جينيفر ويليامز: باحثة متخصصة في سياسات الشرق الأوسط
جينيفر ويليامز: باحثة متخصصة في سياسات الشرق الأوسط

يَفترض جزء كبير من النقاش الدائر الآن في الولايات المتحدة حول اللاجئين السوريين والإسلاموفوبيا، أن المسلمين الأمريكيين معظمهم من المهاجرين، وأن الإسلام ظاهرة جديدة في أمريكا. يدور هذا الطرح جنبًا إلى جنب مع التساؤلات القائمة حول الانصهار والاندماج في المجتمع.

في الحقيقة، للإسلام تاريخ طويل في أمريكا، يعود حتى إلى أوائل فترة تأسيس البلاد. في أول قرنين مثلا، اندمج الإسلام والمسلمين مع التاريخ الأمريكي. قد لا يبدو هذا الكلام معروفًا، ويعود السبب في ذلك إلى أن الكثافة السكانية للمسلمين في أمريكا صغيرة بشكل ما، لذلك فإن الطريقة التي ظهر بها الإسلام للبعض قد تبدو مفاجِئة؛ خاصة، على سبيل المثال، في تاريخ العبودية والتحرير في أمريكا.

فيما يلي موجز تاريخ المسلمين في أمريكا منذ نشأتها وحتى اليوم، وتُرجُمان عن حال المجتمع المسلم في أمريكا كيف نما وكيف أصبح.


كيف فكر الآباء المؤسسون لأمريكا في الإسلام والمسلمين؟

ربما يظهر دور الإسلام الأبرز، أكثر ما يظهر، في أمريكا التي بناها الآباء المؤسسون، في كلمات وأفعال المؤسسين أنفسهم، الذين أملوا في ضم الإسلام في خضم تأسيس قواعد ومبادئ الحرية الدينية.

’’لقد ضمت رؤية مؤسسي الدولة للجمهورية المستقبلية الإسلام بشكل واضح؛ الحرية الدينية كما تصوروها، وكما أحاطوا بها”، يقول جيمس هاتسون، رئيس شعبة المخطوطات في مكتبة الكونجرس الأمريكية.

توماس جيفرسون، المعروف بامتلاكه لنسخة من القرآن، لديه الكثير ليقوله حول وضع المسلمين في أمريكا. فوفقًا لهاتسون، فإن جيفرسون، عندما كان يناضل من أجل الحرية الدينية في ولاية فيرجينيا، طالب بالاعتراف بحقوق الأقليات الدينية للـ’’محمديين‘‘ واليهود و’’الوثنيين.‘‘

وحتى فيما يتعلق بمسألة هل يكون للولايات المتحدة ذات يوم رئيس مسلم؟ –وهي قضية أُثيرت مؤخرا عندما صرح المرشح الجمهوري للرئاسة بن كارسون بأنّه ’’لا يجب السماح لمسلم بأن يكون رئيسًا لهذه الأمة‘‘– فقد ناقشها الآباء المؤسسون أثناء التصديق على دستور الولايات المتحدة. ففي عام 1788، في اتفاقية الدولة التي وُقِّعَت في كارولاينا الشمالية للتصديق على الدستور الفيدرالي الذي كان قد صِيغ مؤخرًا، حذر رافضو التوقيع من أن المادة السادسة من الدستور قد تسمح بحدوث هذا يوما ما، غالبا في غضون أربعمائة عام. تنص المادة السادسة على أن ’’تولي أي منصب رسمي أو مسئولية عامة لا يشترط أبدًا دين بعينه.‘‘ ولقد تم التصديق على هذا الدستور في النهاية، وبالطبع ظلت تلك المادة موجودة. وقد خسر أمثال ’’بن كارسون‘‘ الجدال في تلك الفترة.

يوجد كذلك نقش على الجدار الشمالي للمحكمة العليا الأمريكية للنبي محمد، تم تشييده في عام 1935، وتعود جذور هذا النقش إلى ما قبل ذلك بكثير. وكما يلاحظ الباحث تيموثي مار، في كتابه الجذور الثقافية للإسلاموية الأمريكية The Cultural Roots of American Islamicism ’’قيمة النبي محمد أكبر من الحياة larger-than-life representation of the Prophet Muhammad،” الذي وضع فيه النبي محمد مع شارلمان وجيستنيان وآخرون في قائمة أعظم 18 من واضعي القوانين في التاريخ.

