كأي حركة تنشأ في التاريخ، لا بدّ أن تقوم مجموعة من الأشخاص بدراستها وإعداد مبادئ للحركة والتنظيم للسير عليه والتخطيط حسبه، والـ Biohacking ليس استثناءً من تلك القاعدة.

فقد ظهر في الفترة الأخيرة حركات ومنظمات تبنّت تفكير مجموعات الـ Biohackers الطامحين للوصول إلى حدود قدراتهم البشريّة وتخطّيها. أهم هذه الحركات هي Humanity+ وحزب Transhumanist.

(منظمة Humanity+)
(منظمة Humanity+)

منظمة Humanity+ وحركة Transhumanity

تهدف منظمة Humanity+ إلي استخدام التكنولوجيا بشكل أخلاقيّ لمحاولة توسيع قدرات الإنسان ولتحقيق قفزة في عمليّة التطور.

منظمة Humanity+ هي منظمة عالميّة غير ربحيّة تهدف إلى إخراج ما يقوم به الـ biohackers في أقبية منازلهم ليرى النور في كلّ أنحاء العالم، ولنشر الوعي عن قضيّتهم ومحاولة مساعدتهم في الوصول إلى أهدافهم؛ تحسيّن البشريّة بواسطة التقنيّة.

مهمّة المنظمة -كما تقول في موقعها على شبكة الويب- هي استخدام التكنولوجيا بشكل أخلاقيّ لمحاولة توسيع قدرات الإنسان ولتحقيق القفزة التالية في عمليّة التطور. ويستهدف ذلك إطالة عمر الإنسان، وتحسين الاختراعات والأفكار مثل الأطراف الصناعيّة، تطوير الطب التجديدي وتطوير تلك المواد التي نراها في الخيال العلميّ للوصول لتقنيّة التجميد العميق.

ليس ذلك فحسب، بل يتّبع هؤلاء مدرسةً فلسفيّةً خاصةً بهم، وفي مركزها اعتقاد راسخٌ بأنّ الإنسان ما هو إلا نسخةٌ بدائيّةٌ تحتاج للتطوير.

وباستخدام التكنولوجيا، وزراعة الأجهزة الإلكترونيّة في أعضائنا المختلفة وتطويرنا للهندسة الجينيّة، فإننا سنقوم بالتطوّر Evolution لشيء أبعد من كوننا «بشرًا» فحسب، وهو ما يسميّه معتنقو هذا المبدأ «ما بعد الإنسان Posthuman».

تحمّل هذه الفلسفة عبئًا آخر، ألا وهو الأسئلة والمسؤوليات الأخلاقيّة التي تظهر عند تطوير القدرات الخارقة التكنولوجيّة ودمجها في جسمنا البشريّ. وأهم الأفكار التي تطرحها المنظمة وحركة Transhumanity الناتجة عنها هي:

الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا

(نانوتكنولوجي)
تستخدم التقنيّة لتحسين فيسيولوجيا الجسم الطبيعي ومعالجة الأمراض والأعطال الموجودة فيه.

مثال على ذلك: تقنية النانو، طب النانو والتقنية الحيويّة والهندسة الجينيّة حتى الاستنساخ بواسطة الخلايا الجذعية، وبعض التقنيات التي قد تطيل فترة الحياة وتعدّل القدرات الطبيعيّة للإنسان، لذلك كان هناك حاجةٌ لإنتاج قواعد لحماية المجتمع والأفراد بشكل موضوعيّ للاستخدام الآمن للتقنية والحماية من الآثار السلبيّة فيها.

تحسين القدرات البشريّة

وذلك بتوسيع مفهوم الإنسان الطبيعي، فإنسان بعمر يصل إلى 123 سنة ربما يعتبر خارج «الطبيعيّ» حاليًا، لماذا لا نجعل ذاك العمر الطبيعيّ فعلًا. ولمحاولة جعل فكرة السايبورغ ضمن الطبيعيّ أيضًا.

