المحاور: أنا بسأل عن موقف تركيا أنت قبل سنتين حكيت عن حليف استراتيجي ومهم في المنطقة؟ تركيا فقط هي الدولة الوحيدة التي وقفت معنا. الضيف: عارف ليه؟ لأنه ما عيطناها رز، لأن بينا وبينها قواسم دين وتاريخ وأمة، أما اللي تشتريه بالرز يبيعك بالفول في نيويورك بالتصويت.
حوار على أحد القنوات السعودية عن تركيا والنظام المصري

أثار تصويت مصر بالأمم المتحدة فيما يخص الشان السوري العديد من اللغط والانفجار على جانبيين الإعلام المصري والسعودي، ووقف الإعلام المصري المؤيد للنظام حائرا بين الدفاع عن الموقف المصري ومهاجمة السعودية.


أحمد موسى هل مصر مدينة لأحد أم لا؟

الإعلامي أحمد موسى، تعليقًا على قرار وقف السعودية لتصدير البترول لمصر

هكذا بدأ الإعلامي أحمد موسي حلقته يوم الأحد الماضي تعليقًا على قرار شركة «أرامكو» السعودية بوقف إمداد مصر بالمواد البترولية؛ واستكمل موسي قرار مصر قرار سيادي داخلي ولن تدفعنا أي دولة بدفع فواتير لأي حد. كما أضاف لحظة النهاردة لحظة فارقة أكثر من اللي فات ابدأوا مرحلة جديدة مرحلة هنتحمل.

على الرغم من أن حديث موسي لم يذكر دولة السعودية أو يشير إليها صراحة إلا أنه كان من السهل أن يتم استنباط من المقصود بحديثه فعندما قال «على فكرة مافيش للبلد دي فواتير تدفعها لحد احنا اللي لينا عند كل الناس، مصر اللي ليها محدش مداين مصر ومحدش بيلوي دراع مصر، بس احنا ما بننساش اللي وقف معانا في وقت الشدائد، ولكن كمان لازم نخلي بالنا شوية أحنا عندنا أصل ولكن على من يحب مصر وأهل مصر إلا يظغط على مصر ويبقي عارف أن المصريين لن يركعوا».

من الملفت للنظر أنه عقب يومين فقط من خروج موسي بتلك الهيئة المهاجمة للسعودية عاد ليخفف نبرته ويعود إلى نبرته المعهودة بالدفاع عن السعودية، ففي حلقته التالية قال: «خلي بالكوا الموضوع بالنسبة لنا إيه العلاقات دايما بين الدول بيحصل فيها شد وجذب». كما استكمل علاقتنا مع المملكة علاقة أزلية علاقة محترمة عمرها ما هيحصل فيها أي خلل حد بيراهن عليه، لكن عتاب الأشقاء وارد جدًا. كما أوضح: «قلت امبارح مصر لن تركع وهقولها تاني بس مش علشان المملكة لكن علشان أي دولة في العالم».

من المعروف عن موسى أنه كان من أكبر المؤيدين لقرار التنازل المصري عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، كما عُرف عنه أيضًا دعمه للسعودية وسياساتها، حيث أفرد العديد في برنامجه «على مسئوليتي» والذي يبث عبر قناة «صدي البلد» العديد من الحلقات التي يحاول أن يثبت فيها سعودية الجزيرتين، ومهاجمته لمن يحاول إثبات عكس ذلك.

وعقب صدور حكم هيئة قضايا الدولة ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود والتنازل عن الجزيرتين صرح موسي في برنامجه المذكور بأن ذلك الحكم ما هو إلا حكم مبدأي وسوف يتم الطعن عليه.


ما بين الهجوم والدفاع يقف القرموطي حائرًا

اختلف الإعلامي جابر القرموطي قليلًا عن موقف زميله موسى، حيث أن القرموطي لم يبدأ مهاجمًا للمملكة ففيما يخص هجوم بعض الساسة والإعلاميين السعوديين على مصر قال «احنا لينا رأي في الحرب في سوريا مش عاجب المملكة العربية السعودية، طلع بعض الناس بيشتموا مصر شتيمة زي ما كان عندنا في مصر وقت تيران وصنافير ناس بتشتم السعودية» واستكمل «الحق يقال أن السفير السعودي في مصر كان بيطلع يقول في مداخلات هذا لا يعبر عن السياسة السعودية ولا رأيها ولكن هذا رأي عام مقدرش أتدخل».

