الاستثمار بذكاء هو كلمة السر وراء تضاعف الأموال والثروات، وبدونه لا قيمة للمال مع مرور الزمن.

إذا كنت حقًّا ترغب في أن تصبح ثريًا، فأنت بحاجة إلى ما هو أكثر من مجرد الراتب الكبير. والأهم من ذلك، أن تتعلم طرق الحفاظ على ما تجنيه من مال والتعرف على سبل استثماره.

 فتضاعف الثروات يحدث لأولئك الذين يدرسون السوق جيدًا، ويبحثون عن الفرص ويقتفون آثارها؛ بتلك الطريقة جنى نجيب ساويرس ثروته التي تُقدر بـ 5.09 مليار دولار.

فالملياردير المصري لا يترك فرصة استثمارية دون أن يستغلها، سواء كانت في مصر أو باكستان، مع الشركات الأمريكية أو الروسية، أو حتى في كوريا الشمالية!

ولأنه يعي أهمية تنويع مصادر وجهات الاستثمار وخطورة حصرها على جانب واحد، لاسيما في أوقات التقلبات الاقتصادية والاضطرابات السياسية، عمل ساويرس على إعادة توزيع استثماراته على عدد من القطاعات، بخلاف قطاع الاتصالات الذي صنع ثروته منه.

تقلبات أسعار العملات

لا تضع بيضك في سلة واحدة.
مارك سبانيولي، رئيس قسم الادخار في بنك «لويدز تي إس بي».

نعيش وسط اقتصاد عالمي مضطرب، تتقلب فيه أسعار العملات عامًا بعد عام، الأمر الذي يؤثر على قيمة المدخرات المالية بصورة كبيرة، وخاصة للمغتربين الذين يميلون إلى تحويل أموالهم إلى بلدانهم الأصلية.

فبالرغم من كون المغتربين يستفيدون من فارق العملة عند التحويل، لكن في ظل حالة عدم اليقين السائدة، فإن التخطيط المالي يصبح صعبًا، خاصة إذا كانت عملة بلدك المحلية تشهد تراجعًا أو تقلبات حادة في قيمتها.

في ذات الوقت فالدولار الأمريكي عرضة لتغير قيمته نتيجة الحرب التجارية مع الصين، وضغوط الرئيس الأمريكي لخفض معدل الفائدة، مما قد يؤدي إلى تراجع قيمة الدولار.

 إذًا، كيف يمكنك التعامل مع مخاطر تقلب العملات؟

ببساطة لا يصح أن تضع كل بيضك في سلة واحدة. من الأفضل أن توزع مدخراتك بين حزمة منوعة من العملات كاليورو والدولار الأمريكي والعملة الوطنية، كي تستفيد من أفضل أسعار للصرف والفائدة.

ذلك التصرف يجعلك في مأمن من أن تتعرض عملة معينة إلى الانهيار فجأة فتخسر معها الكثير.

بيد أن هذا النوع من الاستثمار يتطلب المتابعة الدقيقة لأي تطورات في أسعار العملات، لتحقيق الاستفادة المثلى، واختيار الوقت الأنسب الذي تتخذ فيه قرار التحويل من عملة لأخرى.

لذا من الأفضل أن تبدأ من اليوم في فتح عدة حسابات بعملات مختلفة، ليسهل عليك تحويل وإيداع أموالك أولًا بأول، عندما تكون أسعار الصرف في أعلى مستوياتها.

الاستثمار في الذهب

دائمًا ما يكون الذهب استثمارًا جيدًا في أوقات الأزمات لأنه يؤمِّن قيمة المال.
نجيب ساويرس في مقابله له مع تلفزيون بلومبرج مايو/آيار ٢٠١٨.

في مقابلة لرجل الأعمال المصري الشهير نجيب ساويرس مع تلفزيون بلومبرج، أعلن عن أنه يستثمر نصف ثروته تقريبًا في قطاع الذهب.

يترأس ساويرس مجلس إدارة مجموعة «لامانشا». تمتلك هذه المجموعة استثمارات في شركات عدة، كشركة «إنديفور للتعدين» بكندا، وشركة «إيفوليوشن للتعدين» الأسترالية، والتي تطمح لإنتاج 900 ألف أونصة من الذهب بحلول 2020.

إضافة إلى استثماراته في شركة «جولدن ستار» العاملة في غانا، والتي بلغ مجموع الاستثمار النقدي لمجموعة «لامانشا» فيها نحو 125.7 مليون دولار بحصة تبلغ 30% من أسهم الشركة.

