محتوى مترجم
المصدر
the conversation
التاريخ
2019/07/20
الكاتب
روكفورد ويتز

اندلعت التوترات مرة أخرى بين الولايات المتحدة وإيران ودول أخرى في مضيق هرمز،هناك تفسيرات متعارضة لما يجري في المضيق الذي يمر به 21% من النفط الخام في العالم. معظم التقارير عن الهجوم على ناقلاتالنفط المهربة و إسقاط طائرات بدون طيار، تشمل إيران والولايات المتحدة، لكن ينتمي النفط والناقلات إلى دول أخرى، كـ اليابان و النرويج و المملكة المتحدة. بصفتي باحثًا حول النقاط البحرية الإستراتيجية مثل هذه في الشرق الأوسط، أرى أن المناوشات المستمرة في الممر المائي هي أمثلة تقليدية لاستخدام إيران الحرب الهجينة، وهي تكتيكات غير تقليدية متقنة للغاية لإحداث انتقام عسكري.


ممر مائي بعرض 21 ميلاً

تربط هذه القناة التي يبلغ عرضها 21 ميلًا المحيط الهندي بالخليج. طوال التاريخ المسجل، ربطت الحضارات العربية والفارسية بشبه القارة الهندية وآسيا والمحيط الهادي. على سبيل المثال، قبل ظهور الامبراطوريات البحرية الأوروبية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، كان الخزف الصيني والتوابل من شبه جزيرة الهند الصينية يمر عبر المضيق في طريقه إلى آسيا الوسطى وأوروبا.اليوم، يفصل مضيق هرمز إيران عن دولتي عمان و الإمارات العربية المتحدة، اللتين تربطهما علاقات عسكرية قوية مع الولايات المتحدة. تتلاقى جميع عمليات الشحن من دول الخليج الغنية بموارد الطاقة في المضيق، بما في ذلك صادرات النفط الخام و الغاز الطبيعي المسال من إيران، والعراق، والكويت، والبحرين، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة. أصبحت هذه النقطة البحرية نقطة صراع خلال حرب إيران والعراق في الثمانينيات، حاول كل جانب في ما يسمى بـ «حرب الناقلات» إغراق صادرات الطاقة للآخر. لتجنب الاستهداف، بُدلت أعلام (أُعيد تعريف) ناقلات النفط الكويتية تحت سجل الشحن الأمريكي، ما يخفي ملكيتها الحقيقية. ورغم استمرار تدفق النفط الخام، ارتفعت معدلات التأمين البحرية للسفن العاملة في المضيق، بنسبة تصل إلى 400%.


ماذا يحدث الآن؟

نشأت الصراعات الأخيرة في مضيق هرمز بعد قرار إدارة ترامب بالتخلي عن الصفقة النووية الإيرانية في مايو/ آيار 2018. عندما أبرمت إيران هذه الصفقة في 2015، مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا والاتحاد الأوروبي، وافقت على تقييد تطويرها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية ضدها. بحلول يوليو/ تموز 2018، هددت إيران بغلق مضيق هرمز للرد على تصعيد العقوبات الأمريكية ضدها. بالانخراط في حرب هجينة، يبدو أن إيران بدأت بالفعل في تعطيل التدفقات التجارية عبر المضيق، وإثارة المخاطر الدبلوماسية. جديرٌ بالذكر أن هجمات يونيو/ حزيران 2019 على ناقلات النفط اليابانية والنرويجية، تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران. تنفي إيران أي تورط في هذه الهجمات، لكن نشرت الولايات المتحدة مقطع فيديو قالت إنه أظهر القوات الإيرانية الخاصة وهي تزيل لغمًا غير منفجر من أحد أجسام الناقلة، وزعمت أنها تقوم بذلك غالبًا لإخفاء الدليل. أرى أنه إذا قامت إيران بالفعل بالهجمات، قد يكون هذا إشارة إلى القوى الآسيوية المؤثرة، خاصة اليابان و الصين، إلى أنها بحاجة إلى مزيد من الضغط على إدارة ترامب لتخفيف العقوبات ضد إيران، أو المخاطرة بتعطيل صادرات النفط والغاز التي تعبر مضيق هرمز إلى آسيا. من المؤكد أن إيران ستواجه مشكلة مع إيقاف جميع الشاحنات المارة عبر المضيق، إذ أن سفن الشحن الحديثة ضخمة وصعبة التعطيل. على عكس الثمانينيات، لدى معظم ناقلات النفط الآن هياكل مزدوجة، ما يُصعّب إغراقها. علاوة على ذلك، تقوم الولايات المتحدة ببناء تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة التجارية عبر مضيق هرمز وكذلك المياه المحيطة باليمن. تشير حقيقة أن كلا من الولايات المتحدة وإيران تقولان إنهما يريدان إيجاد حل دبلوماسي، إلى أن كلا الطرفين يريدان رؤية الصراع يتصاعد إلى حرب شاملة. هل من المحتمل أن يعاني المستهلكون في الولايات المتحدة ودول أخرى بسبب هذه التوترات في مضيق هرمز؟ حتى الآن، لم يكن هذا هو الحال من حيث تكاليف الوقود. انخفضت أسعار النفط و الغاز الطبيعي العالمية في الأشهر الست الأولى من 2019، رغم التوترات في الخليج بسبب زيادة المعروض.