فور الإعلان عن إيقاف مسلسل «الملك»، الذي يتعرّض لسيرة البطل الفرعوني أحمس، حتى دشّن عدد كبير من الفنانين «هشتاج» #نتفرج_وبعدين_نُحكم للإعراب عن آرائهم ضد إلغاء المسلسل. لم تؤدِّ هذه المهمة إلا إلى زيادة الغضب المُنصبّ على العمل، وربما ساهم في زيادة رقعة الانتقادات لتطال فنانين آخرين دخلوا مرمى النيران، فسكبوا الزيت على اللهب بتصريحات مستفزة أو بطريقة كلمات عنترية بدت في عيون المتابعين «فوقية» تسعى لتربية الجمهور الذي تجرّأ وأعلن عن رأيه ورفض العمل.

وهو ما يُعتبر امتدادًا لظاهرة تصريحات المشاهير الحمقاء التي لم يكفوا عن إلقائها في وجوه الجمهور من وقتٍ لآخر. بدأ الأمر كمُزحة ومع التكرار يتحوّل إلى ظاهرة، نبحث عن تاريخ هذه الظاهرة ولماذا أصبحت متواترة لا تنقطع والسبب وراءها.

بضاعة الشهرة التالفة

في كتاب «ما ثمن الشهرة؟» لتايلر كوين يناقش الكاتب فكرة الشهرة ومدى سيطرتها على العقول، يقول إنها كانت رغبة خالصة للعديد من الناس، ويذكر كلمة الممثلة الأمريكية الشهيرة كاثرين هيبورن عندما قالت: «عندما بدأت لم تكن لديّ أي رغبة في أن أصير ممثلة أو أن أدرس التمثيل، أردت فقط أن أصبح مشهورة».

يقول تايلر إن دوافع الشهرة عديدة، البعض يريدها للحصول على المال والبعض للحصول على القوة والمناصب وأحيانًا تكون الدوافع معقدة ومترابطة، وفي عالمنا الحديث دخلت تغيرات على عالم الشهرة حيث أصبحت أسهل وأسرع وأصبح رأس المال والسوق التجاري يدعم صناعة المشاهير لأن وجودهم صار مفيدًا من الناحية الاقتصادية والتسويقية.

يناقش الكاتب بعدها الفكرة الأهم وهي الاستحقاقية والشهرة في العصر الحالي، ما هو مدى استحقاق الشخص المشهور لشهرته من حيث كفاءته وأفضليته على غيره، واستحقاقية المجتمع لمشاهيره، هل يحصل المجتمع على أفضل مؤثرين ومشهورين؟

الإجابة على السؤالين كانت لا. يقول كوين إن السوق التجاري لا يهمه كفاءة المشهور، هو يستفيد فقط من شهرته ويعززها، لا يهتم السوق ومنتجوه بمدى كفاءة من هو على القمة، ولا يشترطون الجودة فيمن يُعلن عن منتجاتهم، فقط يطلبونه مشهورًا بالقدر الكافي والمفيد لهم.

والإجابة الأولى تقود للثانية. يقول كوين إن الجماهير لا تجد في نهاية المطاف المؤثرين الذين يحلمون بهم، يضيف أنه رغم أن الجماهير هي من تمنح الشهرة في البداية، إلا أن قيمة كل مشهور عند الجماهير تتغيّر يومًا بعد يوم، أحيانًا يصعد نجم أحد الفنانين وسرعان ما ينقلب عليه الناس ولكنه عند هذه اللحظة يكون قد بات مشهورًا وباتت أخباره محط الأنظار، فيجد المجتمع مع الوقت الساحة ممتلئة بالكثير من المشاهير الذين لا يروقونه ولا يؤثرون فيه إيجابيًا بالشكل الذي يرجوه.

في العالم الحديث انتقاد الجماهير لشخص ما، يساهم في شهرته كالإشادة به تمامًا. الكثير ممن هم على الساحة حظوا بمزيد من الشهرة بسبب أمور سلبية انتقدها الجماهير، يذكرنا الأمر بالجملة التي ظهرت في الصحافة الأمريكية في التسعينيات وتتردد من ذلك الحين «توقفوا عن منح الشهرة للأغبياء» أو بالإنجليزية «Stop Making Stupid People Famous».