إفريز يصوّر النبي صلى الله عليه وسلم على جدار المحكمة العليا بالولايات المتحدة الأمريكية
إفريز يصوّر النبي صلى الله عليه وسلم على جدار المحكمة العليا بالولايات المتحدة الأمريكية

لقد كان المسلمون الأوائل في الولايات المتحدة عبيدًا

في السنوات الأولى من تأسيس أمريكا، كانت الغالبية العظمى من المسلمين عبيدًا، لا مواطنون. يوضح الباحث ريتشارد برنت تارنر أن الباحثين مختلفون حول عدد المسلمين العبيد الذين أُحضِروا لأمريكا، يصل العدد لـ 40.000 ( في أمريكا وحدها) ويصل لـ 3 ملايين في محيط أمريكا الشمالية والجنوبية والبحر الكاريبي.

تعلم العديد من المسلمين القراءة والكتابة باللغة العربية، يضيف تارنر، ’’إن المسلمين كانوا يتولون الأدوار القيادية في وظائف المزارع التي عمل بها العبيد. وقد نُظر لأسمائهم، لباسهم، طقوسهم وقواعدهم في الطعام على أنها دلالات قوية على الهوية الإسلامية في مجتمع العبيد.‘‘

يذكر المؤرخ قامبير غانبيساري Kambiz GhaneaBassiri، والذي يعتبر كتابه ’’تاريخ الإسلام في أمريكا A History of Islam in America‘‘ واحدًا من أكثر الكتب شمولا لهذا الموضوع، أن ’’المسلمين في أمريكا، الاستعمارية وما قبل الاستعمارية، جاؤوا من روافد ثقافية وعرقية واقتصادية عدة، واختلفت تلك الروافد حسب متى وأين وكيف تم نقلهم لهذه الشواطئ.‘‘

بالمثل، يورد غانبيساري أنه ’’لم يكن هناك تفسير بعينه أو ممارسة بعينها هي المُعرِفة للإسلام، وفي بعض الأحيان، كانت الممارسات والمعتقدات الإسلامية وسيلة لتحديد الهوية الذاتية والتي كانت تفصل، وأحيانا تعزل، بين المسلمين الأفارقة وغيرهم من العبيد الأفارقة أو الأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء.‘‘

وبالرغم من أن العديد من المسلمين الأفارقة العبيد حاولوا الحفاظ على تقاليدهم وهويتهم الإسلامية بعد وصولهم لأمريكا، إلا أنهم احتاجوا الاندماج في بيئتهم الجديدة وتشكيل مجتمعات جديدة أيضًا. وهذا ما أدى بالعديد منهم إلى اعتناق المسيحية.

يورد غانبيساري في كتابه:

’’لقد كان التحول إلى المسيحية هو الطريقة الأكثر فعالية، بلا شك، التي مارسها المسلمون الأفارقة فأعادوا تشكيل معتقداتهم وممارساتهم الدينية وتكيّفوا مع السياق الجديد وبنوا مجتمعات جديدة. وفي حين أننا لا نعرف بالضبط متى وكيف (أو حتى هل) انقطعت الممارسات الدينية الإسلامية في القرن التاسع عشر في أمريكا، فمصادرنا تؤكد أن الأطفال الأمريكيين المولودين لآباء وأمهات أفارقة مسلمين لم يمارسوا شعائر الدين الإسلامي ولم يُعرّفوا أنفسهم على أنهم مسلمون.‘‘

وهكذا، وعلى الرغم من تدفق أعداد كبيرة من المسلمين من خلال تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، إلا أن تلك الأعداد ذابت واختفت في المجتمع الأمريكي بحلول القرن التاسع عشر.


أول مسجد وأول هجرة للمسلمين بعد موجات الاستعباد

في الوقت الذي كان الإسلام يتلاشى فيه مندمجًا في مُجتمعات العبيد الجدد والعبيد السابقين، توافد ملايين من المهاجرين إلى شواطئ أمريكا في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وقد كان من بينهم عشرات آلاف المهاجرين من بلدان ذات أغلبية مسلمة من الشرق الأوسط، وسط وجنوب آسيا وأوربا الشرقية. حفزهم عصر إعادة التعمير والثورة الصناعية التي اندلعت مرة واحدة في أمريكا من تحت رماد الحرب الأهلية.

