محتوى مترجم
المصدر
New York Times
التاريخ
2017/06/01
الكاتب
DAVID BARSTOW, SUSANNE CRAIG, RUSS BUETTNER and MEGAN TWOHEY

عام 1995م، أبلغ «دونالد جاي ترامب» عن خسارة بقيمة 916 مليون دولار في كشوف إيراداته الضريبية، ما يؤدي إلى تخفيض ضريبي كبير ربما قد أتاح له قانونيًا تجنب دفع ضرائب دخل اتحادية لحوالي 18 عامًا. تفيد بهذا سجلات حصلت عليها النيويورك تايمز.

تكشف سجلات ضرائب عام 1995م، التي لم يتم نشرها قط من قبل، عن المزايا الضريبية الهائلة التي جناها السيد ترامب، المرشح الرئاسي الجمهوري، من الخراب المالي الذي سببه في أوائل التسعينيات، من خلال سوء إدارته لثلاثة ملاهي ليلية بمدينة أتلانتك سيتي، وغزوته المنكوبة لعالم شركات الطيران، وشرائه سيء التوقيت لفندق البلازا في مانهاتن.

قال الخبراء الضريبيون الذين استأجرت جريدةُ التايمز خدماتهم من أجل تحليل سجلات السيد ترامب لعام 1995م، أن القواعد الضريبية المواتية خصيصًا لمقدمي الإقرارات الضريبية الأغنياء من شأنها أن تسمح للسيد ترامب باستخدام خسارته البالغة 916 مليون دولار لإلغاء كمية مماثلة من الدخل الخاضع للضريبة على مدى 18 عامًا.

رغم أن الدخل الخاضع للضريبة الذي جناه السيد ترامب في السنوات اللاحقة لم تُعرف تفاصيله بعد، إلا أن خسارة بقيمة 916 مليون دولار في عام 1995م كانت كبيرة بما يكفي لمحو ما يزيد عن 50 مليون دولار سنويًا من الدخل الخاضع للضريبة على مدى 18 عامًا.

كان بإمكان الخسارة البالغة 916 مليون دولار إلغاء أيّة ضرائب دخل فيدرالية، دان بها ترامب على الـ 50000 دولار إلى 100000 دولار التي كانت تُدفع له مقابل كل حلقة من برنامج «The Apprentice»، أو الرقم البالغ حوالي 45 مليون دولار الذي كان يحصل عليه فيما بين عاميّ 1995م و 2009م عندما كان رئيس مجلس الإدارة أو الرئيس التنفيذي لشركة المساهمة العامة التي أسسها ليتولى زمام ملاهيه الليلية المضطربة بـأتلانتك سيتي. شاهد المساهمون العاديون في الشركة الجديدة، أثناء ذلك، قيمة أسهمهم تنهار إلى 17 سنتًا من 35.50 دولار، بينما لم تُدفع أجور العشرات من المتعاقدين للعمل في ملاهي السيد ترامب الليلية، وجنى حمَلة سندات الملاهي الليلية سنتات مقابل دولاراتهم.

«حصل على منفعة هائلة نتيجة للدمار الذي تسبب فيه» في أوائل التسعينيات، بحسب «جويل روزنفيلد»، أحد الخبراء، وهو أستاذ مساعد في معهد شاك للعقارات بجامعة نيويورك. عرض السيد روزنفيلد وصفه لما كان سينصح به عميلًا جاءه بإقرار ضريبي كإقرار السيد ترامب: «هل تدرك أنك تستطيع تحقيق دخل بقيمة 916 مليون دولار دون دفع نيكلٍ واحد للضرائب؟».

رفض السيد ترامب التعليق على الوثائق. عوضًا عن ذلك، أصدرت حملته الانتخابية بيانًا لم يعارض أو يؤكد الخسارة البالغة 916 مليون دولار.

قال البيان: «السيد ترامب رجل أعمال على درجة عالية من الكفاءة يتحمل مسؤوليةً ائتمانيةً عن عمله التجاري وعائلته وموظفيه لدفع ضرائب لا تزيد عن المطلوب قانونًا. وبناءً على ما تقدم، فالسيد ترامب قد دفع مئات الملايين من الدولارات كضرائب ملكية، وضرائب إنتاج ومبيعات، وضرائب عقارية، وضرائب المدينة، وضرائب الولاية، وضرائب الموظفين، وضرائب اتحادية».

