محتوى مترجم
المصدر
Washington Post
التاريخ
2017/05/15
الكاتب
جريج جاف وجريج ميلر

كشف مسئولون أمريكيون حاليون وسابقون أن الرئيس دونالد ترامب قد أفصح عن معلومات شديدة السرية لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، والسفير الروسي، عن تنظيم الدولة الإسلامية وذلك خلال اجتماع تم الأسبوع الماضي. وتشير صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إلى أن تلك المعلومات الحساسة قد نقلها شريك أميركي من خلال ترتيب لتبادل المعلومات الاستخباراتية.ولم يمنح ذلك الشريك أميركا الإذن بتبادل المعلومات مع روسيا، وقال مسئولون إن قرار ترامب بفعل هذا يُعرض التعاون مع حليف مطلع على العمل الداخلي للتنظيم للخطر. وتقول الصحيفة إنه في أعقاب لقاء ترامب، اتخذ مسئولو البيت الأبيض خطوات لاحتواء الضرر وأجروا مكالمات مع وكالتي الاستخبارات المركزية والأمن القومي.وتنسب الصحيفة لمسئول مطلع على الأمر قوله: «إن ترامب قد كشف عن المزيد من المعلومات للسفير الروسي أكثر من المعلومات التي يتم تبادلها مع الحلفاء». وتشير الصحيفة إلى أن المعلومات التي كشف عنها ترامب تأتي في وقت يواجه فيه ضغوطًا سياسية وقضائية متصاعدة فيما يتعلق بروسيا.ففي الأسبوع الماضي، أقال ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كومي في خضم تحقيقات حول صلات محتملة بين حملة ترامب وموسكو. وبعد يوم واحد فقط من إقالة كومي، التقى ترامب بلافروف والسفير سيرجي كيسلياك في البيت الأبيض، ليخرج عن النص ويتحدث عن خطر تنظيم الدولة الإسلامية واستخدام أجهزة اللاب توب على متن الطائرات. وعلى الرغم من عدم قانونية التشاور في تلك الأمور، لكن ترامب بحسب الصحيفة يملك السلطة للإفصاح عن أسرار حكومية، مما يعني أنه لم يخرق القانون.على الجانب الآخر، يؤكد مسئولو البيت الأبيض المشاركون في الاجتماع أن ترامب قد ناقش فقط المخاوف المشتركة حول الإرهاب.وفي ذلك الصدد، تنسب الصحيفة لهربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأميركي، قوله إن ترامب ولافروف استعرضا التهديدات المشتركة للتنظيمات الإرهابية. كما يُكذب ماكماستر رواية «واشنطن بوست» ويصفها بـ «الزائفة» وذلك خلال تصريحات له أمس الاثنين بالبيت الأبيض.أيضًا، أكد مسئولو البيت الأبيض أن ترامب لم يتطرق لمصادر أو أساليب استخباراتية بعينها خلال لقائه المسئولين الروس. ورفضت وكالة الاستخبارات التعليق على اللقاء، كما لم تجب وكالة الأمن القومي على طلبات التعليق على الأمر.لكن مسئولين عبروا عن مخاوفهم من تعامل ترامب مع المعلومات الحساسة ومدى تأثير ذلك على جهود واشنطن وشركائها في الكشف عن أي تهديدات مستقبلية.وفي التفاصيل؛ تقول الصحيفة إن ترامب بدا وكأنه يتباهى خلال لقائه بلافروف، بمعرفته الداخلية بالتهديدات التي تلوح في الأفق وحصوله على معلومات استخباراتية كثيرة في ذلك الشأن. وأوضح ترامب أيضًا أنه على علم بمؤامرة لتنظيم الدولة وعن كم الضرر الذي يمكن أن يتسبب فيه مثل ذلك الهجوم.وكشف المسئولون أيضًا عن المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيم، والتي كشف من داخلها شريك واشنطن عن التهديد. وطالب المسئولون «واشنطن بوست» بعدم الكشف عن معلومات تلك المؤامرة واسم المدينة خشية أن يؤدي ذلك لتعريض قدرات الاستخبارات للخطر.وأوضح مسئولون أن تحديد الموقع يمثل إشكالية، لأن روسيا قد تستغل تلك التفاصيل في تحديد حليف أميركا أو القدرات الاستخباراتية، والتي يمكن أن تستغل في توفير معلومات عن الوجود الروسي داخل سوريا. فواشنطن وموسكو يعتبران تنظيم الدولة الإسلامية عدوًا ويتشاركان معلومات محدودة حول التهديدات الإرهابية، إلا أن البلدين لديهما أجندات مختلفة في سوريا، حيث تنشر روسيا قواتها لدعم رأس النظام بشار الأسد.ويخشى مسئول أمريكي بارز من أن تتمكن روسيا من تحديد مصدرهم أو وسائلهم داخل سوريا وأن تقوم بتعطيل عمله. ورفض المسئولون الكشف عن الحليف والذي أكدوا أنه عبر عن إحباطه من عجز واشنطن عن حماية المعلومات الحساسة المتعلقة بالعراق وسوريا.وتنقل الصحيفة عن المسئولين أن ترامب قد ناقش خلال اللقاء التدابير التي تلتزم بها بلاده أو تفكر بها لمواجهة تهديد تنظيم داعش بما في ذلك العمليات العسكرية بسوريا والعراق. وقد كشفت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عن بعض تلك التدابير وبينها حظر أجهزة اللاب توب والأجهزة الأخرى على متن الرحلات الجوية بين أوروبا والولايات المتحدة.من جانبهم، أكد مسئولو البيت الأبيض عدم صدق القصة التي أوردتها الصحيفة وأن ترامب قد تناول فقط خلال اللقاء التهديدات المشتركة التي يواجهها البلدان.على الجانب الروسي، لم يرد أي رد فعل من جانب لافروف واكتفى فقط بدعوة الولايات المتحدة للعمل عن كثب مع موسكو في محاربة الإرهاب. وتنوه الصحيفة عن أن السفير الروسي كيسلياك قد ظهر في عدد من القضايا التي أضرت بإدارة ترامب فيما يتعلق بعلاقاتها مع روسيا.وتفسر أن مستشار الأمن المقال، مايكل فلين، قد أُجبر على تقديم استقالته على خلفية اتصالات بكيسلياك كما نأى وزير العدل جيف سيشنز بنفسه عن تحقيقات فيدرالية بعد عدم كشفه عن لقاءين جمعاه بكيسلياك.