أن تكون شخصًا أسود اللون: ما مدى السوء التي قد تواجهه في حياتك في العالم الحديث؟

سؤال عنصري دار كثيرًا في الماضي، لكن برغم إقرار قوانين المساواة والمواطنة ومحاربة العنصرية في الولايات المتحدة، تعكس القائمة الآتية أن لا شيء تغير فعليًّا عن عصور العبودية والعنصرية، وأن عنف الشرطة ضد أصحاب البشرة السوداء ما زال كما هو، بل يزداد يوميًّا، وتلك القائمة ترسم صورة واقعية أحيانًا وخيالية أحيانًا أخرى، للعنصرية بأشكالها المتنوعة قديمًا أو حديثًا.

1. فيلم Do the Right Thing (من إنتاج عام 1989)

صورة واقعية لحلقة العنصرية في الشوارع الأمريكية، ليس فقط العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء، بل التفرقة والكراهية بين أصحاب الأصل الأفريقي والإيطالي والآسيوي اللاتيني، ثم عنصرية الشرطة ضد الجميع. يناقش الفيلم بالأساس المشاعر الملتهبة بين أبناء الحي الواحد، وكيف يتم إهانة أصحاب اللون الأسود بشكل مستمر، ثم كيف تجد الكراهية والعنف الطريق سريعًا بين الناس، بالرغم من علاقتهم الطيبة من قبل.

«سال» هو رجل إيطالي، يُدير مطعم البيتزا الوحيد في الحي، وهو حي يسكنه أغلبية سوداء ولاتينيون، تربى أبناء الحي من جميع الأعراق والأصول على بيتزا «سال»، الذي استمر لـ 25 عامًا في العمل، بدون أي مشاكل أو عقبات، وذلك بين فصيل من الناس يختلف عنهم ويختلفون عنه كثيرًا، لدى «سال» ابنان، يساعدانه في إدارة المطعم، أحدهما عنصري يكره السود ويبغضهم، والآخر لا يهتم لذلك، تربط أبناء الحي كبارًا أو صغارًا علاقة طيبة بـ «سال»، يحبهم ويحبونه ويعشقون البيتزا الني يصنعها، تطرق المتاعب باب سال والحي، عندما يجد التشدد والتعصب طريقه في الحي.

شاب أسود من زبائن المطعم المنتظمين، دائمًا يبحث عن المتاعب، ويعاني من تجاهل الناس لأفكاره دائمًا، يتناول البيتزا في المطعم أحد الأيام، ويلاحظ الصور على حائط الشرف الذي يضعه «سال» في المطعم، فيرى «آل باتشينو… روبرت دي دينيرو… فرانك سيناترا» وغيرهم من الأمريكيين أصحاب الأصل الإيطالي، فيجن جنونه لعدم وجود أي صور لأصحاب البشرة السوداء، ويدخل في مناوشة مع «سال» بسبب ذلك، ومن هنا تبدأ المأساة، لتدور عجلة الكراهية والعنف، وكالعادة تتدخل الشرطة وتُعقِّد الأمور، وتصب عنصريتها ضد أصحاب البشرة السوداء، في نهاية مأساوية لواحد من أهم الأفلام عن العنصرية في تاريخ السينما.

2. فيلم Fruitvale Station (من إنتاج عام 2013)

فيلم مأساوي مبني على قصة حقيقية، عن اليوم الأخير في حياة «أوسكار جرانت» صاحب الـ 22 عامًا، شاب أمريكي من أصحاب البشرة السوداء، يكافح من أجل إصلاح حياته مُطارَدًا بشبح ماضيه في السجن، وبدء مرحلة جديدة ينجح فيها بتغيير نفسه، بعد أن قام بخيانة صديقته، وإهمال ابنه، وكذلك فقد وظيفته، يطرق الشيطان بابه ويدفعه لتجارة المخدرات، لكنه يتراجع سريعًا، ويحاول استرجاع وظيفته.

يخرج أوسكار مع بعض الأصدقاء لمشاهدة احتفالات رأس السنة، وبينما هو في القطار، تراه صديقة من العمل، وتنادي عليه فيسمع الاسم واحد من أعدائه في السجن، ويبدأ الشجار بينهما، حتى يتوقف القطار وتأتي الشرطة لتبدأ المتاعب.

3. فيلم Crash (من إنتاج عام 2004)

بميزانية بلغت 6.5 مليون دولار فقط، نجح الفيلم في تحقيق تقريبًا 100 مليون إيرادات، وترشح لـ 6 جوائز أوسكار، فاز بثلاث منهم، وقدم نقدًا للحياة العنصرية في الولايات المتحدة.

ففي لوس أنجلوس، مدينة الملائكة التي هربت منها الملائكة، وحيث ينشغل الناس في أعمالهم باختلاف شخصياتهم وألوانهم وأعراقهم. وفي خلال 36 ساعة، تتزاحم الأحداث في المدينة، وتتقاطع حياة مجموعة من الأشخاص في المدينة، لا تربطهم علاقات مباشرة معًا، لكن المشاكل العرقية والعنصرية تُقرِّب بينهم، ضابط شرطة عنصري، يُسيء معاملة امرأة وزوجها، الذي يعمل كمخرج تليفزيوني يكره بشرته السوداء، بينما الشرطي الآخر يكره العنصرية ويكره شريكه ويطلب نقله.

