محتوى مترجم
المصدر
Russia Puts Boots on the Ground in Syria
التاريخ
2015/02/09
الكاتب
مايكل ويس

وقد زعم أحد التقارير أن الطيارين الروس يستعدون لتسيير رحلات إلى جانب القوات الجوية السورية، وإسقاط قنابل ليس فقط على تنظيم الدولة الإسلامية ولكن على المتمردين المناهضين للأسد الذين قد يكونون أو لا يكونون مصطفين مع الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة.

لقد قالت عدة مصادر تم استشارتها في هذه القصة أن البنتاغون حذِر بشكل غير عادي بشأن إعادة تنشيط دور روسيا في سوريا. وذكر ضابط عسكري أمريكي سابق لذي ديلي بيست: «كنت أقول أشياء من قبيل «لا يمكننا الحديث فعليًا عن هذا». وهو ما يعني بالنسبة إليّ أن هناك شيء من الحقيقة في هذه المزاعم».

ويمكن التحقق من بعض ذلك. في 22 أغسطس،كشف الصحفي في موقع بوسفور نافال نيوز، نيكولاي فيلشنكوف، سفينة روسية من طراز التمساح، وهي جزء من أسطول البحر الأسود الروسي، تمرّ قبل يومين من خلال الممر المائي الشهير في إسطنبول في طريقها إلى مكان مجهول في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

لكن ما كان لافتًا بالنسبة إلى فيلشنكوف أن المعدات العسكرية كانت واضحة على سطح السفينة – بالتحديد، شاحنات كاماز، استنادًا إلى الخطوط العريضة للقماش المشمع، ما لا يقل عن أربعة مركبات مشاة قتالية من طراز بي تي آر. (ولا يشتمل هذا على أي عتاد ربما يكون قد تم تخزينه تحت سطح السفينة).

وفي 24 أغسطس، قامت مدوَّنة أوركسي، التي تقيس الديناميكية العسكرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،باكتشاف مفاده أن مركبة بي تي آر- 82 آي واحدة على الأقل قد ظهرت في محافظة اللاذقية الساحلية، حيث تنحدر عائلة الديكتاتور السوري بشار الأسد، وحيث حصل صراع مؤخرًا، بشكل لافت، عن طريق جيش الفتح ومجموعة من منظمات المتمردين الإسلاميين بما في ذلك جبهة النصرة، وكيل تنظيم القاعدة الرسمي في سوريا.

دلائل كثيرة أهمها ما كشفه أحد التقارير الإخبارية بالخطأ لصوت أحد الجنود الروس في أحد المعارك تشير إلى أن الروس قد صاروا جزءا من الجيش السوري

من المهم جدًا للأسد أن يقوم بتحصين اللاذقية ضد أي هجوم للمتمردين، ولهذا فقد شنَّ نظامه هجومًا مضادًا كبيرًامن خلال الجيش العربي السوري والحرس الجمهوري وقوات الدفاع الوطني ومجموعة من الميليشيات الطائفية التي أُسست ودرِّبت وموِّلت من قِبل نخبة الحرس الثوري الإيراني – فيلق القدس.

خلافًا لغيرها من مركبات بي تي آر- 80 إس التي أرسلتها روسيا من قبل إلى سوريا – بما في ذلك الرقم الذي وصل كجزء من اتفاق إزالة الأسلحة الكيميائية بالوساطة بين موسكو وواشنطن – مركبة بي تي آر-82 آي رصدت في اللاذقية مموهة وعليها رقم («111»).

وكما تلاحظ مدوَّنة أوركسي، لم يكن لدى بي تي آر-80 إس التي أرسلت في خضم الصفقة الكيميائية أي علامات تكتيكية وكانت «ملونة باللون الزيتوني الباهت». كما أن مركبات بي تي آر-82 آي جديدة جدًا. فقد دخلت لأول مرة في الخدمة في عام 2013.

لكن ما هو أكثر إثارة للاهتمام هو ما قام الذراع الإعلامي الرسمي لقوات الدفاع الوطني بالكشف عنه عن طريق الخطأ في أحد «التقارير الإخبارية» الآتية من جبهة اللاذقية. لقد عرضت القناة سيارة قتال في التقرير ولكن أيضًا مع صوت لا لبس فيه لشخص يتحدث الروسية في الخلفية؛ كان ذلك الصوت الروسي يقوم بإعطاء تعليمات عسكرية لطاقم المركبة بي تي آر-82 اي. وفيما يلي ترجمة لذلك:

2:03: «هيا، بسرعة!»

