لحظة حاسمة تتكرر مرة كل عام في حياة كل عاشق للفن بشكل عام والسينما بشكل خاص. في ليلة ساخنة رغم برودة الطقس، أعلنت أكاديمية الأوسكار الأسماء النهائية والرسمية المرشحة لنيل الجائزة التي تعتبر الجائزة الأهم والأقيم في المجال السينمائي على مستوى العالم.

ترشيحات متوقعة وأخرى غير ذلك، أفلام ومخرجون، ممثلون ومساعدون، إسكريبت وتصوير وإخراج، وحكايات من كواليس هوليود حول الحفل والجائزة والأفلام والفن، نأخذكم في جولة معها.

تمثال الأوسكار

من الحكايات الطريفة عن سبب إطلاق اسم (أوسكار) على الجائزة أن أمينة المكتبة الخاصة بالأكاديمية المانحة للجائزة عندما شاهدت التمثال للمرة الأولى هتفت «أوه! إنه يشبه عمي أوسكار!» لكن تظل هذه القصة غير مؤكدة.

كريس روك

حفل إعلان الفائزين سيقام في 28 فبراير 2016، ويقدم الحفل الفنان (كريس روك)، وهي المرة الثانية في تاريخه الفني الذي يقدم فيها حفل توزيع جوائز الأوسكار. كريس صُوت له كأفضل خامس (ستاند أب كوميدي) وفقًا لقناة كوميدي سنترال، ويأتي عيد مولده قبل 11 يومًا فقط من تاريخ تسليم الجوائز.

بعض الأفلام المتنافسة

أفضل فيلم «ماكس المجنون يتصارع مع ديكابريو العائد على جسر هانكس»

تتنافس 8 أفلام على الفوز بجائزة أفضل فيلم طويل، وهي الجائزة الأهم في مسيرة الحفل، ونال فيلم The Revenant نصيب الأسد من الترشيحات بإجمالي 12 ترشيحا، بينما يحل فيلم Mad Max: Fury Road في المرتبة الثانية بـ 10 ترشيحات، بينما اشتملت القائمة النهائية على الأفلام الآتية:

من الحكايات الطريفة عن سبب إطلاق اسم (أوسكار) على الجائزة أن أمينة المكتبة الخاصة بالأكاديمية المانحة للجائزة عندما شاهدت التمثال للمرة الأولى هتفت «أوه! إنه يشبه عمي أوسكار!»

Bridge of Spies

وهو من أفلام الجاسوسية الثقيلة، ويشكل تعأونا جديدا ومتميزا بين توم هانكس بطلًا وستيفن سبيلبرج مخرجًا، في عمل مقتبس عن قصة حقيقية عن عملية تبادل أسرى بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحده أثناء الحرب البارده.

وسبق لهذا الثنائي أن حصل على العديد من جوائز الأوسكار عندما تعأونا في فيلم Saving Private Ryan، وهو فيلم حربي يحكي عن محأولة البحث عن مجند أمريكي في الحرب العالمية الثانية، وإعادته خلف خطوط النار، ويأتي ترشيح Bridge Of Spies ليهز عرش الطامعين في الجائزة الكبري.

Brooklyn

وهو فيلم من إنتاج أيرلندي إنجليزي كندي مشترك، ومقتبس من رواية بروكلين للكاتب الأيرلندي كولم تويبين، ويحكي عن صراع داخلى لدى فتاة أيرلندية، تعيش حالة من التمزق بين رغبتها في الهجرة للولايات المتحده وبين حياتها في أيرلندا.

Mad Max: Fury Road

وهو فيلم (ديستوبيا) يتخيل المستقبل المُوحش الذي ستراه البشرية نتيجة نقص المياه، ويحكي عن رحلة مجنونة للهرب من مجرم مُسيطر على مجموعة من الأتباع وسط صحراء ملتهبة لا تعرف الرحمة، وفي أجواء جهنمية ستشعل النيران في حفل الأوسكار بلا شك.

Room

ويحكي عن محأولة أم وابنها الهرب من غرفة صغيرة عاش فيها الطفل الصغير حياة صعبة وغريبة ومؤلمة، وكيفية التعايش مع المجتمع بعد هذه التجربة غير المألوفة.

Spotlight

وربما هو أكثر أفلام هذه القائمة إثارة للجدل، حيث يستعرض الفيلم محأولة فريق التحقيقات في جريدة بوسطن جلوبال، إنتاج تحقيق استقصائي حول قسأوسة الكنيسة الكاثوليكية الذين يقومون بالتحرش بالأطفال الصغار.

The Big Short

وهو فيلم اقتصادي بحت، يتعرض للأزمة المالية الأمريكية الأخيرة، ويتنأول بالعرض والتحليل أسباب هذه الأزمة، وكيف استطاع بعض المحللين الاقتصاديين تكوين ثروات هائلة من وراء هذه الأزمة، نتيجة قدرتهم على التفكير عكس التيار الاقتصادي والمالي السائد.