واصل البيان، «يعرف السيد ترامب القانون الضريبي أفضل بكثير من أيّ شخص سبق وأن ترشّح للرئاسة، وهو الوحيد الذي يعرف كيفية إصلاحه».

قال خبراء أنه لا شيء في الوثائق يشير إلى جُرم اقترفه السيد ترامب، حتى لو كان حجم الخسارة قد جذب تدقيقًا إضافيًا من قبل مراجعي مكتب ضريبة الدخل الأمريكي

في سياق منفصل، بعث أحد محاميي السيد ترامب، «مارك إي. كازويتس»، برسالة عبر البريد الإليكتروني إلى جريدة التايمز محتجًّا بأن نشر السجلات غير قانوني لأن السيد ترامب لم يأذن بكشف أي من إقراراته الضريبية. هدد السيد كازويتس بـ «البدء الفوري بالإجراءات القانونية المناسبة».

برز رفضُ السيد ترامب لنشر إقراراته الضريبية -خارجًا عن تقليدٍ استمر لعقود في سباق الانتخابات الرئاسية- كقضية محورية في الحملة الانتخابية، مع مطالبة غالبية الناخبين بإعلانه لها. رفض السيد ترامب فعل هذا، وقال إنه تتم مراجعتها من قبل مكتب ضريبة الدخل الأمريكي.

في المناظرة الرئاسية، حين أشارت هيلاري كلينتون إلى أن السيد ترامب يرفض إعلان إقراراته الضريبية حتى لا يعرف الناخبون «أنه لم يدفع شيئًا للضرائب الاتحادية»، وحين لفتت الانتباه أيضًا إلى أن السيد ترامب قد صرّح ذات مرة لمراقبي الملاهي الليلية بأنه لم يدفع ضرائب اتحادية في نهاية السبعينيات، ردّ عليها السيد ترامب بـ «هذا يدل على ذكائي».

قال خبراء الضرائب الذين استشارتهم جريدة التايمز أنه لا شيء في وثائق عام 1995م يشير إلى جُرم اقترفه السيد ترامب، حتى لو كان الحجم الضخم للخسارة التي أبلغ عنها قد جذب على الأرجح تدقيقًا إضافيًا من قبل مراجعي مكتب ضريبة الدخل الأمريكي. قال السيد روزنفيلد: «حين يرى مراجعو مكتب ضريبة الدخل 916 مليون دولار سالبة، ينبغي أن يبرز هذا الرقم عن سواه أمام أعينهم».

تمثل الوثائق التي فحصتها جريدة التايمز جزءًا صغيرًا من الإقرارات الضريبية الضخمة التي قدّمها السيد ترامب عام 1995م.

الوثائق مكونة من ثلاث صفحات مما بدا أنه الإقرارات الضريبية الخاصة بالسيد ترامب لعام 1995م. أُرسلت الصفحات بالبريد الشهر الماضي لـ سوزان كريج، صحافية في التايمز كانت قد كتبت عن الشؤون المالية للسيد ترامب. الوثائق عبارة عن الصفحة الأولى من الإقرار الضريبي للمقيمين بولاية نيويورك، والصفحة الأولى من الإقرار الضريبي لغير المقيمين بولاية نيوجيرسي، والصفحة الأولى من الإقرار الضريبي لغير المقيمين بولاية كونيتيكت. حملت كل صفحة الأسماء وأرقام الضمان الاجتماعي للسيد ترامب ومارلا مابلز، زوجته في ذلك الوقت. وحدها وثيقة نيوجيرسي تحمل ما يبدو أنه توقيعاتهما.

وصلت الوثائق الثلاثة عن طريق البريد إلى مقر التايمز بختم بريدي يوضح أنه تم إرسالها من مدينة نيويورك. يزعم عنوان الإرجاع أن الظرف تم إرساله من برج ترامب (المقر الرئيسي لمؤسسة ترامب).

يوم الأربعاء، عرضت التايمز الوثائق الضريبية على جاك ميتنيك، محامٍ ومحاسب عام معتمد تولى الشؤون الضريبية للسيد ترامب لأكثر من 30 عامًا، حتى 1996م. كان اسم السيد ميتنيك مدرجًا كـ «المُعِدّ الضريبي» على وثيقة نيوجيرسي الضريبية.