وقد بُني أول مسجد في أمريكا في ولاية شيكاغو، وفقًا للمؤرخة سالي هاول، كان ذلك في عام 1893 في ’’شارع القاهرة‘‘ كجزء من عملية جذب الناس للمعرض الكولومبي في شيكاغو. كان من المفترض أن ’’يكون المسجد محاكاة لمسجد السلطان قايتباي في القاهرة،‘‘ تُكمل هاول قائلة “ولعرض الإسلام على الجمهور الأمريكي.‘‘

مسجد شارع القاهرة أول مسجد بالولايات المتحدة الأمريكية
مسجد شارع القاهرة أول مسجد بالولايات المتحدة الأمريكية

الصورة من ’’شارع القاهرة‘‘ يظهر فيها المسجد الذي يعطي لمحة عن التجرية الإسلامية في أمريكا عام 1890 بين المسلمين وغير المسلمين الذين أتوا من باب الفضول، وهنا تورد هاول قائلة:

’’لقد تم تشجيع العمال والفنانين في المعرض، لقد تم حتى تشجيع إمام، لارتداء الزي الإسلامي التقليدي مِن قِبل المنظمين. وقد أعطى المنظمون الحرية للزوار المسلمين، من أجل إسعادهم، بأن يجتمعوا ويقيموا الصلاة في المسجد خمس مرات يوميًا عند سماع الأذان. في نهاية المعرض، نُكِّسَ المسجد، وعاد الموظفون والعمال الذين تم جلبهم لأداء هذا المشهد إلى بلادهم في مصر، المغرب وفلسطين حيث يؤدون صلاتهم دون كل هذه الجلبة.‘‘

ظهر ثاني مسجد في الولايات المتحدة بعد ذلك بعدة عقود: في هايلاند بارك، ولاية ميشيغان، وقد انتهى بناؤه في عام 1921، تصف هاول المسجد بدقة قائلة:

’’لقد تم بناؤه مِن قِبل المهاجرين المسلمين كدار عبادة، وقد كان المقصود من المسجد، مثله مثل مسجد “شارع القاهرة،‘‘ تمثيل المسلمين أمام الأمريكيين، وقد أراد المسلمون في هايلاند بارك تركَ انطباعٍ مختلفٍ عن دينهم. فالإسلام الذي كان يُمارس في هايلاند بارك لم يكن غريبا أو أجنبيا أو عرضا مسرحيا، بل معتقدا تقليديا مثله مثل المعتقدات التي تمارس في الكنائس والمعابد القريبة. وقد جذب إليه المسلمين الأمريكيين.‘‘


لقد نما الإسلام في أمريكا منذ أوائل القرن العشرين بشكل عام؛ وليس فقط عن طريق الهجرة

لقد شهد مطلع القرن العشرين في أمريكا بدء المجتمعات الإسلامية الصغيرة في تشييد منظمات أهلية حول البلاد.

في الوقت ذاته، تقول هاول، ’’بدأ المهاجرون الأفارقة في اعتناق الإسلام في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين ردا على الاضطرابات والعنصرية التي واجهوها أثناء الهجرة الكبرى (حركة الجنوبيين المحرومين من المناطق الصناعية في الشمال).‘‘

وقد كان للعديد من هذه الجمعيات الإسلامية للأفارقة الأمريكين أثر كبير في تشكيل وجه الإسلام في أمريكا لاحقًا عن طريق تعزيز فكرة أن الإسلام جزء من التراث الأفريقي البائد. تقول هاول:

’’بالنسبة للعديد من الناس، كانت صحيفة ’’عالم النيجرو Negro World‘‘ لماركوس جارفي، التي أسستها ’’جمعية الزنوج المتحدون للتطوير United Negro Improvement Association (UNIA)‘‘ في نيويورك عام 1914، هي أول من أصَّل للربط بين الوحدة الأفريقية والإسلام. بحلول 1920، أصبح للاتحاد 800 فرع حول العالم فيه أكثر من 100 ألف عضو.‘‘

ظهرت العديد من المنظمات الأخرى في تلك الفترة، مثل معبد العلوم المغاربية الأمريكي the Moorish Science Temple of America، الذي شيّده نوبل دورو علي في منتصف 1920، شُيدت أيضًا منظمة أمة الإسلام على يد ’’دبليو دي فرض‘‘ عام 1930، والتي رمت الأساس لبزوغ الإسلام كقوة مؤثرة في حركات السود، وفي حركات أوسع للحقوق المدنية، في الفترة ما بين 1950 و1960.

