السيارات ذاتية القيادة لا تعي كيفية القيادة، فهي تُبرمج ولا تفكّر.
إيريك شميدت – رئيس جوجل والمدير التنفيذي السابق

بدأت عملية الأتمتة في كل مرحلة من مراحل الحياة الآن، فصرنا نبحث عن تقنية تسهّل علينا أي شيء نقوم به بدافع السرعة والكسل، ومنذ الثورة الصناعية والسعي نحو تقليص أعداد البشر في الأعمال والشركات ما زال على قدم وساق، وهو ما يحقق زيادة في الإنتاج وخفضًا في التكلفة وهذا ما حدث قلقًا واضحًا حول مصير العاملين البشر في الكثير من الشركات.

تعد السيارات ذاتية القيادة أحد أشكال الأتمتة التي ظهرت في وسائل النقل والمواصلات، والتي أصبحت مستقبل النقل البري الآن، إذ تسعى الكثير من البلدان إلى تقنين هذا النوع الجديد من وسائل المواصلات والنقل ذاتية القيادة رُغم الخطوط الحمراء التي وضعت تحت بنود استخدامها، وذلك بعد ظهور بعض الحوادث والخسائر البشرية والمادية في بعض التجارب الخاصة بتلك السيارات. دعنا نسرد أبرز هذه الحوادث التي وقعت حتى الآن، لكن قبل ذلك دعنا نتعرف على الشركات التي تقدم حلولاً للسيارات ذاتية القيادة، وأنواع هذه المركبات.


شركات السيارات والتقنية تطور أنظمتها الخاصة

http://gty.im/152766339

قد تشمل القائمة جميع الشركات المصنعة للسيارات، فالجميع يهدف إلى تقديم نماذج ذاتية القيادة بشكل كلي أو جزئي، فمنذ ثمان سنوات تقريبًا بدأت شركة جوجل تقديم نماذج للسيارات ذاتية القيادة بمساعدة الخبراء في جامعة ستانفورد، لكن شركة أوبر بدأت أيضًا في تقديم نماذجها بالإضافة إلى تأكيد شركة أبل على نيتها لدخول عالم السيارات ذاتية القيادة. ولا يخفى على الجميع أيضًا ما تقدمه شركة تسلا من نماذج ذاتية القيادة للسيارات الكهربائية، بينما تقدم الشركات GM، Daimler، Volvo، Ford، Jaguar Land Rover، Audi و BMW حلولاً ذكية أيضًا.

وشهد معرض إلكترونيات المستهلك CES لعام 2017 بلاس فيجاس سباقًا محتدمًا بين عمالقة السيارات والتقنية بإعلانهم عن سياراتهم ذاتية القيادة المستقبلية، والتي ربما نراها تجاريًا على نطاق واسع قريبًا.


بمكان للسائق أو بدونه، كل الاختيارات قيد التطوير

يُمكن للمركبات ذاتية القيادة أن تتخذ أشكالاً عديدة، فمعظم مُصنعي السيارات ذاتية القيادة يهدفون إلى تطوير نماذج شبيهة للموجودة حاليًا، بينما يبحث البعض في تطوير سيارات أصغر حجمًا وأكثر إحكامًا وتغيير تصميم السيارة الداخلي بحيث يتم إزالة مقعد السائق التقليدي وتحول السيارة من الداخل إلى مقصورة واحدة متكاملة.

ركزت بعض الأبحاث على عربات تشبه الترام دون مسارات محددة وذلك لاستبدال الحافلات التقليدية لكي تحل محل سيّارات الأجرة، ويأمل تجار السلع والبضائع في تطوير الشاحنات ذاتية القيادة والتي ستكون أشبه بحاويات ذاتية القيادة تسير على عجلات.