2:06: «ارم!»

2:10: «مرة أخرى! افعل ذلك مرة أخرى!»

2:30: «الطاووس، الطاووس، نحن نسير بها».

من المرجح أن كلمة «الطاووس» تشير إلى علامة نداء عند الجندي الروسي؛ أي، مَن الذي يعمل على العربة المدرعة. وبالنظر إلى أن مركبة بي تي آر-82 كانت تقوم بإطلاق النار في الفيديو، فإما أن هذه اللقطات كانت لأحد التدريبات أو (على الأرجح) لقتال فعلي. وهي بالتأكيد تُعد دليلًا دامغًا على أن الروس قد صاروا جزءًا لا يتجزأ من الجيش السوري.

في وقت مبكر من عام 2012، اعترف وزير الدفاع الروسي آنذاك أناتولي سيرديوكوف بأن لروسيا «مستشارين عسكريين وتقنيين» في سوريا، على الرغم من أن هذه التسميات لا تعني بالضرورة ما يفعلونه في الغرب. «في المعجم الأمريكي، هناك خط فاصل بين المستشار التقني والرجل العسكري ورجل الاستخبارات»، يقول كريس هارمر، وهو ضابط سابق في البحرية الأمريكية ويعمل الآن في معهد مقره واشنطن لدراسات الحرب. «روسيا تطمس الخطوط الفاصلة».

وقد أخبر مسؤول نشط في الاستخبارات الأمريكية ذي ديلي بيست أنه في حين لا «يندهش أحد من رؤية تقارير حول معدات عسكرية روسية جديدة في المنطقة – من شأنها أن تشير أيضًا إلى تدريب القوات السورية على هذه المعدات – فإن الخط الفاصل بين التدريب والمشاركة في القتال يبقى غامضًا. لكن أجهزة الاستخبارات لم تر أي شيء يشير إلى أن الروس لا يشاركون في القتال».

وما نوقش كثيرًا في دوائر وزارة الدفاع الأمريكية هو ما أوردته بوابة الأخبار الإسرائيلية، واي نت، يوم الإثنين: أن «قوة تدخل سريع» جديدة من الجيش الروسي قد وصلت إلى دمشق وقامت بتحويل تثبيت سلاح الجو السوري نحو قاعدة العمليات المتقدمة الخاصة بها. وسيبدأ الطيارون الروس أيضًا على ما يبدو مهامم القتالية الخاصة بهم. «في الأسابيع المقبلة» كتب صحفي واي نت، اليكس فيشمان، نقلًا عن مصادر دبلوماسية غربية، «من المقرر أن يهبط الآلاف من أفراد الجيش الروسي [كذا] في سوريا، بما في ذلك: مرشدين ومعلمين وعاملين في الخدمات اللوجستية وكوادر فنية وأعضاء من قسم الحماية الجوية وطيارين».

ويقال إن الهدف سيكون مكافحة بحتة للإرهاب كما سيتوافق مع مرحلة جديدة من التعاون الثنائي بين موسكو وطهران في إنقاذ حليفهما المشترك، الأسد، وكذلك صقل مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. وتلك الحرب، كما حوكمت من قِبل ائتلاف كانت واجهته الولايات المتحدة لمدة سنة حاليًا،لم تمض بنجاح.

ليست هذه سوى أحدث التقارير. في 12 أغسطس، أفاد الموقع المرتبط بالمعارضة، سوريا نت، أن «ميليشيا» روسية توجد الآن في مدينة سالفانا في اللاذقية، وقد أرسلت إلى هناك كجزء من عدد متزايد من الوحدات القتالية الأجنبية التي من المفترض أن تقوم بتحصين اللاذقية.

اعترف وزير الدفاع الروسي آنذاك أناتولي سيرديوكوف عام 2012 بأن لروسيا «مستشارين عسكريين وتقنيين» في سوريا

«تم تكليف الطاقم الروسي بالإشراف على مشروع لتنظيم الخطوط الدفاعية بطريقة مهنية»، ذكر الموقع، «ومجهزة بمعدات حديثة لكشف ورصد التقدم المحرز من قوى المعارضة إذا تم الهجوم على قرى ريف اللاذقية، التي تضم أنصار النظام. وخطوط دفاعية تبدأ من مدينة سالفانا تنتهي بالقرب من مدينة مصياف في حماة».