في عام 1924، أصدر الكونجرس الأمريكي قانون الأصول القومية، والذي ’’قيّد الهجرة من آسيا والبلدان الإسلامية، بالتالي كبح زمام تدفق تكتلات إسلامية جديدة.‘‘

لكن بالتوغل في القرن العشرين، كان المهاجرون المسلمون الذين كانوا قد وصلوا بالفعل، إلى شواطئ أمريكا، بالإضافة للأفارقة الأمريكيين الذين كانوا على اتصال مباشر بالدين (وأحيانا كان بعضهم على تواصل مع الجذور الإسلامية التي فُقدت منذ زمن طويل)، يلعبون دورا أكثر نشاطًا في المجتمع والسياسة الأمريكية.


دور الإسلام في حقبة الحقوق المدنية وقومية السود

يعرف الكثير من الأمريكيين كيف أن التجربة المشتركة، التي خاضها البيض والسود في الدفاع عن أمريكا في الحرب العالمية الثانية، كانت سندًا للسود أثناء مطالبتهم بالمساواة في الحقوق. ويبدو أن الأمر ذاته قد حدث مع المسلمين الأمريكيين، وأن المجتمعين (الإسلامي والنيجرو) قد تداخلا إلى حد كبير في تلك الحقبة.

اليوم، نتذكر بشدة ونحيي ذكر دور القادة المسيحيين، وعلى رأسهم مارتن لوثر كينج، في النضال من أجل الحقوق المدنية؛ إلا أن الإسلام لعب دورا مهما كذلك.

فوفقا لعالم الاجتماع كريج كونسيدين Craig Considine، ’’لقد خاض المسلمون الأمريكيون حروبا مثل الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام وماتوا فيها، تماما كما خاضوا الحرب الأهلية. ويبلغ تعداد العرب الأمريكيين الذين قاتلوا لصالح الولايات المتحدة في حروبها في شمال أفريقيا، أوروبا وآسيا خلال الحرب العالمية الثانية أكثر من 15 ألفا.‘‘

’’لقد أحدثت الحرب العالمية الثانية تغييرا جذريا في الهوية القومية لأمريكا،‘‘ يقول المؤرخ غانبيساري ’’لقد توحد الأمريكيون من عرقيات وأجناس وأديان مختلفة لخوض حرب مدمرة رافعين شعار الحرية.‘‘ يمضي غانبيساري شارحًا الدور المتنامي الذي لعبه الإسلام في حركات السود القومية وحركات الحقوق المدنية، فيقول:

’’بالنظر لمجتمعات السود المسلمين الأمريكية، كانت الهوة بين واقع التمييز العنصري ضد السود والمُثل الديمقراطية التي عرَّفت بها الولايات المتحدة نفسها بعد الحرب العالمية الثانية مثالا قويا، ليس فقط على النفاق، بل أيضًا على حقيقة أنه بعد ما يقرب من قرن على الحرب الأهلية لم يجد السود مكانًا في سردية القومية الأمريكية. في نفس السياق، انتقدت الحركات القومية الإسلامية للسود الدين المسيحي على أنه ’’دين الرجل الأبيض‘‘ فقدموا الإسلام على أنه الدين القومي للأفريقيين الأمريكيين. وقد لاقت الفكرة قبولا، فجذبت العديد من المتحولين دينيا والمؤمنين بالإسلام سرا من الأمريكيين السود لدين التحرر. وخلال حركات الحقوق المدنية، ساهمت الفكرة في أسلمة شريحة عريضة من الأمريكيين الأفارقة.‘‘

لكن هناك جدل حول هذا التاريخ. فعلى الرغم من أن العديد من الأمريكيين ربطوا بين الإسلام وحركات السود القومية مثل ’’أمة الإسلام،‘‘ التي قادها الرائع مالكولم إكس؛ هناك أيضًا، حركة “أمة الخمسة في المئة the Five Percent Nation‘‘ والتي عرفت باسم ’’الخمس في المائويون Five Percenters‘‘ إلا أن ممارسات وطقوس وعبادات هذه المجموعات لم تكن مستقاة بشكل رئيسي من الإسلام.