إليك الآن قائمة بالحوادث التي تسببت فيها السيارات ذاتية القيادة من مختلف الشركات:


سيارة جوجل ذاتية القيادة تتضرر بشكل كبير

سيارة جوجل ذاتية القيادة حادثة
سيارة جوجل ذاتية القيادة محطمة نتيجة الحادثة

المركبات ذاتية القيادة من جوجل ليست بعيدة عن الحوادث، فقد عانت السيارات من آثار متعددة لكن أغلب الصدمات التي تعرضت لها سيارات جوجل ذاتية القيادة كانت في الجزء الخلفي وذلك لبطء قيادتها وثباتها عند مفترق الطرق.

في الثالث والعشرين من سبتمبر الماضي،تعرضت إحدى سيارات جوجل ذاتية القيادة إلى أحد أسوأ الحوادث التي تعرضت لها السيارات ذاتية القيادة، وذلك عندما قام سائق سيارة بالمرور أثناء إشارة المرور الحمراء، واصطدم بأحد أبواب سيارة ليكزس SUV معدلة. مر سائق المركبة عبر الطريق بينما كانت تمر سيارة جوجل من شركة ليكزس في ضوء المرور الأخضر، وقد وقع الحادث في تقاطع شارعي كامينو ريا وفيليس إيف في ماونت فيو بكاليفورنيا وهو ما تسبب في فتح أكياس الهواء بالسيارة وانهيار الباب من الناحية اليمنى الخلفية، وقد كبحت السيارة تلقائيًا فراملها لكن هذا لم يمنع وقوع ذلك الصدام.


إصابة ثلاثة موظفين بسبب سيارة جوجل ذاتية القيادة

كشفت شركة جوجل عن وقوع حادثة في أول شهر يوليو/تموز من عام 2015، وكانت هذه الحادثة أولى الحوادث التي كانت لها خسائر بشرية. فقد تعرّض ثلاثة من موظفي شركة جوجل يستقلون إحدى سيارات جوجل ذاتيّة القيادة إلى ارتطام من قبل سائق آخر، وقد نقلوا إلى المشفى في وقت لاحق بعد شكوى لآلام في الرقبة والظهر، وكانت السيارة ثابتة في طابور حركة المرور بشكل اعتيادي عندما اصطدم بها أحد السائقين الآخرين بالطريق وبسرعة متوسطة.

وفقًا لشركة جوجل، فقد كان ذلك الحادث هو الرابع عشر في ست سنوات وبعد حوالي 1.9 مليون ميل من الاختبار، والتي تعرضت السيارات في أغلبها (حوالي 11 سيارة) إلى اصطدام بالخلف، ليصبح الخطأ البشري والغفلة هما العامل الأساسي في اصطدام سيارات جوجل ذاتية القيادة في أغلب الأحيان.


اصطدام سيارة جوجل بإحدى الحافلات في مدينة كاليفورنيا

في الرابع عشر من شهر فبراير/شباط عام 2016،اصطدمت إحدى سيارات جوجل ذاتية القيادة بحافلة في مدينة كاليفورنيا وكانت أولى الحوادث التي يتعرض لها هذا النموذج من السيارات. لم يصب أي شخص بأذى لبطء سرعة السيارة، وفي تقرير الحادث أكدت شركة جوجل أن السيارة كانت تفادي أحد أكياس الرمل الموجودة على جانب الطريق عندما اصطدمت بجانبها الأيسر في الجانب الأيمن للحافلة التي تمر أمامها.

بالرغم من وجود سائق بشري في السيارة لتولّي القيادة عند الحاجة، إلا أنه لم يستطع السيطرة على السيارة مما أدى إلى اصطدامها، وبهذا يقع الخطأ على سيارة جوجل لتكون من أولى السيارات التي تتسبب بحادث في وضع القيادة الآلية.


حالة وفاة بسبب السائق الآلي لسيارة تسلا

كُشف عن أول حالات الوفاة التي سببتها حادثة لسيارة ذاتية القيادة في السابع من شهر مايو/أيار في أحد نماذج السيارات المُقدمة من شركة تسلا، وذلك عندما بدأ السائق البشري جوشوا براون ذو الأربعين عامًا بتفعيل القيادة الآلية على الطريق السريع بمدينة وليستون بولاية فلوريدا الأمريكية، وكانت هذه السيارة من الطراز S.

