هي لا تريد منا زهورًا حمراء؛ هي تريد ضمانًا لمستقبلها وحياتها. الفتاة الفقيرة على كوكبنا تواجه خطر الزواج وهي ما برحت طور الطفولة بعد.

هذا العام تشترك منظمة صندوق الأمم المتحدة للسكان مع فنانين مشهورين في حملة بعنوان أنا غير موافق «#IDont» لرفع مستوى الوعي بخطورة زواج الأطفال الذي يحرم آلاف الفتيات كل يوم حول العالم من عيش طفولتهن واستكمال الدراسة فيتم سحبهن من مدارسهن دون رغبتهن وتزويجهن ويصبحن أمهات دون الاستعداد الجسدي والنفسي، ومناهضة انتهاك حقوقهن، لذا تسعى المنظمة هذا العام لحماية 70 مليون فتاة من ملاقاة نفس المصير على مدى السنوات الخمس المقبلة.

زواج الأطفال هو انتهاك لحقوق الإنسان. وعلى الرغم من القوانين التي تواجهه إلا أنه ما زال يُمارس على نطاق واسع ووقوده الفقر وانعدام المساواة بين الذكور والإناث، فواحدة من كل ثلاث فتيات يعشن في الدول النامية تتزوج قبل بلوغ سن الـ 18، وواحدة من كل تسع فتيات تتزوج قبل سن الـ 15، ما يهدد حياة الفتاة وصحتها، ويحد من فرص استكمال الدراسة والعمل، ويعرضها للموت جراء مضاعفات الحمل بالإكراه أو الولادة في سن المراهقة.

نحو عالم حيث لا حمل غير مرغوب فيه، وكل عمليات الولادة آمنة، ومعيشة كريمة لكل صغير.
شعار صندوق الأمم المتحدة للسكان

صندوق الأمم المتحدة للسكان يعمل على توفير خدمات الصحة الجنسية والإنجابية – بما في ذلك تنظيم الأسرة – وتعزيز الحقوق الإنجابية، والحد من وفيات الأمهات، وتحسين حياة الشباب من خلال الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، وهو منظمة غير ربحية تسعى هذا العام لحماية الفتيات الصغار من الزواج المبكر.


حمل المراهقات

لا تعرف الفتيات في هذا السن كيف تتجنب الحمل بعد الزواج في بلدان كثيرة يجهلن فيها أي معلومة عن الصحة الجنسية، أو قد يشعرن بالخجل من السؤال، أو أن تكون وسائل الحمل مكلفة للغاية أو «غير مُرخص استخدامها قانونيًا». وحتى إذا كانت وسائل منع الحمل متاحة فإن المراهقات المتزوجات أقلهن استخدامًا لها، وإذا حمين أنفسهن من الحمل فإنهن لا يستطعن منع «الجنس بالإكراه والاغتصاب» من الزوج أو حماية أنفسهن من الأمراض الجنسية المنقولة.

نحو 16 مليون فتاة بين سن الـ 15 و19 مع مليون فتاة تحت الـ 15 يضعن حملهن كل عام في دول متوسطة الدخل وأقل من متوسطة، تتركز في أفريقيا ودول جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا.

في النيبال أكثر من 48% من النساء يتزوجن قبل بلوغ 18 عام. وفي العراق أكثر من 20% من الفتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 متزوجات، وفقًا لبيانات صادرة عام 2011، مما يجعل تخيل الأسوأ ضرورة بعد سنوات من النزاع والنزوح. وخارج حدود العراق والنيبال، وعلى الصعيد العالمي، مضاعفات الحمل هي القاتل الرئيسي الثاني للفتيات بين عمر 15 و19 عامًا، وفي الدول النامية 9 من أصل 10 حالات ولادة لمراهقات؛ يواجه فيها الأطفال خطر الموت أكثر بكثير مقابل المولودين لأمهات بين سن 20 إلى 24. (منظمة الصحة العالمية)


