محتوى مترجم
المصدر
Cairo Scene
التاريخ
2016/07/16
الكاتب

بما أن مصر تُعرف بـ «أم الدنيا»، يبدو الوجود الدولي بها ملائمًا، أليس كذلك؟ الأمر صحيح، فبمجرد أن تلصق كلمة «دولي» باسم أي مؤسسة أو شركة مصرية، لا يجعلها ذلك مميزة فقط، بل ويعطيها قيمة أكبر – وهو ما ينطبق بشكل خاص على المدارس الدولية.إن كان لديك الأموال الكافية، هل ستفضل أن ترسل أطفالك إلى «مدرسة كايروسين» أم «مدرسة كايروسين الدولية»؟ سترسلهم إلى الأخيرة، أليس كذلك؟ بالتأكيد، فاسم الأخيرة يبدو مبشرًا بالسلامة وضامنًا لوجود معلمين أجانب ومؤهلين ليقدموا لأطفالك ما يكفي من العلم والتعليم ليعيشوا حياة متحضرة.ولكن في الواقع، كلما سمعنا حكايات أكثر من تلك المدارس، كلما اعتقدنا أن هذه الوعود ربما تكون مجرد صورة نمطية. لأنه داخل المدارس الدولية، قد تحدث حالات اعتداء جنسيوممارسات توظيف مشكوك فيها. عادة ما تنكر السلطات وقوع هذه الحوادث، وعادة ما نعلق في محاولة إنقاذ أطفالنا من هذه المواقف – لكن لدينا الآن مدرسين من بعض المدارس الدولية بمصر، والذين سيقدمون لنا لمحة عن حقيقة تلك المدارس.


1. أليكسا

تعد بعض المدارس الدولية معتمدة فنيًا؛ فمناهجها – من حيث المحتوى وأساليب التدريس – تكون عادة معتمدة بواسطة مفتش من وزارة التربية والتعليم أو من الدولة أو المنظمة التي تعتمد المدرسة.وهذا بالأساس هو ما يساعد الآباء أو أولياء الأمور على الشعور بشكل أفضل بأنهم قد ألحقوا أطفالهم بمدرسة «أمريكية» أو «كندية» معتمدة، أو أيًا ما كانت تدعيه إدارة المدرسة. لكن مؤخرًا، بسبب الحوادث المرتبطة بالإرهاب، وإسقاط الطائرات، تعتبر مصر الآن منطقة خطرة، ولم تعد الدول التي تمنح الاعتمادات ترسل مفتشين.هل تصدق أن الاعتماد الآن يُجرى عبر البريد الإلكتروني يمكنك كتابة أي شيء في رسالة بريد إلكتروني، وسيبدو كل شيء على ما يرام على الأوراق، لكن ذلك لا يعبر عن الواقع.ولإيضاح هذه الممارسات المشكوك فيها، أجريت مقابلة للعمل بمدرسة بمدينة 6 أكتوبر – وبعد شهرين، أغلقت المدرسة لأن المدير تعرض للسجن، تم تسريح جميع الموظفين، وكانت فرصة إعادة تشغيل المدرسة ضئيلة جدًا.


2. جاسون

بدأتُ في يناير الماضي العمل مدرسًا للغة الفرنسية للصف التاسع ومدرسًا للرياضيات للصف العاشر بمدرسة دولية. أود أن أقول إن التجربة كانت إيجابية في معظمها. كان مرتبي جيدًا – وفق المعايير المصرية – وفعلت ما بوسعي لتعليم تلاميذي. وبصفتي كنديًا، كنت مدركًا لحقيقة أنني انتفعت من أحد أفضل أنظمة التعليم في العالم، وفعلت ما بوسعي لتطبيق هذه المعايير.كان مدرائي سعداء بأدائي، على خلاف تلاميذي – الذين لم يستفيدوا بقدر ما أردت. ربما يرجع ذلك لعامل الثقافة، ربما كان التدريس لهذه المجموعة صعبًا بشكل خاص، لكن ببساطة، لم يهتموا كثيرًا بشأن المدرسة.لم تتعلق المشكلة بجودة أداء المدرسين، التي كانت في نظري مرتفعة – وقد أرادوا بالفعل أداء مهمة التدريس – لكن عندما تتعامل مع مؤسسة ربحية ضعيفة التنظيم، مثل تلك المدارس الدولية المصرية، عادة ما ستغلب الأموال على التعليم؛ وعلى المدى البعيد، سيكون الأطفال المصريون هم من سيعاني، وبشكل أعم، ستدفع مصر الثمن.


3. زايا

أغلبية المدرسين في مصر ليس لديهم تصاريح للعمل، ولا يرجع ذلك لتهربهم من استخراجها، بل لأن معظمهم لا يستطيعون الحصول عليها – وفي الواقع، بعضهم لا يدرك حتى أهمية التصاريح لأن موظِفيهم يبلغونهم بأنهم قد يفقدون وظائفهم لافتقادهم المؤهلات الملائمة.لكن الحقيقة هي أن مُلّاك المدارس يتجنبون دفع الضرائب عبر عدم إعلان عدد الموظفين الحقيقي وبالتالي لا يتسلمون تصاريح العمل. لقد اعترف لنا مُلّاك المدرسة بصراحة – أخيرًا – بأنهم قد سجلونا كـمتطوعين لتجنب دفع الضرائب، وهذا هو السبب الحقيقي لعدم حصولنا على تصاريح العمل.في إحدى المرات، أثناء التفتيش على المدرسة، طُلب مني ومن أربعة معلمين أجانب آخرين الذهاب إلى مخزن وراء غرفة الألعاب الرياضية وتصحيح الأوراق في صمت، بينما جاء المفتشون للاطلاع على التأشيرات – كان الأمر مهينًا للغاية.


