إذا كان الأنبياء هم أعظم القادة في التاريخ، لتأثيرهم الطاغي على البشرية وقت وجودهم، وبعد آلاف السنين من مماتهم، فإن بداية تكوينهم كانت الخلوة والعزلة.

كان للنبي محمد خلوة في غار حراء يعتكف بها حتى أتاه الوحي. وكذلك كان النبي إبراهيم يخلو إلى نفسه ويتأمل في الإله الخالق للكون، هل هو الشمس أم القمر، حتى توصل إلى ربه. وكذلك كان للنبي موسى خلوة مع ربه لـ40 ليلة.

ولا يخفى دور الخلوة في الديانات الشرقية، كالبوذية والزرادشتية، فقد كان لبوذا ورهبانه خلوة رسمية شتوية في مكان مخصوص لمدة 3 أشهر، إضافة لجلساته التأملية الخاصة. وكذلك كان لزرادشت خلوة واعتكاف في جبل سابلان.

الخلوة والعزلة قد تكون بداية لخلق شخص عظيم، وحثت عليها الفلسفات الدينية والمادية، واعتبرتها شرطًا ليتحول الإنسان لشيء جديد مختلف مؤثر، فهي مصدر الإلهام وبوتقة التفكير المادي عند أصحاب الفلسفة المادية، وهي كذلك بداية للكشف والعلم الميتافيزيقي أو الكشف الآتي من الله عند أهل الدين، لا سيما الصوفية.

في هذه المقالة نتناول فكرة العزلة والخلوة، وأثرها في خلق شيء جديد داخل الإنسان، من واقع الفلسفة المادية، والفلسفة الدينية، لا سيما الصوفية الإسلامية.

بين الخلوة الصوفية والمُطْلَقة

يصعب أن يكون الإنسان وحده مطلقًا إلا بجسده، فكما تقول الفيلسوفة حنا أرندت، إن العزلة وأنت تفكر ليست عزلة، لأن بها أنت ونفسك، أما حين تمتنع عن التفكير فأنت في عزلة.

هذا الوضع صعب التحقق، وقد لا يتحقق بحذافيره إلا في وضع النوم، ولهذا فإن من يدخل في خلوة فهو في انشغال عاطفي وفكري، وبناء على هذا الانشغال قسّم ابن عربي الخلوة إلى مطلقة لا تخص أصحاب شريعة معينة وتنشغل فيها النفس بالفكر، وأخرى صوفية تتحد خلالها النفس بخالقها.

في الخلوة المطلقة قد يصطحب الإنسان كتابا أو موسيقى، مواد كيميائية، مغزل وخيط، ألوان وأوراق… إلخ من أشياء ترافقه في خلوته، تلهمه أو تساعده على التأمل، ولكن في الخلوة الصوفية لا يصطحب الإنسان حتى المصحف، ولكن لها طقوسًا واستعدادات أخرى.

يدعو ابن عربي صاحب الخلوة الصوفية إلى تخفيف الطعام والجوع ولكن ليس للدرجة التي تجعله مشغولًا بالجوع، كما يدعو إلى الصمت، وعدم التفكير، وعدم الاعتداء على أي حيوان أو نبات أو جماد، وتسليم الحواس كلها إلى ذكر الله (مع الصمت)، وأفضل الذكر هو ترديد الصوفي في سره للفظ الجلالة «الله».

ويشدد ابن عربي على تفريغ القلب والعقل من الفكر والاستسلام التام لذكر الله بالقلب، فيقول: ولتكن الأذن مصغية لهذا الذكر، حتى ينبعث الناطق من سرك، فإذا أحسست بظهور الناطق فيك بالذكر، فلا تترك حالك التي كنت عليها، فإنها قوة عَرَضية، إن أخلّت بجمعيتك لم تلبث أن تزول سريعة.

