توسط موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» و«يسرائيل هايوم»، عنوان ثابت منذ بداية هجوم المقاومة الفلسطينية على المستوطنات وهو «إسرائيل في حرب».

افتتحت جريدة «هآرتس» أخبارها بأن مصر حذرت إسرائيل من حدوث (شيء كبير)، لكنها فضلت التركيز على الضفة الغربية، وكتب الصحفيين الإسرائيليين «يوهانتن ليس، وجاكي حوجي، وإيبي فيرويترس»، بإن مصدر من المخابرات المصرية صرح لوكالة الأنباء «أسوشيتد برس» بإن مصر حذرت من أن الوضع سينفجر عما قريب وقريبًا جدًا، وأن التابعيات ستكون شديدة جدًا، ولكنهم قللوا من شأن تلك التحذيرات وقال مصدر مقرب من حماس لرويترز: إنهم منذ عملية جدار الحرس (يُقصد بها الشهيد محمد صلاح المصري) وبدأ في التدريب على نماذج مصغرة من المستوطنات.

وصل لجيش الدفاع أن إيران تعاونت مع قوات حماس في ذلك الهجوم المفاجئ، ولكن نفت طهران هذا الأمر، وصرح أيضًا الخُميني إنهم يقبلون أيدي حماس، والجيش الإسرائيلي هُزم عسكريًا، في حين صرح جيش الدفاع أنه سيتم السيطرة الكاملة على قطاع غزة، مُعلنًا أن أي شخص سيقترب من السياج سيقتل.

فخ الحرب وفشل الدولة في حماية مواطنيها

كتب الصحفي الإسرائيلي «عاموس هارئيل» على موقع «هآرتس» أن إسرائيل وقعت في فخ الحرب، وأن الهجوم المفاجئ الناجح الذي نفذته حماس، والذي لا تزال نتائجه رهيبة، ويضع إسرائيل في مسارات عديدة، لا مسار منهم واعد، وسيتطلب ذلك ردًا عسكريًا عدوانيًا، ولكن إسرائيل لابد أن تفعل ذلك دون التورط في حرب متعددة الساحات والتي ستشمل بالتأكيد حزب الله، ولا بد التعامل مع الواقع الجديد؛ وذلك فإن العدو يحتجز عشرات الرهائن والأسرى وعددًا كبيرًا من جثث الجنود والمدنيين الإسرائيليين.

«فشلت الدولة في حمايتنا»، هكذا صرح أحد المستوطنين الإسرائيليين عندما قص ما حدث له أثناء الهجوم، ينقل الصحفي «أمير تابين» جزء مما حدث على لسان أحد المستوطنين، كنا محاصرين لساعات ووالدي البالغ من العمر 62 عامًا قاتل -الإرهابين- في حين فشلت الدولة في ذلك، لقد عشنا حلم في «ناحال عوز» (اسم كيبوتس- مستوطنة)، واستيقظنا على كابوس.

يعرض لنا الصحفي «جاكي حوجي» الجانب الآخر من الحدث وهو قطاع غزة، فهاجم جيش الدفاع الإسرائيلي مئات الأهداف في قطاع غزة بما ذلك البنية التحتية المدنية لحركة حماس، وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 413 شخصًا في قطاع غزة من بينهم 78 طفل ومراهق، ويبدو أن عدد القتلى أكثر مما أُعلن، وتم قطع الكهرباء والماء عن القطاع، هذه الأرقام تعرضت لزيادة دورية خلال كتابة سطور هذا المقال.

سجل الصحفي «يوئيف زيتون» على موقع «يديعوت أحرونوت» شهادة قائد الفرقة العميد «دان جولدفوس» من ساحة الحرب (كما اسماها)، «كانت مذبحة، قاتلت مع عدد قليل من المقاتلين في الساعات الأولى من الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس، الأحداث صعبة، حدث لم نشهده من قبل، ولم يكن هناك أحد لنتحدث معه، طار المقاتلون من مستوطنة لأخرى، ونبذل جهدًا كبيرًا لتطهير كل سنتيمتر في الفضاء ولم نعثر على أي أنفاق هجومية حتى الآن، واستبعدنا أي مخاوف من وجود أنفاق في المستوطنات، تلقينا لكمة في المعدة لكننا سيطرنا على خط التماس ونحن الآن في هجوم كبير».

المقدم «دان جولدفوس» قائد الفرقة 98 وهو القائد الأعلى رتبة في الميدان خلال الساعات الأولى من هجوم حماس المفاجئ يوم السبت الثامنة صباحًا، وفي باحة الطبيعة (وهى مكان بجوار المستوطنة) بالقرب من كيبوتس «رعيم» وقعت المذبحة، وبعد ذلك انتقل إلى مستوطنة أخرى وخاض معارك مع العديد من الإرهابيين.