4. جيلان

كنتُ مصدومة بسبب المستويات التعليمية التي أثقلوا الطفل بها مع فشلهم في توفير الدعم المناسب في الفصول الدراسية – فهناك أطفال بالصف الثاني من رياض الأطفال يتوقع منهم التمكن من القراءة والطرح!حدث لأحد التلاميذ، بعد فترة وجيزة من بدء الدراسة، حادث في ملعب المدرسة، لكن مدرسة اللغة العربية لم تذكر الأمر – بل اشتكت من أنه كان مهتمًا بالنوم أكثر من الاستماع إليها أو الاستجابة لها. لكن والدته طبيبة، وتمكنت من تشخيص إصابة ابنها بأنها ارتجاج في المخ عندما عادت إلى المنزل.لقد سقط من أعلى لعبة التزحلق – وهي سقطة عالية إلى حد ما كان ينبغي الإبلاغ عنه فورًا، خصوصًا بما أنه في اليوم التالي جاء الطفل بنتوء كبير وكدمة ضخمة على جبهته. كيف يمكن إخفاء ذلك، أو الغفلة عنه؟


5. تيري

أظن أن أغلب المدارس الدولية في مصر مريعة؛ فهي تعمل كشركات لجمع المال.معظم مُلّاك المدارس سيفعلون ذلك على حساب الآباء، الموظفين، وللأسف، تعليم التلاميذ. بعد أن وقعت عقدًا لمدة عام، اكتشفت أن رئيس مجلس الإدارة الحقيقي يعيش في تركيا بينما كان بقية أعضاء مجلس الإدراة من أقاربه.كان هناك شيء مريب بالنسبة للتمويل، وسرت بعض الأقاويل عن افتراض أن له علاقة بالإخوان المسلمين أو تنظيم آخر متطرف. لا أقصد أن ذلك يحدث دائمًا، لكن هكذا كان الأمر في محل عملي.هناك بعض الاستثناءات، لكنها قليلة ومتباعدة وسط المدارس الدولية في مصر التي أصبح عددها أكبر من أي وقت مضى. ينبغى فعل شيء ما لتنظيم وضمان جودة وموثوقية هذه المدارس.


6. فيونا

أنا من انجلترا، لكنني لم ألتحق بالجامعة أبدًا – بل بدأت العمل بعد المدرسة الثانوية مباشرة.بينما كانت أقضي إجازة بشرم الشيخ، عرفت أن مالك الفندق يملك أيضًا مدرسة في القاهرة. وعُرض عليّ في الحال وظيفة في المدرسة، وقبلتها – وهناك درست لطلبة الصف الأول دون أي شهادة، خبرة أو تدريب.واتخذت القرار في منتصف العام بالمغادرة والعودة إلى إنجلترا، لأنني بالتأكيد لست معلمة، وبالأساس، لأنهم لم يدربوني مثلما وعدوا.لتلخيص تجربتي: وضعت في غرفة مع أطفال دون أي مساعدة، موارد، كتب أو إشراف.


7. جيسكا

أعمل معلمة بمدرسة دولية إسلامية عريقة في القاهرة. بينما وصلت الإشادة بعملي من جانب الآباء، الطلاب والمعلمين الآخرين إلى مسامع الإدارة، طلبوا مني أداء المزيد من العمل من بيتي. عملت من السادسة صباحًا حتى الواحدة ليلًا لصنع دروس مفصلة للوحة «سمارت بورد باور بوينتس» التفاعلية الذكية – لكن بشكل حتمي، كنت أواجه مشكلة في اللوحة، الحاسوب أو نظام الصوت، ما يجعل عروضي التفاعلية دون قيمة.خلال هذه الفترة، كان لدي أربعة معلمين مشاركين، والذين استقالوا بعد إجهادهم بسبب قرار الإدارة بتكليفهم بالعمل في فصول دراسية مختلفة. قررت الاستقالة بعد أسبوع صعب واجهت فيه تخلف حافلة المدرسة عن توصيلي، إغلاق فصلي الدراسي، وسرقة كتب منه. وفي النهاية، حددت موعدًا مع رئيسة مجلس الإدارة لتقديم استقالتي – وعندما اتصلت مساعدتها بهاتفي المحمول لإرشادي إلى موقع مكتب جديد، سمع اثنان من مدرائي المحادثة مصادفةً، فسارعوا إلى الردهة وصاحوا بي بالإنجليزية والعربية. كما سبوني أمام الأطفال – جذب أحدهما هاتفي عن أذني، وقال إنني كنت وقحة مستخدمًا كلمات غير لائقة، وأغلق الهاتف ورماني به.عندما التقتني رئيسة مجلس الإدارة أخيرًا، ترجتني أن أبقى، لكنني رفضت. استغرق إرسال بقية أجري حوالي أسبوع لأنني حُرمت من دخول المبنى. وعندما عدت، طُلب مني إرجاع جميع مواد الفصل الدراسي أثناء اليوم الدراسي، أمام الأطفال، ما جعلهم يطلبون مني البقاء مع بكائهم.في النهاية، حصلت فقط على جزء من راتبي لأنني هددت بإبلاغ المسؤولين بعدم وجود تأشيرات وبالأمور المالية المشكوك فيها.


هوامش:

لحماية خصوصية المصادر، تم تغيير أسمائهم.