كما يوصي ابن عربي إلى انتقاء مكان الخلوة، حيث حدد له شروطًا صارمة تجعله يشبه الصومعة إن لم يكن القبر، بهدف فصل صاحب الخلوة عن أي شيء إلا حبيبه، وهذه الشروط هي أن يكون ارتفاع المكان قدر قامة الشخص، وطوله قدر سجوده، وعرضه قدر جلسته، ولا يكون فيه نافذة أو حتى ثقب يدخل النور، ويكون بعيدًا عن أصوات الناس، بابه قصير وثيق في غلقه.

يبدو أن وصف ابن عربي أثر على هندسة بناء الخنقاوات، حيث احتوت على أماكن مخصوصة للخلوة بداخلها للصوفية، وقد كانت بالفعل ضيقة وذات أبواب قصيرة، ولكنها لم تكن دائمًا بالشكل المبالغ في ضيقه الذي أوصى به ابن عربي.

ورغم هذا الانعزال، أوصى ابن عربي أن يكون مكان الخلوة في دار معمورة بالناس، بل واستحب أن يبيت أحد بقرب باب الخلوة، لكي يساعده هذا الشخص إن أراد شيئًا فيعود إلى ذكره سريعًا، وكذلك أوصى أن يكون باب الخلاء (مكان قضاء الحاجة) قريبًا من الخلوة، لكي يضمن أن يظل على طهارة باستمرار بقرب الخلاء منه.

وينصح ابن عربي المريد بالاغتسال وتنظيف ثيابه قبل الخلوة، وسبق النية، وتقليل الحركة، وعدم الصلاة أكثر من الفرائض والرواتب، والركعتين عند كل طهارة من الحدث، والقعود على الطهارة واستقبال القبلة دائمًا.

كل ذلك هدفه التركيز في ذكر الله، حتى يتجلى المذكور للذاكر كما يقول ابن عربي.

هل العزلة هي الخلوة؟

قبل الخوض في أثر الاعتزال والخلوة على النفس، لا بد من التفرقة بينهما، فهما ليسا شيئًا واحدًا دائمًا، ولكنهما مرتبطان من الناحية المعنوية، والفارق بينهما شكلي، وقد يتفقان شكلًا ومعنى.

الخلوة عند الصوفية لها تعريفات كثيرة، لكنها بشكل عام تعني انقطاعًا عن البشر لفترة محدودة، يترك خلالها الصوفي الدنيا ليخلو إلى الله ويذكره، ويتأمل تجلياته، وذلك بإرشاد من شيخه.

وفترة الخلوة غير محدودة بمدة معينة عند الصوفية، ولكن المستحب أن تكون 40 ليلة، تيمنًا بالمدة التي ذكرها القرآن عن خلوة النبي موسى.

أما العزلة دون الخلوة، ففيها يعتزل الإنسان الناس بقلبه وعقله فقط وليس بجسده، فهو مع الناس ولكنه مشغول عنهم، وقد يعتبر الصوفية هذا الاعتزال خلوة أيضًا، فالخلوة عند بعضهم تنقسم 3 أقسام، كما يشير الصوفي والفقيه مصطفى البكري: «خلوة الملأ»، وهي خلوة معنوية أي خلالها يخالط الصوفي الناس لكنه ليس معهم لأنه حاضر بكله مع الله، وتسمى «خلوة العارف الكامل».

النوع الثاني هو «خلوة السالك المبتدئ» وهي تخص الصوفي في بداياته، وهي خلوة مادية ينعزل خلالها الصوفي عن الناس بجسده، ويجاهد خلالها ليختلي عنهم بقلبه وروحه متوجها بكل جوارحه وروحه إلى الله.

أما النوع الثالث، فهو «خلوة المحقق الكامل» وهي خلوة خاصة تخص ما يعرف بـ«القطب الغوث».

ويوصي ابن عربي أن يعيش الإنسان في عزلة قلبية أولًا عن الناس، قبل أن يدخل في الخلوة، ويصير في عزلة العزلة، لأنه في خلوة، وفي الوقت نفسه منعزل عن كل شيء إلا الله.

