أيام قلائل ويبدأ العام الدراسي الجديد، وتعود العبارات المأثورة للتردد على أذنيك، مثل:

*سيب اللي بتعمله وقوم ذاكر. *كفاية سهر وخُش نام عندك مدرسة بكرة.

وتعود معها الأحاسيس المتباينة من السعادة والحزن والإثارة والتوتر والحذر، والتي تختلف باختلاف الطالب والظروف ونوعية التعليم والمستوى الاجتماعي، لكنها تتفق في الاضطراب والترقب؛ بسبب عدم الاستعداد الجيد لبدء الدراسة، لذا جهّز ورقة وقلمًا، واستعد لتعرف كيفية إعداد معسكر تأهيلي لبداية الدراسة بسلام.

إليك 18 شيئًا لا تفعلها في بداية العام الدراسي بالمدرسة أو الجامعة.


نصائح للحفاظ على النظام

1. لا تهمل «أول يوم مدرسة»

انتبه للمعلم وحديثه في اليوم الأول، وتعرّف قواعد الاستئذان، والتساؤل، والذهاب إلى الحمام، واستخدام الهاتف، وما يُسمح به وما لا يُسمح به من الأزياء والحُلي والأكسسوار، وكن مهذبًا ولبقًا عند التعريف بنفسك، وتودد لمعلمك وزملائك بكلمات ترحيبية بسيطة، دون تملق أو خداع أو مبالغة.

وأضف أصدقاء جددًا بالتوازي مع علاقاتك بأصدقائك القدامى، ولا تكثر الهزار، واحرص على أن يكون الانطباع الأول عنك جيدًا، ولا تتشاجر على اختيار المقعد، واكتب قائمة تذكيرية مقترحة لما تود أن تفعله في اليوم الأول، واجعلها متجددة باستمرار؛ لتكون نواة لخطة أسبوعية وسنوية تسعى لتحقيقها على مدى أيام الدراسة.

2. لا تتحدث في «السياسة»

«وزارة التعليم تمنع الكلام في السياسة»، هكذا صدر الخبر دون أن توضح الوزارة معنى السياسة، وما هو الكلام السياسي والكلام غير السياسي، ودون توعية أو توضيح لهذا المنع، وإذا ما كان في مصلحة الطالب والعملية التعليمية، وكيف يكون ذلك، فقد نبهت وزارة التعليم على المدارس والمديريات بعدم التطرق إلى أي أحاديث تخص السياسة داخل سور المدرسة، وهو قرار قديم، وصادر عن الوزارة منذ سنوات، بحسب تصريح رئيس قطاع التعليم.

3. لا تهمل المراحل الانتقالية

وهي الأيام الفاصلة بين الإجازة وبدء الدراسة؛ لأنك تمر بها مرات عدة في السنة: عند بداية الدراسة وانتهائها، وعند الانتقال من مرحلة تعليمية إلى أخرى، يجب عليك تذكرها وتوثيقها لكي تساعدك أو تساعد بها غيرك عند كل بداية جديدة، وكن منضبطًا ومسئولًا وسلسًا، حتى لا تجعل الفترة الانتقالية أكثر صعوبة وتعقيدًا.

4. لا تكره الروتين

قد يكون جدولك الزمني الجديد بمثابة صدمة للنظام الخاص بك الذي اعتدته في الإجازة، لذلك لا ترهق جسدك وذهنك أثناء تغيير الروتين اليومي، ونم مبكرًا لأنك لا تريد أن تكون غاضبًا ومفتقدًا للتركيز، واستعن بالقيلولة بعد المدرسة؛ لتكون قادرًا على القيام بواجبك المنزلي.

5. لا تكن فوضويًا

حاول أن تبقى مرتبًا، فيمكن أن يكون الأسبوع الأول من الدراسة مضطربًا أثناء محاولتك للاستقرار والاعتياد على الروتين، استخدم عطلة نهاية الأسبوع لرسم خريطة لأسبوعك، وضع هامشًا للتغيير والتبديل يقل بمرور الأسابيع، وحدد ما يمكن أن تضعه في خريطة إجازتك مسبقًا، وقد يضع أصدقاؤك جداول زمنية أسهل أو قد لا تكون لديهم مسئوليات عديدة مثلك، لذا أخبرهم أنه يجب عليك تحديد وقتك معهم مع بدء الدراسة.


نصائح صحية

6. لا تهمل الحياة الصحية

احصل على قدر كاف من النوم، فالدراسات تشير إلى أن المراهقين بحاجة إلى 8 ساعات نوم كل ليلة ليشعروا بالراحة، ووجدت دراسة حديثة أن الطلاب الذين يحصلون على قسط كاف من النوم قبل اختبار الرياضيات كانوا أكثر قدرة على حل المسائل بمقدار 3 مرات أكثر من أولئك الذين ظلوا ساهرين طوال الليل.

