سائد هو الاعتقاد بأنك إذا أردت رؤية الحياة البرية عن قُرب فلتذهب إلى أواسط أفريقيا لترى الحيوانات في موطنها الطبيعي؛ والطبيعة التي لم تمسسها اليد البشرية التي تقضي على الأخضر واليابس. ثم تجد المفارقة أن مصر تحتوي بيئة برية مميزة قلما اهتم بها السكان المحليون برغم ما تحتويه من طبيعة جميلة وحياة ساحرة.

وبنظرة إحصائية للأحياء في مصر نجد 93 نوعًا من الثدييات، من بينها ستة أنواع متوطنة، بالإضافة إلى ثلاثة عشر نوعًا من الحيتانيات (الحيتان والدلافين)، ونوع من عروسة البحر في مياه البحر الأحمر المصرية. وقد سُجّل أكثر من 470 نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة. كما وجد فى مصر 106 أنواع من الزواحف والبرمائيات، من بينها ستة أنواع متوطنة، ونوع واحد مُهدّد بالانقراض هو السلحفاة المصرية. ويوجد 2075 نوعا من النباتات وما يفوق 1300 نوع من الأسماك، وأكثر من ألف نوع من الرخويات، و 200 نوع من المرجانيات، وما يزيد على 250 نوعا من الديدان السمكية؛ وكذلك آلاف الأنواع من الحشرات.

لذلك ستستعرض هذه السلسلة الحياة البرية في مصر التي لم نرها من قبل لكنها قريبة جدا منا.

القنفذ طويل الأذن

(القنفذ طويل الأذن: هذا الحيوان الليلي ليس بقنفذ صحراء حقيقي. هو من النوع الذي يُشاهد فى الصحراء الساحلية،  وقد يحفر فى بعض الأحيان حُفرة سطحية، لكنه يتواجد فى مُعظم الأحيان فى المبانى والكهوف الصغيرة أو حُفَر حيوانات أخرى، ويعتمد فى غذائه بشكل كبير على الحشرات والفقاريات الصغيرة. وتعانى القنافذ غالبًا الغزو المُستمر من القُراد والبراغيث)
(القنفذ طويل الأذن: هذا الحيوان الليلي ليس بقنفذ صحراء حقيقي. هو من النوع الذي يُشاهد فى الصحراء الساحلية، وقد يحفر فى بعض الأحيان حُفرة سطحية، لكنه يتواجد فى مُعظم الأحيان فى المبانى والكهوف الصغيرة أو حُفَر حيوانات أخرى، ويعتمد فى غذائه بشكل كبير على الحشرات والفقاريات الصغيرة. وتعانى القنافذ غالبًا الغزو المُستمر من القُراد والبراغيث)

القنفذ طويل الأذن هو نوع من القنفذ الأصلي يعيش في بلدان آسيا الوسطى وبعض بلدان الشرق الأوسط. القنفذ طويل الأذن يعيش في الجحور ويتميز بأذنيه الطويلتين. ويعتبر واحدا من أصغر القنافذ الوسطى الشرقية. وهذا القنفذ يتغذى على الحشرات ولكن قد يتغذى أيضا على الفقاريات الصغيرة والنباتات. ويعيش ست أو سبع سنوات. القنفذ طويل الأذن هو بطبيعة الحال طفيلي ويمكن أن يحمل أمراضا سيئة كالطاعون؛ ينصح بشدة إذا اقتني كحيوان أليف، أن يتم شراؤه من تاجر موثوق.

2

يبلغ طول الرأس والجسم للقنفذ طويل الأذن ما يقرب من 120-270 ملم، والذيل 10-50 ملم، والجمجمة طولها حوالي 38-48 ملم، آذان هذا القنفذ طولها 30-45 ملم، وهي تستخدم لإشعاع الحرارة في الصحراء، لها حواس قوية تستخدمها للمطاردة للحصول على المواد الغذائية والكشف عن الحيوانات المفترسة. وهو أصغر من قنفذ أوروبا الغربية، حيث يزن 250-400 غرام، وهو أسرع منه كثيرا.

