الفيل الهندي، «بوليود»، «الكريكيت»، «أميتاب باتشان»؛ تلك هي المصطلحات التي تتبادر إلى أذهاننا ما إن تأتي سيرة الهند على مسامعنا. ولكن لأننا من المهتمين بالجانب الرياضي وخاصة كرة القدم فسوف نقوم برصد وضعية اللعبة الشعبية الأولى في تلك البلد الكبيرة القابعة بقارة آسيا، ونسلط الضوء على الطفرة التي حدثت بها مؤخرًا، ولنعرف متى بدأت وما الفرق بينها وبين الدوري الصيني وما هي أهداف ورؤية القائمين عليها.


البداية

تملك الهند دوريان؛ الأول هو دوري المحترفين الهندي «I- league» وهو الدوري المحلي والرئيسي، أما الثاني فهو دوري السوبر الهندي «ISL» والاثنان يخضعان لإشراف اتحاد الكرة الهندي. ولكن نحن الآن بصدد الحديث عن تلك الطفرة التي أحدثها دوري السوبر خلال السنوات القليلة الماضية وهو الذي تم إنشاؤه حديثًا.

http://gty.im/457483240

تم الكشف عن دوري السوبر الهندي رسميًا في عام 2013، وهو مكوّن من 8 فرق تتنافس على لقب البطولة وتعود ملكيته إلى شركتي «IMG-Reliance» و«Star India»، وتتم إدارته من قبل مؤسسة «Football Sports Development» المملوكة لسيدة الأعمال الهندية «نيتا إمباني». وقد جاءت الانطلاقة الحقيقية لأول مواسمه خلال عام 2014 وتمكن فريق «أتليتكو كالكاتا» من الحصول على أول لقب في البطولة.


دمج المسابقتين

بالرغم من أنه يوجد فارق واضح بين كلتا المسابقتين، سواء في عدد النجوم المشاركة أو حجم الدعاية أو الاهتمام وتسليط الأضواء، وهو كله يصب في مصلحة دوري السوبر، بعكس الدوري المحلي والذي هو في الأصل البطولة الأقدم والتي فقط من خلالها تستطيع الأندية الهندية أن تشارك في بطولتي دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الأسيوي، إلا أنه مؤخرًا توجد محاولات لدمج المسابقتين معًا وذلك تحت رعاية الاتحاد الهندي لكرة القدم «AIFF»، وهو المقرر أن يتم بحلول عام 2018.

ولكن من المفترض أن لا يأتي هذا الدمج بشكل تقليدي وإنما الذي سيحدث هو أنه سيتم استحداث بطولة جديدة تمامًا من شأنها أن تشمل منظومة كرة القدم الهندية.


جلب النجوم الكبار

مع بداية انطلاق المسابقة فبالطبع لا يوجد لها دعاية أفضل من جلب نجوم الكرة الأوروبية الكبار للمحاولة في رفع شعبية تلك البطولة الناشئة، ومن ضمن هؤلاء النجوم الذين انضموا إلى دوري السوبر الهندي أسطورة إيطاليا و«يوفينتوس» السابق «أليساندرو ديل بيرو»، والنجمان الفرنسيان «ديفيد تريزيجيه» و«روبرت بيريس»، والحارس الإنجليزي «ديفيد جيمس»، ونجوم آخرون.

أليساندرو ديل بييرو

أما على جانب المدربين فيوجد المدافع الإيطالي السابق «ماركو ماتيراتزي» الذي يشرف على تدريب فريق «تشيناين» الحاصل على لقب البطولة في الموسم الماضي، ويوجد أيضًا الإيطالي الآخر «جيانلوكا زامبروتا» مدربًا فريق «ديلهي ديناموز»، وهناك المدرب البرازيلي المخضرم «زيكو» مدرب فريق «جوا».