الصور التي نشرها موقع سوريا نت ترمي إلى إظهار هذه الفيلق الروسي متحصنًا في «سالفانا الكبيرة»، المعروفة أيضًا باسم حديقة بلازا، في ساحة سالفانا. لا يمكن تأكيد أي شيء من هذا، على الرغم من أنه بالعودة إلى شهر مايو، نجد أن الكولونيل جنرال فلاديمير شامانوف، رئيس قوات النخبة الروسية المحمولة جوًا، قد قال إنه سينشر قواته بكل سرور إذا «[كانت] هناك مهمة في متناول اليد» وهذا أمر يقرر من قِبل القادة الروسية – وهو تعليق تم التقليل من شأنه على الفور من قِبل السكرتير الصحفي لفلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف.

مصادر موالية لروسيا، أيضًا، تتاجر الآن بتكهنات بأن موسكو قد تنظر بجدية في إرسال جنود إلى سوريا. في 26 أغسطس،ادَّعت صحيفة موالية للأسد، الوطن، أن روسيا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ثانية في جبلة وهي بلدة ساحلية على بعد نحو 25 كيلومترًا إلى الجنوب من اللاذقية. (إنها تحافظ على قاعدته البحرية في المياه الدافئة في طرطوس، على الرغم من أن المنشأة، التي بناها السوفيت في الثمانينيات، أقرب في الحقيقة إلى الجزر المرجانية العائمة).

وقد زعمت صحيفة الوطن أن روسيا توفر الآن صور الأقمار الصناعية للنظام و«تجمع كمية كبيرة من المعلومات التي من شأنها أن تجعل من الممكن دراسة نشر محتمل لقوات دولية تحت رعاية الأمم المتحدة». وينظر الكرملين سواء في إطلاق «عملية روسية منفصلة أو [عملية] مشتركة أخرى مع «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» [رد روسيا وآسيا الوسطى على حلف شمال الأطلسي]، والتي ستعقد في دوشانبي في طاجيكستان في 15 سبتمبر».

قد تكون صحيفة الوطن منفذ دعاية سيء السمعة، لكن ما يجعل هذه المادة إلى حد ما أكثر قبولًا هو أن روسيا قد ضبطت متلبسة أثناء تجسسها على الأطراف الدولية الفاعلة في الأراضي السورية.

في أكتوبر 2014،طرد الجيش السوري الحر مركز استماع روسي في تل الحارة، إلى الجنوب من حدود القنيطرة على الحدود مع إسرائيل. كان موقعها الرئيس. وقد أظهر شريط فيديو على يوتيوب ضابط سوري وهو يعطي المتمردين جولة تعريفية في مبنى المكاتب الملحقة. توجد وثائق معلقة على الجدار، باللغتين العربية والروسية، بما في ذلك رموز للمخابرات السورية والمديرية السادسة لوكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، كما أظهرت الصور أوراقًا استخباراتية من كلا البلدين من الصعب العمل فك رموزها. وخرائط تظهر مواقع للمتمردين؛ وقد أظهروا أيضًا إحداثيات وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي.

في السنوات القليلة الماضية، لم يسقط الإسرائيليون طائرات سورية فقط، أو تابعو إطلاق النار على أهداف المدفعية السورية المطموسة على مرتفعات الجولان المحتلة، وسلحوا بهدوء وأجروا اتصالات مع المتمردين السوريين؛ فقد قصفوا أيضًا أسلحة روسية الصنع مكلفة جدًا لدى نظام الأسد، بما في ذلك صواريخ يانخوت المضادة للسفن، وربما إلى حد بعيد، أنظمة اس 300 المضادة للطائرات.