كما يتضمن ذلك أيضًا تحسين الجنس البشريّ، بشكلٍ علاجيّ ونوعيّ، لتحدي الحالة «الطبيعيّة» والخروج عن حدود الفيسيولوجيا؛ باستخدام الأدوات الإضافيّة الخارجيّة كالأجهزة والساعات الذكيّة، وحتى نظارات جوجل، ولا ننسى الطب التجديدي، العلاج بالخلايا الجذعيّة والأطراف الصناعيّة الذكيّة.

(Exoskeleton)
(Exoskeleton)

رغم أنّ الحركة بشكلها الحاليّ حديثة الولادة ولا تبلغ من العمر سوى عدة عقود، إلا أنّ معتنقي هذه الفكرة يقولون إننا كبشرٍ كنا نبحث منذ البداية عما يساعدنا في الوصول إلى أبعد من هذا الجسم البشريّ الفاني، كما في محاولات الإغريق إيجاد إكسير الحياة وينبوع الشباب، فالفكرة قديمةٌ قدم التاريخ.

الهدف «ما بعد الإنسان»

(القفزة التطورية القادمة)
(القفزة التطورية القادمة)

الهدف الفعليّ من الـ Biohacking ككل هو الوصول لما يسمونه «PostHuman»، والحركة ذات اسم Transhuman هي فقط وسيلة وصل للمرحلة السابقة لـ «ما بعد الإنسان» إن أردنا تسميته بذلك. لماذا هو «ما بعد الإنسان»؟ وليس إنسانًا محسّنًا؟ ربما لأنّه لن يكون إنسانًا بمقاييس اليوم.

سيكون الفرق بيننا وبين النسخة المحسّنة -حسب Humanity+- كالفرق بيننا وبين الرئيسيّات البدائيّة، الشمبانزي والقرود وغيرها من فرعنا المشترك. وسنشعر بالفرق وحسّ الفوقيّة الذي نعامل به هؤلاء أيضًا.

من المفترض في حالة «ما بعد الإنسان» أن يصبح الإنسان قادر علي السيطرة الكاملة علي عواطفه وحالته الذهنية في جميع الأوقات

ويشير أنصار هذه الحركة بأننا سنصبح قادرين على السيطرة الكاملة على عواطفنا وحالاتنا الذهنية في جميع الأوقات، لنعمل على زيادة قدرتنا على الإحساس بالحب والسرور، ولنحصل على حياة أطول وأكثر صحة. بل ربما يستطيع «ما بعد الإنسان» أن يشعر بحالات ذهنيّة لم نكن نعرف بوجودها فعلًا، ولم نستطع تحقيقها بسبب فكرنا البدائيّ.

لكن لتحقيق ذلك كله، يجب علينا إعادة تصميم الإنسان بشكلٍ جذري، باستخدام كلّ من الهندسة الجينيّة -لإضافة جينات الصفات المرغوبة وحذف تلك التي تؤدي لتأخر الجنس البشريّ- واستخدام تكنولوجيا النانو لتصغير حجم التقنيات وجعل إمكانيّة وجودها في الجسد البشري الصغير نسبيًا ممكنة، ثم خلق واجهات عصبيّة تستطيع التعامل بشكل مباشر مع التقنيات المزروعة في الجسم والتقنيّة القابلة للارتداء معًا.

عند الوصول إلى هذه الحالة فتعريف «الذات-Self» سيختلف كليًا، لن نكون الجسم البشريّ ذي اللحم والدم فقط، ستصبح تلك التقنيّة جزءًا منا، وربما نستطيع بواسطتها الاتصال بشبكة الإنترنت مباشرةً، لتصبح أنت المتصفح وأنت جهازك الذكيّ في الوقت نفسه.


حزب سياسيّ Transhumanist

(زلتان إستفان المرشح الرئاسي عن حزب Transhumanist)
(زلتان إستفان المرشح الرئاسي عن حزب Transhumanist)

القضيّة ليست لعبةً لهؤلاء، هم يريدون أن يعرف الجميع جديّتهم في الاستمرار للوصول إلى هدفهم -Posthuman- ولذلك قاموا فعلًا بتشكيل حزب سياسي في الولايات المتحدّة الأمريكيّة، ورئيس هذا الحزب هو من المرشّحين لرئاسة الجمهوريّة.