ينقل لنا الحدث المقدم «دان» ويصف المشهد كما رأه هو: «لم نشهد حدث مثل ذلك من قبل، قتل جماعي للمدنيين والمنازل والشاحنات، مشهد سريالي ونفسي شديد الصعوبة، لم تكن باحة للطبيعة بل ساحة للطبخ. تلقيتُ رسالة على هاتفي «تعالوا وانقذونا»»، ثم اتجه إلى كيبوتس «كفار غزة» وتعاونوا مع القوات الجوية، وكانت قوات حماس تحمل أعدادًا هائلة من الذخائر وصواريخ مضادة للدبابات ومدافع رشاشة وقنابل يدوية، في «ناحال عوز» واجهوا ما بين من 15 إلى 20 من قوات حماس، في البداية كان الأمر غير واضح وصعب للغاية، بعد ذلك قمنا بحشد كافة قوات الاحتياط التي وصلت إلى المنازل بعد القتال، اكتشفنا وجود -إرهابيين- بداخل الخزانات يخرجون بعد ذلك.

حماس في قلب إسرائيل

كتب «مائير توخمان» على موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عدو في الشارع يطلق النار من كل حدب وصوب، معركة مركز الشرطة الآن في الشوارع، (يظهر هنا وفي العديد من التصريحات، عامل الاندهاش مما حدث، بأنهم يرون العدو يسير بشكل مفزع في شوارعهم يهددهم بلا خوف من شرطي أو جندي)، قائد مخفر الشرطة «دفير أروبس» يصرح بأن ما حدث من أصعب لحظاته وهزت البلاد.

بعد مرور 72 ساعة من الهجوم المفاجئ، شُكلت حكومة طوارئ، وستنضم لها المعارضة، فلا خيار آخر، هكذا كتبت الصحفية الإسرائيلية «موران الزولائي» على موقع מקור ראשון المصدر الأول.

أما «عطرا جرمان» فكتبن على موقع «מקור ראשון – المصدر الأول»، يَدرس «نتنياهو» تشكيل حكومة طوارئ وطنية، والمعارضة تقدم الدعم للعملية العسكرية، التقى نتنياهو مساء السبت مع بيني غايتس ويائير لايد.

كتب الصحفي «يسي ألمقيط – ישי אלמקיט» في موقع «מקור ראשון»، إنه تمت السيطرة الكاملة على المستوطنات ولم يدخل أي -إرهابي- عبر السياج.

حرب السيوف الحديدية

كتب «يسي ألمقيط» اليوم 10 أكتوبر 2023، أن قائد الكتيبة 98 صرح: «الآن نستعد للمرحلة بالهجوم». ومع بداية اليوم الثالث من الحرب بدأت إسرائيل بضربات جوية على غزة، كما تم استبعاد المخاوف من تسلل الإرهابيين إلى شمال هضبة الجولان عدد القتلى لا يقل عن 900.

بدأ الجيش الإسرائيلي صباح (الثلاثاء) بغارات جوية في خان يونس ومواقع أخرى في وسط غزة، بينما أطلقت حماس خلال الليل وابلًا إضافيًا من الصواريخ باتجاه المستوطنات الجنوبية، كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل المقدم عليم عبد الله قائد الكتيبة  300 أثناء اشتباكات مع -الإرهابيين- على الحدود اللبنانية، مع نهاية اليوم الثالث من حرب غزة وبداية اليوم الرابع من القتال، هاجم جيش الدفاع الإسرائيلي مئات المواقع في جميع أنحاء قطاع غزة ليلاً، حيث هاجمت عشرات الطائرات المقاتلة أكثر من 200 موقع مثل: حي الرمال وخان يونس.

الحرب في غزة: هذه هي الطريقة التي يمكنك من خلالها التعرف على نوبة القلق ومنعها. عنوان آخر للصحفي «يسي ألمقيط» على موقع «מקןר ראשון» فمع اندلاع الحرب في غزة والأحداث المتطرفة والتقارير الصعبة، اهتزت الحالة العقلية للعديد من الإسرائيليين، وأصبحوا يعانون بشكل رئيس من التوتر والخوف والأرق، في أعقاب ذلك، تم فتح العشرات من مراكز المساعدة النفسية، سواء وجهًا لوجه أو عبر الهاتف أو عبر الإنترنت، بهدف توفير استجابة أولية للإسرائيليين الذين يحتاجون إلى آذان صاغية ومهنية.

نشر موقع «إسرائيل هايوم» أن حرب السيوف الحديدة في يومها الرابع: سيطر الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، وتواصل القوات الميدانية العديدة عمليات المسح من منزل إلى منزل؛ للتأكد من عدم وجود أي -إرهابيين- مختبئين، كما لا تزال العديد من الجثث موجودة، ويجري الآن إجلاء الأشخاص، ويتم بذل جهد كبير للعثور على الجرحى الذين ربما ما زالوا مختبئين.

انتهت عملية إخلاء السكان المحاذيين للسياج، في الوقت الحالي، تركز القوات بشكل أساسي على سد جميع الثغرات الموجودة في السياج.