السيد ميتنيك، ثمانون عامًا، حاليًا شبه متقاعد ويعيش في فلوريدا، قال إنه بينما لم يعد قادرًا على الوصول إلى الإقرارات الرسمية للسيد ترامب، إلا أن الوثائق تبدو نسخًا أصلية لأجزاء من الإقرارات الضريبية للسيد ترامب عام 1995م. قال السيد ميتنك أن التوقيع على سطر المُعِدّ الضريبي في وثيقة نيوجرسي هو توقيعه، وبغير تردد فسّر شذوذًا واضحًا في طريقة ظهور أرقام كبيرة بشكل خاص على الوثيقة الضريبية لمدينة نيويورك.

قال إن عيبًا في برنامج الحاسوب الضريبي الذي كان يستخدمه حينها منعه من طباعة خسارة مكونة من تسعة أرقام على الإقرار الضريبي لمدينة نيويورك الخاص بالسيد ترامب. لهذا، فعلى سبيل المثال، خسارة «-915729293» على السطر الثامن عشر من الإقرار انطبعت كـ «5729293». كنتيجة لذلك، يتذكر السيد ميتنيك، أنه اضطر لاستخدام آلته الكاتبة لإضافة «-9» يدويًا، وبالتالي يفسر هذا سبب ظهور الرقمين الأوّلين بخط مختلف وفي غير محاذاة كاملة للسبعة أرقام التالية.

«هذا قانوني»، قال، دافعًا إصبعه في الوثيقة.

لعدم اشتمال الوثائق على أيّة صفحات من الإقرار الضريبي الاتحادي الخاص بالسيد ترامب، من المستحيل تحديد كمّ المال الذي قد يكون تبرع به للأعمال الخيرية ذاك العام

لعدم اشتمال الوثائق المرسلة إلى التايمز على أيّة صفحات من الإقرار الضريبي الاتحادي الخاص بالسيد ترامب، من المستحيل تحديد كمّ المال الذي قد يكون تبرع به للأعمال الخيرية ذاك العام. تبين وثائق الولاية، مع ذلك، أن السيد ترامب رفض فرصة المساهمة في الصندوق التذكاري لقدامى المحاربين بفيتنام التابع لولاية نيوجيرسي، أو صندوق حماية الحياة البرية بنيوجيرسي، أو الصندوق الائتماني للأطفال. أيضًا رفض المساهمة بمليون دولار لصالح التمويل المجتمعي لانتخابات الحاكم بولاية نيوجيرسي.

بالإضافة إلى ذلك لا تلقي الوثائق الضريبية أيّ ضوء على صافي قيمة رأس مال السيد ترامب البالغ 2 بليون دولار في تلك الفترة. هذا لأن الحسابات المعقدة للخصومات التجارية التي أنتجت خسارة ضريبية بقيمة 916 مليون دولار هي أمر منفصل عن كيفية تقييم السيد ترامب لأصوله المالية، كما قال الخبراء الضريبيون.

ولا توحي الخسارة البالغة 916 مليون دولار بأن السيد ترامب دخل في ضائقة مالية أو أفلس تمامًا عام 1995م. كان التدفق النقدي المتولد عن أعماله التجارية المتنوعة ذاك العام أكثر من كاف لخدمة ديونه الكثيرة.

لكن رغم تشظّيها، توفر الوثائق رؤية جديدة للشؤون المالية للسيد ترامب، التي هي موضع استقراء كثيف بسبب تركيز السيد ترامب على سجله التجاري أثناء حملته الانتخابية الرئاسية.

تبين الوثائق، على سبيل المثال، أنه بينما أبلغ السيد ترامب عن 7.4 مليون دولار كإيرادات فوائد عام 1995م، سجّل فقط 6108 دولارات في الأجور والمرتبات والإكراميات. توحي أيضًا بأن السيد ترامب استغل بشكل كامل الثغرات الضريبية السخية المتاحة على وجه التحديد لمتعهدي العقارات التجارية ليدّعي خسارة بقيمة 15.8 مليون دولار عام 1995م على حيازاته وشراكاته العقارية.

لكن أهم كشف من الوثائق الضريبية لعام 1995م هو درجة استفادة السيد ترامب من بند ضريبي تقدّره بشكل خاص العائلات الملكية الأمريكية، التي، مثل ترامب، تحتفظ بثروتها داخل شبكات بيزنطية من الشراكات والشركات محدودة المسئولية والشركات ذات رأس المال المنغلق.

