لو كنت تبحث عن وظيفة ما وتعرف منصة لينكدإن فأنت محظوظ، ولو كنت تبحث عن وظيفة ما ولا تعرف منصة لينكدإن فأنت محظوظ أيضًا؛ لأنك أتيت إلى هذا المقال الذي سأقدم لك فيه نصائح ذهبية للاستفادة من تلك المنصة.

يمكن تعريف لينكدإن LinkedIn بأنه منصة تواصل مهني، فهو شبيه بمنصات التواصل الاجتماعي الضخمة مثل فيسبوك، ولكنه يقتصر على الجانب المهني من التواصل. حيث نتبادل الآراء والخبرات والنصائح الخاصة بمجالات أعمالنا المختلفة.

بالطبع يمكنك مشاركة أي نوع آخر من المحتوى مثل النكات والميمز فهو حسابك في النهاية، ولكنك ستكون مكروهًا مثل الورم السرطاني الدخيل وسيتجنبك كل الموجودين هناك، لهذا فالأفضل أن تحافظ على احترافية المنصة واستخدامها لما أُنشئت له.

ستجد هناك جميع أنواع الموظفين وأصحاب المؤسسات والشركات، ستجد الصفحات الخاصة بتلك الشركات، ستجد المجموعات التي تضم المهتمين بنفس المجال، وستجد الدورات التعليمية التي تساعد على التأهيل والتدريب لصقل مهاراتك ومعرفتك بمجالك.

فهل تعلم أنك لو اهتممت بحسابك ونشاطك على لينكدإن تستطيع الاستفادة بكل تلك المزايا التي يقدمها الموقع لصالح الحصول على الوظيفة التي ترغب بها؟ إذًا كيف تفعل ذلك بالضبط؟ إليك تلك النصائح.

نصائح لضبط هيئة حساب لينكدإن

الصورة الشخصية

هي أول ما ستقع عليها عينا من يتصفح حسابك، فحاول أن تجعل الانطباع الأول احترافيًا قدر الإمكان. صورة عالية الجودة، ابتسامة خفيفة توحي بالثقة، التركيز على ثلثك أو نصفك العلوي، خلفية سادة أو ضبابية Blurry، ملابس رسمية أَو نصف رسمية.

العنوان الرئيسي

تلك الجملة الموجودة تحت اسمك والتي عادة ما تكون وظيفتك الحالية. فإذا كانت وظيفتك الحالية تعكس ما سيتطلع إليه مسؤول التوظيف في الشركة التي ترغب في الانتقال إليها فاتركها كما هي، أما لو كانت بعيدة قليلًا أو لو كنت لا تعمل في الوقت الحالي من الأصل، فالنصيحة الأفضل هي أن تغيرها لشيء آخر.

ليس شرطًا أن يكون العنوان الرئيسي هو وظيفتك الحالية أو السابقة، بل يمكنك كتابة جملة تحمل الكلمات المفتاحية – المتعلقة بالوظيفة – التي سيبحث عنها مسؤول التوظيف، جملة تدل على تمتعك بمهارة معينة أو خبرة من صميم تلك الوظيفة.

الملخص

ربما يكون أهم جزء في حسابك كله؛ لأنك في أسطره القليلة وعدد كلماته المحدودة ستكتب نبذة عنك يمكن لمسؤول التوظيف أن يتعرف عليك من خلالها عن قرب، فإما أن تستغلها لصالحك أو تضيعها من بين يديك.

لا تحاول أبدًا كتابة جمل جامدة، معروفة، استخدمها – ويستخدمها – الملايين غيرك، وقد أكل الدهر عليها وشرب. اكتب بروحك، بشخصيتك أنت، أبرز اختلافك وتفردك.

اذكر إنجازاتك، مهامك الناجحة بالأرقام (فالأرقام مؤثرة أكثر بكثير من أي سرد عام آخر)، مهاراتك، إطراء مدراءك، كل ما يمكن أن تفتخر بامتلاكه في بضع جمل تصيغها بطريقة مختزلة ودودة تعبر عنك، فلا تنس أن لينكدإن منصة «تواصل» في النهاية وليس مجرد سيرة ذاتية CV.

