محتوى مترجم
المصدر
واشنطن بوست
التاريخ
2015/12/21
الكاتب
ستايسي شتاينبرج وجنيفر ساجر

واجهنا مؤخرًا في الأخبار وابلًا من الأمثلة على الإكراه والسيطرة الجنسية والهيمنة من جانب الذكور، وتشييء المرأة في منصاتٍ عامة جدًا. على سبيل المثال، تم تعليق أخوية مؤخرًا في فرجينيا بعد تعليق لافتة على شرفتها الأمامية تقول: «نأمل أن فتاتك الصغيرة مستعدة لقضاء وقت ممتع».

على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كتب متهم بالاغتصاب: «النساء لسن من البشر، لقد أرسلهم الرب لإمتاع الرجل».

بينما يناقش الآباء مع المراهقين كيفية تحسين أمنهم وسط ثقافة الاغتصاب، تكون العائلات صامتة خلال المراحل المبكرة من نمو الطفل

كما ناقش بيل كوسبي بلا مبالاة إساءة معاملته للنساء في مقابلة محيطة بفضيحة اعتدائه الجنسي التي ظهرت مؤخرًا.يعد مصطلح «ثقافة الاغتصاب» مصوغًا لتفسير المواقف العامة جدًا، والتي تكون غالبًا منتشرة، في مجتمع يسلط الضوء على الإكراه والسيطرة كمحورين لثقافة تحتوي التشييء الجنسي. وبينما يناقش العديد من الآباء مع الأطفال الأكبر والمراهقين كيفية تحسين أمنهم وسط هذه الثقافة، غالبًا ما تكون العائلات صامتة بشأن هذه المشكلات خلال المراحل المبكرة من نمو الطفل. ومع ذلك، فإنه خلال هذه الفترة الحاسمة يستطيع الآباء أن يقدموا لأطفالهم الأدوات الأكثر فاعلية لإدراك هذه المواقف ذات المخاطر العالية في المجتمع.عبر دمج الدروس التالية في الحياة اليومية، يستطيع الوالدون تمكين أطفالهم من فهم وضبط عواطفهم، استجاباتهم، وردود أفعالهم، ويمكنهم تعليم أطفالهم تقدير ذات هذه المشاعر لدى الآخرين.

(1) تعليم الأطفال أن جميع العواطف مهمة ويجب احترامها. ينبغي السماح للأطفال بالبكاء، والشعور بالاستياء وخيبة الأمل. عندما ننقذ الأطفال بسرعة (مع وعود بالحصول على الحلوي أو هدية أخرى)، نسلبهم فرصة تعلم كيفية تقبل هذه المشاعر.وعبر فعل ذلك، نظهر أيضًا أننا، كآباء، غير مرتاحين تجاه نطاقنا الطبيعي من العواطف.(2) عندما تقول لا، تمسك بها ولا تتراجع. الأمر موثق بشكل جيد أن التربية المتضاربة يمكنها أن تفاقم المشكلات السلوكية للطفل، لكن الأمر يعني أيضًا أن الطفل لا يطور مهارات تهدئة النفس اللازمة لتقبُّل خيبة الأمل.

عندما تقول لا، تمسك بها ولا تتراجع واسمح لطفلك بأن يقول لا أحيانًا، وفي تلك الحالات، اسمح له بأن يتمسك بموقفه هو الأخر

وفي ذات السياق، اسمح لطفلك بأن يقول لا أحيانًا، وفي تلك الحالات، اسمح لطفلك بأن يتمسك بموقفه. عندما تريد الطفلة الأصغر أن تلعب لعبة مع أختها بينما تريد الأخت أن تلعب بمفردها، يعد الأمر مغريًا أن تطلب من الطفلة الأكبر أن تشارك أختها الأصغر. لكن عبر فعل ذلك باستمرار، يعلّم ذلك الطفلة الأكبر أنها في حاجة لتغيير رأيها وأن تتجاهل احتياجاتها لأنها تركز بدلًا من ذلك على إسعاد شخصٍ آخر. كما يضيع ذلك فرصةً لتعليم الطفلة الأصغر كيفية التأقلم عندما لا تسري الأمور كيفما تريد.

(3) اسمح لأطفالك بالتراجع. وعندما تتراجع (مثلما سوف يفعل الآباء حتميًا)، استخدم الأمر كفرصة لتعليم الأطفال أننا جميعًا لدينا الحق في تغيير آرائنا. قد يبدو الأمر غير بديهي، لكن فكر بشأنه. تخيل حزم جميع الأغراض في السيارة، ودفع الأموال والدخول إلى حلبة التزلج على الجليد، عقد رباط حذاء التزلج، ثم أن تسمع طفلك يقول «لا أريد التزلج». على الأرجح سنفكر أولًا في شعورنا بالغضب.وقد نفكر بشكل مبرر ونقول: «أخذت كل هذا الوقت لنصل إلى هنا. لقد توسلت لتأتي إلى هنا! لقد دفعت مقابل مزلاجيك. كما أنك استمتعت بالأمر في آخر مرة». لكن بعد 10 سنوات من الآن، كآباء، سنأمل أن يحترم من تواعده ابنتنا مشاعرها إن غيرت رأيها بشأن النشاط الجنسي. وإن غيّر ابنك، أو ابنتك، رأيه بشأن شيء ما، احترم غريزة طفلك وشجعه على الحديث بشأن هذه الأفكار والمشاعر. وفي النهاية، يجب أن تُنفذ تعليماتك كوالد، لكن استخدم هذه السيناريوهات كفرصٍ لتعزيز حدس طفلك ولتعليمه كيف أن يُسمَع ويُحترم بشكل ملائم.

(4) ميّز التشييء الجنسي. لا تشارك في الخجل من الجسد. تعلم إدراك الحالات حين تشييء الإعلانات جسد المرأة (أو الرجل). ناقش هذا الواقع مع أطفالك وشجعهم على التفكير بشأن أفكار ومشاعر الناس حين يرون صورًا في الإعلام والمنصات الأخرى.ليس هناك طريقة لتلقيح أطفالنا ضد أن يصبحوا ضحايا أو مرتكبين للاغتصاب. لكن الآباء يمكنهم مساعدة أطفالهم على تمييز وتفادي مواقف خاطئة ومضرة متعلقة بالجنس، القوة، السيطرة والإكراه. علِّم الأطفال أن يحترموا أجسادهم، غرائزهم، وعواطفهم. وفي ذات الوقت، اعطهم أدوات لتمييز واحترام ذات الأمور لدى الآخرين. ربما عبر فعل ذلك، يمكننا تعزيز الحوار والبدء بخلق ثقافةٍ تعزز حدودًا صحية وتنهي جميع صور العنف الجنسي.