(1)

التاريخ: 22 أغسطس 2015

بعد انتهاء مباراة الجولة الثالثة من البريميرليج، تعادل ليستر سيتي مع توتنهام بهدف لكل فريق، ليحصد كلاهما سبع نقاط من ثلاث مباريات. وفي مقابلة بين جاري لينيكر نجم ليستر سيتي وتوتنهام السابق مع المدير الفني الإيطالي الحالي لنادي ليستر سيتي «كلاوديو رانييري» في برنامج Match of The day:

جاري لينيكر: تهانينا بأدائك المميز مع ليستر سيتي حتى الآن، لقد حققتم بداية مميزة.

رانييري: نعم أتمنى أن يسير الأمر بنفس الكيفية في المباريات المقبلة.

لينيكر: هل تعتقد أنك قادر على قيادة ليستر سيتي لحصد أحد المراكز المؤهلة لدوري الأبطال أو الدوري الأوروبي الموسم المقبل؟.

رانييري (ضاحكًا): ماذا!؟ لا لا بالطبع ليس هذا هو هدفنا. هدفي هذا الموسم هو مواصلة ذلك الأداء الجيد وقيادة ليستر سيتي للبقاء في البريميرليج، وبعدها ربما نرى الموسم المقبل ما يمكننا تقديمه.

لينيكر: شكرًا، أتمنى لك حظًّا موفقًا.

التاريخ: 29 إبريل 2016

المؤتمر الصحفي لمباراة ليستر سيتي ضد مانشستر يونايتد في ملعب الأولد ترافورد في الجولة السادسة والثلاثين من البريميرليج، ليستر سيتي يتصدر البريميرليج بفارق سبع نقاط عن أقرب ملاحقيه توتنهام.

رانييري: الآن لدينا فرصة حقيقية للفوز باللقب!. لا تعرف ماذا سيحدث في الموسم المُقبل. ما حدث هذا الموسم يحدث مرة واحدة في العمر، هذا يحدث فقط في أفلام هوليوود، ونحن نبحث عن نهاية سعيدة بالتتويج باللقب.

يوشك المدير الفني الإيطالي المخضرم «كلاوديو رانييري» أن يحصد لقب الدوري الأول له في مسيرته التدريبية الحافلة -والتي امتدت لثلاثين عامًا– في موسم تاريخي بكل المقاييس له ولنادي ليستر سيتي الإنجليزي، والذي استحق لقب الحصان الأسود للدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم و بات بحاجة لثلاث نقاط فقط من ثلاث مباريات متبقية ليكتب اسمه وسط أبطال البريميرليج للمرة الأولى.


(2)

يظن كثيرون أن هذا الموسم لم يسبق وأن حدث مثيل له في تاريخ نادي ليستر سيتي – والذي تأسس قبل 132 عامًا من وقتنا الحالي -، لكن هذا الاعتقاد خاطئ فقد نافس ليستر سيتي من قبل بضراوة على الظفر بلقب الدوري الإنجليزي موسم 1928-1929 قبل أن يخسر اللقب في الأمتار الأخيرة بسبب تعادل خارج الأرض في الجولة قبل الأخيرة للدوري مع هادرسفيلد تاون.

ت
التشكيل الأساسي لفريق ليستر سيتي موسم 1928 – 1929

لنعيد النظر في حسابات هذا الموسم المثير في تاريخ الدوري الإنجليزي ما قبل تأسيس حقبة البريميرليج، كان الفوز يحتسب بنقطتين والتعادل بنقطة وحيدة. بدأ فريق ليستر سيتي الموسم بداية كارثية تنبئ بأن النادي دون شك سيكون أحد الأندية التي تصارع على الهروب من الهبوط للدرجة الأدنى، فقد بدأ الثعالب موسمهم في أول ثمان مباريات بفوزين فقط مع ثلاث هزائم و ثلاث تعادلات وقبع الفريق وقتها في المركز الرابع عشر بجدول ترتيب الدوري.

