في 2003 التقى اثنان من أعظم فرق بداية الألفية على مسرح الأحلام في نهائي إيطالي خالص جمع بين ميلان أنشيلوتي ويوفينتوس ليبِّي، ورغم حضور أسماء من طراز بوفون، ديفيدز، نيدفييد، ديل بييرو، شيفتشينكو، ريدوندو ومالديني إلاَّ أنَّ حذر الطليان وتفوقهم الدفاعي أضفى الكثير من الملل على أمتار البطولة الأخيرة لاحتلالهم ثلاثة أرباع مقاعد نصف النهائي، ولعل مباراة الملكي المدريدي أمام البيانكونيري كانت الوحيدة التي نجت من السلبية بسبعة أهداف عبر 180 دقيقة.

لو قال أحدهم وقتها أنَّ ثلاثة عشر عامًا تفصلنا عن نهائي مشابه تكتيكيًا بطرفين أسبان لاتهمه الجميع بالجنون.


إحصائيات ريال مدريد هذا الموسم

1
2

ليبِّي فأنشيلوتي .. إذن زيدان

المايسترو الذَّهبي لليوفي تأثر تكتيكيًا بمرحلتين مهمتين في مسيرته الكروية، أوَّلهما كانت مع ليبِّي في تورينو إبان لعبه للسَّيدة العجوز، والثَّانية كانت في ملحمة العاشرة التَّاريخية مع متخصص البطولة الأول كارلو. رغم ذلك سيكون الخلط بين كاتيناتشو ليبي وأنشيلوتي وذاك الخاص بسيميوني بمثابة جريمة فنية، كَوْن الأخير يمثِّل أكثر نسخ تطرفًا، بل ويفخر باعتبار الدفاع غاية في حد ذاتها تنبثق منها كل تكتيكاته الفرعية وعليها تقوم خططه، لا وسيلة لتحقيق الفوز، فالأفكار وإن تماثلت في أصولها ستختلف حتمًا في تطبيقاتها. وكما كان زيزو في أيامه على العشب الأخضر، فهو بنفس الاتزان كمدرب، ولعل الفضل الأكبر في ذلك يعود لأنشيلوتي تحديدًا، الذي اقترب كثيرًا من تحقيق المعادلة الصَّعبة بين النَّجاح والإمتاع لنادي يملك من الكبرياء ما يضعه في قلب هذه المعادلة شاء أم أبى.

بالطبع ينتظر ثنائي اليوم الكثير من الوقت والتطور للوصول لثقل ثنائي 2003 التكتيكي، لكن المباراة مرشحة لأن تكون بنفس الصُّعوبة والمشقَّة على الفريقين وربَّما نفس السَّلبية أيضًا.

في ظل كارلو

كما تلقَّى الايطالي المخضرم اللَّعنات مرارًا لفشله في التَّفوق علي سيميوني في البطولة المحليَّة عبر العديد من اللِّقاءات، فمن العدل نَسْب الأفضليَّة النفسيَّة التي سيحظى بها الملكي مساءَ السبت لنفس الرَّجل، ولا شك أنَّ اختزال مشهد العاشرة في لقطة راموس البطوليَّة سيُعَدٌ بخسًا لجهده في التعامل النَّفسي والتكتيكي مع لقاءات الأتليتي في مرتين متتاليتين لصالحه.

أشباح 2014

دروس الماضي هي بطل نهائي السانسيرو، زيدان يدرك أنه لا يمتلك رفاهية تأجيل الحسم للدقيقة 95، وسيميوني بدوره لن يمنحه نفس الفرصة لأن الأتليتي لن يتحمل اغتيالًا آخر في الدقائق الأخيرة قد يتسبب في عودة الروخيبلانكوس إلى مدريد بلا كأس وبلا سيميوني كذلك، الذي قد يفضِّل البقاء في ميلانو وبدء رحلة جديدة مع النيراتزوري.


