محتوى مترجم
المصدر
PSYCHOLOGY TODAY
التاريخ
2016/08/04
الكاتب
The Seleni Institute

تم تشخيص إصابة 6 ملايين بالغ بالولايات المتحدة باضطراب الهلع، ويعاني ملايين آخرون من نوبات الهلع كل يوم. ويمكنها أن تكون مخيفة للغاية. قد يدق قلبك على نحوٍ خارج عن السيطرة، وقد يتسارع عقلك. ينتابك شعور بأن العالم كما لو كان يدور خارج نطاق التركيز. أحيانًا تكون الأحاسيس الجسدية قوية للغاية إلى درجة أنك قد تقلق من أنك قد أصبت بنوبةٍ قلبية أو تموت.يمكن أن تكون هذه الأعراض مشابهة لمشكلة غير مشخصة بالغدة الدرقية أو مرضٍ بالقلب، لذا فإنني دائمًا ما أقترح أن يجري عملائي فحصًا لاستبعاد الاحتمالات الأخرى. لكن بالنسبة للكثيرين فإن نوبات الهلع هي إما عارضٌ لاضطراب الهلع أو مرتبطة بقلقٍ عام. وفي كلتا الحالتين، يمكن استشارة طبيب نفسي متخصص في الهلع أو القلق للتخفيف بشدة من الأعراض التي تعاني منها.لكن عندما تتعرض لنوبة هلع، يمكن للطرق التالية أن تجعلها أقل رعبًا وتساعدك على الخروج منها.


1. اسبح مع الأمواج

غالبًا ما تأتي نوبات الهلع في صورة موجاتٍ من الأحاسيس الواخزة والدوار وضيق التنفس والأفكار المتسارعة. يحاول الكثيرون جعل تلك المشاعر تتوقف عبر إخبار أنفسهم بالتحرر منها. لكن ذلك يمكن أن يتسبب في أن ينتهي بك شاعرًا بالضعف والعجز إذا استمر الهلع في مساره. رغم أن ذلك مخالف للبديهة، لكن استغراق الوقت في مراقبة أحاسيس القلق والمرور بالتجربة حتى الخروج منها يمكن عادةً أن يساعد للغاية في تقليل شدة ورعب نوبة الهلع.جرب هذا: عندما تبدأ في الشعور بأحاسيس الهلع، بدلًا من محاولة التخلص منها، تصور كل شعور كموجة تركبها حتى تخفو على الشاطيء. توقع أن تمر الموجة وتصبح أقل وأقل شدة عندما تكون في ازدياد. ذكر نفسك بأن كونك تشعر بأنك ستغرق تحت الموجة فإن ذلك لا يعني أنه لا يمكنك السباحة.


2. ثبت نفسك

يمكن أن تجعلك نوبات الهلع تشعر بالسريالية والخروج عن السيطرة. إحدى الطرق لمجابهة ذلك الشعور بالخروج من الجسم هي إعادة الاتصال مع جسم وتثبيت نفسك في العالم الملوس.جرب هذا: مارس التنفس لكامل الجسم كل يوم. استنشق الهواء بعمق من خلال أنفك وتخيل أن جسدك بالكامل يمتلئ بالهواء مثل بالون. بعد ذلك، اجعل فمك صغيرًا كأنك تزفر عبر شفاط. إزفر ببطء عبر فمك حتى تشعر بأنه قد تم تفريغ كل الهواء من جسدك. كرر ذلك حوالي 10 مرات ولاحظ أي تغيرات في معدل ضربات قلبك أو توتر الجسم. بمجرد أن تعتاد على ذلك النوع من التنفس، قم باستخدامه خلال نوبات الهلع لإبطاء معدل معدل ضربات القلب والهدوء.تتضمن الطرق الأخرى لتثبيت نفسك خلال نوبة هلع فرك يديك أو قدميك على سطحٍ مثل كرسي أو أريكة أو سجادة. تساعدك الأحاسيس في إبعاد تركيزك عن عقلك إلى العالم المادي. على نحوٍ مشابه، قم بوضع مكعبٍ من الثلج في منديلٍ ورقي واعتصره بأقوى ما تستطيع في إحدى يديك لمدة دقيقة حتى تشعر بالبرودة وعدم الارتياح. بدل اليدين وكرر العملية حتى تشعر بنفس الأحاسيس في يدك الأخرى.جميع تلك الممارسات تجذب وعيك نحو جسدك في الوقت والمكان الحاليين، بعيدًا عن تلك المشاعر السريالية والهلع.


3. نشط دماغك بالكامل

عندما تصاب بنوبة هلع، يكون ذلك بسبب أن الجزء العاطفي من دماغك (المسؤول عن استجابات القتال أو الهرب) قد استولى على مفاتيح التحكم. تغمر هرموناتالتوتر دماغك وتضع جسدك في وضع البقاء على قيد الحياة (survival mode). رغم أن تلك الآلية قد ساعدت أسلافنا القدامى على البقاء، إلا أنها عادةً ما تخطئ هدفها في الوقت الحالي، دافعةً إيانا إلى الهرب دون سببٍ يذكر. الخبر الجيد هو أن الكثير للغاية من أجزاء الدماغ الأخرى قد تطورت منذ أيامنا في الكهف، من بينها دماغنا المفكر المنطقي. تنشيط دماغك المفكر لكبح جماح دماغك العاطفي هو أحد أكثر العلاجات فعالية للهلع والقلق.جرب هذا: عندما تشعر بقدوم نوبة هلع، استخدم عقلك المفكر للحديث مع نفسك خلالها. تساعدك المنطَقة اللفظية في التعرف على وفهم الأحاسيس كخلل عابر، وإن كان مؤلمًا، في نظامك وليس علامة على أنك تُجن أو تموت. يمكنك أن تقول لنفسك: «ها هو شعور الهلع المزعج مجددًا. سوف يكون ذلك سخيفًا قليًلا، لكنني سعيد أنه سوف سوف ينتهي سريعًا».طريقة أخرى لتنشيط عقلك المفكر خلال الهلع أو القلق هي القيام بمهماتٍ تتطلب مهاراتٍ إدراكية أو حركية. اغسل صحونك، افرز ملابس الغسيل، قم بحل لعبة إيجاد الكلمات أو الكلمات المتقاطعة، عد بالعكس بلغةٍ أجنبية.. إلخ. جميع تلك الأنشطة تتطلب استخدامك لمهاراتٍ تنفيذية وحركية معقدة تجبر عقلك المفكر على تولي السيطرة.جميع تلك الأدوات ينبغي أن تخفف من قبضة الهلع عليك وتساعدك في العودة إلى حالةٍ أهدأ. لكن إذا كنت تمر بعدة نوبات هلع في اليوم، أو تجد أنك دائم القلق من إصابتك بواحدة، فإن الأمر يستحق مقابلة طبيب نفسي محترف متخصص في القلق. ليس عليك قبول ذلك المستوى من القلق في حياتك، والعلاج فعّالٌ للغاية.