ساهم العالم الإلكتروني الحالي في منح شهرة واسعة لبعض الناس لأسباب بعيدة عن الكفاءة، يتناقل رواد هذا العالم الافتراضي التصريحات والملابس أكثر مما يتناولون القيمة الحقيقية لما يقدمه صاحب الشهرة أو السبب وراء شهرته.

في هذا الصدد نذكر زيجمونت باومان، الباحث البولندي، الذي قال في كتابه «المجتمع السائل»، إن الشهرة فقدت قيمتها، وإن العالم الافتراضي أصبح هو المعيار الذي يحتكم إليه العالم الحقيقي عندما يختار مشاهيره، لا العكس، وبهذا تصبح شهرة مواقع التواصل -والتي لا تعبر بالضرورة عن قيمة صاحبها في الواقع- زائفة ولكنها حقيقية.

مواجهة الوباء بالغباء

مع ظهور الموجة الأولى لفيروس كورونا المستجد كخطر حقيقي ينشتر في أرجاء مصر كان لبعض الفنانين تصريحات مثيرة للتعجب ظهرت الموجة الأولى منها في افتتاح مهرجان الأقصر السينمائي الذي أخذ مكانه في شهر مارس من العام الماضي، حيث قالت الفنانة رانيا يوسف عن فيروس كورونا إنه لا يستدعي القلق وإنها «دماغ أكتر من كدة بكتير ومش كورونا اللي هتوقفني».

فيما سخرت الفنانة زينة من سؤال محاورتها عن موقفها من الوباء العالمي المستحدث قائلة: «احنا بناكل فسيخ وبصل…كورونا إيه يا أم كورونا؟». وعلى النهج ذاته قالت الفنانة رانيا فريد شوقي: «احنا مصاروة، احنا اللي هنجيب كورونا للكورونا».

وظهرت الموجة الثانية من هذه التصريحات في مهرجان الجونة السينمائي في أكتوبر من العام الماضي، فتجدد ظهور الفنانة رانيا يوسف بتصريح قالت فيه إن مواجهة الكورونا أمر بسيط على الإنسان الذي سكن الغاب وحارب الديناصورات من قبل، وهو ما أثار موجة عارمة من السخرية، فالديناصورات انقرضت قبل أن يسكن الإنسان الكرة الأرضية.

وفي المهرجان ذاته قالت الفنانة ياسمين صبري لبرنامج MBC Trending إنها ليست خائفة من فيروس كورونا وأوضحت: «ممكن يكون جالنا وراح لأنه بديهي أكيد هييجي للعالم كله، واللي ياخده ياخده واللي يكمل يكمل، والبقاء للأقوى».

وفي لقاء آخر في المهرجان، قالت الفنانة ليلى علوي في لقاء مع الإعلامية لميس الحديدي عند سؤالها عن ذكورية المجتمع المصري: «المجتمع المصري ليس ذكوريًا والدليل أن النساء عددهن في مصر يفوق عدد الرجال، هناك بعض المواطنين بتفكير قديم وفكر ذكوري، ولكن المجتمع ليس ذكوريًا».

لم تمر ساعات طويلة بعد هذا التصريح حتى تصدرت الفنانة ليلى علوي قائمة الـ Trend في مصر، الكل سخر من ليلى علوي، لأن ذكورية المجتمع ليس لها علاقة بأي معايير رقمية، إضافة إلى وقوعها في خطأ ثانٍ وهو خطأ المعلومة ذاتها حيث إن عدد الذكور في مصر يفوق عدد النساء حسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري الذي يفيد بأن نسبة ذكور مصر وصلت عام 2017 إلى 51.6% وهي نسبة تتصاعد عامًا بعد الآخر.