القنفذ طويل الأذن من الحيوانات الحاشرة (التي تتغذى على الحشرات). 70٪ من النظام الغذائي الخاص به يتكون من الحشرات والخنافس واليرقات، مع بعض الديدان وكمية ضئيلة من الرخويات والقواقع. فكرة أن هذه الحيوانات تأكل الرخويات والقواقع فقط هي خرافة، هذا النوع من الطعام يشكل حوالي 5 ٪ فقط من نظامهم الغذائي الطبيعي.

النظام الغذائي للقنفذ طويل الأذن هو كما يلي: 30٪ الخنافس، و 25٪ اليُسروع (يرقة الفراشة)، و 11٪ ديدان الأرض، و 10٪ بيض الطيور، 5٪ اللحوم من الثدييات، و 5٪ الرخويات والقواقع، 3٪ الدودة الالفية، 3٪ آباء المقص (نوع من الحشرات)، 2٪ النحل، 1٪ لحم الطيور، و 5٪ غير معروفة من قبل الباحثين. هذا النظام الغذائي غير خاص بالقنفذ طويل الأذن لكنه تقريبا لجميع أنواع القنفذ.

تغذية القنفذ طويل الأذن تكون في وقت مبكر من المساء تبحث عن الحشرات، الرخويات، البرمائيات، الفقاريات الصغيرة، والنباتات، حتى أنه قد يأكل الثعابين أو الفقاريات الأخرى. إنهم يفضلون العيش بالقرب من مصادر المياه، ومع ذلك إذا كان هذا غير متوفر فإنها تعتمد على مصدر الطعام لتناول المياه الخاصة بها.

القنفذ طويل الأذن ينشط في أوقات كثيرة من السنة، ويخلد إلى السبات لفترات أقصر من الوقت. أطول السبات المبلغ عنه إلى الآن هو 40 يوما. قد يأتي هذا السبات في الصيف أو الشتاء. أيضا هذا القنفذ قد يتحرك إلى ما يصل إلى 9 كم أثناء الليل بحثا عن الطعام.

القنفذ طويل الأذن يسكن مساحات شاسعة تمتد من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط من خلال المناطق القاحلة وسهول آسيا إلى غرب باكستان في الجنوب، ومن شرق أوكرانيا من خلال منغوليا (صحراء غوبي)، إلى الصين (شينجيانغ). هذا النوع هو مواطن ليلي يتواجد بدول هي: أفغانستان، الصين، قبرص، مصر، إيران، العراق، فلسطين، قيرغيزستان، لبنان، ليبيا، منغوليا، باكستان، روسيا، سوريا، طاجيكستان، تركيا، تركمانستان، أوكرانيا، وأوزبكستان.

القنفذ طويل الأذن يفضل البقاء في مناخات متوسطة، ويتجنب الصحراء الساخنة والمناطق الجبلية الباردة الشمالية، كما أنه يفضل المناطق التي تهطل فيها الأمطار، وهو يسكن بضعة أنواع مختلفة من السهول الجافة وشبه الصحاري والصحاري، وأحيانا يفضل الوديان الجافة، والأخاديد، الغابات، وخنادق الري المهجورة والمناطق الشجرية، وغالبا ما يستقر في الواحات وحول المستوطنات البشرية (وأحيانا في المناطق المزروعة).

القنافذ طويلة الأذن تعيش في الجحور، فهم يحفرون تحت الأرض بطول 45 سم مع فتحة واحدة فقط، كما أنها قد تسكن الجحور المهجورة من الثدييات الصغيرة الأخرى، هم حيوانات انفرادية ليلية، خلال اليوم وجد أنها تستريح تحت الصخور المجوفة أو أكوام الصخور.


Long-eared hedgehog

الحياة البرية في مصر