ترجع أسباب الحادث إلى نظام الاستشعار الخاص بالسيارة الذي فشل في اكتشاف مرور لشاحنة كبيرة كانت تعبر الطريق أمامها، وذلك بسبب لون الشاحنة الأبيض المشابه لسماء النهار وقت الحادثة. واندفعت سيارة تسلا بأقصى سرعة أسفل الشاحنة مما تسبب في تشويه الجزء الأمامي للسيارة وتكسير الزجاج الأمامي لها، وعلى إثر الحادث توفي السائق «جوشوا براون» متأثرًا بجراحه.

حاولت شركة تسلا بعد ذلك الحادث أن تبعد الأنظار عنها من حيث كونها السبب في وفاته، إذ أعلنت عن إجمالي حالات الوفاة الذي قد يبلغ حالة وفاة واحدة لكل 94 مليون ميل يتم قطعها باستخدام سيارات شركة تسلا، وأضافت الشركة أن برنامج القيادة الآلية مصمم لراحة المستخدم ومساعدته في التنبيه أثناء القيادة وعلى السائق أن يبقى متأهبًا للحالات المفاجئة التي قد تحدث على الطرق.

الفيديو للسائق المتوفى في وقت سابق يستعرض مميزات سيارته تسلا بنظام القيادة الآلية.


حالة وفاة أخرى بسبب سيارة تسلا في الصين

سيارة تسلا بعد الحادثة

في شهر يناير/كانون الثاني من عام 2016،اصطدم شاب يقود سيارة تسلا بشاحنة كبيرة على جانب الطريق مما أسفر عن مقتله في الحال. وفي تقرير الشرطة لم يكن هناك علامات تدل على استخدام مكابح السيارة قبل الاصطدام، بالإضافة إلى تورط نظام القيادة الآلية الخاص بسيارة تسلا في هذا الحادث.

قامت عائلة الشاب برفع دعوى قضائية على شركة تسلا في محكمة شعبية بمدينة بكين، وحمّلوا الشركة مسؤولية الحادث وذلك بادعاء فشل تفعيل نظام القيادة الآلية، وأكّدت الشركة على أن الأضرار التي حلت بالسيّارة منعتها من إرسال سجلات القيادة للخوادم المخصصة لذلك، فلم يتمكنوا من معرفة ما إذا كان نظام القيادة الآلية يعمل وقت الحادث أم لا.


سيارة فولفو ذاتية القيادة تُطيح ببعض الصحفيين أثناء اختبارها

تسلا سيارة ذاتية القيادة حادثة
تسلا سيارة ذاتية القيادة حادثة

في السادس والعشرين من مايو/أيار لعام 2015، ظهر الطراز الذي يحمل الاسم X360 من شركة فولفو في مقطع مرئي والتي تصطدم ببعض الصحفيين الذين كانوا يحضرون تجربة لاختبار المكابح الآلية الخاصة بالسيارة، فقد اصطدمت السيارة بشخصين وكاد هاتف الشخص الذي التقط ذلك المقظع المرئي أن يسقط إثر الصدام، ولم تتوقف السيارة إلا بعد الحادث.

هذه نظرة سريعة حول بعض الحوادث التي وقعت إلى الآن والتي كانت السيارات ذاتية القيادة فيها أحد أبطال المشاهد سواء كسبب رئيسي للحادث أم لا. لكن من خلال تحليلنا لهذه الحوادث تبين أن العنصر البشري وأخطاؤه كانا السبب الرئيسي في معظم هذه الحوادث، فلا يمكننا إلقاء اللوم على السيارات التي تنتظر أوامر بشرية للعمل والمضي قدمًا في طريقها، وإنما تقع أخطاؤها على كاهل من يقودها، فهي لم تُصبح ذكية لتقود ذاتها وبدون مساعدة بشرية بعد.