النوع الأول من الخلوة الذي يمثل العزلة اعتبره الفيلسوف الألماني شوبنهاور، الفضاء الذي يحرر فيه الفيلسوف طاقته النقدية والثورية، معتبرًا أن هناك صنفين من الفلاسفة: صنف يفكر لنفسه ويمثل الأغلبية، وصنف يفكر لغيره من الناس ويمثل القلة من الفلاسفة.

الذي يفكر لنفسه لا يعتزل المجتمع ولكنه يعتزل قضاياه، فهو يشتغل بالحقيقة المزيفة أو لنقل تزييف الحقيقة. أما من يفكر لغيره فإنه يعتزل المجتمع لكنه لا يعتزل قضاياه، لأنه يشتغل على الحقيقة وحدها، وهو بذلك يخدم الحقيقة والمجتمع في نفس الوقت، وبهذا يقرن شوبنهاور مفهوم العزلة الفلسفية بخدمة قضايا الإنسانية وحدها.

بالتأكيد هناك عزلة مرضية، سببها خوف الشخص من المجتمع ما يدفعه للانطواء والبعد عن الناس، ولكننا نتحدث عن العزلة الصحية، التي احتفت بها أستاذة علم النفس بجامعة بوفالو الأمريكية جولي باوكر، واعتبرتها نزوحًا طبيعيًا إلى الوحدة، حبًا فيها، لا كرهًا في مخالطة الناس أو خوفًا منهم، مشيرة إلى أن نفس الشخص الذي ينعزل يستطيع بسهولة وتلقائية أن يخالط الناس.

لكن العزلة قد تنقلب إلى نرجسية واستعلاء على الناس إن زادت عن اللازم، كما يرى الفيلسوف الروسي المسيحي نيقولاي بردياييف، وربما كان ذلك سبب تحديد وقت للخلوة والانعزال الجسدي عن الناس في الثقافات الدينية، مثل بوذا الذي حددها بثلاثة أشهر، والصوفية المسلمون الذين حددوها بـ40 يومًا تيمنًا بالنبي موسى.

في الخلوة إنتاج وخلق جديد

بجانب الراحة النفسية والذهنية التي قد تتولد عن الخلوة، كما يوصي الصوفي الشهير الجنيد البغدادي، فإن الخلوة تنتج معرفة، سواء كانت معرفة بالعالم الأعلى، ذات طبيعة «لَدُنِّية» تأتي إلى الصوفي من ربه مباشرة في ما يعرف بالكشف (من لدن حكيم خبير)، أو كانت معرفة دنيوية غير متعلقة بالعالم الآخر، تتعلق بالفنون والعلوم.

ووضع أبو الحسن الشاذلي «الكشف» على رأس فوائد العزلة، حيث يقول إن ثمارها أربعة: «كشف الغطاء»، وتنزُّل الرحمة، وتحقيق المحبة، ولسان صدق في الكلمة.

وسبقه أبوحامد الغزالي وقال إنها تدفع إلى مشاهدة الله، وسماع حديثه، فقال: فائدتها دفع الشواغل وضبط السمع والبصر… وليس يتم ذلك إلا بالخلوة في بيت مظلم، وإن لم يكن له مكان مظلم فيلف رأسه في جيبه، أو يتدثر بكساء أو إزار، ففي مثل هذه الحالة «يسمع نداء الحق ويشاهد جلالة الحضرة الربوبية».

المعنى نفسه يصوره ابن عربي كالتالي:

الخلوة محادثة السر مع الحق، حيث لا ملك، ولا أحد سواه، وهناك يكون «الصعق». وهذا الصعق الذي تحدث عنه ابن عربي يكون نتيجة كشف شديد، بأن يشاهد الصوفي أو يسمع أو يعرف شيئًا خارقًا، كما حدث لموسى وهو يكلم الله «فلما تجلى ربه للجبل جعله دَكًّا وخَرّ موسى صَعقًا»، بحسب آية الأعراف.

