تتفاوت أسعار كروت الشاشة بدرجة كبيرة، وتبقى حيرة سؤال كرت الشاشة الأفضل، خاصة من خلال مستخدمي الحواسيب المكتبية بدرجة ثقيلة كمحبي الألعاب والمحترفين في التصميم والإنتاج الفني، وهنا سأحاول إجابة السؤال بطريقة بسيطة تمكنك شخصيًا من اختيار كارت الشاشة المناسب لنمط استخدامك دون الحاجة لاستشارة متخصص أو شخص أكثر خبرة مثلًا.


1. ما هو نمط استخدامك؟

هذا هو أهم سؤال يجب عليك أن تجيبه قبل أي شيء، لما تريد أن تشتري كارت شاشة جديدًا؟ والإجابة عادة لا تخرج بين نمطي استخدام (بعد استبعاد التعدين عن العملات الرقمية) وهما للألعاب بما يتضمنه ذلك من استخدام الشاشات عالية الدقة أو المحاكاة ثلاثية الأبعاد (الواقع الافتراضي) VR أو الواقع المعزز Augmented Reality مثلًا، وبين إنتاج الميديا عامة، إنتاج الأنميشن ثلاثي الأبعاد، مونتاج الفيديو أو الصور، استخدام دقة 4K في الألعاب أو الميديا.

نمط استخدامك سيحدد الكثير، بداية من تحديد الميزانية المناسبة لشراء الكارت، تحديد الشاشة أو أجهزة الواقع الافتراضي التي ستقوم باستخدامها مع كارت الشاشة المنتظر.

الآن أنت تعرف بالضبط لماذا تريد كارت الشاشة، ومقاس الشاشة التي ستلعب أو ستعمل عليها ومواصفاتها ودقتها، ننتقل الآن لمناقشة الميزانية.


2. السعر الذي تريد دفعه

عادة ما تقسم كروت الشاشة حسب الأداء إلى ثلاثة فئات سعرية، الأرخص Entry level، المتوسطة Mid-range، والأقوى High End.

تحديد الميزانية سيضعك في إحدى الفئات الثلاثة، لكن هناك نقطة هامة جدًا متعلقة بالميزانية، فكارت الشاشة هو أحد قطع الحاسوب الخاص بك التي يمكن أن تدوم لفترات طويلة جدًا لو كان قرارك ذكيًا أثناء الشراء. يمكنك أن تقوم بتغيير أغلب قطع الحاسوب دون أو تغير كارت الشاشة، ولهذا يجب بالطبع أن تشتري أقوى كارت يناسب احتياجاتك واستخدامك، بهذا قد يدوم معك لخمس سنوات مثلًا قبل أن تحتاج أن تغيره لنوع أحدث.

لهذا، يجب أن تضع هذه النقطة في تفكيرك عند تحديد الميزانية، ولا تنس أن الميزانية ستضمن أيضًا مزود طاقة Power Supply مناسب للكارت وللحاسوب.

هنا سنبدأ بالفعل في التفكير في موديل كارت الشاشة نفسه، وينحصر الصراع بين شركتين كبريين، AMD و NVidia، ولكل منهما مميزاتها وعيوبها في كل فئة سعرية.

مثلًا، ستجد أن AMD تسيطر في فئة الكروت الرخيصة والمتوسطة وتقدم الكثير من الخيارات بسعر مناسب، بينما NVidia تسيطر تمامًا في فئة الكروت العالية مع دعمها لتقنيات إنتاج جرافيك بشكل أفضل من مثيلتها في AMD مما يجعلها خياراً أنسب دائمًا لمن هم على استعداد لدفع أكثر (بكثير في بعض الأحيان) من 10000 جنيه مصري في كارت شاشة.


3. الحكم على كارت الشاشة

نقطة هامة أخرى، وهي أن الكثير من مشتري كروت الشاشة دون خبرة يحكمون على كارت الشاشة بسعره ومساحة حجم ذاكرته المؤقتة فقط، وهو بالطبع غير كاف تمامًا، ويعطي انطباعًا غير حقيقي على أداء كارت الشاشة.

فنجد أن عبارات شائعة مثلاً أريد كارت شاشة 6 جيجا يستطيع تشغيل ألعاب الكرة وسباقات السيارات هي أول ما يطلبه المشتري أو السائل. يدفعه هذا السؤال دائمًا إلى شراء كارت شاشة غير مناسب لاحتياجه الحقيقي.

هنا يأتي دور مواقع المقارنة بين الكروت المختلفة، وذلك لمعرفة الإمكانيات الحقيقة لقوة كارت الشاشة دون الدخول في تفاصيل تقنية معقدة مثل سرعة المعالج وعدد الأنوية إلى آخر المواصفات، والتي قد تحتاج لفهمها بعد ذلك لو كنت ستشتري كارت الشاشة بغرض العمل على الميديا وإنتاج الفيديو والأنميشن، بينما لو كان الهدف هو الألعاب، يمكنك الاكتفاء بمواقع المقارنات ومراجعات كروت الشاشة على المواقع المتخصصة.

أحد أهم هذه المواقع هو GPUBoss ويقدم لك إمكانية مقارنة أي كارتي شاشة في السوق بكامل التفاصيل الممكنة، يشبهه كثيرًا لكن في نطاق مراجعات واختبارات كروت الشاشة موقع TomsHardware والذي أعتمد عليه كثيرًا بشكل شخصي، لا تجد كارت شاشة تقريبًا دون مراجعة وتجارب استخدام عليه. يقدم الموقع أيضًا أفضل كروت شاشة في كل فئة سعرية، تجدها هنا، وكذلك مقارنات شاملة لأداء كروت الشاشة، تجدها هنا. اقرأ أيضًا التفاصيل التقنية لكروت الشاشة بالعربية من خلال موقع بوابة التكنولوجيا.


4. أنظمة متطورة تهم المستخدم المحترف فقط

نتحدث عنها عن تقنيات استخدام أكثر من كارت شاشة بالتوازي، وكذلك استخدام التبريد المائي. هنا عادة ما يكون المستخدم يهدف للألعاب بأعلى جودة 4K ممكنة على شاشة عملاقة، أو يهدف للعمل المحترف جدًا في مجال معالجة الفيديو والأنميشن.

تقنيات مثلًا SLI و CrossFire تقدم حلًا ممتازًا لهذا النمط من الاستخدام، لكن هنا يجب أن يكون التفكير من البداية شاملًا جدًا، حيث يجب أن تشتري لوحة أم تدعم تلك التقنيات بسرعات مرتفعة حتى تستفيد استفادة حقيقة من كارت الشاشة الذي ستدفع فيه مبلغًا كبيرًا، كذلك يجب أن تفكر في استهلاك الطاقة، والتبريد المناسب لهذا النمط من الاستخدام لفترات طويلة في المعتاد. ببساطة، في هذه الحالة يجب أن تكون مستعدًا لدفع الكثير من المال دون تفكير كثير.