صحة الطفل والأم تتحددان لوقت طويل وفق الرعاية المُقدمة للأم وجنينها أثناء فترة الحمل، بل إن الرعاية الصحية السليمة المقدمة للحامل تحمي الطفل من الإصابة بعدد من الأمراض والمشاكل الصحية، وكذلك يجب الاهتمام بتقديم الدعم النفسي للمرأة الحامل، وفيما يلي بعض مما يمكن به دفع صحة الأم والجنين أثناء فترات الحمل.


ثلاث نصائح لأمان الحامل والجنين

1. التغذية الجيدة في الحمل

1. وفقًا لـ«معاهد الصحة الوطنية الأمريكية NIH»تناول فيتامين حمض الفوليك بجرعة لا تقل عن 400 مايكروجرام يوميًا لتوفير احتياجات الجنين وتجنب عدد من الأخطار، لكن يجب استشارة الطبيب أولاً.

2. لا غنى عن تناول الأم الحامل لكميات ثابتة كبيرة من الألبان بما لا يقل عن ربع كيلو يوميًا،فدراسات و نصائح متعددة سواء للمجلة الأوروبية للتغذية أو وزارة الزراعة الأمريكية عن بعض الأبحاث والدراسات التي أجريت على عدد من الأمهات، وجدت أن تناول كمية ثابتة تفوق 150 جرامًا من الحليب يوميًا، تؤهل الأم لولادة طفل أقوى وأطول وأكثر صحة من الأمهات اللاتي لا يتناولن الحليب أو يتناولن كمية أقل من ذلك، ويمكن للأم تناول الألبان في صور متعددة مثل الأطعمة التي تحتوي على منتجات الألبان.

2. الأطعمة الممنوعة للحوامل

1.اللحوم غير المطهوة جيدًا أو نصف المطهوة مثل السلامي والببروني.

2. زيت كبد الحوت أو أي فيتامينات تحتوي على تركيزات عالية من فيتامين أ A

3. بعض أنواع الأسماك مثل أسماك لحوم القرش وأبو سيف.

4.لا تكثري من أكل التونة بكميات تفوق 4 علب أسبوعيًا لأن هذا النوع من الأسماك قد يحتوي على كمية أكبر من الزئبق، وهي قد تؤثر على نمو الجهاز العصبي لطفلك.

5.الأسماك النيئة غير المطهوة أو المُجمدة مثل المحار وسرطان وبلح البحر، بينما لو تم طهيها جيدًا أو تجميدها لفترات كافية، فذلك كفيل بجعلها طعامًا آمنًا.

6. تحجيم الكافيين، فالمستويات المرتفعة من الكافيين قد تؤدي لانخفاض وزن المولود، فيجب أن يستهلك الكافين بمعدلات أقل من 200 ملج يوميا، فمثلًا كوب القهوة يحتوي على 100 ملج إلى 140 ملج، وعلبة من مشروب الكوكاكولا تحتوي على 40 ملج، لذلك تناول فنجان من القهوة وكوب من الكوكاكولا يعتبران كافيين جدًا.

7. بعض براعم الخضروات مثل الفجل والبرسيم الحجازي وغيرهما.

8.تجنب المواد الملوثة بالرصاص مثل بعض دهانات الحوائط فهذا التلوث قد يتسبب في وزن الولادة المبكرة وتأخر النمو لدى الأطفال.

9. عدم تناول نقانق اللحوم «Hotdog» أو اللانشون لما قد تحمله من بكتيريا ضارة قد تسبب مشاكل مرضية خطيرة.

10.الكبد أو الأطعمة التي قد تحتوي على الكبد، لأنها قد تحتوي على جرعات عالية من فيتامين أ A.

11. عدم تناول الكحوليات أو المخدرات.

3. التمارين الرياضية في الحمل

إذا لم تكوني ممارسة للرياضة ونشطة قبل الحمل، فعليكِ ألا تبدئي التمارين الرياضية فجأة بعد الحمل، بل عليكِ إخبار مدربك والبدء بالرياضة لفترات قليلة لا تتجاوز 15 دقيقة،شريطة الالتزام بمايلي:

1. تناول الكثير من الماء وتجنب التمارين في درجات الحرارة المرتفعة.

2. عليك الحذر من كل الرياضات التي قد تهدد بسقوطك مثل ركوب الخيل أو الجمباز… إلخ.

3. عليك الابتعاد عن الرياضات التي قد تعرضك للضرب مثل الإسكواش والرياضات القتالية.

4. الإحماء الهادئ قبل بدء أي تمرين رياضي.

تظل السباحة خيارًا جيدًا للمرأة الحامل، لأن الماء يخفف الوزن مما يسبب شعورًا بالراحة، شريطة ألا تحتوي تدريبات السباحة على ارتطام بالماء أو تمارين الغطس.


الوعي بالدواء: بين المسموح والممنوع

من الأهمية أن تعرف الحاملُ أن جميع الأدوية مُصنّفة من قِبلِ «إدارة الغذاء والدواء – FDA» وفقًا لمستويات الأمان والخطورة على المرأة الحامل وجنينها، في خمسة تصنيفات تساعدنا على معرفة ما يمكن استخدامه بأمان أثناء الحمل وما لا يجب استخدامه، وهي: «فئة أ، فئة ب، فئة ج، فئة د، فئة إكس – A, B, C, D, X».