The Martian

ولا نعلم لماذا يُقابل هذا الفيلم بكل هذه الحفأوة والاهتمام، بداية من الجولدن جلوب وحتى الأوسكار، فالفيلم الذي يحكي عن محأولة رائد فضاء ناجٍ بمعجزة من تحطم المكوك الفضائي الخاص به، البقاء على قيد الحياة على سطح المريخ. ونعتقد أن الفيلم لم يكن ليحظى بكل هذا الزخم لولا حملة الدعاية المكثفة التي حظي بها.

The Revenant

وهو الفيلم الذي نتوقع له أن يحصد الأوسكار في 2016 متوجًا رحلة (ليوناردو ديكابريو) بالجائزة التي طالما حلم بها هو وعشاقه منذ بداية دخوله عالم التمثيل، ما اضطره في The Revenant لاحتمال ما لاي مكن لبشر احتماله، ليلفت انتباه القائمين على الجائزة.

المتنافسين على لقب أفضل مخرج

أفضل مخرج، «جورج ميلر» يقاتل «ليني أبراهامسون» على جثة «ترانتينو»

Adam McKay عن فيلم The Big Short يتنافس على الترشح مع Lenny Abrahamson عن فيلم Room و Tom McCarthy عن فيلم Spotlight و Alejandro G. Inarritu عن فيلم The Revenant و Goerge Miller عن فيلم Mad Max: Fury Road. وهو المخرج الذي اهتم بتفاصيل فيلمه إلى الحد الأقصى، لدرجة الاستعانة بلاعبي السيرك لأداء المشاهد الخطرة في سباق السيارات الذي صممه في الصحراء، بالإضافة لاهتمامه بأدق تفاصيل الإضاءة وزوايا التصوير وباقى عناصر العمل السينمائي في فيلمه.

ونلاحظ هنا غياب الأمريكي (كوينتن تارنتينو) عن أي ترشيحات، على الرغم من تحقيق فيلمه (المكروهين الثمانية) العديد من الإشادات الصحفية بمستواه، وكنا نتوقع أن يحصل الفيلم على ترشيح أما في قائمة أفضل فيلم أو في قائمة أفضل مخرج. ترانتينو حصل سابقًا على الأوسكار عن أفضل سيناريو أصلي في أفلام django unchained و Pulb Fiction ولم يلق فيلمه الأخير سوى ترشيح واحد لجائزة أفضل ممثلة مساعدة.

قائمة أفضل ممثل

أفضل ممثل، هل يفعلها «ديكابريو» أم يمنعه «ريدماين»؟!

يمكن القول أن ليوناردو ديكابريو هو الأقرب للجائزة، قوانين الطبيعة والحساب والمنطق تقول هذا، لكن الحظ الملعون غير المتقيد بقانون قد يلعب لعبته ويمر على جثة «ديكابريو» الذي اغُتصب حرفيًا خلال أحداث فيلمه «العائد» لحساب آخرين هم Michael Fassbender عن Steve Jobs و Matt Damon عن The Martian و Bryan Cranston عن Trumbo و Eddie Redmayne عن The Danish Girl والذي يجسد قصة تحول رجل من ميوله الطبيعية للميول المثلية الجنسية، وهو أيضًا مقتبس عن قصة حقيقية.

أفضل ممثلة

ممثلات الدور الرئيسي، هل تنصف الأوسكار الأنثى في 2016؟

في موضوعه خمس ظواهر محبطة وخمس مرضية من سينما 2015 يقول الناقد الفني محمود مهدي أن السينما في 2015 لم تنصف الأنثى بشكل كبير، فهل تنصفها جوائز الأوسكار؟ هذا ما ينتظره الملايين عبر العالم ليكونوا رأيهم النهائي فيما تشتعل المنافسة على لقب ممثلات الأدوار الرئيسية وهن:

Brie Larson عن فيلم Room و Saoirse Ronan عن فيلم Brooklyn و Cate Blanchett عن فيلم Carol و Jennifer Lawrence عن فيلم Joy و Charlotte Rampling عن فيلم 45 Years.

أفضل ممثل مساعد

الممثلون المساعدون، هل يفعلها «ستالون» مجددًا؟!

بعد أن أدهشنا حصوله على جائزة مهرجان الجولدن جلوب، يترشح (سيلفستر ستالون) مجددًا هذه المرة عن فئة أفضل ممثل مساعد. هل يحصد ستالون الجائزة هذه المرة أم توقفه المنافسة الشرسة مع Tom Hardy و Christian Bale و Mark Ruffalo و Mark Rylance. في رأينا أن هذا الأخير هو الأقرب للجائزة بعد دوره كذئب استخباراتي يقع في قبضة الولايات المتحدة في فيلم Bridge Of Spies، لكن توم هاردي قد يكون المفجأة الحقيقية ويحسم الجائزة لصالحه، الكل يترقب!

