باميلا إنغل

22 يناير 2016

بيزنيس إنسايدر

في أواخر الأسبوع الماضي، تبنَّى تنظيم الدولة الإسلامية أوَّل هجوم له في إندونيسيا، والذي قد يمثِّل إشارةً إلى أن المجموعة تعمل على توسيع نطاق عملها في جنوب شرق آسيا، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز ووسائل إعلامية أخرى.

على الرغم من أن ذلك الهجوم على مركز للتسوق في جاكرتا، عاصمة إندونيسيا، هو أوَّل هجوم يعلن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الإرهابيّ المسؤولية عنه في البلاد، فإنه قد تمَّ تنفيذ هجمات على نطاق أصغر من قِبل آخرين عرَّفوا أنفسهم كمتعاطفين مع «الدولة الإسلامية» في المنطقة خلال العام الماضي.

لكن يبدو أن التنظيم المذكور لا يحظى فقط بمزية إلهام القائمين على هجوم جاكرتا – هناك دليل على أن الجماعة قد موَّلت الأمر فعليًا، كما ذكرت وكالة أسوشيتد برس يوم الجمعة الماضي.

يقال إن برهان نعيم -وهو رجل إندونيسي، قضى سنة في السجن في عام 2011 بتهمة حيازة أسلحة، ويزعم الآن أنه يقاتل لصالح التنظيم في سوريا- كان نقطة الاتصال.

«في الأشهر الستة الماضية، شهدنا تصاعدًا في التخطيط للعنف في إندونيسيا. ويبدو أنه ثمة رغبة في إثبات أن الجماعات الجهادية لا تزال على قيد الحياة وبصحة جيدة في إندونيسيا، وأنها ملتزمة بتنفيذ أجندة تنظيم الدولة»، يقول سيدني جونز، وهو خبير في شؤون الإرهاب ومدير لمعهد تحليل سياسات الصراع في جاكرتا، لصحيفة التايمز.

على الرغم من أن تأثير تنظيم الدولة ينتشر بسرعة في العراق وسوريا، حيث التوترات الطائفية عالية والهياكل الحكومية هشة في أحسن الأحوال، فإن إندونيسيا كانت معزولة إلى حد كبير عن الإيديولوجية الجهادية. بيد أن التوترات بين المسلمين المعتدلين والمتطرفين المتشددين تتزايد في إندونيسيا، ويبدو أنه لدى تنظيم الدولة طموحات في الدولة ذات الأغلبية المسلمة الأكبر في العالم.

تُعدُّ إندونيسيا «هدفًا واضحًا للدولة الإسلامية، حتى لو كانت مقاومة نسبيًا للتطرف العنيف للجماعة»، هذا ما سجله مكتب الأمن الإستراتيجي، سوفان جروب، في مذكرة صدرت حديثًا. جماعات إقليمية عديدة، مثل كتيبة نوسانتارا ومجاهدي شرق إندونيسيا، تعهدت بالولاء للدولة الإسلامية وزعيمها أبو بكر البغدادي. وتتنافس جميعها على نيل اعتراف التنظيم بها كفرع رسمي للدولة الإسلامية في إندونيسا، مع زيادة مقابلة في الشهرة والتمويل والتجنيد.

في عمود لصحيفة التايمز، توقع جونز أن تشهد إندونيسيا مزيدًا من العنف.

عندما أسس تنظيم الدولة وجودًا لنفسه في إندونيسيا، كتب جونز: «فجأة، ثمة احتمال للمتطرفين الإندونيسيين للذهاب إلى سوريا والحصول على تدريب عسكري وخبرة قتالية وتلقين إيديولوجي واتصالات دولية».

ولأن عدد قتلى هجوم جاكرتا منخفض نسبيًا بالمقارنة مع غيره من الهجمات الأخيرة للتنظيم، يمكن للمجموعة أن تقرر شحن جهاديين مدربين من الشرق الأوسط إلى إندونيسيا لتنفيذ عمليات أكثر فتكًا وتطورًا، ومن ثمَّ فإن الحاجة إلى مزيد من التدابير الوقائية صارت أمرًا ملحًا.

من الضروري سد الثغرات في قانون مكافحة الإرهاب في إندونيسيا، والذي لا يحظر -في الوقت الحاضر– الانضمام إلى تنظيم الدولة، أو إلى منظمات مماثلة، أو المشاركة في معسكرات تدريب الإرهابيين في الخارج. وحتى عندما تعرف الشرطة الإندونيسية أن أفرادًا يجنَّدون بنشاط لصالح تنظيم الدولة، فإن لديها القليل من الأدوات القانونية لإيقافهم.

يسعى التنظيم أيضًا لتنفيذ هجمات في ماليزيا والفلبين وتايلاند، وفقًا للصحيفة.

لكن التوقعات الخاصة بإندونيسيا ليست قاتمة كما هو الحال بالنسبة إلى بلدان الشرق الأوسط. أشارت سوفان جروب إلى أن إندونيسيا تمتلك قوات قوية لمكافحة الإرهاب ولمواجهة خطر الإرهاب وأن انخفاض عدد الضحايا في هجوم جاكرتا (مقتل اثنين من المدنيين وخمسة مهاجمين) يشير إلى أن المهاجمين لم يكن لديهم نفس القدرات التي كانت لدى هؤلاء الذين نفذوا التفجيرات وإطلاق النار الذي أودى بحياة 130 شخصًا في باريس في نوفمبر.