محتوى مترجم
المصدر
science daily
التاريخ
2016/12/24
الكاتب
sciencedaily

استهدف الباحثون المهاد (thalamus) بنبضات مركزة ومنخفضة الكثافة من الموجات فوق الصوتية.

أظهر رجل فى الخامسة والعشرين يتعافى من غيبوبة تحسناً ملحوظاً بعد إجراء العلاج له فى جامعة كاليفورنيا بـ «لوس أنجلوس» (UCLA) حيث استعاد نشاط دماغه عن طريق الموجات فوق الصوتية. تعتمد التقنية على التحفيز الصوتي لإثارة الخلايا العصبية فى المهاد، وهو هيكل بيضاوي الشكل يعد بمثابة محور مركزي فى المخ لمعالجة المعلومات.

يقول مارتن مونتي: «كان كما لو أننا نستعيد نشاط الخلايا العصبية لتعود إلى وظيفتها» –وهو أستاذ مساعد علم النفس وجراحة الأعصاب فى UCLA والمؤلف الرئيسي للدراسة- ،يستطرد: «حتى الآن، الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هى عملية جراحية محفوفة بالمخاطر تعرف بإسم «التحفيز العميق للدماغ» والتي يتم بها غرس أقطاب مباشرة فى المهاد ،طريقتنا تستهدف المهاد مباشرةَ لكن لا تتطلب أى تدخل جراحي».

وقال مونتي أن الباحثون يتوقعون نتائج إيجابية ولكنه حذَّر من أن الإجراء يتطلب مزيدًا من الدراسة على عدد إضافي من المرضى قبل تحديد إمكانية استمرار استخدامه لمعالجة مرضى آخرين من الغيبوبة.

يقول مونتي: «من الممكن أننا كنا فقط محظوظين في تحفيز المريض بينما كان يتعافى فى الأصل من تلقاء نفسه».

تم نشر تقرير عن العلاج فى مجلة «Brain Stimulation» ،تلك المرة الأولى التى استخدمت فيها تلك الطريقة لعلاج إصابة دماغية شديدة. تلك الطريقة التى تسمى «النبضات المركزة للموجات فوق الصوتية منخفضة الحدة» والتى تم ريادتها من قبل أليكساندر بيسترتسكي وهو أستاذ الطب النفسي وعلوم السلوك الحيوي فى معهد سيميل لعلم الأعصاب والسلوك البشري فى UCLA ومؤلف مشارك للدراسة، كما أنه مؤسس Brainsonix وهى شركة مقرها شيرمان أوكس بولاية كاليفورنيا، وفَّرت الجهاز الذي تم استخدامه في الدراسة.

ذلك الجهاز فى حجم صحن فنجان القهوة ويخلق مجالاً صغيراً من الطاقة الصوتية التي يتم توجيهها لمناطق مختلفة من الدماغ لاستثارة نسيج المخ. في الدراسة الجديدة وضعه الباحثون بجانب رأس الرجل وتم تشغيله 10 مرات لمدة 30 ثانية لكل مرة في فترة بلغت العشر دقائق.

وقال مونتي أن الجهاز آمن لأنه يصدر كمية صغيرة من الطاقة-أقل من موجات دوبلر فوق الصوتية التقليدية.

قبل بدء هذا الإجراء، أظهر الرجل أدنى علامات للوعى وللكلام المفهوم، على سبيل المثال: كان قادراً على أداء حركات محدودة بسيطة عندما طلب منه ذلك. بعد يوم من العلاج، تحسنت استجابته بشكل ملحوظ. وبعد ثلاثة أيام قام المريض باستعادة كامل وعيه مع فهماً كاملاً للغة وتمكن من التواصل عن طريق الإيماء برأسه «بنعم» أو هز رأسه «بلا» حتى أنه قام بتوديع أحد أطبائه بقبضة يده. «التغيرات كانت ملحوظة» يقول مونتى.

تستهدف التقنية المهاد لأن أدائه ينقص بشكل قياسى فى الأشخاص الذين تضعف وظائفهم العقلية بعد غيبوبة. الأدوية التى توصف عادةً للأشخاص المتعافين من الغيبوبة تستهدف المهاد لكن فقط بشكل غير مباشر.

تحت إشراف بول فيسبا -أستاذ علم وجراحة الأعصاب بكلية ديفيد جيفن للطب فى UCLA- يخطط الباحثون لاختبار هذا الإجراء على العديد من الناس بداية من ذلك الخريف فى مركز رونالد ريجان الطبي بجامعة كاليفورنيا. وسيتم إجراء تلك الإختبارات بالإشتراك مع مركز بحوث إصابات الدماغ بجامعة كاليفورنيا وستمول جزئياً من قبل مؤسسة دانا ومؤسسة تايني بلو دوت.

قال مونتى: «إذا كانت التكنولوجيا ستساعد البعض فى التعافى من الغيبوبة فسيتم أخيراً استخدامها فى بناء جهاز محمول –ربما يتم دمجه فى خوذة- كوسيلة رخيصة للمساعدة فى يقظة المرضى، ربما حتى لأولئك الذين فى الوضع الخضرى أو فى حالة متدنية من الوعى . فحالياً لا يوجد علاج فعَّال لأولئك المرضى».

المؤلفين المشاركين للدراسة هم فيسبا الذى يشغل منصب إداري بجارى ل.بندرسون للرعاية العصبية الحرجة فى UCLA ومدير الرعاية العصبية الحرجة بمركز رونالد ريجان الطبى فى UCLA، ايضاُ كارولين شناكيرز الباحثة بجراحة المخ والأعصاب بجامعة كاليفورنيا وألكساندر كورب الباحث بمعهد سيميل.