فكيف كان وضع جدول ترتيب الدوري قبل 6 جولات فقط من نهاية الموسم؟، شيفيلد وينزداي هو المتصدر وبفارق 5 نقاط عن ليستر سيتي الوصيف؛ أي أن ليستر سيتي كان يقوم بدور المطارد للقب والذي يؤديه نادي توتنهام هوتسبير هذا الموسم.

كان يقود ليستر سيتي فنيًا المدرب الأسكتلندي «ويلي أور»، بينما كان هداف النادي هو آرثر شاندلر والذي نجح في تسجيل 34 هدفًا خلال هذا الموسم، وهو أيضًا الهداف التاريخي لنادي ليستر سيتي بتسجيله 273 هدفًا بقميص الثعالب.

تقلص الفارق إلى ثلاث نقاط فقط قبل نهاية الموسم بجولتين، قبل أن ترد الأنباء بأن شيفيلد وينزداي تعثر بالتعادل في ملعبه أمام بيرنلي الذي كان يكافح للهروب من منطقة الهبوط، لاعبو ليستر سيتي كانوا يملكون مباراة سهلة نسبيًا في الجولة قبل الأخيرة أمام هادرسفيلد تاون، والذي كان قد ضمن البقاء بعد أن تواجد في المركز السادس عشر في الدوري وبالتالي لا يملك لاعبوه دوافع قوية للفوز بعكس لاعبي ليستر سيتي، فالفارق إن تقلص وقتها لنقطتين سيصدرون المزيد من الضغوطات للاعبي شيفيلد وينزداي الذين يملكون مباراة في قمة الصعوبة بالجولة الأخيرة خارج ملعبهم ضد أستون فيلا الذي يحتل المركز الثالث في الدوري.

إحصائيات فريق ليستر سيتي 1928 -1929

تعثر لاعبو ليستر سيتي بالتعادل في مباراة غريبة بهدف لكل فريق ضد هادرسفيلد تاون، هدف قاتل في الدقيقة 86 من جورج براون لاعب هادرسفيلد تاون قضى على آمال ليستر سيتي في التتويج باللقب وأوقف مغامرتهم عند هذا الحد.

شاهد لاعبو ليستر سيتي بأعين يملؤها الندم غريمهم شيفيلد وينزداي يتم اكتساحه في ملعب الفيلا بارك في الجولة الأخيرة، بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، ولم يشفع للثعالب فوزهم بسداسية على بولتون في آخر مباريات الموسم للتتويج باللقب؛ فقد خسروا اللقب، خسروه وبفارق نقطة وحيدة.


(3)

إحصائيات
إحصائيات
«إيرني هاين» على اليمين و«آرثر شاندلر» على اليسار.
«إيرني هاين» على اليمين و«آرثر شاندلر» على اليسار.

المواسم الملحمية ستظل عالقة في الأذهان لفترات طويلة، ولكن لن تلبث صفحات التاريخ أن تطويها لتتذكر فقط الأبطال. يخشى كلاوديو رانييري أن يتذكره الجميع بالمدرب المنحوس الذي لم يتوج بأي لقب للدوري إذا خسر الموسم في الأمتار الأخيرة، وربما كان بكاء إحدى مشجعات ليستر سيتي بعد هدف آرون كريسويل لاعب ويستهام في المباراة قبل الأخيرة للثعالب في البريميرليج خير دليل على أن أصداء موسم 1928-1929 لا زالت عالقة بالأذهان.

يخشى جماهير ليستر سيتي أن يتكرر لجيمي فاردي و رياض محرز ما حدث لإيرني هاين و آرثر شاندلر بخسارة اللقب في آخر جولات الدوري، فهل يظفر نادي توتنهام هوتسبير باللقب هذا الموسم، أم يتكرر له ما حدث لليستر سيتي قبل ثلاثة وثمانين عامًا عندما خسر المطارد اللقب وبفارق نقطة واحدة فقط؟. تفصلنا ساعات قليلة عن معرفة إجابة هذا السؤال؛ قبل موعد مباراة ليستر سيتي أمام مانشستر يونايتد على مسرح الأحلام «أولد ترافورد».