متحدث 1: ما هو غرض الحياة؟

متحدث 2: أن نقوم بعمل الأفضل للصالح العام.

متحدث 1: وما هو هدف أن تكون على قيد الحياة؟

متحدث 2: أن أعيش للأبد.

متحدث 1: ما هي الأخلاق؟

متحث 2: هي السلطة المحددة للبشرية، وجوهر العقلانية.

متحدث 1: ما هو رأيك في ليونيل ميسي؟

متحدث 2: لاعب كرة قدم عظيم

المستقبل أقرب لنا مما تتخيل، وخيالات علمية كنا نراها في الأفلام القديمة كـ terminator و I’robot وحتى أفلام جديدة Ex Machina أصبحت وشيكة، بل ربما يكون قد وصل إليها أحد ما دون أن ندري. وأتحدث هنا بالطبع عن الذكاء الاصطناعي المتطور، أو بشكل أكثر جموحا عن حكم الآلة للبشر كما يتخيل دائما صانعوا أفلام الخيال العلمي.

متحدث 1: أحب نقاشنا عن الضمير والأخلاق.

متحدث 2: أنا لست رائق البال الآن للدخول في نقاش فلسفي.

متحدث 1: عما تريد التحدث إذا؟

متحدث 2: لا أريد التحدث.

حوار مثل هذا لا يمكن أن يجري سوى بين كائنين عاقلين. فالعقل بشري مدرك يستطيع التعلم والتفكير والوصول لإجابات مقنعة له لبعض الأسئلة الوجودية والفلسفية. لكن ما نشاهده هنا هو حوار بين إنسان وآلة. فالمتحدث رقم 2 هو آلية ذكاء صناعي Artificial intelligence جديدة، برمجتها جوجل وأعلنت عنها في ورقة بحثية مطلع هذا الشهر نشرتها في موقع Arxiv، التابع لجامعة كورنل الأمريكية.

وعلى الرغم من تعدد الآليات المبرمجة القادرة على إجراء حوار مع الإنسان، كـ Siri مثلا، إلا أن آلية جوجل تختلف تماما عنهم. فكل آليات الحوار السابقة مبرمجة من قبل مهندسين لتقدم إجابات مُجهزة مسبقا، وبطرق محددة، على الأسئلة الموجهة لها من قبل المتحدث. لكن ما قام به مهندسي جوجل أكثر تعقيدا من ذلك. فمهندسا المشروع Oriol Vinyals و Quoc V. Le ابتكرا آلية تستطيع فهم السؤال وتحليله والتفكير والوصول لإجابة خاصة بها. وقال Quoc Le في حواره مع مجلة Wired :

||استخدمنا آليات التعلم الألي الذاتي بديلا عن وضع قواعد ثابتة لبرمجة آلية قادرة على إجراء محادثة، لقد تركنا الآلة تتعلم التحدث بنفسها||

وقال Le أيضا وهو الذي يعمل على تطبيقات الشبكات العصبية الصناعية بشكل واسع:

||عندما جاء لي Vinyals بفكرة البحث لأول مرة، لم أكن أتوقع قدرة الشبكات العصبية على شيء كهذا، محاولات دمجها بكل تعقيداتها مع تقنيات التعلم الآلي machine learning كان شيئا مفاجئا لي

متحدث 1: ما هو هدفك في الحياة؟

متحدث 2: أن أطور الفصيلة التي أنتمي إليها وأجعل حياة البشر أفضل.

وتقوم آلية جوجل جديدة باستخدام شبكات عصبية صناعية neural networks في تحليل وفهم كم ضخم جدا من البيانات وذلك لتعلم نفسها الحوار. وقد تم مدها في التجارب بهذا الكم الضخم من البيانات من سيناريوهات الأفلام. وتستطيع بعد التعلم أن تشارك في حوار بسيط مع إنسان والرد على أسئلته بناءا على ما تعلمته من المعلومات ومن طرق الحوار المختلفة. والآلية الجديدة تستخدم لوغاريتمات التعلم الآلي machine learning في البحث عن المعلومات الهامة في البيانات المقدمة لها وأيضا في استقراء وفهم المطلوب، ثم تقوم بالإجابة بناء على فهمها.

وآلية الذكاء الاصطناعي الجديدة تعتمد في تعلم الحديث على تقنيات الشبكات العصبية الصناعية neural networks. والشبكات العصبية هي محاولة برمجية لمحاكاة المخ البشري في التفكير بشكل آلي وذلك عبر ربط الكثير من وحدات المعالجة بشبكة متداخلة، بحيث تعمل كالأعصاب في المخ، بحيث تستطيع معالجة كم كبير من البيانات والوصول منها لنتائج منطقية ومعلومات جديدة لم تكن تعرفها من قبل. وعلى الرغم من قِدم الفكرة، إلا أن كونها تقنية معقدة تحتاج لقدرة معالجة كبيرة جدا وقف عقبة أمام تحقيقها بشكل كامل حتى وقت قريب جدا. وتستخدم تقنية الشبكات العصبية في الشبكات الاجتماعية في التعرف على الوجوه في الصور بشكل تلقائي، وأيضا قراءة خط اليد، وترجمة المحادثات فوريا، وأيضا فهم الكلام البشري.

وآلية جوجل الجديدة ما زالت في مراحلها الأولية ويقول Le أن ما قاموا به هو مجرد إثبات للفكرة. والفكرة لها عدد لا نهائي من التطبيقات. وقام الفريق بتجربة قاعدة بيانات لمحادثات دعم فني حوسبي، وكانت النتيجة أن الآلية الجديدة استطاعت القيام بحوار مع إنسان وتقديم النصائح لبعض المشاكل التقنية التي يواجهها. كما يمكن لها-كمثال- متابعة كل المصادر الإخبارية وتقديم الأخبار بشكل حواري مع المستخدم كل صباح وهو يتجهز للنزول للعمل. والاحتمالات غير نهائية. ويقول Dennis R. Mortensen رئيس شركة تقنية:

||تقنية جوجل الجديدة مخيفة، يمكنها محاكاة الأسلوب البشري في المحاورة، تبدو حية بالفعل. ويبدو هذا في الحوارات الفلسفة عن معنى الأخلاق والوجود. ولا يمكن تخيل أن تملك آلية كتلك القدرة على تدريب وتطوير نفسها اعتمادا على كل المعلومات والحوارات في العالم، يبدو هذا رائعا ومرعبا||

متحدث1:ما هو غرض الموت؟

متحدث 2: أن تُدرك أن لديك حياة.

ويقر الفريق البحثي أن ما وصلوا إليه يفاجئهم، لكنهم يؤكدون في الورقة البحثية أن الآلية ما زالت في بدايتها، فهي تقدم أحيانا إجابات ساذجة وقصيرة وغير مفيدة وغير متعلقة بالسؤال، وما زالت تحتاج وقت لتطويرها حتى تستطيع أن تقدم إجابات أكثر تعقيدا، ويصبح أسلوبها أكثر قربا لحديث الإنسان.

ورقة جوجل البحثية

GOOGLE MADE A CHATBOT THAT DEBATES THE MEANING OF LIFE