الفرق مع التجارب المشابهة

يبدو وأن دوري السوبر الهندي يسير على خطى بعض البلدان التي سبقته في هذه التجربة؛ مثل الدوري الصيني «CSL»، ومن قبله الدوري الأمريكي «MLS» والذي يعتبر هو أول من بدأ في تجربة التعاقد مع النجوم الكبار من أجل رفع شعبية اللعبة في البلاد كالجوهرة البرازيلية «بيليه» والأسطورة الليبيرية «جورج وايا».

لكن إذا قمنا بتضييق دائرة المقارنة وجعلناها بين كل من الهند والصين لتقارب ظروفهما وتشابه طبيعة المسابقتين في البلدين إلى حدٍ ما، بالإضافة لوجودهما في قارة واحدة، سنجد العديد من الفروقات أهمها طبيعة الانتدابات التي تقوم بها الفرق في البطولتين، فنجد أن الأخيرة قد أحدثت وما زالت تحدث جلبة كبيرة في سوق الانتقالات من خلال القيام بصفقات مدوية وبأرقام فلكية باتت تنافس بها أكبر الفرق الأوروبية لاستقطاب أشهر نجوم اللعبة، وذلك مع الوضع في الاعتبار أن هؤلاء اللاعبين المنضمين حديثًا إلى الفرق الصينية يكونون في أوج عطائهم أمثال «هالك» و«اليكس تيكسيرا» البرازيليين والكولومبي «جاكسون مارتينيز»، وهذا بعكس ما يحدث في الهند والتي تقوم فرقها بجلب لاعبين نجوم بالفعل ولكنهم تقدموا في العمر بل إن البعض منهم يكون قد شارف على إنهاء مسيرته الرياضية.

http://gty.im/514015634

أمر آخر غاية في الأهمية يفرّق بين المسابقتين ألا وهو أن المسئولين عن الرياضة في الصين – حتى على مستوى رئيس الصين نفسه – يبذلون كامل طاقاتهم للعمل من أجل تطوير الدوري الصيني وإيجاد مكان له على الخريطة سواء القارية أو العالمية، فالأمر أصبح واضحًا منذ بداية النهضة التي حدثت هناك فرأيناهم يقومون بإحضار نجوم لامعة أمثال «ديفيد بيكهام» و«بافيل نيدفيد» وجعلهم سفراء للمسابقة من أجل الدعاية لها في كل مكان والقيام بعمل زيارات تبادلية مع الاتحادات الوطنية لكبرى الدوريات الأوروبية من أجل الحصول على الخبرات اللازمة. أما على الجانب الآخر فنجد النقيض تمامًا، ونرى أن الهند ما زالت تخطو خطوات بسيطة وبطيئة نحو البحث عن هذا التطوير.


الرؤية والطموح

سوف أكون عضوًا في الفريق الذي سيشارك في البطولة الجديدة لكرة القدم الهندية، وشرف لي أن أكون سفيرًا لهذا الدوري.
الآن نتطلع إلى الأمام بتفاؤل ونشاط متجدد إلى بطل دوري السوبر الهندي والذي سيأخذ الخطوات الأولى نحو إنشاء التاريخ الكروي ووضع الكرة الهندية على خريطة العالم.
«نيتا إمباني» في كلمتها على الموقع الرسمي

يرى القائمون على مسابقة دوري السوبر الهندي بأن مهمتهم الكبرى هي «الوعد بتقديم دوري كرة قدم عالي الجودة يشارك فيه مئات الملايين من المشجعين» بحسب ما جاء على الموقع الرسمي للبطولة، ولكن يبدو أن الأمر لن يقتصر على الاهتمام بالمسابقة المحلية وحسب وإنما سوف يمتد إلى المستوى الدولي من خلال تأهل المنتخب الهندي إلى بطولة كأس العالم 2026.

المراجع
  1. دمج المسابقتين
  2. الموقع الرسمي للمسابقة
  3. نبذة عن المسابقة