الفئة (أ A):

فئة آمنة، فنتائج الدراسات السريرية الموثقة التي أجريت على النساء الحوامل، فشلت في إثبات أي خطر قد يُحتمل على الجنين في الثلث الأول من الحمل، ولم يتوافر أي دليل على وجود أي مخاطر في ثلثي الحمل الآخرين.

الفئة (ب B):

أوضحت الدراسات التي أجريت على الحيوانات عدم وجود أي مخاطر على الأجنة الحيوانية، لكن ليس هناك دراسات سريرية عالية الجودة قد أجريت على البشر، أو أن بعض الدراسات أثبتت ضررًا على الحيوان، لكن هذه الدراسات لم تثبت نتائجها على البشر في الثلث الأول من الحمل، ولم تظهر أي دلالات على وجود أي مخاطر في الفترات التالية من الحمل.

الفئة (ج):

أظهرت الدراسات وجود مخاطر ضارة على أجنة الحيوانات، وليس هناك دراسات كافية عالية الجودة على النساء، أو أن الدراسات وسلامة هذا الدواء أو خطره ، لم تجر عليه دراسات، لا على الحيوان ولا الإنسان، وهذه الأدوية لا يجب إعطاؤها إلا إذا كانت الفائدة المحتملة، تبرر المخاطر المحتملة على الجنين.

الفئة (د):

هناك آثار مؤكدة على وجود خطر على الجنين عند البشر، ولكن في بعض حالات الخطر التي تهدد الحياة، ولا يمكن استخدام أدوية أكثر أمنًا؛ يمكن استخدام هذه الأدوية لعلاج أمراض بعينها.

الفئة إكس:

أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر تشوه الجنين، وهناك أدلة واضحة تسبب الإجهاض أو تشوهات الأجنة عند استخدام الدواء، وليس هناك فائدة معروفة، يمكن أن تفوق مخاطر استخدام هذا الدواء.

يمكن الوقوف على تصنيفات الأدوية في النشرات الطبية الموجودة داخل عبوات الدواء.


المتابعة الطبية والدعم النفسي

المتابعة الدورية مع الطبيب خلال شهور الحمل، والاهتمام بوزن الجنين وحالته الصحية والحصول على الدعم الطبي الدوري المتكرر، ومتابعة التغيرات الجسمانية لها وللجنين، ونقل كل مخاوفها واستفساراتها للطبيب – الذي من دوره تقديم إجابات كاملة للأم حول كل ما يجب الاهتمام به أثناء الحمل أو الابتعاد عنه؛ من الأمور التي لا غنى عنها للمرأة الحامل إذا أرادت الحصول على حمل وولادة سهلين وطفل صحي مؤَسس بطريقة صحيحة مما يقيها وطفلها التعرض للعديد من المشاكل التي يمكن تجنبها بطلب المشورة والدعم الطبيين.

كذلك يجب الاهتمام بتقديم الدعم النفسي للمرأة الحامل، وللزوج دورٌ مؤسسٌ في ذلك، فإن كانت الزوجة تحمل الجنين في جسدها طول 9 أشهر، فعلى الزوج أن يحملها هي وجنينها طوال هذه الأشهر التسعة، وكذلك أن يدعمها في الشهور التالية للولادة، فدعم زوجها لها أشد ما يؤثر في نفسيتها واستعدادها لتقبل الوضع الجديد، ويخفف عنها وطء التغيرات النفسية الصادمة والاكتئابات أثناء فترة الحمل وما بعد الولادة.

فدور الزوج لا بديل له حتى لو كانت الأم تحصل على الرعاية من شخص آخر – أمها مثلاً – فتظل الحاجة للدعم النفسي من الزوج أساسية ولا غنى عنها، وعلى الزوج أن يعي دوره في تأهيل زوجته نفسيًا والتخفيف عنها ومساعدتها أثناء الحمل وكذلك برعاية الصغير والتقرب له دوريًا بعد الحمل.

يتضح ذلك على سبيل المثال في تقسيم بعض الدول إجازة الوضع بين الرجل والمرأة، لما تعيه المجتمعات المتقدمة من الدور الهام الواقع على عاتق الزوج، كما يحدث في الدنمارك والسويد وبلجيكا وأيسلندا وعدد من الدول، فمساعدة الزوج لزوجته يخلق فارقًا كبيرًا في سير تجربة الحمل وتحولها من تجربة شاقة مريرة لتجربة وذكرى سعيدتين.


الاستعداد للولادة

استقبال مولود جديد من الأحداث التي تتهيأ لها الأسرة بالعديد من الاستعدادات، يمكنك الاطلاع عليها تفصيليًا في هذا المقال:

استقبال مولود جديد: كيف تهيئين نفسك؟ ملحوظة: المعلومات الواردة في المقال لا تغني عن استشارة الطبيب وقد يقرر الطبيب غيرها.