محتوى مترجم
المصدر
Aljazeera
التاريخ
2017/06/28
الكاتب
فرح نجار

يتناول ذلك المقال المنشور على «شبكة الجزيرة الإنجليزية» مسألة أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ودورها في بقائه واستمراره، حتى وإن انتهت دولة خلافته في سوريا والعراق. ويستهل المقال بالإشارة إلى فقدان التنظيم 47% من أراضيه منذ يناير الماضي استنادًا لإحصاءات مؤسسة آي إتش إس ماركيت للبحوث الأمنية والدفاعية.

وينسب لخبراء القول إنه على الرغم من اقتراب التنظيم من الهزيمة العسكرية، فإن أيديولوجيته واسعة الانتشار، ويصعب التخلص منها، وقد تتجدد على أشكال أخرى، وفي ذلك الصدد، يشير «رامي خوري»، وهو أستاذ بالجامعة الأمريكية في بيروت، إلى تزايد القوى الكامنة لداعش على الرغم من تدمير هيكله الأساسي.

وعلى ذكر العوامل التي تسهم في ظهور تلك الجماعات، فيرى البعض أن الظروف الاقتصادية السيئة والمناطق المضطربة التي مزقتها الحرب تُعد الأساس لظهور مثل تلك الجماعات، ما قد يعيد ظهور التنظيم مجددًا.

وقال خوري: «ما لم يُتَعَامل مع قضايا البطالة وانتهاكات حقوق الإنسان والقمع السياسي، فإن أيديولوجية التنظيم ستستمر في جذب المحرومين والمهمشين سياسيًّا».وينتقل المقال للحديث عن بداية ظهور داعش الذي أصبح معروفًا عام 2006 باسم الدولة الإسلامية في العراق وتزعمه قادة كبار في القاعدة.

كما يتطرق المقال للحديث عما أسهمت به فترة حكم صدام حسين للعراق والغزو الأمريكي عام 2003 ومجيء الشيعة لسدة السلطة، على ظهور التنظيم وبروزه. ويلفت إلى اندلاع حرب طائفية نتيجة استهداف الحكومة الشيعية للسنة والأكراد تسببت في نزوح أكثر من مليون عراقي بين عامي 2006 و2008.

ويشرح أن تلك الفترة شهدت طرد التنظيم من العاصمة بغداد، ليتوجه صوب الموصل وينشئ خلايا عسكرية بها ويجعلها مركز عملياته، ليشرع في الأعوام التالية في تنفيذ هجمات دامية في بغداد ومحيطها، استهدف خلالها قادة القبائل المتحالفين مع الغرب والنقاط العسكرية الأمريكية.

وفي عام 2010، أصبح البغدادي زعيمًا للتنظيم في أعقاب مقتل سلفه، وبحلول العام 2012، كلف المنتسبين له بإنشاء فرع للتنظيم في شمال شرق سوريا، ليظهر فرع التنظيم للنور بعد خلافات مع جبهة النصرة -فرع تنظيم القاعدة في سوريا. ويشير كولومب ستراك، وهو كبير المحللين بمؤسسة «أي إتش إس ماركيت»، إلى أن داعش يمثل أيديولوجية كانت موجودة منذ عقود.

ويرى ستراك أنه حال تلقي داعش هزيمة عسكرية، فسيملأ الفراغ الذي سيخلفه جماعات أخرى مماثلة، وبشكل أساسي فروع تنظيم القاعدة، والتي ستكون مجددًا بديلًا جذابًا للعرب السنة بالعراق المهمشين من الحكومة الشيعية وتنامي النفوذ الإيراني.

ويرجح ستراك أن يهزم التنظيم عسكريًّا بحلول نهاية العام الجاري، خاصة مع تقلص أراضيه واقتصار وجوده على جيوب صغيرة معزولة في العراق وجزء صغير من المدن بدير الزور السورية.

ووفقًا لستراك، فإن صعود وانهيار داعش اتسم بالتضخم السريع ثم التراجع المستمر، فمحاولة التنظيم السيطرة على الرمادي وتدمر في مايو 2015 كانت نقطة تحول رئيسية.

ويتابع: «إن محاولة التنظيم استعادة السيطرة على الرمادي وتدمر بعد طرده منهما ترك معبر تل أبيض الاستراتيجي (الذي يعد بوابة من تركيا إلى الرقة) دون حراسة، ما تسبب بخسارته لغالبية أراضيها على طول الحدود السورية مع تركيا».

ويشير المقال إلى صعوبة التكهن بالخطوات التالية لداعش، حيث لايزال التنظيم نشطًا في مدن محافظة دير الزور الغنية بالبترول. كما يرجح أن تكون حملة استعادة الرقة من قبضة داعش فعالة، لكن ربما يستمر التنظيم في حكم مناطق بعيدًا عن معاقله المتبقية.

أما الشيء الذي يشكل تحديًا في تلك النقطة فهو قدرة مؤسسات الدولة على حكم المناطق التي اُسْتُعِيدت السيطرة عليها من التنظيم، وفقًا لرانج علاء الدين، وهو زميل زائر بمعهد بروكينجز في قطر.

ويضيف أن نهاية الخلافة المزعومة لا يعني نهاية التنظيم، فهو يستطيع الانقسام لجماعات مختلفة أو الانضمام لجماعات متطرفة أخرى. كما ينوه علاء الدين بعدم وجود استراتيجية سياسية وإنسانية أو إطار عمل لفترة ما بعد داعش.

ويتابع: «دون وجود موارد لإصلاح الدمار في العراق وسوريا، فستتجسد التحديات في إرساء الاستقرار وتطبيق مبادرات الحكم الجيد ومنح الناس فرص عمل وخدمات أساسية». ويتوقع خبراء أن يحتفظ التنظيم بالقدرة على التعبئة والتخطيط تحت الأرض لشن هجمات متفرقة عبر خلايا متمركزة في شتى أنحاء العالم.