استيقظ المصريون صباح الجمعة 26 مايو/ آيار على خبر حادث إرهابي مروع في محافظة المنيا (جنوبي مصر)، حيث أطلق مسلحون الرصاص على حافلة تقل عددًا من الأقباط وهم في طريقهم من محافظة بني سويف إلى دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا، وأسفر الحادث المروع عن قتل 26 شخصًا وجرح 25 آخرين، ومن بين الضحايا أطفال دون السابعة من العمر.

ونقلا عن شهود عيان،قال الأنبا «أغاثون» أسقف مطرانية «مغاغة» و«العدوة» بمحافظة المنيا إنه بعد 4 كيلومترات من الصحراوي الغربي فى طريق دير الأنبا صموئيل داهمت سيارتا دفع رباعي بهما ملثمون بعضهم يرتدي أحذية تشبه الحذاء العسكري وبعضهم يرتدي جلبابا أطلقوا النار على 3 حافلات وميكروباص من «بني مزار» وسيارة ربع نقل من قرية «دير الجرنوس» بمغاغة.


حقيقة استخدام زي عسكري من قبل المنفذين.. وكيف وقع الحادث؟

بعد وقوع حادث استهداف الأقباط صدرت العديد من التصريحات المتضاربة حول هوية وطريقة تنفيذ العملية الإرهابية، فقد أعلنت وزارة الداخلية أن الهجوم الذي وقع بواسطة مجهولين استقلوا 3 سيارات دفع رباعي وأطلقوا النيران بشكل عشوائي تجاه الحافلات التي كانت تقل عددًا من الأقباط، وأن الحادث وقع أثناء سير تلك الحافلات بأحد الطرق الفرعية الصحراوية ، المتوجهة إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة.

وبحسب روايات شهود العيان فقد ارتدى بعض الذين قاموا باستيقاف الأتوبيس زيا أشبه بالزي العسكري وأحذية شبيهة بالأحذية العسكرية، واستولوا على ممتلكات من كانوا في الأتوبيس قبل إطلاق النار على من فيه.

بينما قالت روايات أخرى بحسب فريق النيابة إن منفذي الهجوم كانوا 8 عناصر استقلت سيارتي دفع رباعي، لم تتطرق روايات الشهود التي نشرت نقلا عن فريق النيابة إلى ملابس أو هوية منفذي الهجوم وهو ما ينطبق أيضا على رواية وزارة الداخلية التي أعلنتها في بيانها الرسمي.

وقد أ علنت الأجهزة الأمنية، حالة الاستنفار الأمني بالمنطقة الصحراوية الغربية في المنيا،ودفعت بتشكيلات أمنية في محاولة لتعقب الجناة والقبض عليهم وتم الدفع بتشكيلات أمنية، وقامت بإغلاق الطرق المؤدية لموقع الحادث.

كما أن رواية أخرى لشهود العيان، أفادت أن إطلاق النار وقع تجاه الحافلتين وكانتا تقلان أقباطاً، الأولى، كانت تقل مجموعة في طريقهم للدير، والثانية، سيارة ربع نقل كانت تقل عمالاً، يبلغ عددهم 16 عاملاً من قريتين بالمنيا، وأن إطلاق النار وقع في «المدق» الخاص بدير الأنبا صموئيل بمغاغة.

كما روت إحدى شهود العيان أن عدد مَن كانوا في الأتوبيس الذي تم استهدافه 40 شخصا وأن من قاموا بالهجوم عليهم مجموعة من الملثمين، وكانوا يرتدون بحسب قولها ملابس مشابهة للملابس العسكرية.


جهات تحذر رعايها من التواجد في مصر قبل أيام من الحادث

على غرار ما حدث في تفجيرات كنيستي مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية في قسم العطارين بالإسكندرية حذرت العديد من السفارات الأجنبية بمصر رعاياها من التواجد في أماكن عامة، لأن هناك هجوما إرهابيا محتملا قد تشهده مصر خلال هذه الأيام وكان من أول المحذرين من ذلك الهجوم هو الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قالت في 24 مايو/ آيار الجاري إنها على علم بتهديد محتمل نشر على شكة الإنترنت بواسطة حركة «حسم» مما يشير إلى احتمالية وقوع عمل إرهابي ما غير محدد.

أطلقت السفارة رسالة تحذيرية على موقعها بأنها لا تملك المزيد من المعلومات حول التهديد المحتمل، وأنها على اتصال بالسلطات المصرية وستبلغها بالمعلومات الإضافية فور توفرها، وطالبت السفارة رعايها في مصر بضرورة ممارسة الإجراءات الأمنية والالتزام بقواعد الإرشادات التي أصدرتها الخارجية الأمريكية منذ 23 ديسمبر/كانون الأول 2016.

وعلى غرار السفارة الأمريكية أيضا نشرت السفارة الألمانية تحذيرا لرعاياها الموجودين بمصر أو القادمين إليها من احتمالية هجوم إرهابي بمصر لم يعرف مصدره مطالبة رعايها بتوخي الحذر واتباع التعليمات والقواعد الأمنية.

وقت جاءت البيانات التحذيرية بعدما بث تنظيم حركة حسم مقطع فيديو يوم الأربعاء 24 مايو/ آيار الجاري، لعملية كمين مدينة نصر الإرهابية الذى استهدفت قوة أمنية وأسفرت عن مقتل 3 وإصابة خمسة من رجال الشرطة المصرية من قوة تأمين الطرق بمديرية أمن القاهرة، بمنطقة المقطم وقتل ستة من عناصر التنظيم خلال ذلك الهجوم وفر اثنان آخران، وهو الفيديو الذي أطلقت تحذيرات السفارات على إثره واعتبره البعض إشارة للهجوم الذي استهدف الأقباط في محافظة المنيا.