الخبرات السابقة

لا تبخل، الأمر لا يقتصر على الأماكن التي عملت بها من قبل ومقدار السنوات التي قضيتها فيها. بل يجب عليك السرد بالتفصيل عن مهامك التي كنت تقوم بها في كل وظيفة، ذكر نجاحاتك ومشروعاتك التي أتممتها بها، ولو كان هناك مرجع لتلك النجاحات مثل شهادات تقدير أو صور خاصة بالمشروعات الناجحة أو روابط لأعمالك المنشورة، فلا تتردد وارفق كل هذا.

اجعل مسؤول التوظيف يقدّر مجهود السنوات السابقة التي قضيتها في أعمال أخرى وتفانيك في أدائها وفخرك بإنجازاتك وانتفاع أماكن عملك السابقة بك، استغل كل شيء لصالح زرع الثقة فيك وفي حسن اختيارهم لك وصواب قرارهم.

المؤهلات التعليمية

أمر بديهي أن تضيف مؤهلك التعليمي وأماكن دراستك وفي أي فترة زمنية التحقت بها. لكن هناك جزءاً ربما يتناساه الكثيرون وهو الأنشطة والاجتماعيات.

هل كنت يومًا أحد أفراد فريق كرة القدم الأساسي بالجامعة؟ فريق المسرح؟ تدخل بطولات الشطرنج؟ هل كنت تمارس نشاطًا تطوعيًا؟ لو كانت إجابتك لتلك الأسئلة أو ما شابهها «نعم!» فمن الأفضل أن تذكر هذا ضمن بيانات فترة الدراسة.

فهذه الأنشطة سيكون لها أثر في فهم بعض من خبراتك الحياتية ومدى استعدادك للتعاون مع زملائك، وستساعد في توظيف أفضل لطاقاتك ومجهودك بعد حصولك على الوظيفة.

المهارات

يقع العديد من الأشخاص في خطأ محاولة إضافة أكبر قدر ممكن من المهارات لإبهار مسؤول التوظيف الذي سيتصفح الحساب، حتى ولو كان لا يتمتع بالعديد منها، وأشهر مثال على ذلك مهارة «القدرة على العمل تحت ضغط». وعند أول مقابلة عمل ينكشف المستور وتكون قد ضيعت وقتًا ثمينًا لك ولمسؤول الموارد البشرية والشركة من وراءه.

فما رأيك لو ذهبت بك إلى أبعد من ذلك وأخبرتك بأنه يجب عليك حذف المهارات التي لم تعد تتمتع بها حتى ولو كنت تتقنها باحتراف في السابق؟

العمل على برنامج كمبيوتر لم تعد تعمل عليه منذ سنوات، لغة البرمجة التي هجرتها وتوجهت إلى غيرها، اللغة الأجنبية التي لم تعد تمارس كتابتها أو قراءتها أو التحدث بها. كلها مهارات ربما يتم اختيارك لوظيفة معينة لأنك تتمتع بها، وعند مقابلة العمل سيكون الوضع مُحرِجًا لك وأنت لا تمتلكها بعد الآن.

على الناحية الأخرى عليك ذكر كل المهارات الممكنة التي تعلم كامل العلم إنك تتقنها. ليس هذا فقط، بل وتطلب من زملائك في العمل ومدرائك السابقين أن يؤكدوا امتلاكك تلك المهارات من خلال التأييد على حسابك Endorsement، فهذا سيزرع الثقة عند متصفح حسابك لأن هناك آخرين يشهدون لك بامتلاك تلك المهارات وليست مجرد حشو تملؤه أنت كما تشاء دون رقيب.

التوصيات

هذه أصعب مهمة لأن من يقوم بها هم أناس آخرون، وهي ليست كتأييد المهارات التي لن تستغرق سوى ضغطة زر؛ بل هي كتابة مخصصة لإبراز إيجابيات عملك وإيجابيات العمل معك.

لن تستطيع طلب كتابة توصية سوى من أشخاص قد عملت معهم من قبل، وإلا لن يجدوا إمكانية كتابة توصية لديك من الأصل. لذلك عليك أن تتفهم أهمية المحافظة على علاقتك الطيبة قائمة دائمًا بزملائك في العمل، وحتى مدرائك، سواء لو كنت لا تزال شاغلًا الوظيفة أم تركتها، فعندما تطلب منهم كتابة توصية لك سيسعدهم ذلك بكل تأكيد.