تناول وجبات صحية خاصة الفطور؛ فالطلاب يكونون أكثر تأهبًا وأفضل أداءً واستيعابًا إذا تناولوا وجبة إفطار جيدة؛ لأن الطعام يلعب دورًا رئيسيًا في طاقتك خلال النهار، وابتعد عن الوجبات السريعة واستبدل بها الفواكه والخضراوات، وحافظ على صحة عقلك وجسمك، ولا تستسلم لكسل أو نعاس، ولا ترهق نفسك كثيرًا، وحافظ على نظافتك الشخصية ونظافة أدواتك ومقعدك، ولا تستهِن بذلك، واحرص على حمل مطهّر ومعطّر، وضع الطعام في علب أو أكياس نظيفة، وغير ملونة صناعيًا.

7. لا تنسَ مصادر الطاقة

بعض الأطعمة تحافظ على الطاقة خلال النهار، اختر البروتينات قليلة الدسم، مثل الدجاج أو الفول أو الزبادي، وأضف الكثير من الفواكه والخضراوات إلى وجبتك؛ لتوفر الفيتامينات والمعادن والطاقة التي تحتاج إليها، كذلك الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات البسيطة، مثل الوجبات الخفيفة السكرية أو الكعك أو البطاطا المقلية، والتي قد تمنحك شحنة سريعة من الطاقة، ولكنها ليست مستدامة، وينطبق الشيء نفسه على المشروبات المليئة بالكافيين أو السكر، لا يتعين عليك قطع هذه الأشياء تمامًا، لكن عليك الاستمتاع بها باعتدال، واحرص على تناول الوجبات الخفيفة لا الضعيفة أو غير المشبعة.

8. لا تهمل وقت العائلة

أشرك عائلتك في استعداداتك، وأعلمهم بروتينك الجديد ليساعدوك وليذكروك بما قد تنساه، وليشجعوك على مواصلة العمل، مع تخصيص وقت من جدولك للعائلة؛ فهو يعمل بمثابة وقت مستقطع لاستعادة الطاقة وأخذ الأنفاس أثناء اليوم، واعلم أن مشاركتك للعائلة لا تقل عن مشاركتهم لك.


نصائح تعليمية

9. لا تتوقف عن استثمار أوقات الدراسة

تعلّم التخطيط وحسن التصرف، والاعتماد على النفس، والقدرة على مواجهة الاختبارات، والتفاعل مع الأشخاص على اختلاف صفاتهم، وحسن استخدام الأموال، والتعامل وفق محدودية الاختيارات، والتساوي مع الأقران في الزي والتعلم، والتنافس معهم على النجاح.

واربط بداية العام الدراسي ببداية تغيير أنماط الحياة والملبس، واحرص على عدم تقليد الغير بتكوين شخصية مستقلة، وتعلّم استغلال أو إعادة الانتفاع بالأدوات القديمة ومعرفة الاحتياجات الجديدة، والتركيز عند شراء الأدوات على الانتفاع والاستفادة والراحة والشكل المناسب لا على الثمن الغالي أو الشكل الملفت.

واستفد من الأوقات خلال اليوم الدراسي كبداية لواجباتك المنزلية، فربما تستطيع الخروج مساء في حين أن زملاءك لا يستطيعون ذلك.

10. لا تُقصر التكنولوجيا على المرح فقط

اسأل عن التطبيقات التعليمية المتوفرة لمرحلتك التعليمية، واستعن بتطبيقات تساعدك على التحصيل والاستيقاظ والجدولة، وتطبيقات تسجيل المحاضرات وتدوين الملاحظات؛ لتتمكن من استرجاع المعلومات بسهولة، واجعل «السوشيال ميديا» وسيلة تساعدك على التقارب والتعلم وليس إهدار الأوقات وسوء التحصيل.

11. لا تكره الفشل

يجب أن يترسخ في ذهنك أن المدرسة أو الجامعة ساحة للنجاح والإخفاق معًا، قد لا تحقق نجاحًا، لكن هذا لا يعني عدم الاستفادة من الفشل، وذلك بتعلم كيفية تجنبه وعدم تكراره، والكتابة عن تجاربك في مذكراتك؛ لتستفيد منها في الأعوام التالية، ولتكوّن خبرة وتجربة شخصية من واقع حياتك.