يهدف حزب Transhumanist إلى تشكيل حكومةٍ تجعل العلوم والتكنولوجيا والصحة الأولويات الثلاث الأكثر أهميّة. هذه الأهداف نبيلة فعلًا، ولكن علينا ألّا ننسى أنّ هذه الحركة – والحزب أيضًا- ما زالت في مرحلة الطفولة ومع ذلك فالوعود التي يقدمونها لا يجرؤ أي سياسيّ على تقديمها –رغم أنّ السياسية هي فنّ تقديم الوعود الكاذبة.

إنّهم يحاولون إخراج مطوريّ التقنيات من الأقبية المظلمة إلى ضوء الشمس، وتقديم القدرات التقنيّة والعلميّة كاملةً لمحاربة الأمراض التي تصيب الجسد، وربما حتى محاربة التقدّم في العمر والشيخوخة والتوّصل لعكس هاتين العمليتين.

يحاول هذا الحزب أيضًا إنشاء قواعد أخلاقية لاستخدام التقنيّات الحديثة.

زلتان إستفان Zoltan Istvan، مؤسس هذا الحزب ومرشّحه للرئاسة، يدّعي أنّ حكومته وحزبه لن يشجّعا العلم فحسب، بل سيستخدمانه في تطوير الأفكار وتحقيقها على أرض الواقع، فهو يعد منتخبيه بأنّه سيحارب فكرة «الموت» وربما يقضي عليها خلال الثلاثين سنةً القادمة.

يعترف إستفان بأنّ فرصه ضئيلةٌ -إن لم تكن معدومة- في الفوز بانتخابات 2016 والدخول إلى البيت الأبيض، لكنه سعيد بكون هذا الفعل بداية لوجود حزبهم على أرض الواقع، وعلى الأقل لتعريف العامة بأفكارهم واجتذاب المتطوعين وكلّ من يهوى هذا النوع من العلوم. وفي مقابلة مع موقع Popular Science يؤكدّ زلتان أن هدفه هو الانتخابات القادمة 2020 أو التي تليها، وأن هدف هذه الحملة هو جذب المزيد من الأنصار لحزبه، ليتمكنوا من التأثير في حياة الناس واستمرار الأبحاث الخاصة بالبيوهاكينج.

في إيطاليا فإنّ مرشح حزبٍ مماثل لحزب إستفان وصل فعلًا إلى البرلمان في 2012، فقد اعتنق جوزيبيه فاتينو Giuseppe Vatinno مبادئ Humanity+ ووصفها بأنّها تقدم حلًا عمليًّا لمشاكل حقيقيّة. في أعلى اهتمامات فاتينو تأتي تطوير تقنيات النانو، وتليها التقنيات الحيوية Biotechnology وتطوير الذكاء الصناعي Artificial Intelligence.

(عضو البرلمان الإيطالي فاتينو)
وفي مقابلة مع جوزيبيه، تمّ طرح عدّة أسئلة ذات علاقة بحركة Transhumanism:
ما رؤيتك لكيفية تداخل التقنيّة كالذكاء الصناعي، علم الروبوت، التقنيّة الحيويّة مع مستقبل ناخبيك الذين تمثلهم؟ كما قلت من قبل، فإنّ تقنيّة النانو هي أولويّة لا يمكن التخلّي عنها، وقد نشرت مقالًا عن هذا الموضوع فعلًا، ثم أرى وجوب تطوير التقنيّة الحيويّة ثم الذكاء الصناعي. هل تريد تقديم نصائح لآخرين مثلك Transhumanists ذوي الطموح السياسيّ؟ السياسة فنّ صعب، وتحتاج مهارات خاصةً جدًا، وفي الواقع لا أجد أي أحد من حاملي الفكرة في المجال السياسيّ.
ما الذي توّد مشاركتنا به؟

الرسالة التي أوّد مشاركتها هي قدرة السياسة على التغيير الاجتماعيّ، لتغير العالم نحتاج استخدام السياسة لنصل إلى العامة بشكلٍ ديموقراطي، ولنشرح لهم أهميّة التقنيات المستخدمة بشكلٍ صحيح في مساعدة الجنس البشريّ. عندما أرى أشخاصًا خائفين من التقنية والتطور السريع أقول لهم: أنتم تستخدمون أداة Transhumanist على مقربة من أنوفكم، ينظرون إليّ بشكلٍ غريب بينما أشير إلى نظاراتهم الطبيّة، ذلك الجهاز التقنيّ الذي يساعدهم في الرؤية بشكلٍ يوميّ!

