إذا جمعنا عددًا من رواد الأعمال وأصحاب الشركات والمديرين في غرفة اجتماعات، وأعطينا كلًّا منهم قلمًا وورقة، وطلبنا منهم كتابة مواصفات الموظف المثالي، فما القاسم المشترك بينهما في رأيك؟

دعنا نسأل السؤال بشكل آخر: ماذا تتوقع أن يكتبوا من متطلبات في هذا الموظف المطلوب؟
ربما الجودة والالتزام؟ 
ربما سرعة الإنجاز وقلة التكلفة؟
أو قد يبحثون عن الابتكار والمهارة؟

ربما أمور أخرى تتوقف على نوع العمل المطلوب، وهي صفات لا يمكننا حصرها، لكن يمكننا أن نحصر أكبر أربع مشكلات يبحث عنها أصحاب الأعمال والمديرون، وهي إتمام الأعمال بأقصى سرعة، وأعلى جودة، وأقل تكلفة، وأكثر مرونة، وهي أهم أربع مميزات يمكِّنك العامل الحر والمستقل من التمتع بها!

ربما لا تصدق ذلك أو لا تقتنع به. 

إذن، دعنا نتحدث عن ذلك. 

المرونة: «روشتة» الموظف المثالي

الاستعانة بعامل حر تعطيك المرونة في كل مراحل العمل، بداية من المرونة في تحديد متطلبات العمل، مرورًا بالمهارات والتخصصات المطلوبة، نهاية بالمواعيد النهائية لتسليم الأعمال، وهو ما يعطيك -كصاحب عمل- تحكمًا تامًّا في العمل، وقدرة على الإدارة، يضمنان لك نتيجة عمل مرضية وفق الأهداف المحددة.

ويرتبط بمرونة العامل الحر عدة مهارات تجعله الاختيار الأفضل للشركات عند سعيها للتوظيف. تلك المهارات يحددها اثنا عشر من مؤسسي الشركات الناشئة، لتكون بمثابة «روشتة» للموظف المثالي، ومن أهمها:

* سرعة إنجاز المهام وقت الحاجة إليها.
* الحرص على التعلم وتطور المهارات ونموها مع المتطلبات المتزايدة للعمل.
* ذكاء في ترتيب الأولويات.
* النزاهة والثقة والولاء.
* الانتباه إلى التفاصيل.
* سعة الحيلة لتجاوز العقبات بشكل خلَّاق.

الصفات السابقة كلها صفات لا يمكن أن يتصف بها سوى عامل حر؛ نظرًا لما يتمتع به مرونة في التعامل مع مختلف أنواع العمل، وكذا مختلف أنواع المديرين، فضلًا عن مرونته في إنجاز المهام المكلِّف بها، واهتمامه بتفاصيل العمل، وسعيه الدائم نحو الابتكار والتجديد وتنمية مهاراته وتخصصه، وهو ما يتطلب منه مرونة في الانتقال من عمل إلى عمل ومن تدريب إلى آخر، ومرونة في التكيف مع الظروف والأهداف المختلفة. لذا فالمرونة للعامل الحر هي من دعائم عمله وتميزه، وبالتالي يسعى لتضمينها في كل مراحل العمل.

التكلفة: المال قوة

بعيدًا عن إضافة أعباء وبنود لميزانية العمل تحت اسم الرواتب الثابتة للموظفين الثابتين، فإن توظيف عامل حر يمكِّنك من التفاوض بشأن تكلفة العمل، وتحديدها بناء على عدة عوامل منها المدة المستغرقة ونوعية المهارات المطلوبة، وعوامل أخرى يمكنك توفير تكلفتها وإعادة إنفاقها في وجوه أخرى للعمل، ما يضمن حسن استغلال الموارد المالية.

ويعد توفير التكاليف المادية أمرًا مهمًّا لكل الشركات وأصحاب الأعمال، ويمثل معضلة مهمة قد تؤدي إلى انهيار الشركات والأعمال، لذلك فإن الموظف الذي يساعد على توفير التكاليف فهو الموظف المثالي، وهو ما يساعدك عليه العامل الحر؛ لما يتصف به من أفضل الصفات التي يبحث عنها المديرون عند ترقية موظفيهم بحسب خبراء «فوربس»، ومنها أن المديرين:

  1.  يبحثون عمَّن يأخذون زمام المبادرة دون أن يطلب منهم ذلك.
  2.  ينظرون إلى الأرقام والإحصائيات ومدى تحقيق الأهداف كوسيلة لقياس الأداء.
  3.  ينظرون إلى من يتحمل قدرًا أكبر من المسؤولية والجماعية. 
  4.  يبحثون عن الأشخاص الذين يقدمون الحلول بدلًا من الحديث عن المشكلات.
  5.  يقيِّمون مهارات الموظفين، مثل الاتصال وحل النزاعات والسلوك.
  6.  يبحثون عن الأشخاص الشغوفين للتعلم.
  7.  يتخذون القرارات بناء على تقييم ردود الفعل ومراجعات الأداء.
  8.  يستمعون إلى ما يقوله الموظفون حول تقييم العمل وتطويره.