وقد أرسلت روسيا أيضًا عملاء مخابرات في سوريا. في يناير 2013، على سبيل المثال، سيرغي الكسندروفيتش بيريزوني، وهو قاض روسي، أصيب بعيار ناري في وجهه من قِبل المتمردين في منطقة داريا في دمشق بينما كان يقضي «عطلته» في سوريا ويرافق شبكة الأخبار الموالية للنظام والناطقة باللغة الروسية أخبار، وكالة الأخبار الأبخازية (اي ان ان اي). وقد كان ضابط سابقًا في الاستخبارات العسكرية الروسية ومحاربًا في العديد من الحروب الانفصالية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بما في ذلك في أبخازيا، المنطقة الانفصالية في جورجيا التي تخضع اليوم لاحتلال غير شرعي من قِبل روسيا. إن فرص بيريزوني للذهاب في عطلة في منطقة حرب في الشرق الأوسط، بعبارة أخرى، كانت ضئيلة.

الدليل القاطع على أن الروس يقاتلون في سوريا، هو ما نشرته صحيفة فونتاكا حول حماية عصابة المرتزقة «الفيلق السلافي» البنية التحتية الخاصة بالأسد

وعلاوة على ذلك، آي إن إن آي، المتحالفة على نطاق واسع مع الجيش السوري، تربطها علاقة واضحة بالمخابرات الروسية.

ومنذ وقت ليس ببعيد، جماعة القراصنة المعروفة باسم هامبتي دمبتي قد اعترضت رسائل بريد إلكتروني تنتمي إلى إيغور ستريلكوف (ويعرف أيضًا باسم إيجور جيركن)، وقد كان القائد العسكري لجميع الانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس وجاسوس روسي سابق. كما كان تابعًا إما لجهاز الأمن الفيدرالي، كما تفاخر مرة في أوكرانيا، أو للجي آر يو، كما تعتقد الحكومة الأوكرانية والاتحاد الأوروبي.

على كل حال، لقد كان من بين المتراسلين المنتظمين معه أولغا كوليجينا، وهي «صحفية» روسية.

في إحدى الرسائل التي تم اعتراضها، تقوم كوليجينا بسؤال ستريلكوف من أجل «متطوع» محتمل للعمل كحارس شخصي في سوريا لصديقتها «مارات». وهذا يشير بالتأكيد إلى مارات موسين، وهي مراسلة لآي إن إن آي كتبت كوليجينا معها فيما سبق سلسلة من المقالات المؤيدة للأسد في بوابة الأنباء الروسية. (اللافت للنظر أنه في سبتمبر 2014 تم القبض على كوليجينا من قِبل القوات الموالية للحكومة في أوكرانيا واتهمت بأنه عميلة روسية. وقد صورت من قِبل صحيفة هولندية وهي تحمل سلاح آي كي-47 في سلافيانسك).

أكبر دليل قاطع على أن الروس يقاتلون في سوريا، مع ذلك، جاء في نوفمبر 2013 عندما نشرت صحيفة فونتاكا، ومقرها في سان بطرسبرغ،تصريحًا حول «الفيلق السلافي»، وهي عصابة مرتزقة تعمل على حماية البنية التحتية الخاصة بالأسد، بالتحديد آبار النفط.

تم التعاقد مع الفيلق السلافي عن طريق المجموعة الأمنية موران، وهي شركة مقرها بطرسبرغ يديرها فياتشيسلاف كلاشنيكوف، وهو عقيد احتياط اف اس بي، ومن ثم ترتبط بما لا شك فيه بالمخابرات الروسية. وقد فشلت البعثة بأكملها: تمت محاصرة 267 فردًا من الفيلق السلافي عن طريق ما بين ألفين إلى ستة آلاف متمرد سوري في السخنة، وهي بلدة تقع شرق تدمر على الطريق الذي يربط بين حمص ودير الزور. وقد أصيب ستة منهم بجروح (حالتان بجروح بالغة)، قبل أن يعودوا إلى قاعدتهم التي تقع فيما بين اللاذقية وطرطوس.

لهذا، ما الذي يجعل أحدث التقارير التي تدور حول مضاعفة القوة الصلبة الروسية في سوريا أكثر إثارة للاهتمام؟ السياق الجيوسياسي الذي تغير كثيرًا.

في أوائل أغسطس، ذكرت شبكة فوكس نيوز أنه في أواخر يوليو قد سافر قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، إلى موسكو على متن طائرة إيرانية تجارية لزيارة مليئة باجتماعات مختلطة مع آر آند آر – في انتهاك واضح لحظر السفر الذي فرضته الأمم المتحدة. ويمكن للمسؤولين الأمريكيين الاعتراض والتعهد برفع زيارة سليماني مع الروس في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر.