الولايات المتأرجحة؛ هي الولايات الأساسية/ الحاسمة التي ستحدد أي من المرشحين (دونالد ترامب أم هيلاري كلينتون) سيفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

جاء ذلك في مستهل تقرير أعدته صحيفة (ديلي تليجراف) البريطانية عن الدور الذي ستلعبه «الولايات المتأرجحة» في تحديد نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وكما جرت العادة، فإن الولايات التي ستنتخب هيلاري كلينتون (مرشحة الحزب الديمقراطي) سيتم وضع اللون الأزرق عليها، بينما سيتم وضع اللون الأحمر على الولايات التي ستنتخب (المرشح الجمهوري) دونالد ترامب. والحقيقة؛ إنه يمكننا ملأ الغالبية العظمى من الخريطة الانتخابية لأمريكا باللون الأزرق الداكن، لولايات مثل كاليفورنيا، واللون الأحمر، لولايات مثل ألاباما.

لكن ستظل هناك مجموعة صغيرة من الولايات تسمى «الولايات المتأرجحة» ويُطلق عليها في بعض الأحيان «الولايات البنفسجية»، ما يعني أن النتيجة النهائية داخلها متقاربة أو غير محسومة لأي من المرشحين وستكون نتيجة الانتخابات داخل هذه الولايات تتأرجح بين الفوز والخسارة. وهي على الأغلب الحاسمة للصراع الانتخابي.

يُطلق على الولايات المتأرجحة هذا الاسم لأنها تتأرجح بين الأحزاب اعتمادًا على الانتخابات، ويمكن أن نعّرفها ببساطة بأنها الولايات التي تكون منقسمة بالتساوي نسبيًا بين الديمقراطيين والجمهوريين.

ما هي هذه الولايات؟

يمكن تقسيم الولايات الرئيسية في انتخابات 2016 إلى 3 فئات:

الأولى: ولايات (التيجان)

في الدورات الانتخابية الأخيرة، كان الفوز بمنصب الرئاسة يتم من خلال ولايتي فلوريدا وأهايو. الولايتان الثالثة والسابعة من حيث المساحة، وبهما 29 و 18 مجمعًا انتخابيًا تتأرجحان باستمرار بين الحزبين.

الولايتان تحظيان أيضا بسجلات شبه مثالية في اختيار الرئيس طيلة العقود الخمسة الأخيرة، فالنتائج في أهايو عكست النتيجة النهائية في كل الانتخابات منذ عام 1960م، أما النتيجة في فلوريدا فقد اختلفت عن عموم الولايات مرة واحدة فقط خلال هذه الفترة. وبالتالي، فإن كلًا من ترامب وكلينتون يركزان بشكل كبير من حيث الوقت والموارد في كل من أوهايو وفلوريدا.

الثانية: ولايات ينبغي أن تشهد سيطرة لترامب

نظرًا للتغيرات الديموغرافية داخل الولايات المتحدة، المقترنة بتدني شعبية ترامب، فإن الولايات التي كانت جمهورية قوية، هي الآن في متناول الديمقراطيين خلال الانتخابات المقبلة.

عندما فاز الرئيس باراك أوباما في ولاية كارولينا الشمالية في عام 2008م، كان أول ديمقراطي يحقق ذلك منذ فوز نظيره جيمي كارتر. بينما استعادها ميت رومني عندما فاز في الولاية عام 2012م، لكن هذه المرة يبدو أن حظوظ الفوز متساوية في تلك الولاية لكل من كلينتون وترامب.

وتأمل المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في توسيع رقعة الفوز على خريطة الولايات بتحقيق الفوز في كل من أريزونا وجورجيا وميسوري، والتي صوتت جميعها في العقدين الأخيرين للجمهوريين.

الثالثة: ولايات «تحالف أوباما»

الرئيس أوباما فاز بالمجمع الانتخابي بفوارق كبيرة عامي 2008م و 2012م عن طريق السيطرة على الولايات المتأرجحة التقليدية مثل إيوا وبنسلفانيا. كما ساعد أوباما جلب الولايات المختلفة عرقيًا مثل كولورادو ونيفادا إلى حظيرة الحزب الديمقراطي.

واستخدم أوباما شعبيته بين المصوتين في الضواحي لتحويل ولايات مثل فيرجينيا وكارولينا الشمالية للتصويت لصالحه في الانتخابات. أما كلينتون فيبدو أنها ستحتفظ بحظوظها في ولايات مثل كولورادو وبنسلفانيا وفيرجينيا، مع استمرار تأرجح ولايتي إيوا ونيفادا بين المرشحين.

تواجه كلينتون أيضا تحديًا أقوى من المتوقع في نيوهامبشير، والتي صوتت للمرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية في جميع الجولات ما عدا انتخابات عام 2000، التي كانت بين جورج بوش الابن وألجور.


إذن، لماذا يحتاج ترامب للفوز بالمزيد من الولايات المتأرجحة أكثر من هيلاري كلينتون؟

14798906_1762702817322004_1022575819_n
14798906_1762702817322004_1022575819_n

إذا قمنا بإزالة الـ 12 ولاية المذكورة سلفًا من المعادلة، وخصصنا الـ 38 ولاية المتبقية للفائزين المحتملين، فستحتفظ هيلاري كلينتون بتصدر المجمع الانتخابي بـ 226 صوت مقابل 154، مع الحاجة لـ 270 صوت للفوز بالانتخابات.

ومع احتمالية فوز كلينتون في كولورادو وبنسلفانيا ونيو هامبشاير وفيرجينيا، فستكون على مقربة من حصد 272 صوت انتخابي. لذا فإن ترامب بحاجة للاحتفاظ بكل الولايات التي من المتوقع أن يفوز بها، واكتساح الولايات المتأرجحة الثمانية والتي من بينها فلوريدا وأهايو وكارولينا الشمالية والفوز بواحدة على الأقل من 4 ولايات تخضع لسيطرة كلينتون.