بعدها عادت إلينا الفنانة ياسمين صبري بتصريح لم يقل عن سابقه في الإسهام بالسخرية، بعدما انتشر لها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصريحات قديمة قالتها عام 2017م خلال إحدى حلقات برنامج صاحبة السعادة، أكدت بها أنها تحاول دعم الذوق العام للسيدات وقررت بمساعدة المصنع الذي ترتدي منه، أن توفر فساتين معقولة الثمن، وأردفت أن الفستان الذي تحضر به الحلقة هو أحد هذه الفساتين موضحة ثمنه كالتالي: «الفستان اللي أنا لابساه ده بـ2500 جنيه وأي بنت تقدر تجيبه».

وبجولة سريعة في ملفات جهاز الإحصاء المصري نجد أن تقدير الجهاز لمتوسط دخل الأسرة المصرية السنوي  وصل 58.85 ألف عام 2018، بما يعني أن متوسط دخل الأسرة المصرية في الشهر حوالي خمسة آلاف جنيه، أي أن أسرة كاملة يقدر دخلها بفستانين تعتبر ياسمين أن «أي بنت تقدر تجيبه».

الأسباب

لا يوجد سبب واحد بطبيعة الحال، تتعدد الأسباب الكامنة وراء الظاهرة بين التعليم وسيكولوجية الشُهرة والعالم الإعلامي الجديد وتفاعل الفنانين معه، ونتناول بالبحث كل هذه الأسباب على حدة.

التعليم والثقافة

يمكننا التعرف على الدرجة التعليمية للفنان على عكس ثقافته واطلاعه الذي يبقى حبيسًا حتى يتناول قضية ما عامة فيظهر مدى إدراكه لها. البعض يقول ويتفوه بالتصريحات غير المسؤولة والغريبة بسبب افتقاده للتعليم، فمثلًا حمو بيكا مطرب المهرجانات المشهور كثيرًا ما أدلى بتصريحات مثيرة للسُخرية. ونعرف عن حمو بيكا أنه لا يقرأ ولا يكتب ويُسجل أغانيه مستعينًا بمُلقن ليقرأ له الكلمات، وقد انتشر مقطع مصور له بينما يُخطئ في نطق كلمة «باتون ساليه» أثناء تلقينه مهرجانًا له قبل نشره.

ولكن التعليم ليس هو السبب الوحيد للأمر بدليل أن الفنانة ياسمين صبري والفنانة رانيا يوسف اللتين تتقاسمان قمة عرش التصريحات غير المسؤولة كلتاهما تلقتا تعليمًا عاليًا، فرانيا يوسف تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، فيما تخرجت ياسمين صبري في كلية الآداب قسم إعلام بجامعة الإسكندرية بعدما تلقت تعليمًا خاصًا في مدارس الإسكندرية.

وبالإضافة للكلية الواحدة التي تنتمي لها كلتا الفنانتين، فكلتاهما أيضًا شاركتا في مسابقة ملكة جمال مصر «ميس إيجيبت» فكانت رانيا يوسف الوصيفة الأولى للمسابقة عند مشاركتها، فيما تعذر إقامة المسابقة في سنة مشاركة ياسمين صبري بها لعدم وجود تمويل كافٍ للحفل حينها.

ومن الناحية الثقافية فتظهر ياسمين صبري في العديد من الفعاليات الثقافية والخيرية، كما تقوم رانيا يوسف بمناصرة المرأة المصرية في العديد من القضايا عبر صفحتها على موقع تويتر ومنها الوقوف في وجه التحرش الإلكتروني، كما أنها دعمت المرأة السعودية وطالبت بإسقاط الولاية عنها بعد تجاوزها سن الـ18 عامًا. وترددت رانيا يوسف في أكثر من مناسبة على المكتبات المختلفة في وسط البلد، كما حرصت على زيارة معرض القاهرة للكتاب في أكثر من نسخة له.

ما يصلنا من هذا البحث أن افتقاد التعليم بشكل تام يعد مبررًا طبيعيًا لصدور تصريحات غير مسؤولة عن الفنان، لكنه لا يكون السبب دائمًا لذلك، ويأخذنا ذلك للاحتمال الثاني.