وفي موضع آخر يتحدث ابن عربي عن فوائد الخلوة فيقول:

فمن لازم العزلة وقف على أسرار الوحدانية الإلهية، وهذا ينتج له من المعارف، ومن الأسرار أسرار الأحدية التي هي الصفة.

على الجانب الدنيوي تولد الخلوة أو العزلة الجديد في النفس والفكر، فالعزلة المحددة تدفع الإنسان إلى أن يعرف ذاته وتفرده وتميزه،

وتدفعه إلى الاتصال بـ«أنا» أخرى، والاتحاد بهذه الأنا، فيصيران شيئًا واحدًا، بحسب ما يقول الفيلسوف الروسي نيقولاي بردياييف.

بردياييف يدلنا هنا إلى أن الإنسان في العزلة يستطيع أن يتلبس بشخصية أخرى يتمنى أن يكونها، ويذكرنا ما قاله الفيلسوف الروسي بما قاله الفيلسوف الإيطالي بينيدتو كروتشه عن أن الإبداع في أحد أوجهه هو اتحاد بحياة الآخرين، يضع في متناول النفس البشرية ما لم تكنه ويمكن أن تكونه، موضحًا أن الإنسان يطمح أن يكون أكثر من مجرد كيانه الفردي، يريد أن يكتمل ويسعى للخروج من «جزئية» حياته الفردية إلى «كلية» يرجوها، حيث يسعى إلى عالم أكثر عدلًا وجمالًا وخيرًا.

وهذا الاتحاد بعالم أكثر عدلًا وجمالًا الذي يتحدث عنه كروتشه يتهيأ من خلال الخلوة، فـ«الأنا» حين تتجرد من العالم المألوف للحياة اليومية، تشتاق إلى وجود أكثر عمقًا وأشد أصالة، وتتردد بين عزلتها وحياة المجتمع اليومية، بحسب بردياييف.

وفي المقابل فإن الاختلاط والانهماك مع المجتمع يعيق الفكر الحر ويثبط عزيمة المفكر، وتبعًا لذلك يظهر الألم النفسي والشعوري لديه، ومن ثم فالوحدة فقط بإمكانها أن تهيئ له ميلًا نفسيًا ودافعًا قويًا للتأمل والإبداع، لأن الفلسفة الحقة تنشأ في ظل الهدوء والسكون، بحسب ما يرى شوبنهاور.

وبجانب هذه الآراء الفلسفية، يؤكد علم النفس على أن نوعًا من العزلة يفيد الإبداع؛ حيث توصلت عالم النفس الأمريكية جولي باوكر إلى أن الإبداع مرتبط بالنزوع إلى الوحدة، وعدم الرغبة في المخالطة الاجتماعية. كما اعتبر عالم النفس الأمريكي جريجوري فيست أن «العزلة» من المحددات الأساسية لشخصية المبدع، وكلام فيست كان نتيجة دراسة أجراها على عدد من العلماء والفنانين.

ابن الفارض والغزالي: العزلة تنتج الخلود

هناك نماذج كثيرة تثبت كيف يمكن أن تفعل العزلة، على رأسها الأنبياء أنفسهم، والعلماء والفنانون عمومًا لا بد لهم من طقوس انعزالية لكي يبدعوا كما أوضحنا.

لكن دعونا نشير إلى نموذجين من قلب التصوف، ولا ينبغي أن ننظر إليهما كشيخين يحفظان ما قاله السابقون، بل إلى مبدعين قدموا الجديد للفلسفة والأدب والدين، وهما أبوحامد الغزالي، وعمر بن الفارض؛ فابن الفارض في ميزان الشعراء والفلاسفة هو من هو، بعيدا عن تقواه وزهده، والغزالي هو من هو في الفلسفة والفقه، وكلاهما أنتجته العزلة والخلوة.