في الواقع، نظر العديد من المسلمين لأتباع ’’أمة الإسلام‘‘ وغيرها من الحركات على أنهم مسلمون غير حقيقيين، حيث أن العديد من ممارستهم كانت معارضة لمبادئ الإسلام الحقيقية، بل أن بعضها كان تجديفًا.

فالفكرة القائمة على تفوق عرق ما على ما دونه من الأعراق، والتي كانت مؤسسة لبعض الحركات القومية الإسلامية المتشددة للسود، كانت مخالفة لتعاليم الإسلام الأساسية عند عوام المسلمين. وقد وصل الأمر إلى أن مالكولم إكس نفسه رفض معتقدات ’’أمة الإسلام.‘‘ فبعد رحلة إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط عام 1964، والتي تضمنت الحج إلى مكة، تحول الرجل، الذي كان يمثل لملايين الأمريكيين الوجه القومي الإسلامي للسود، إلى مذهب أهل السنة وغير اسمه إلى الحاج مالك الشباز.

مالكوم إكس رائد الكفاح الإسلامي للتحرر من العبودية في الولايات المتحدة

وقد اغتيل الرجل بعد ذلك بفترة وجيزة.

وعلى الرغم من عزوف إكس عن ’’أمة الإسلام،‘‘ إلا أن الحركة ظلت قوة مؤثرة في المشهد الإسلامي الأمريكي لعدة عقود لاحقة. فتحت قيادة لويس فرخان، لا يزال قائدا حتى اليوم، اقتربت أمة الإسلام من إسلام العوام، لكن لا يزال يُنظر إليها على أنها ليست من الإسلام.


نمو هجرة المسلمين بشكل ملحوظ بعد 1965

مالكوم إكس رائد الكفاح الإسلامي للتحرر من العبودية في الولايات المتحدة
كنتيجة لقانون الهجرة والتجنس الصادر عام 1965، وصل أكثر من 1.1 مليون مسلم إلى الولايات المتحدة قبل نهاية القرن العشرين.

لم تكن كل تلك الهجرات دينية، كان بعضها تعليميًا وثقافيًا. (أكاديميون، أطباء ومهندسون) تولوا مناصب قيادية بين المجموعات الإسلامية المهاجرة التي للتو أنشئت.

لقد تتبع العلامة زين عبد الله تجارب العديد منهم بعد وصوله، والتي تأثرت بشكل كبير بالأحداث الجارية في بلدان الشرق الأوسط، على الرغم من أن العديد منهم لم يكن من المنطقة:

’’بعد وصول المهاجرين في 1965، شكلت العلاقات الجيوسياسية للولايات المتحدة مع البلدان الإسلامية وجه العلاقة مع المسلمين الأمريكيين. ففي حرب الستة أيام عام 1967، قدم الإعلام الأمريكي صورة شديدة السلبية عن العرب في خضم الصراع العربي الإسرائيلي، ما تتضمن بدوره صورة سلبية عن الإسلام.

وقد فاقم الحظر النفطي ضد الولايات المتحدة عام 1970 من وجهات النظر القاسية ضد المسلمين والشرق الأوسط. لقد أغضبت مسألة النفط الأمريكيين، وقد شعر مسلمو الولايات المتحدة بالغيظ الشديد من وكالات الأنباء الكبرى التي قدمت رسوما كاريكاتيرية ساخرة تصور العرب بأنهم ’’شيوخ نفط يريدون السيطرة على العالم‘‘

لقد أخذت الأمور بعد ذلك في التفاقم، فبنهاية العقد، اندلعت الثورة الإيرانيّة وأسرت أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران العالم كله، واعتبرت مثالا على ’’عنف‘‘ الإسلام في صراعه مع الغرب.

المراجع
  1. A brief history of Islam in America