ولكن المهمة الأصعب هي طلب تعديل على توصية قد قام بكتابتها أحد منهم، فربما يكتب عبارات مقتضبة لا تؤدي إلى النتيجة المرجوة، أو بها أخطاء معينة، ساعتها سيكون أمامك أحد الحلين: إما طلب التعديل لو كان رصيدك لدى هذا الشخص يسمح بذلك، أو عدم نشر التوصية.

والتوصية الفعالة هي ما سيذكر فيها الموصي مدى كفاءتك في العمل وتعاونك وذكر إنجازاتك المشتركة معه، وهي ما ستتطلع إلى تلقيها منهم وإبرازها على حسابك.

الإنجازات

هل نشرت كتاب أو مقالات؟ هل التحقت بدورة تعليمية تزيد من خبراتك ومهاراتك أو تعلمت لغة جديدة؟ هل حصلت على شهادة تقدير أو جائزة؟ ماذا عن تحقيقك لدرجات مرتفعة في امتحان؟ أو تطوعك في منظمة إقليمية أو عالمية؟ أو حصولك على شهادة تعليمية أو دكتوراه فخرية؟

كل إنجاز تحققه في حياتك يجب أن يضاف إلى رصيدك ولا تهمل إضافته إلى قسم الإنجازات في حسابك على لينكدإن، فهو داعم لصورة الإنسان الناجح صاحب الشغف الذي لا يكل ولا يمل عن محاولة تحقيق المزيد.

وسائل التواصل

لا تكتفِ بإتاحة التواصل معك عبر حساب لينكدإن، فهو مهما كان ليس المكان الذي ستظل مقيمًا فيه ليلًا ونهارًا، فهو بطبيعته ليس مغريًا وبراقًا كمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى التي تتنوع فيها الاهتمامات ولا تنحصر في الجانب المهني.

لذلك أضف عنوان بريدك الإلكتروني – يفضل أن يكون احترافيًا وليس ايميل المراهقة الذي لا تزال تستعمله حتى الآن – ورقم هاتفك أيضًا، والأخير هذا يتوقف على مدى حاجتك للوظيفة، فربما تأتيك مكالمات مزعجة من أشخاص عابثين وخصوصًا إذا كنتِ أنثى. ولكن كلما زادت وسائل التواصل ضمنت سهولة وصول مسؤول التوظيف إليك وسرعة ردك.

الإعدادات

للحصول على وظيفة تريدها لم يتبق بعد تطبيق كل ما سبق سوى بعض الإعدادات التي ستلفت انتباه مسؤولي التوظيف لحسابك على لينكدإن. وستقوم بها بالتوجه إلى إعدادات الحساب، ثم اختيار «الخصوصية Privacy»، ومنها اختر «تفضيلات البحث عن وظيفة Job seeking preferences».

من هناك قم بتفعيل خيار Let recruiters know you’re open to opportunities الذي سيخبر من سيبحث عن شخص ليوظفه بأن هذا الشخص الموجود ضمن نتائج البحث يرغب في الالتحاق بوظيفة جديدة.

وفي خيار Setting Up Job Alerts for Specific Companies ستجد طريقة رائعة لإخبار شركات بعينها أنك ترغب في الالتحاق بها، وأيضًا تنبيه مسؤولي التوظيف فيها لهذا الأمر، بحيث يكون لهم صلاحية استثنائية لتصفح بياناتك الشخصية حتى ولو كانت تظهر للأشخاص المسجلين لديك فقط. وستفعل ذلك بالتوجه إلى صفحة الوظائف في حساب الشركة ومنها إلى تبويب الوظائف Jobs، ثم اضغط على زر Create job alert، وبعدها ستجد خيار تنبيه مسؤولي التوظيف، فقم بتفعيله إن أردت.

بهذا يكون حسابك أصبح كاملًا متكاملًا من حيث المظهر الجذاب لأي شركة، ولكن الأمر لا يقتصر على «كيف يبدو حسابك» فقط، بل أيضًا على «ماذا يفعل حسابك».

نصائح لضبط نشاط حساب لينكدإن

شبكة العلاقات

منصة مثل هذه تمتلئ بكل ما لذ وطاب من أصحاب المهن والشركات والموظفين تدعوك بكل وضوح إلى توسيع علاقاتك المهنية، لا بد أن تستغل هذا الأمر أفضل استغلال.