كما حاول أن يخفف من حدة الهجوم المصري على السعودية في الإعلام مستدركًا «إيانا إيانا نسيء للعلاقات المصرية السعودية»؛ إلا أنه أكد على ما أكد عليه زميله موسى بأن مصر ليست تابعة لأي أحد لمجرد أن هناك دولة تساعدنا وأكمل أن السعودية لا تساعدنا ولكنه فرض عين زي ما مصر قبل كده من سنوات مضت كانت تساعد السعودية مستشهدا بإرسال مصر بكسوة الكعبة في ظل حكم الملك فاروق.

وعلى الرغم من أن لهجة القرموطي لم تكن هجومية أو معارضة ومهددة للسعودية إلا أنه خرج في اليوم التالي ليؤكد على مساعدات السعودية لمصر قائلًا لولا السعودية واستخدامها سلاح البترول مكنش بقي فيه انتصارات 73، كما أن مواقف القرموطي لم تتغير كثيرًا ما بين قليل من الهجوم والتأييد مثلما حدث في قضية تيران وصنافير حينما عاب على الإدارتين المصرية والسعودية توقيت اتفاقية التنازل عن الجزيرتين.


السعودية ترعى الإرهاب والجزيرتين مصريتين

مصر لا يمكن في لحظة قرارها هيكون من خارج حدودها، مصر لا يمكن حد هيقولك هنظغط عليها بالقمح أو بالبترول أو بالغاز أو بالسلاح أو بالدولار، أوعوا تفتكروا مصر هتنهار وانتوا هتفضلوا بقاء مصر بقاء للأمة العربية، لو مصر دي حصلها حاجة كلكوا رايحين في ستين داهية

لم تكن المواقف المهاجمة للسعودية قاصرة على فكرة أن مصر دولة لن تركع لأحد وأنها حرة قرارها وسيادتها، بل أخذ بعض الإعلاميين في حملات هجوم ممنهجة ضد السعودية والملك سلمان.

فنشرت جريدة «الوطن» مقالا بعنوان «السعودية تدفع ثمن احتضانها للإرهاب وجماعات العنف المسلح» أخد كاتب المقال في مهاجمة الملك سلمان بأنه أخذ في إعادة جماعات العنف والإرهاب ودعمها ماديًا بعدما كان الملك «عبد الله» قد أوقفها وحاربها طويلًا مستشهدًا بدعم الملك سلمان لجبهة النصرة في سوريا، إلي جانب دعم السعوديون لجماعة الإخوان باليمن.

وفي تصريح إعلامي لرئيس تحرير جريدة الوطن «محمود مسلم» قال أن الهجوم الإعلامي على السعودية لن يتوقف طالما لم تتوقف ردود الأفعال السعودية تجاه تصويت مصر بالأمم المتحدة. على الرغم من أن الكاتب «عبد الله السناوي» لم يكن له موقف مؤيد بسعودية الجزيرتين تيران وصنافير إلا أنه وفي مداخلة هاتفية على فضائية «العاصمة 2» أكد على أن أمر الجزيرتين قد حسم وهما مصريتان للأبد بحكم قضائي، كما استكمل بأن السعودية ليست في وضع إملاء الشروط على مصر.

وفي برنامجها «هنا العاصمة» قالت الإعلامية «لميس الحديدي» بأن مصر لا تعاقب ولايمكن لي ذراعها وأنه في أي لحظة يمكن لها أن تعتمد على البترول الإسرائيلي حيث أنه الأقرب والأرخص في إشارة إلي أن القرار السعودي بوقف صادرات البترول لا يعني لنا الكثير فهناك بدائل أخري.

الكثير من المواقف المتباينة والغير مفهومة للإعلاميين المصريين ما بين التأيد والدفاع عن مواقف السعودية وما بين الهجوم عليها والتراجع في اليوم التالي والتوقف عن الهجوم والتحدث بنبرة التقارب والمساعدات التي قدمتها السعودية لمصر، وكيف أن العلاقات بين البلدين جيدة، وكأنها حملات ممنهجة ومنظمة من قبل سلطات أعلي من سلطات الإعلامين، سلطات توجه الإعلام متى يجب أن يوجه هجوما شديدا ومتى يجب أن يكون أكثر لينًا، فهل نشهد قريبا عودة المياة إلى مجاريها بين نظامي مصر والسعودية؟