وكل هذه الصفات لا يصعب أن نترجمها إلى بنود مالية مُوفَّرة تساهم في تقليل التكاليف، وهو أمر يجتهد العامل الحر في تحقيقه لصاحب العمل كميزة من مميزات العمل معه، ووجه من وجوه المنافسة التي يكتسبها العامل الحر من منافسته لأقرانه على منصات العمل الحر، والتي تأتي على رأسها منصة مستقل، كأكبر منصة عربية للمستقلين.  

السرعة: أقصر طريق إلى «قلب» المدير 

يحدد «بارب ميلر – Barb Miller»، مدير التسويق بشركة DRI لأبحاث التوظيف، ما يتوقعه أصحاب العمل من الموظفين، ومن ذلك وجود الدافع لإنجاز المهام والاستعداد الدائم لإتمام مهام العمل، والإيجابية التي تترجم إلى أفكار جديدة، والابتكار في إيجاد طرق لإنجاز المهام، والقدرة على مواكبة المتغيرات، والالتزام بالنتائج النهائية والمواعيد النهائية المتفق عليها.

وكل هذه الأمور يمكن أن نضعها تحت عنوان واحد، وهو السرعة، فسرعة إنجاز الأعمال هي التي تدفع إلى الابتكار ومواكبة التغيرات، وحرص العامل الحر على تسليم العمل في المواعيد النهائية المتفق عليها هو أمر يجعله يضع سرعة إنجاز الأعمال نصب عينيه، ويدفعه إلى البحث الدؤوب عن طرق جديدة ومبتكرة وسريعة ينهي بها العمل، في ظل سعيه الدائم للحصول على أفضل تقييم، سواء في عمله مع الشركات وأصحاب الأعمال أو في عرض أعماله وخدماته على منصات المستقلين، ومن أشهرها منصة خمسات أكبر سوق عربية للخدمات المصغرة، وهذا ما يساعده على بناء سمعة جيدة، لتكون سرعته في إنجاز الأعمال هي أقصر طريق إلى نيل رضاء الشركة أو صاحب العمل. 

الجودة: سر العمل

يبحث المديرون عن موظف يحقق نتائج وأهداف العمل المتوقعة، ويرتبط عمله ونتيجته بسرعة التنفيذ وجودة الإنجاز، ويعمل بحماس وإيجابية، ويكون نموه المستمر سر تميزه وكفاءته، ويتعامل مع الوظيفة كجزء من حياته المهنية لا مجرد وظيفة يحصل منها على راتب.

كل هذه أمور عامة وعبارات فضفاضة تصلح أن تكون صفات طموحة، لكن الأهم لدى أصحاب الأعمال والشركات هو أن تترجم هذه العبارات إلى عمل ذي جودة، من موظف يضع الجودة معيارًا مهمًّا لكل مرحلة من مراحل عمله، في ظل أن الجودة أمر نسبي يختلف من عمل إلى آخر، ويتغير تبعًا لرؤية الشركة أو أهداف العمل المطلوب التي يحددها صاحب العمل، وهذا هو مجال عمل وتميز العامل الحر، الذي يجعل الجودة دافعًا لعمله، وسرًّا لتميزه، ويحرص على الالتزام بأهداف العمل والتفاعل مع رؤية الشركة؛ لأنه يعلم أن ما يميزه عن غيره –سواء في مقارنته بعامل ثابت أو بعامل حر آخر- هو جودة عمله، فإذا تمكَّن كل عامل حر من مساعدة الشركة على توفير النفقات وتنفيذ الأعمال بسرعة ومرونة فإن كل ذلك لا يكتمل إلا بالجودة؛ فالشركات لن تهدر أوقاتها ومواردها على عمل موفَّر وسريع ومرن بلا جودة، فالجودة إذن هي ما تبحث عنه الشركات في الأساس، وهو ما يسعى إليه العامل الحر في الأساس أيضًا، من هنا كان العامل الحر هو الاختيار الأنسب للشركات التي تبحث عن جودة أعمالها.

في النهاية يمكن أن تمثل الصفات الأربع (المرونة والتكلفة والسرعة والجودة) معايير عامة وأساسية للموظف المثالي الذي تبحث عنه الشركات، وفي الوقت نفسه تمثل الصفات الأساسية التي يسعى كل عامل حر إلى أن تتوافر فيه؛ لأنه يعلم جيدًا ما تبحث عنه الشركات، وما يجب أن يتميز به في سوق العمل الحديث، لذا فإن مزايا الاستعانة بالعامل الحر للشركات تجعله الاختيار الأمثل، والموظف الأمثل، لذا لا تهدر وقتك وابدأ البحث عن موظفك المثالي عبر أفضل منصات العمل الحر والمستقل، موقع خمسات، ومنصة مستقل.