البند، المعروف باسم صافي الخسارة التشغيلية، أو N.O.L.، يسمح لمجموعة مذهلة من الخصومات والنفقات التجارية وتدني قيمة العقارات والخسارات من بيع أصول الأعمال التجارية وحتى الخسارات التشغيلية لأن تنساب من ملفات الميزانيات العمومية لتلك الشراكات والشركات محدودة المسئولية والشركات ذات رأس المال المنغلق إلى الإقرارات الضريبية الشخصية لرجال مثل السيد ترامب. بالتالي، يمكن استخدام هذه الخسارات لإلغاء كمية مماثلة من الدخل الخاضع للضريبة من، مثلاً، حقوق ملكية كتاب أو صفقات العلامات التجارية.

أفضل من هذا، إذا كانت الخسارات كبيرة بما يكفي، تستطيع إلغاء دخل خاضع للضريبة تم كسبه في سنوات أخرى. طبقا لقواعد مكتب ضريبة الدخل الأمريكي عام 1995م، صافي الخسارات التشغيلية يمكن استخدامه لمحو الدخل الخاضع للضريبة المكتسب في الأعوام الثلاثة السابقة والـ 15 عامًا التالية للخسارة. (يختلف تأثير صافي الخسارات التشغيلية على ضرائب الدخل للولاية، حسب النظام الضريبي لكل ولاية).

قال الخبراء الضريبيون الذين استشارتهم التايمز أن صافي الخسارة التشغيلية التي أبلغ عنها السيد ترامب عام 1995م بكل تأكيد اشتملت على صافي خسارات تشغيلية تم ترحيلها من أوائل التسعينيات، حين كانت أغلب الممتلكات الرئيسية للسيد ترامب تنزف مالاً. حقًا، بحلول عام 1990م، كانت إمبراطوريته التجارية بكاملها على حافة الانهيار. في بضعة سنوات قصيرة، كدّس 3.4 بليون دولار من الديون—يضمن شخصيًا 832 مليون دولار منها—ليجمع حافظة استثمارية تشمل ثلاثة ملاهي ليلية وفندقًا في أتلانتك سيتي، وفندق البلازا في منهاتن، وخط طيران، ويختًا ضخمًا.

وفقًا للسيد ميتنيك، لم يكن استخدام السيد ترامب لصافي الخسارات التشغيلية مختلفًا عن استخدام عملائه الأثرياء الآخرين

أعطى مراقبو الملاهي الليلية بـنيوجيرسي تلك السنة لمحات عن مذبحة الميزانية العمومية. أبلغ ملهى تاج محل الليلي المملوك لترامب عن صافي خسارة بقيمة 25.5 مليون دولار خلال أول ستة شهور له في 1990م؛ خسر ملهى كاسل المملوك لترامب 43.5 مليون دولار عن السنة. خط طيرانه، ترامب شاتل، خسر 34.5 مليون دولار خلال أول ستة شهور فقط من تلك السنة.

اختتم مراقبو الملاهي الليلة تقريرهم: «ببساطة، المؤسسة ترزح تحت مآزق مالية رهيبة».

أشارت تقارير مراقبي الملاهي الليلة بنيوجيرسي بوضوح إلى أن السيد ترامب ادّعى صافي خسارات تشغيلية ضخمة في تقاريره الضريبية في أوائل التسعينيات. كشفت تقاريرهم، على سبيل المثال، أن السيد ترامب رحّل صافي خسارات تشغيلية في عاميّ 1991 و1993م. أكثر من هذا، قالت التقارير أن الخسارات التي ادّعاها كانت كبيرة بما يكفي لتلغي عمليًا أيّة ضرائب قد يدين بها على ملايين الدولارات من الديون التي كان يعفيه منها دائنوه. (يعتبر مكتب ضريبة الدخل الأمريكي أن الدينَ المعفيّ عنه دخلٌ خاضعٌ للضريبة.)

لكن بشكل حاسم، نقّح مراقبو الملاهي الليلية الحجم الدقيق لصافي الخسارات التشغيلية في النسخ العامة من تقاريرهم. مسؤولان سابقان بولاية نيوجيرسي، كانا مطّلعين على الوثائق غير المنقّحة، لم يستطيعا تذكر الحجم الدقيق للأرقام، لكن قالا بأنه كان ضخمًا.