لا أريد زهورًا في الأعياد، أريد مستقبلاً

«فنسنت» مصور شهير قرر زيارة برنامج الأمم المتحدة للسكان في النيبال والعراق حيث تواجه الفتيات خطرًا متزايدًا بالزواج أطفالًا تحت سن الـ 18 في المناطق الريفية بسبب الفقر وعدم المساواة بين الجنسين؛ ليصورهن ويجمع صورهن تحت شعار «لا أريد زهورًا، أريد مستقبلًا»، وسأل فنسنت الفتيات الصغار عن أحلامهن المستقبلية ووفر لهن فرصة تصميمها بالأقمشة؛ لتظهر عشرات الفتيات في عرض الأزياء يرتدين زي الطبيبات والمهندسات والمعلمات والراقصات والمحاسبات وغير ذلك.

سأشتري متجرًا كبيرًا لبيع الشعرية المطهية، سيقف الناس طوابير أمام متجري، لن يشكو أحدٌ أبدًا من وجباتنا، وسيكون شعاري: خدمة مع ابتسامة.
مايا، 14 عامًا

حتى الفتيات في مخيمات النزوح العراقية يحلمن بالمستقبل. التقى المصور بالأطفال الناجين من الصراع الدموي في كلٍ من العراق وسوريا، وكانت لهم أحلام كبيرة.

نوفا، 12 عامًا، عراقية


شعرت بقلبي يسقط مني

سيرجانا، 18 عامًا، نيبالية، وتحلم أن تصبح أخصائية اجتماعية. خسرت سيرجانا أقرب صديقاتها التي تزوجت وهي طفلة، وتوفيت من مضاعفات الحمل، تعرف سيرجانا جيدًا عن زواج الأطفال في قريتها وتعرف أسوأ عواقبه؛ الموت.

أقرب صديقاتي تزوجت في سن السادسة عشر، وتوفيت بعد عام فور ولادتها طفلها. كبرنا معًا، ولم ترغب في الزواج، ولكن لم يكن الاختيار بيدها. عندما قال لي والدها بأنها ماتت شعرت بقلبي يسقط مني.
سيرجانا
أخواتي في سن 13 و14 عندما أجبرهن أبي على الزواج وإلا ستأخذهن داعش للزواج من جنودها. لم أصدقه؛ لكن ثاني يوم للزفاف دخلت داعش إلى منزلنا وأخذ الجنود يضربون أبي كعقاب على تزويجه أخواتي، وعلمت أنه كان على حق.
ملك، 11 عامًا، كانت تعيش في العراق تحت ولاية «داعش»

زواج الأطفال يتناسب مع سوء الحال

أنا أحب العمل اليدوي أكثر؛ ولذلك عندما أكبر سأعمل بالخياطة والكروشيه.

أشارت دراسة جديدة أجرتها الجامعة الأمريكية في بيروت إلى ارتفاع زواج الأطفال بين اللاجئين السوريين الأكثر ضعفًا وفقرًا. فقد لوحظ ارتفاع مهول في زيجات الأطفال بين السوريين النازحين في لبنان. وشملت الدراسة نحو 2400 فتاة لاجئة ثلثهن تتراوح أعمارهن بين 20 و24 عام كن قد تزوجن قبل بلوغ سن الـ18 عامًا.

معدلات الزواج بين الأطفال السوريين اليوم أعلى أربعة أضعاف النسبة قبل النزاع المدمر في سوريا؛ ما يعني أن التهجير وعدم الاستقرار والفقر يقودون الأسر لتزويج فتياتهن دون السن القانونية؛ حتى أن بعض جامعي البيانات للدراسة يعانون من الضغط لتزويج فتياتهن في عبارة قالها لاجئ سوري في لبنان يعمل مع برنامج للتوعية بأضرار زواج الأطفال:

أنا مقتنع بخطورة زواج الفتيات أطفالًا، لكن على أرض الواقع الأمر يختلف؛ فأنا أبحث عن زوج لابنتي لتحسين حالتها المادية.