أضف مسؤولي التوظيف Recruiters وموظفي الموارد البشرية HR العاملين في الشركات التي تحتوي على وظائف في مجالك، فهم أهم الأشخاص الذين ستنتفع من تواجدهم على حسابك في حالة بحثك عن وظيفة، ساعتها ستضمن سهولة وصولك إليهم والتواصل معهم.

وأضف أيضًا العاملين في مجالك لتبادل الخبرات من جهة، وللتعرف على مكان عملهم من جهة أخرى للتحقق من مدى رضائهم عن عملهم بها، ولا سيما إضافة العاملين في الشركة التي تستهدف الالتحاق بها.

المتابعة

بجانب الإضافة، هناك المتابعة والتي تتوافر على حسابات المشاهير في جميع المجالات، فيفضل أن تبدأ في متابعة مشاهير مجال عملك والشركات المتخصصة فيه والمجموعات المهتمة به، ذلك لأن هذا كله سيعرض في حسابك تحت قسم يدعى Interests.

وعندما يتصفح أحدهم حسابك على لينكدإن سيلاحظ اهتمامك وشغفك بمجالك من خلال متابعة كل ما يتعلق به من أشخاص مؤثرين وشركات وغيرهم، بالإضافة لاستفادتك الخاصة من منشوراتهم المهمة.

كن نشطًا دائمًا

الكثير منا لا يبدأ الالتفات لحساب لينكدإن إلا عندما يشرع في البحث عن وظيفة، ولكن إذا ما كانت أموره المهنية مستقرة فإنه يتناساه تمامًا وكأن لا حاجة له به.

لكن لماذا عليك البدء من الصفر عندما تبدأ البحث عن وظيفة؟ لو كنت نشيطًا من البداية ستكون قد كونت انطباعًا طيبًا عنك في مجال عملك، وستوطد علاقات إلكترونية ببعض الأشخاص ذوي النفع لك وقت الحاجة.

انتبه لتصرفاتك

كل سكنة وكل حركة لك على منصة لينكدإن يعلم بها الأشخاص المسجلون على حسابك، أي إعجاب أو تعليق أو منشور سيرونه على صفحتهم الرئيسية، وإن فاتهم شيء يمكنهم فحص تاريخ نشاطك من حسابك في قسم Activity.

فكن دائمًا على قدر التوقعات وعند حسن ظن الجميع بك، حتى لا يتسبب تصرف خاطئ منك في هدم صورتك أمام الجميع، وخصوصًا مَن يمكن أن تحتاجه لاحقًا للحصول على الوظيفة التي ترغب بها.

شارك إنجازاتك وخبراتك

مثلما تفعل على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى من مشاركة مواقف مررت بها أو رأيك في خدمة أو مطعم أو صور رحلة قمت بها، خصص وقتًا لمشاركة إنجازاتك ونجاحاتك والخبرات التي اكتسبتها والمعلومات التي أفادتك في مجال عملك على حساب لينكدإن.

سيعزز هذا الأمر من وضعك ورسم صورة حسنة لك في مجالك، وسيهتم بعض مَن لديك بالتعليق أو التهنئة أو المناقشة أو أي نوع من التفاعل مما يسمح بدرجات من التقرب الإلكتروني من هؤلاء الأشخاص، بالإضافة لأشخاص آخرين ليسوا من قائمة المسجلين لديك ربما يحاولون التعرف عليك والاهتمام بما تنشره لأنه يفيدهم عمليًا أو معنويًا.

افتح باب المناقشة المفيدة

عندما تصادف منشورًا هامًا لأحد الأشخاص يخص مجالك ولديك ما يمكن أن تضيفه أو تصححه له قم بالتعليق ولا تتكاسل، افتح باب المناقشة المفيدة وأثبت واستعرض مدى علمك بمجالك؛ لتفيد وتستفيد من هذه المناقشة المثمرة التي ربما ينتج عنها زيادة جديدة في عدد الأشخاص المسجلين لديك.

ونفس الشيء سيحدث في المجموعات التي ستنضم إليها وتشارك بآرائك وخبراتك مع أعضائها سواء من خلال المساهمة بمنشورات جديدة أو التعليق على منشورات موجودة بالفعل.

فإذا اتبعت تلك النصائح وجاء وقت البحث عن وظيفة، ستجد ساعتها أن الفرصة ستكون أكبر بكثير لكي تقتنص الوظيفة التي تريدها من على منصة لينكدإن بأريحية تامة وبمستوى متقدم عن منافسين آخرين.