي في المؤتمر الذي عُقد مع جماعات الضغط من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك)، المؤسسة الأكثر تأييدًا لإسرائيل في البلاد. ثم، في يوم 5 أغسطس، دفع ضد المشرعين المتشككين الذين تكهنوا أيضًا بأن إيران ستحصل على تدفق مالي فوري في حال فُعِّل الاتفاق.

لا توجد «مكافأة توقيع»، هذا ما قاله زوبين في جلسة استماع للجنة المصرفية في مجلس الشيوخ.

كانت هذه استقبالات فاترة للرجل الذي يبدو، من على السطح، أنه يحظى بإعجاب عام في أنحاء واشنطن – وهو إنجاز صعب في بلدة مليئة بالغيبة والنميمة والطموح الذي لا هوادة فيه. وإن دوره كمدافع عن الاتفاق الإيراني يبرز أهمية زوبين بالنسبة إلى إستراتيجية البيت الأبيض للتعامل مع الصراعات في جميع أنحاء العالم.

يصر أوباما على أن إبراز «القوة الناعمة» – من خلال العقوبات الاقتصادية والأدوات غير العسكرية الأخرى التي يمكن للولايات المتحدة أن تستخدمها للتأثير على الأحداث العالمية – هو المفتاح لهزيمة الإرهاب، بالنظر إلى العدوان الروسي في أوكرانيا، وجلب إيران نحو شروط الاتفاق النووي. وعلى الجبهة المالية، إن زوبين هو الرجل الذي يتمتع بهذه السلطة.

«يفهم آدم تعقيد عالم العقوبات وآثاره على الأمن القومي»، هذا ما قاله خوان زاراتي نائب مستشار الأمن القومي للرئيس جورج دبليو بوش من عام 2005 إلى عام 2009. وقد أشاد بعمل زوبين في عام 2011، بينما كان يعمل مديرًا لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة، على العقوبات العسكرية والمالية للأمم المتحدة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.

ويدير ويفرض «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية» العقوبات الاقتصادية الأمريكية، ويعتبره زاراتي «الوكالة الأكثر قوة في حكومة الولايات المتحدة وغير المعروفة حتى الآن».

«لقد كان جزءًا من هذا العالم لفترة طويلة جدًا»، أضاف زاراتي، وهو الآن مستشار كبير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.

أوباما نفسه قد سمَّى علنًا زوبين. خلال ظهور نادر له في وزارة الدفاع في يوليو، دعا الرئيس الكونغرس إلى اعتماد زوبين كوكيل لوزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والجرائم المالية. وقد كان ترشيحه ليحل محل ديفيد كوهين – وهو الآن نائب مدير وكالة المخابرات المركزية – معلقًا منذ أبريل.

يصر أوباما على أن إبراز القوة الناعمة من خلال العقوبات الاقتصادية والأدوات غير العسكرية للتأثير على الأحداث العالمية هو المفتاح لهزيمة الإرهاب

«وهذا موقف حيوي لجهودنا لمكافحة الإرهاب»، هذا ما قاله أوباما بعد ذلك، مشيرًا إلى أن تضييق الخناق على المصادر المالية غير المشروعة للدولة الإسلامية هو المفتاح للحط من قدرة المتطرفين في العراق وسوريا. «لا أحد يقترح أن السيد زوبين ليس مؤهلًا. إنه مؤهل على نحو عال».

إن زوبين، الذي لديه درجة جامعية من جامعة هارفارد وشهادة في القانون من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، قد عمل في عالم العقوبات لسنوات. فخلال إدارة بوش، عمل مستشارًا لنائب المدعي العام في وزارة العدل وفي وقت لاحق ككبير مستشاري وكيل شؤون الإرهاب والجرائم المالية – الوظيفة التي يسعى إليها حاليًا.

وفي عام 2006، تم تعيين زوبين، الذي كان آنذاك في أوائل الثلاثينيات من عمره، من قِبل وزير الخزانة هنري بولسون لرئاسة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية. ووفقًا لأحد مسؤولي وزارة الخزانة الذين عملوا مع زوبين، لقد قوبل تعيينه بقلق.