ولم تصدر أي تصريحات رسمية للتعليق على بيانات السفارتين الأمريكية والألمانية التي صدرت قبل الحادث لتوضيح حقيقة تلك المعلومات، إلا أن محللا من المحللين العسكريين وهو اللواء جمال مظلوم قال إنه من الصعب على الأمن تأمين الحافلات، وإن تلك السفارات لديها أجهزة وأدوات تمدها بهذه المعلومات، ورغم ذلك فإن تلك السفارات قد أشارت في بيانها لفيديو حركة حسم الذى نشرته معظم المواقع المصرية والأجنبية، ولكن لم يصدر بيان أو تعليق رسمي واحد عقب فيديو الحركة أو عقب بيانات السفارات .


السيسي يدعو لاجتماع أمني عقب الحادث وغارات جوية على ليبيا؟

كما يحدث عقب كل حادث إرهابي دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لاجتماع أمني مصغر لبحث تداعيات الحادث الإرهابي بالمنيا ووجه بسرعة اتخاذ كافة الإجراءات لرعاية المصابين.

اجتماع السيسي يعيد للأذهان الاجتماع الذي عقد في 9 أبريل/ نيسان الماضي والذى عقده الرئيس مع مجلس الدفاع الوطني الذى يضم وزيري الدفاع والداخلية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وعددا من القيادات وأعلن خلاله حالة الطوارئ بالبلاد لمدة 3 أشهر، وقال الرئيس إن العمليات الإرهابية التي حدثت في ذلك الوقت جاءت بعدما أفشل المصريون مخططات لتنظيمات إرهابية فاشية للسيطرة على البلاد، وأنه بعدما نجحت مواجهة الإرهاب في سيناء بدأ الإرهاب في التحرك لمناطق أخرى.

وفي تصريحات مشابهة قال رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل أيضا في ذلك الوقت عقب تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية سنجتث الإرهاب من مصر، ومصر كلها عازمة على إنهاء هذه الأعمال الإرهابية بإذن الله.

وهي التصريحات التي لا تختلف كثيرا عما صرح به اليوم أيضًا عقب حادث المنيا والتي أصبحت متكررة من مختلف المسئولين بمصر عقب كل حادث إرهابي، حيث أعرب عن إدنته للحادث، وأنه يستهدف النيل من أمن واستقرار الوطن، وأنهم لن ينجحوا في شق النسيج الوطني، وأن الدولة حكومة وشعبا ستتصدى لتلك الأفكار الإرهابية والقضاء عليها ولم يحدد ما الإجراءات التي ستتخذ لمواجهة استمرار العمليات الإرهابية، رغم فرض قانون الطوارئ منذ أكثر من شهر إلا أن الوضع الأمني لم يشهد أي تغير في مواجهة العمليات الإرهابية.

ومساء 26 مايو خرج الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتصريحات قبل تنفيذ غارات مصرية على ليبيا،وقال:

كنا نعلم أن هناك شرا كبيرا سيأتي لمصر، وكانت القوات تتواجد على الحدود لتأمين البلاد، مضيفًا: خلال العامين الماضيين فقط، حجم العربيات الدفع الرباعي اللي عبرت الحدود لينا في مصر، تقرب من الـ1000 عربية، وخلال الثلاثة شهور الماضية دمرنا تقريبًا 300 عربية وكل ده كان جاي يستهدف المصريين وأمننا.

وعقب الخطاب نفذت القوات الجوية 6 ضربات جوية داخل العمق الليبي استهدفت تنظيمات إرهابية مدعومة من داعش لتنفيذ عمليات إرهابية ضخمة داخل الأراضي المصرية

قانون طوارئ وحجب مواقع إخبارية منها بعض المواقع المصرية، والقبض على عدد من النشطاء من مختلف الانتماءات السياسية وحالة من الاحتقان يشهدها الشارع المصري نتيجة للارتفاع الجنوني في أسعار السلع، ويكتمل المشهد بعملية إرهابية جديدة، كان ضحيتها الأولى أطفال ورغم ذلك يستمر وزير الداخلية في منصبه وتستمر العقلية الأمنية في إدارة المشهد السياسي في مصر وتستمر مصر في السير بطريق المجهول فنظامها لا يسمع سوى صوته، ويظل الشعب المصري ضحية واقعة بين مطرقة قمع النظام سياسيا واقتصاديا وسندان إرهاب لا يفرق بين عسكري ومدني طفل وشاب وامرأة، ويظل هذا الوطن داخل نفق مظلم لا يرى في آخره أي بريق لنور محتمل.

المراجع
  1. الارهاب يحصد ارواح 26 شهيد وإصابة 25 اخرين
  2. شاهد اسقف مغاغة يكشف تفاصيل جديدة عن حادث المنيا الارهابي
  3. استنفار أمنى بالطريق الصحراوى الغربى لمحاصرة مرتكبى حادث أتوبيس المنيا
  4. مصر.. مقتل 28 في هجوم بالرصاص على حافلة تقل أقباطاً
  5. السفارة الأمريكية بالقاهرة تحذر من هجوم إرهابي لحركة إخوانية
  6. قبل الحادث بيومين فقط…السفارة الأمريكية حذرت من هجوم إرهابي في مصر
  7. السفارتان الأمريكية والألمانية حذرتا من هجوم إرهابي قبل يومين من حادث المنيا
  8. عاجل| رئيس الحكومة عن تفجير "كنيسة طنطا": سنجتث الإرهاب من مصر
  9. رئيس الوزراء مدينا حادث المنيا الإرهابى: لن ينجحوا فى شق النسيج الوطنى
  10. السيسي: دمرنا 300 عربة دفع رباعى قادمة من ليبيا خلال الـ3 شهور الماضية