نرجسية المشاهير

التحول من شخص معروف بالنسبة لمجموعة صغيرة من البشر وكلها على علاقة مباشرة بك إلى مشهور، وهو اللفظ الذي حظي بالعديد من التعريفات منذ الثمانينيات حتى الآن، أعمها أن المشهور هو شخص ما يعرفه العديد من الغرباء الذين لا يعرفهم هو.

وتختلف الشهرة فهناك شهرة باقية وثابتة مثل شُهرة أم كلثوم مثلًا، وهناك ما يعرف بالشهرة المؤقتة وهي التي يصبح فيها شخص ما تحت الأضواء لفترة بسبب فعل أو حادثة ما ثم يختفي عن الأنظار بمجرد انشغال الناس عنها ويُنسى مع حكايته.

في كل الأحوال فالشهرة تؤثر على نفسية الإنسان بالتأكيد، فهي تُقلل من قدر الخصوصية التي يتمتع بها بسبب تهافت الجماهير والصحافيين على معرفة أخباره باعتبارها سلعًا رائجة ومنتظرة، إضافة إلى دخوله دائرة النقد العامة فكل موقف أو كلمة له تصبح موزونة أمام الجماهير تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر. يؤثر كل ذلك في الإنسان حديث الشُهرة، والأثر الأكثر انتشارًا بين من يحصلون على الشهرة هو النرجسية.

ويأتي تعريف النرجسية في قاموس كولينز باللغة الإنجليزية أنها اهتمام استثنائي بالذات وإعجاب المرء بذاته وبخاصة مظهره الجسدي. وتعد النرجسية إفراطًا في حب الذات وتضخيم الفرد لأهميته وقدراته.

وتشمل النرجسية مجموعة من الصفات الشخصية التي ربما لدى أي منا بعض منها، ولكن في الحالات الأكثر تطرفًا، يتم تشخيصها في خانة الصحة العقلية بأنها «اضطراب الشخصية النرجسية».

وتُصيب النرجسية المشاهير، كما تصيب من يسعون إلى الشُهرة خاصة في عالم مواقع التواصل الاجتماعي الحالي، حيث أصبح المشهور ومن يريد الشهرة مُلزمًا بمشاركة الجماهير حياته اليومية.

ووفقًا للدكتور «تيسير حسون» أخصائي الطب النفسي- فإن حالة الشهرة تزيد بدورها من النرجسية، وهو ما يسميه «النرجسية الظرفية المكتسبة»، أي «الإحساس المتضخم بالتخويل والتفوق الذي يأتي من كون الشخص مشهورًا، غير أنه من المرجح أن يسير سهم الأسباب بالاتجاهين: النرجسيون يسعون بجهد ليصبحوا مشاهير، وأسلوب حياة المشاهير يزيد النرجسية».

تمنح النرجسية ثقة زائدة للإنسان في ذاته فلا يضع حسابًا لما يقوله من تصريحات ولا يعبأ بالحذر فيما بعد، بل يستمر في الإدلاء بالتصريحات غير المسؤولة، مُغاليًا في قيمة ما يقوله ومعتبرًا من يتعرضون له مجموعة لا يعجبها تألقه ونجاحه ودائمًا ما تسعى لإساءة فهمه.

يدعم الجمهور نرجسية النجم بشكل ما، فلكثرة الجمهور عامل مهم، الآن بالتأكيد سيجد كل فنان داعم له بسبب تنوع الجمهور ووجود مساحة ما مباشرة تجمع بينه وبين نجمه، فلو هوجم/ت فنان/ة بعد تصريح ما، فبالتأكيد سيظهر وسط الملايين الغاضبة، بعض من محبيه/ا يدعمونه/ا والفنان ليس إحصائيًا بأي شكل فلا تهتم نرجسيته بحجم الهجوم عليه مقارنة بحجم الدعم، يكفيه فقط أن يعرف أن له داعمين مهما فعل، وهذا ينقلنا إلى السبب الأخير لتزايد التصريحات غير المسؤولة وهو الإعلام نفسه ومواقع التواصل الاجتماعي.