الغزالي في سيرته الأولى كان فقيهًا شافعيًا تقليديًا، ولكنه فجأة وهو في بغداد قرر السفر إلى الشام في ذي القعدة سنة 488هـ، ومكث هناك 10 سنوات، أغلبها في عزلة أو خلوة في مئذنة مسجد دمشق، ثم عاد إلى بلده طوس فاعتكف بمنزله سنة أخرى، حتى ألَحّ عليه الناس في الخروج إليهم، فخرج أخيرًا للتدريس في المدرسة النظامية بنيسابور، بعد 11 عامًا من العزلة.

وعن هذا التحول يقول الغزالي:

وأنا أعلم أني وإن رجعت إلى نشر العلم، فما رجعت، فإن الرجوع عود إلى مكان. وكنت في الزمان أنشر العلم الذي به يكسب الجاه، وأدعو إليه بقولي وعملي، وكان ذلك قصدي ونيتي، وأما الآن فأدعو إلى العلم الذي به يترك الجاه، ويعرف به سقوط رتبة الجاه، هذا هو الآن نيتي وقصدي، وأمنيتي.

هذه العزلة حولت الغزالي إلى صوفي كبير، وشاعر رقيق، وأهم ما نتج عن اعتزاله موسوعته الكبيرة التي يُعرف بها «إحياء علوم الدين».

ابن الفارض أيضًا كان مشتغلًا بالفقه الشافعي وعلم الحديث، كأبيه الذي كان متخصصًا في فقه المواريث بالقاهرة، ولكنه أحب التصوف، فكان يعتزل الناس ويقيم في خلواته على أطراف جبل المقطم بالقاهرة، ثم قرر أن يدخل في خلوة أكبر فذهب إلى مكة، حيث كان يقيم في واد بعيد بصحرائها بعيدًا عن الناس.

وبعد اعتزال وانقطاع عن الناس لمدة 15 عامًا عاد إلى القاهرة، ولكنه لم يعد كما كان، بل عاد حاملًا فلسفته العميقة، وتصوفه المحترق عشقًا، وشعره الملتهب عاطفة، وتراكيبه اللغوية البديعة والمعقدة، وصب كل ذلك في ديوانه الشعري الشهير.

والديوان هو الأثر الوحيد الذي تركه لنا ابن الفارض، وهذا الديوان ليس مجرد أشعار، بل مسيرة حياة كاملة، وفلسفة، وتعاليم صوفية؛ فهو الذي صنع الوجود الكبير والثقل الهائل لابن الفارض حتى يومنا، وحوله كُتبت دراسات ومؤلفات لا حصر لها، والأهم في مقالنا أن هذا الديوان كان نتاج العزلة التي عاشها ابن الفارض لمدة 15 عامًا.

المراجع
  1. «كتاب الخلوة» لابن عربي
  2. «رسائل ابن عربي» تحقيق محمد شهاب الدين العربي
  3. «الفتوحات المكية» لابن عربي
  4. «إحياء علوم الدين» لأبي حامد الغزالي
  5. «ألفية التصوف» لمصطفى البكري
  6. «عمر بن الفارض وحياته الصوفية من خلال قصيدته التائية الكبرى» لجوزيف سكاتولين
  7. «حقائق عن التصوف» لعبد القادر عيسى
  8. «الخلوة عند الصوفية» لمريم بنت بنيان الحربي
  9. «شوبنهاور: الفلسفة والعزلة» لعبدالرحمن كبيش
  10. «المسؤولية والاحتكام» لحنا أرندت
  11. «العزلة والمجتمع» لنيقولاي بردياييف
  12. The Handbook of Solitude: Psychological Perspectives on Social Isolation, Social Withdrawal, and Being Alone, 2nd Edition لجولي باوكر Julie C. Bowker   
  13. The function of personality in creativity: The nature and nurture of the creative personality لجريجوري فيست gregory feist