هل تحصل على جائزة أفضل ممثله مساعدة؟

وعلى صعيد الممثلات؛ تشهد المنافسة على لقب أفضل ممثلة مساعدة منافسة ساخنة، نعتقد أن Jennifer Jason Leigh التي ظهرت بوجه ملطخ بالدماء وبدون أسنان أمامية تقريبا طوال أحداث فيلم (المكروهين الثمانية) ستحسم السباق لصالحها، ما لم ينتزع اللقب منها إحدى هؤلاء الممثلات الموهوبات. Rooney Mara عن فيلم Carol أو Rachel McAdams عن spotlight أو Alicia Vikander عن The Danish Girl والتي تعتبر المنافسة الأكثر شراسة على اللقب. ما لم تفاجىء Kate Winslet الجميع وتحصد اللقب بمشاركتها في فيلم Steve Jobs.


أفضل فيلم قصير، العرب وصلوا!

بوستر فيلم السلام عليك يا مريم

وصل العرب أخيرا لترشيحات الأوسكار من خلال فيلم السلام عليك يا مريم. وهو الفيلم العربي الثاني الذي يشارك في أوسكار 2016. والفيلم من إنتاج فلسطيني والاسم مشتق من صلاة مسيحية كاثوليكية، ويحكي الفيلم عن نظام الحياة الصعب لمجموعة من الراهبات المسيحييات في فلسطين، والذي يتغير تماما عندما تتعرض أسرة من المسطونين في الضفة الغربية لحادث صبيحة أحد ايام السبت. سيتتنافس الفيلم مع أسماء أخرى قوية هي:

Ave Maria و Day One و (Everything Will Be Okay (Alles Wird Gut و Shok و Stutterer


وعن أفضل فيلم رسوم متحركة

أفضل رسوم متحركه

نعتقد أن فيلم Inside Out قادر على حصد الجائزة لحسابه، بعد المراجعات النقدية المتميزة التي حصل عليها الفيلم على مستوى العالم، الفيلم يحكي عن المشاعر الداخلية لدى فتاة صغيرة، وكيف تحدد هذه المشاعر توجهاتها الخارجية وانفعالاتها وتطورات الأحداث في حياة هذه الفتاة. يتنافس الفيلم مع أسماء لامعة أيضًا مثل Anomalisa و Boy and the World و Shaun the Sheep Movie و When Marnie Was There.

هل يحصد جائزة أفضل فيلم اجنبي

الذئب العربي يصارع على أفضل أجنبي

لنا هنا وقفة مع الفيلم الأردني (ذيب) وهو الفيلم العربي الوحيد الذي يترشح للجائزة هذا العام، وفيلم ذيب من الأفلام المتميزة بصريًا ونوعيًا، وعرض في العديد من دول العالم ومنها مصر –الذي عرضته مبادرة زاوية للأفلام غير التجارية- واستطاع الفيلم تحقيق نجاح كبير.

ويحكي الفيلم عن مجموعة من أدلة الصحراء الذين يقمومن بإرشاد الإنجليز لتأمين خط سكه حديد يمر بالأراضى العثمانية في زمن الحرب العالمية الثانية.

ويمكن مشاهدة رد فعل فريق عمل الفيلم لحظة إعلان اسم الفيلم في قائمة الأفلام المنافسة على ترشيح الأوسكار.

نتمنى أن يحسم الفيلم الصراع الكبير الذي سيجده من أسماء أخرى هي:

Embrace of the Serpent من كولومبيا و Mustang من فرنسا و Son of saul من المجر وأخيرا A war من الدنمارك.


شبح «بوند» ينافس الظلال الرمادية على جائزة أفضل أغنية

يتنافس Fifty Shades of Grey – Earned It جنبا إلى جنب مع Racing Extinction – Manta Ray ضد Youth – Simple Song #3 و The Hunting Ground – Til It Happens To You و Spectre – Writing’s On The Wall.

وهذا الترشيح الأخير نشعر وبقوة بعدم قدرته على الصمود أمام باقي الترشيحات، فالأغنية في رأينا هي أضعف أغاني سلاسل أفلام جيمس بوند، وأقلها قدرة على التنافس مع أغنية مثل Skyfall التي قدمتها المتميزة دائما (أديل).

أحد عشر يومًا فقط تفصلنا عن فصل الخطاب في هذه الترشيحات. قد نرى الكثير من الدموع وقد نرى الكثير من الابتسامات في هذا الحفل، لكن المؤكد أننا سنرى الكثير من الفن والاحتفاء به وتقديره على مدى عام كامل..شاركونا اقتراحاتكم.