أضاف المسؤول: «عندما جُلِب إلى مكتب مراقبة الأصول الأجنبية كمدير، كان شابًا. وقد بدا أنه صغير حقًا على مثل هذا الترقي الوظيفي». ومن ثمَّ «كان هناك هؤلاء الذين شككوا فيه على الفور».

وحين كان في وزارة الخزانة، كان مشغولًا. لقد نفَّذ إستراتيجية أوباما لتجويع الإرهابيين في الصومال، على سبيل المثال، عن طريق دفع المؤسسات المالية الأمريكية نحو ضمان أن التحويلات لن تقع في أيدي حركة الشباب، وهي جماعة على صلة بتنظيم القاعدة.

« في أي وقت تتحدث فيه عن آليات نقل التمويلات – سواء كانت الأسلاك أو النظام البنكي – فإن أي تحويل تمويلي يمكن استغلاله من قِبل لاعبين سيئين، بما في ذلك الجماعات الإرهابية»، هذا ما قاله زوبين في مقابلة أجريت معه في برنامج نيوز أور في بي بي اس بتاريخ 18 يوليو 2015. «ومن الواضح أنه عندما تتحدث عن الصومال، فإن لحركة الشباب وجود هناك، وتأثير ضار جدًا على شعب الصومال».

وفي نفس الوقت، ساعد زوبين في وضع نظام عقوبات ضد روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، لتدخله في شرق أوكرانيا. «كانت هناك حاجة هنا للوصول إلى استجابة سريعة – وسريعة هنا كلمة تعني نفسها، وليست مجرد كلمة رمزية – لتحديد الأعوان الروسيين الرئيسين والشبكات المالية الرئيسة»، كما نُقِل عن زوبين في مقال بصحيفة نيوزويك في عام 2014.

دعا الرئيس باراك أوباما الكونغرس إلى اعتماد زوبين كوكيل لوزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والجرائم المالية

وقد رفضت وزارة الخزانة طلب فورين بوليسي لمقابلة زوبين بشأن هذا المقال.

هناك منتقدون أشداء لسياسة الجزرة والعصا التي يدعمها فرض العقوبات. والجمهوريون، بما في ذلك أكثر الطامحين في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، يرغبون في فعل المزيد لمعاقبة بوتين. ويشيرون إلى حقيقة غير مريحة لحجة القوة الناعمة الخاصة بأوباما، مفادها أن روسيا لا تزال تحتفظ بشبه جزيرة القرم بعد ضمها لها في عام 2014 وتستمر في إرسال قوات إلى شرق أوكرانيا.

وداخل الكونغرس، هناك أيضًا جوقة المنتقدين الذين لا يعتقدون أن العقوبات كافية لوقف بوتين.

قال السناتور جون ماكين، من أريزونا، في يونيو، إن أوباما «يخاف من إزعاج فلاديمير بوتين». وهذا الأخير «يمضي في طريقه لأنه لم يدفع ثمنًا على عدوانه».

«ما يحاول بوتين القيام به هو تسويق مفهوم الرجل القوي»، أضاف السناتور ليندسي غراهام، وهو في طريقه للترشح للرئاسة. لديه علامة تجارية، وعلامته التجارية هي أن يكون في وجهك ويقول لك: «لسنا بصدد أن نأخذ تعليمات من الغرب».

وقال زاراتي إنه يشتبه في أن الشكوك بشأن إستراتيجية أوباما المتعلقة بالعقوبات هي ما يعطل تعيين زوبين. وأضاف: «ليس للأمر علاقة بآدم ومؤهلاته».

إن زوبين «دبلوماسي ومفاوض ممتاز»، أضافت إليزابيث روزنبرغ، وهي زميلة بارزة في مركز الأمن الأمريكي الجديد كانت قد عملت مع زوبين في الماضي. وأكملت: «إنه يقود بالقدوة، التي هي قوية حقًا، ويضع لهجة هامّة لزملائه والعاملين معه».

وبما أنه يسعى للفوز على المسؤولين الإسرائيليين في نهاية هذا الأسبوع في دفع لا هوادة فيه للاتفاق النووي الإيراني؛ قد لا يجد زوبين هجومه العذب كافيًا أمام دفاع دولة يهودية.