لكن علينا ألّا ننسى أنّ هناك وجهًا آخر مخيفًا للتلاعب بالبيولوجيا، وقد تُكلف الشكوك بعض الأشخاص الكثير، نطرح هذين المثالين على ذلك:

وحدة مكافحة الأخطار البيولوجيّة وستيف كورتز

(ستيف كورتز)
إن كنت تعتقد أنّ تلاعب الأشخاص العادييّن بالحمض النووي قد يسبب بعض المشاكل فأنت محقّ، أو هكذا يعتقد مكتب التحقيقات الفيدراليّ.

في عام 2006 أنشأ مكتب التحقيق الفدرالي وحدة «أسلحة الدمار الشامل» WMD، وجزءٌ منها يختصّ بمكافحة الأخطار البيولوجيّة، وتطوّر ال biohacking زاد أهميّته بالنسبة لهذه الوحدة، رغم صعوبة السيطرة عليه ومراقبته.

ضرورة مراقبة هذه النشاطات ليست بسبب الاشخاص الذين يقومون بها، لكن بسبب سهولة الوصول إلى المعدات المخبريّة والبيولوجيّة.

ففي كل مكتب من مكاتب ال FBI الخمسة وستين يوجد على الأقل عميل واحد متخصص ومتدرب في مجال الأمن البيولوجيّ، كما أنّهم يحاولون التواصل مع العلماء في مختلف المجالات، ليس بصدد المراقبة ومعرفة ماذا يحدث فحسب، بل أيضًا للتأكد بأنّ من يقوم بهذه التجارب بمفردهم (DIY: Do It Yourself)، يقومون بها حسب شروط الأمن والسلامة، لتفادي الحوادث الخطيرة الممكنة الحصول.

في عام 2013 تمّ دعوة مجموعة من ال biohackers إلى اجتماع مع ال FBI في كاليفورنيا، وتمّ مسائلتهم عن التجارب التي يقومون بها وعن الأسباب التي تدفعهم لذلك.

يهدف البرنامج المعتمد من قبل مكتب التحقيقات الفدرالية، لتعلّم كيفيّة وماهيّة الأمور التي يتمّ العمل بها في مساحات ال biohackers، وذلك لتحقيق التوازن بين تشجيع المواطنين على ممارسة العلم، وبين حماية المواطنين من إنتاج الإنفلونزا القادمة المميتة.

للأسف إحدى قصص الإرهاب البيولوجي هي في الحقيقة قصة حزينة ومأساويّة للغايّة.في عام 2004، كان بروفسور تاريح الفن في جامعة SUNY في بوفالو، ستيف كورتز وزوجته هوب، يحضّران لمعرض فنّي في معرض ماساتشوستس للفن المعاصر.

الفنّ الذي يهتمّ به ستيف مخلتفٌ بعض الشيء، فهو أحد مؤسسي Critical Art Ensemble، وهي مجموعة من النشطاء تقوم بتقديم الفن بطرقٍ مختلفة، إحداها استخدام التقنيّات الحيويّة Biotechnology في أعمالهم الفنيّة وعرضها في معارض مختلفة في الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم.

فجأة ماتت الزوجة بسبب فشل قلبيّ، اتصل زوجها بالطوارئ، وعند وصولهم وجدوا أطباق البيتري التي كانت تُجهز للمعرض. رغم كون هذه الأطباق غير مؤذية إطلاقًا، فإن وجودها أدى لاعتقال البروفسور وتمّ التحفّظ على جثة زوجته لإجراء المزيد من التحاليل عليها.

لم ينته الأمر هناك، بل بدأت مجموعات محاربة الإرهاب البيولوجي بفحص بيت ومكتب البروفسور، وتعددت الشخصيات التي فحصت منزله ومختبره، من وزارة الدفاع، فرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب، وحتى ممثلين من قوى الأمن الداخليّ.