صناعة التصريحات الغبية

تعد الثمانينيات هي فترة تفتت الإعلام «De-Massification of Media» وهو المصطلح الذي شرحه الكاتب الأمريكي آلفين توفلر في مُؤلَّفه «سيكولوجية الجماهير»، قائلًا إنه يعني تحول القنوات الإعلامية الكبيرة التي تخدم الشعب بأكمله، إلى العديد من القنوات التي تخدم كل منها مجموعة ما من الجمهور، فبدلًا من وجود ثلاث صُحف حكومية رئيسية تعد هي مصدر الأخبار تصبح الصحف مائة وتضاف إليها المجلات وتزاحمها بعد ذلك الصفحات الإلكترونية ليتفتت الجمهور ويتفكك الإعلام، فيصبح الإعلام اختيارًا، يبحث كل شخص عما يعجبه ويتفاعل معه بالقراءة والمتابعة أو الامتلاك.

كذلك هو الحال بالنسبة للقنوات التلفزيونية التي كانت معدودة في وقت ما ثم تحوّلت صعبة الإحصاء حاليًا. عقب ذلك ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وصحافة الفرد، حيث أصبح كل من يملك حسابًا إلكترونيًا على أحد هذه المواقع في مقام صحفي وصاحب جريدة ويمكنه التعليق على أي شيء وكتابة ما يريد.

تعامل الإعلام في الماضي بمنطق المقاس الموحد أو «One Size Fits All» باعتبار أن ما تقدمه صحيفة واحدة عليه أن يرضي رغبات القراء المختلفة، لكن مع تفكك الآلة الإعلامية أصبح لكل جريدة شخصية ما ونوع معين من الأخبار توليه اهتمامًا أكبر من غيره.

ساهم ذلك في كثرة عدد المشاهير وزيادة عدد القنوات الناقلة لأخبارهم والمعززة لشهرتهم. في بعض الأحيان يصبح فنان ما مشهورًا دون سبب أو دون عمل معيّن، فالممثل لا يكسب شهرة زائدة بسبب عمل فني له، يكفيه أن يتكلم فقط لتتعزز شهرته وتنتشر أخباره، يقول دانييل بورستين المؤرخ الأمريكي ساخرًا: «إن المشاهير أشخاص شهيرة لأنهم مشهورون جدًا».

ويزداد تفاعل الجمهور مع التصريحات الغبية أكثر من أي عمل فني، لذلك تحرص الصحافة على صناعة هذه التصريحات وضمان وجودها دائمًا على الساحة وإبرازها، لأنها تبتز غضب الجماهير وتفاعلهم فتعلي من قيمة الخبر ومن شهرة صاحبه.

ولا يقتصر الأمر على الصحافة لكن صفحات الـسخرية الإلكترونية أو ما يعرف بـ«Online Trolling» تعتبر التصريحات الحمقاء مصدرًا أساسيًا لها، سرعان ما تظهر الـComics والرسوم والفيديوهات الساخرة بعد كل تصريح لفنان، فتساعد في انتشاره ووجوده وإبراز مدى سخافة ما قال.

ومع وجود كل هذه القنوات وتعدد الجمهور يصبح الفنان مشتتًا لا يعرف قيمة ما يخسر وما يكسب، يدرك فقط أن أسهم شهرته ترتفع مع كل تصريح مثير للجدل، سرعان ما يتراجع الفنان عن تصريحاته الغريبة أو يستوضحها فيما بعد، ولكنه يعيد الكرّة في ظهور آخر. يعود ذلك لشعور الفنان بأنه لا يخسر، أو أنه مهما خسر من جمهور فإنه لا يخسر الجمهور كله، فيتعامل بلا مبالاة مع النقد وكذلك مع تصريحاته متناسيًا المسؤولية الاجتماعية التي من المفترض أن تأتي دائمًا مع الشهرة.