مجلة بوليتيكو، التي ذكرت سابقًا أن السيد ترامب على الأرجح لم يدفع أيّ ضرائب دخل في عاميّ 1991 و1993م بناءً على وصف لجنة الملاهي الليلية لصافي خساراته التشغيلية، طلبت من السيد ترامب التعليق. أجاب في رسالة بالبريد الإليكتروني: «مرحبًا بكم في عالم العقارات التجارية».

الآن، بفضل سجلات ضرائب السيد ترامب لعام 1995م، ربما أصبح واضحًا أخيرًا مقدار غزله من قشّ سنين الخسارة المالية خيوطَ ذهبٍ من الإعفاءات الضريبية.

السيد ميتنيك، المحامي والمحاسب، كان الشخص الذي اعتمد عليه ترامب أكثر الوقت ليقوم بالغزل. عمل السيد ميتنيك لدى شركة محاسبة صغيرة في لونج آيلاند تخصصت في تولي القضايا الضريبية للعائلات الثرية المالكة للعقارات بنيويورك. لقد تولى لفترة طويلة الشؤون الضريبية لوالد السيد ترامب، فريد سي. ترامب، وقال إنه بدأ بتولي ضرائب دونالد ترامب بعد أن بلغ السيد ترامب عمر الثامنة عشرة.

في مقابلة معه يوم الأربعاء، قال السيد ميتنيك إنه لا يستطيع إفشاء تفاصيل عن الشؤون المالية للسيد ترامب بغير موافقته. لكنه تكلم عن طرق السيد ترامب في التعامل مع الضرائب، وقارن بين مراعاة فريد ترامب للتفاصيل وما وصفه بالأسلوب المتهور وغير المنضبط للسيد ترامب. تذكّر، على سبيل المثال، أنه حينما كان دونالد وإيفانا ترامب يأتيان كل عام للتوقيع على إقراراتهما الضريبية، دائمًا كانت إيفانا هي من يطرح أسئلة أكثر.

لكن إذا كان السيد ترامب مفتقرًا إلى فهم مُحَنّك بالقانون الضريبي، وإذا كان نادرًا ما أبدي أيّ اهتمام بالتفاصيل خلف الاستراتيجيات الضريبية المتنوعة، قال السيد ميتنيك أنه فهم بوضوح الدور الحاسم الذي قد تلعبه الضرائب في مساعدته على بناء ثروته. قال السيد ميتنيك: «أَدركَ أنه بمقدورنا استخدام القانون الضريبي لحمايته».

وفقًا للسيد ميتنيك، لم يكن استخدام السيد ترامب لصافي الخسارات التشغيلية مختلفًا عن استخدام عملائه الأثرياء الآخرين. قال مشيرًا إلى الخسارة البالغة 916 مليون دولار في الإقرارات الضريبية للسيد ترامب: «قد يكون بها رقمان إضافيان بالمقارنة مع عمل شخص آخر، لكن كلهم استفادوا بالطريقة نفسها».

في «فن الصفقات»، كتابه الذي حقق أعلى المبيعات عام 1987م، أشار السيد ترامب إلى السيد ميتنيك على أنه «محاسبي»—رغم أنه أخطأ في تهجئة اسمه. وصف السيد ترامب كيف كان يستشير السيد ميتنيك عن التأثيرات الضريبية المترتبة على صفقات يفكر في عقدها وطلبه لنصيحته عن الكيفية التي قد تؤثر بها اللوائح الضريبية الاتحادية الجديدة على الإعفاءات الضريبية العقارية.

السيد ميتنيك، رغم ذلك، قال إنه كانت تأتي أوقات حتى عليه هو، مع كل السنوات التي قضاها في مساعدة أثرياء نيويورك على الإبحار بين بنود قانون الضرائب، يجد خلالها صعوبة في مواجهة عدم اتساق عمله لصالح السيد ترامب. كان مدركًا تمامًا أن السيد ترامب يعيش حياة بذخ فوق الخيال يرجع جزء من الفضل فيها إلى قدرة السيد ميتنيك على إراحته من عبء دفع الضرائب كبقية الناس.

قال: «كان الرجل يقوم ببناء صافي قيمة مذهل ولا يدفع ضرائب عليه».