12. لا تغفل دور المجتمع

تعلم وسائل مكافحة التوتر والقلق، وتذكر أنك لست وحدك، تحدث إلى أصدقائك وعائلتك ومعلميك حول شعورك، واستفد من أي موارد لتقديم المشورة تقدمها المدرسة أو الجامعة، ويمكنك التواصل مع الطلاب الآخرين خارج مجموعتك الاجتماعية أو الأكبر سنًا.

قد يستغرق الأمر بعض الوقت والجهد ولكن إنشاء نظام دعم قوي للأقران هو وسيلة ضرورية لتخفيف التوتر.


نصائح شخصية

13. لا تتعجل

احزم حقيبتك ورتب أغراضك ليلًا، قد تنسى أو تتأخر صباحًا فلا تجد وقتًا لذلك، ولا تقلق من الإحساس بالاضطراب وعدم استقرار البدايات، فسرعان ما سيتبدد ذلك باعتيادك على الأمر، ووضع الروتين الخاص بك.

14. لا تقلد

لا تسع لتقليد أصدقائك بل اعمل على الاستفادة منهم وإفادتهم، ولا تقلل من قدر نفسك؛ فقد يرون فيك ما لا تراه أو ما تعتقد أنه غير ملفت أو مميز لشخصيتك، وحاول الانضمام إلى الأنشطة من أجل التعارف واختبار مهارات جديدة، لا يشترط أن تكون متقنًا لهذا النشاط، فربما تجد في نفسك القدرة على إتقانه بعد أن تجربه، كما أنها فرصة للتقرب من المعلمين والتعرف إلى أشخاص جدد، والحصول على شخصية متميزة.

15. لا تستمر على السوء

لا تستمر على أحاسيسك السيئة، مثل كُره المدرسة وعدم الرغبة في التعامل مع المعلمين والأصدقاء، وحاول أن تجعل -على الأقل- شيئًا واحدًا ممتعًا يربطك بالمدرسة.

وادرس بنشاط، واحرص على الفهم، وإذا لم تفهم، فاطلب من المعلم، واعلم أن تكديس الأعمال هو أسرع وسيلة للإجهاد وضعف الإنجاز وسوء النتائج، ولا تثقل ذهنك بالضغوط لكي تجبر نفسك على العمل بجد، فالعمل بالإجبار لن يكون ممتعًا أو ذا شغف.

16. لا تكن فجًا

لا تتعامل بفظاظة وغلظة أو تطاول مع زملائك مهما كان تقبلهم لذلك، وإذا كنت في مدرسة مشتركة أو جامعة فكن حذرًا عند التعامل مع الفتيات؛ حتى لا تبدو سافلًا أو متحرشًا أو وقحًا أو متعاليًا، واعلم أن التعامل مع الشباب يختلف عن التعامل مع الفتيات، وهذا يشمل الحديث واللباقة ومستوى الهزار والتعامل الجسدي.

كذلك لا تكن طبقيًا، فتحرج زملاءك بأدواتك غالية الثمن أو حذائك «البراند»، أو الأماكن التي قضيت بها فترة الإجازة.

17. لا تكره الزي المدرسي

لا تتعامل معه على أنك مجبر على ارتدائه، وحاول أن تجعله مقبولًا لك، واحرص على اختيار القطع المتاح لك اختيارها، مثل الحذاء والساعة وبعض الأكسسوار المسموح به، وإذا كنت طالبًا جامعيًا فلا تسع للحصول على قطع ملابس باهظة الثمن بل ركّز انتقاءك على الإضافات الصغيرة التي تجعل من السهل تغيير مظهرك.

18. لا تذهب للتسوق بل للتعلم

أحضر من المنزل ما يكفيك طعامًا وشرابًا، أو ما يكفيك لشراء الطعام والشراب واسع للتنوع؛ حتى لا تمل من الاعتياد، ولا تسع للحصول على أموال أكثر من الحاجة لتنفقها على الأطعمة والمشروبات، وخصص بعض المال للطوارئ.

تمثل العودة للدراسة بداية جديدة لأمور جديدة نختبرها، وعواطف جديدة تغمرنا، ومن الطبيعي أن تشعر بالتوتر والاضطراب عند بدء الدراسة، فالعودة إلى روتين المدرسة والتكيف معه يتطلب بعض التعود بعد العطلة الصيفية الطويلة، وقد يساعدك تذكر الفترة نفسها من العام الماضي؛ لتتذكر استقرار الأمور بمجرد اعتيادك على الروتين، وكما أن الأمر قد يثير مشاعر السخط بداخلك فإنه يجدد أيامك، ويزيد خبراتك، وكل ما عليك فعله هو أن تصنع روتينك الخاص بك ثم تتكيف معه، هذه هي البداية.