إحصائيات الأتليتي هذا الموسم

3
4

قلَّة الخبرة، القلق، حجم الطموحات والضغوط بعد موسم محلِّي فاشل..كلُّها عوامل قد تفسر لجوء زيزو للانكماش أمام أنداد الخصوم، والذي منحه نقاط الكلاسيكو الأخير ودفعة معنوية كبيرة مكنته من استكمال مشوار الأبطال، لكن الأهم هو أنَّ زيزو لن يغامر أمام الأتليتي، وسيحاول هو الآخر الوصول إلى وضعيَّته الآمنة في أقرب وقت.

سباق النصف ساعة الأولى

لذا فكل الطرق تؤدي للثلاثين دقيقة الأولى، هدف مبكر يمنح الثنائي فرصة الانكماش وشن المرتدَّات سيكون رائعًا لأيٍ منهما، والواقع أن الإحصائيات تشير لتفوق التشولو بشكل كاسح في تلك اللعبة، إذ سجل فيها 17 مرَّة حصد بها 16 فوز من أصل 37 في كل البطولات، بل أن سيميوني نجح في حسم ثُلثي مرَّات فوزه هذا الموسم في شوط المباراة الأوَّل بينما لم يتلقى فيه أي أهداف سوى في 4 مناسبات فقط.

كيف فاز التشولو بمبارياته الـ37 هذا الموسم؟

5

ولكن تظل الإحصائيات حتى اللَّحظة مجرَّد مؤشر لا أكثر، ليست تفسيرًا كافيًا لما حدث أو نبوءة قاطعة بما سيحدث، ولعل نجاح سيميوني المتكرر في التسجيل مبكرًا كان سببه الرئيسي أنَّه لا يلاقي الـBBC في المرتدات كل مرَّة، فمن بين 4 مباريات أمام البرسا والرِّيال لم ينجح التشولو في التَّسجيل في الشَّوط الأول إلا مرَّة واحدة، ربَّما لأنَّه بالفعل يخشاهم أكثر ممَّا يخشونه، إحصائيِّة أخرى تثبت أنَّ الأولى لم تكن بهذه الدقة.


أبرز رجال المعركة بالأرقام هذا الموسم

6

التشكيلات المتوقعة

7

طبول الحرب

المواجهة التقليدية المعتادة بين هجوم الملكي ودفاع الأتليتي تكاد تكون محسومة مسبقًا وزيدان أول من يعلم ذلك، ربما ليس بسبب الحالة التكتيكية نفسها ولكن بسبب حالة لاعبي الأتليتي الذهنيَّة والنفسيَّة في مواجهة الميرينجي، فالإحصائيَّة الصَّادمة تظهر أن الروخيبلانكوس سجَّلوا 10 أهداف في آخر 5 مباريات ضدَّ الرِّيال، 2 فقط كانا من هجمات مرتدَّة، 5 من لعب مفتوح لم يعتمد على عنصر المباغتة بشكل أساسي، 1 من ركلة جزاء وآخر من ركنيَّة، لذا قد يكون الأقرب لمباراة السَّبت هو انعكاس الآية خاصةً في النصف ساعة الأولى.

كيف يتحرك التشولو

8

مفاجآت سيميوني

ولعل الظاهرة الأبرز في دفاع الرِّيال هي احتكار الكابيتانو للأضواء كل مرَّة تقريبًا، إمَّا برأسياته أو بهفواته الدِّفاعية القاتلة التي غالبًا ما تصنع أخطر الفرص على مرمى فريقه، وغالبًا ما تأتي من تمريراته الأمامية الخاطئة كذلك.

مفاتيح زيزو

9
10

التَّاريخ يمنح زيزو ورجاله الأحد عشر دون تردد، والحاضر يلقي بها في أحضان سيميوني ومقاتليه عن استحقاق..أما مدريد فما عليها سوى الاحتفال بزيادة رصيد ملوكها أو تلقِّي التَّهاني بتحوُّلها لثاني مدينة تضمٌ بطلين لأوروبا بعد ميلانو، للصُّدفة.

المراجع
  1. إحصائيات الفريقين عن موقع whoscored