تلك الاستثمارات جعلت نجيب ساويرس في 2019 يسجل ثاني أكبر مكسب على مستوى العالم من مناجم الذهب بنحو 300 مليون دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرج لأثرياء العالم لعام 2019.

إذ زادت ثروته هو وثلاثة من أغنى مليارديرات في العالم من مناجم الذهب بحوالي 1.8 مليار دولار منذ مطلع العام الجاري.

وخلال مقابلته مع بلومبرج، توقع أن ترتفع قيمة الذهب من 1300 دولار للأونصة إلى 1800 دولار في المستقبل القريب.

ووفقًا لمقابلة ساويرس مع شبكة فوكس الأمريكية، فإن الاضطرابات الجارية في المنطقة والعالم هي التي دفعته إلى تنويع استثماراته؛ فهذه الاضطرابات قد تؤدي إلى تقلبات اقتصادية حادة في قيمة العملات والشركات، وفي أوقات التقلبات الاقتصادية يلجأ الناس إلى الذهب كمأوى آمن يحافظ على قيمته.

فمع ارتفاع نسب التضخم، يدرك المستثمرون حقيقة أن أموالهم تخسر قيمتها الشرائية. ويمثل الذهب عنصرًا محافظًا على قيمته، وسهل التسييل في ذات الوقت.

بيد أن ربحية القطاع لا يُمكن التنبؤ بها، إذ عادة ما يرتبط ذلك بعوامل خارجية، كتذبذبات الأسعار العالمية، والتغيرات في أسعار النفط ومعدلات الفائدة، فضلًا عن عوامل داخلية كارتفاع وانخفاض الطلب حسب المواسم.

إلا أن ساويرس يشير إلى أمر هام وهو تراجع كمية الاستكشافات الكبيرة مؤخرًا، ما يعني تزايد الندرة، ومن ثَم ارتفاع قيمة الذهب المتوقعة.

الاستثمار في السوق العقاري

أنا وعائلتي نستثمر الكثير الآن في مصر، لا على سبيل الوطنية أو الدعاية، لكن لأننا نرى الفرص.
نجيب ساويرس

في مقابلته مع بلومبرج أعلن نجيب ساويرس أنه يخطط لأول مرة للاستثمار في سوق العقارات المصري، متجاهلًا المخاوف وما يتردد حول كونه فقاعة سرعان ما ستنفجر.

بيد أن استثماراته في مجال العقارات تمتاز بالتنوع الشديد.

فقد تنوعت استثمارات مجموعة «أوراسكوم للتطوير العقاري» والتي بلغت قيمة مبيعاتها الإجمالية أكثر من 2.5 مليار دولار، بين المساكن الفاخرة في جزيرة غرينادا الكاريبية، ومرسى فاخر بقيمة 250 مليون يورو في أيانابا القبرصية، إضافة إلى مشروع عقاري راقٍ بالقرب من أهرامات الجيزة في مصر.

فضلاً عن تطويرها لـ 2.7 مليون متر مربع، مع أكثر من 2000 وحدة سكنية، وملعب جولف بمساحة 7200 ياردة في إسلام أباد بباكستان.

ووفقًا لبيانات «ريال كابيتال أناليتكس»، فإن عام 2019 كان العام الأقوى للاستثمار العقاري العابر للحدود في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2016.

الأمر الذي يجعل من سوق العقار قطاعًا واعدًا خلال الفترة المقبلة، نظرًا لزيادة الطلب عليه نتيجة للنمو السكاني في الداخل والاستثمارات القادمة من الخارج، وهو ما يستدعي أن يضعه المواطنون العاديون في بؤرة اهتمامهم إذا ما أرادوا استثمار أموالهم.

فسواء كنت تفكر في البحث عن استثمار في مدينة حضرية أو في الريف، فإن لديك فرصة حقيقية في تحقيق ربح معقول، لكن من المهم أولاً أن تدرس السوق جيدًا، وأن تحدد أهدافك الاستثمارية والتي على أساسها ستتخذ القرار الأمثل.

أما فيما يتعلق بالبورصة، فقد أبدى نجيب ساويرس توقعات سلبية بشأنها، إذ تنبأ بحدوث حركة تصحيحية في البورصات العالمية، ستؤدي إلى تراجع قيمة الأسهم والشركات في الكثير من الدول حول العالم.

الأمر الذي يستلزم حرصًا وحذرًا مضاعفين من الراغبين في الاستثمار في هذا المجال.

إجمالاً، احرص على تنويع استثماراتك، احتفظ بالذهب، ولا تفوت الفرص العقارية، أما البورصة فتعامل معها بحذر.