تمّ اعتبار منزله بؤرة خطرٍ صحيّة، واستمرّ الوضع لمدة أسبوع من التحاليل للعينات المختلفة، ثم أعلن مفوّض الصحة العامة في ولاية نيويورك أنّ جميع العينات كانت سليمة، ولا تشكّل خطرًا صحيًّا على أحد. وفقط حينها تمّ السماح لكورتز بالمطالبة بجثة زوجته، بل حتى قط العائلة تمّت مصادرته بصفته ناقلٍ محتملٍ للمرض، لكنّ تمّ إخلاء سبيل القط، وسبيل كورتز.

انتهاك الخصوصيّة

في كل مكتب من مكاتب التحقيق الفيدرالي الأمريكية يوجد علي الأقل عميل واحد متخصص في مجال الأمن البيولوجي
(سيث وايل على يسار الصورة)
(سيث وايل على يسار الصورة)

قام ضابط في البحريّة الأمريكيّة سيث وايل Seth Wahle بزرع رقاقة في يده، وبشكلٍ ما، لا يمكن أن نتعقبّ هذه الرقاقة في يده. بواسطة هذه الرقاقة التي تمتلك خاصيّة NFC (تقنية الاتصال قريبة المدى) يستطيع وايل أن يرسل إشاراتٍ إلى أيّ جهاز أندرويد قريب منه، ويتلقّى المستخدم ملفًا، عند الضغط عليه وفتحه لهذا الملف، أصبح بإمكان حاسوبٍ بعيدٍ أن يتحكّم بشكل كامل بالهاتف المسكين.

مازالت هذه الطريقة في بداياتها، لكنّ المبدأ موجود فعلًا، ولا تحتاج الكثير من البرمجة لجعل هذا الملف يبدو ملفًا فعليًا يمكنك الضغط عليه – انظر إلى فيسبوك وكميّة التطبيقات التي تقوم بهذه الأفعال- لكن عند إطفاء الهاتف، يفقد الحاسوب الاتصال معه، ويمكن حلّ تلك المشكلة بتحميل تطبيق على الهاتف المقرصن عند تشغيله.

الشيء الأكثر إزعاجًا هو عدم القدرة على كشف هذه الرقاقة، فقد كان وايل في الجيش عندما زرع الرقاقة، ولم يعرف أحد بوجودها رغم تعرّضه للماسحات العسكريّة بشكل يوميّ، ورغم سفره عبر المطارات العسكريّة ومروره في نقاط أمن متعددة، لم تستطع إحداها اكتشاف وجود هذه الرقاقة التي تمكنّه من التحكم بأي هاتف قريب منه عاملٍ بواسطة نظام Android.

أظهرت شركات استشارات أمنيّة صحة هذا الكلام فعلًا، ليس فقط من السهولة أن يقوم أحدهم بزرع رقاقة ما وتشغيل برامج عليها، وتفعيل تلك البرامج بمجرد الاتصال بالهدف، لكنّ أنّ هذه التقنيّات فعلًا «غير مرئيّة» وغير قابلةٍ للكشف بالوسائل التقليديّة والعسكريّة الموجودة اليوم.

يدّعي وايل وزملائه أنّ هذا هو فقط بداية لأخطار عديدة قد تحدث بسبب ال Biohacking، وأنّ هذه الأخطار والأشياء الأكثر فظاعة تحدث بواسطة أشياء بسيطة يمكن لأي أحد أن يحصل عليها بسهولة.

إذًا هذه الحركة المجنونة، ذات أهدافٍ طموحةٍ فعلًا، وربما تستطيع الوصول إليها وتحقيقها يومًا ما، كإطالة عمر الإنسان أو معالجة الأمراض المتعلقة بالشيخوخة، لكن لا بدّ من إطار ينظّم عمل هذه الحركة ككل –رغم صعوبة ذلك- ولابدّ من وضع حدود للأشياء المسموح التلاعب بها، وكما تقول د. إلين جورجينسين Ellen Jorgensen «إن كنت تقوم بالتلاعب بجينوم عاملٍ مرضيّ معيّن فأنت لست جزءًا من مجتمع الـ Biohackers بل أنت تقوم باستخدام البيولوجيا لخدمة الإرهاب»!