في جانب آخر يتم سرقة سيارة بتهديد السلاح، عن طريق لصوص من أصحاب البشرة السوداء، ومالكة السيارة هي زوجة رئيس النيابة في المدينة، والذي ترتكز حملته الانتخابية على محاربة العنصرية ضد السود وتحقيق المساواة لهم، في حين أن زوجته تكره كل من بشرتهم ليست بيضاء، وتجد لذلك المبررات والأسباب، ومُحقِّق شرطة أسود، يعتني بوالدته مدمنة المخدرات وشقيقه الأصغر، ثم مالك سوبر ماركت إيراني، يشعر بالغضب تجاه الأمريكيين عندما تتم سرقته واقتحام محل عمله، ويدخل في صراع مع حداد لاتيني، كان يصلح له الأبواب، وهو شخص بسيط يحاول حماية عائلته من أخطار العالم، وأن يوفر لهم حياة كريمة.

4. فيلم Selma (من إنتاج عام 2014)

عرض سينمائي لأحد أهم الاحداث في تاريخ الولايات المتحدة، وانتصار للحركة المدنية للحصول على حقوق السود، بقيادة مارتن لوثر كينج، عندما قاد مسيرة طويلة في مواجهة العنصرية والتهديد والعنف وإهمال الحكومة، وبين فساد السياسيين وجو الكراهية، تنجح الحركة في الحصول على حقوقها.

حصل مارتن لوثر كينج على جائزة نوبل للسلام في 1964، وحقق انتصارًا جديدًا للسود وخطوة مهمة تجاه الاعتراف بقوتهم، لكن تبع ذلك مقتل أربع فتيات سود، عن طريق تفجير قنبلة قامت به جماعات العنصرية ضد السود، ثم منع المجتمع الأسود من التصويت في الانتخابات في مدينة ألاباما.

بالرغم من مطالبات الرئيس بالتدخل، لكنه تجاهل الأمر تمامًا، لتضطر الحركة المدنية والمجتمع الأسود إلى أن يقوموا بالأمر بأنفسهم، ويصطفوا في مسيرة تاريخية تبدأ من مدينة Selma، بالرغم من المخاطر الأمنية والتحديات السياسية، ليتمكنوا في النهاية من إجبار الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت على أن يقوم بإصدار قانون حقوق الانتخاب في 1965، أحد أهم الإنجازات على الإطلاق في تحقيق المساواة.

5. فيلم Malcolm X (من إنتاج عام 1992)

أحد أفضل أفلام السيرة الذاتية التي قدمتها السينما. تعرض حكاية المعاناة والظلم العنصرية، والسجن والجريمة وتغيير الدين، ثم خروج البطل إلى الوجود. فيلم يبعث الأمل في نفوس الناس، ويؤكد قدرة الإنسان على تغيير حياته، مهما كانت ظروفه أو مهما كان ماضيه، قصة مالكوم إكس، من أقطاب نشطاء حقوق الإنسان وحقوق السود في العالم، ويعد من أشهر الشخصيات الإسلامية في العالم، حتى اغتياله في 1965.

يتابع الفيلم قصته منذ المولد، حيث كان ابنًا لقس مسيحي، كان يدعو لعودة السود إلى مواطنهم الأصلية في أفريقيا، إذا أرادوا حقوقهم، لأن الولايات المتحدة وشعبها الأبيض لن يضمنوا حقوق السود أبدًا، حتى تم قتل والده عن طريق جماعات العنصرية البيضاء، وقاموا بحرق منزلهم وتشردت العائلة، وتم وضعه في ملجأ للأيتام، ثم معاناته في المدرسة مع عنصرية المعلمين، بالرغم من تفوقه الدراسي، حتى أصبح عضوًا في إحدى العصابات.

ثم يستعرض الفيلم انقلاب حياته رأسًا على عقب، عندما تم سجنه، وفي الداخل تعرَّف على بعض المسلمين، واعتنق الإسلام بعد ذلك، قبل أن يكتشف أنه كان لعبة في يد جماعات الإسلام المتطرف، بعد سفره إلى الحج في مكة ثم زيارة الأزهر، حتى يثور عليهم وبدأ حيات الكفاح خاصته، كأمريكي أسود وكمسلم معتدل.

6. فيلم Mississippi Burning (من إنتاج عام 1988)

في الجنوب الأمريكي، حيث العنصرية وكره السود في أعلى مستوى، يختفي ثلاثة من أعضاء الحركة المدنية في مدينة مسيسيبي، بعد عملهم على ضمان حقوق التصويت للمجتمع الأسود، والمتهم الأول هم جماعات التفوق الأبيض العنصرية، يتم إسناد مهمة التحقيق في اختفاء الثلاثة إلى اثنين من عملاء الـ FBI، أحدهما ساذج نسبيًّا ملتزم بالقانون ولا يخالف القواعد العامة، والآخر مُلم أكثر بالأمور، حيث كان يعمل كقائد شرطة في الجنوب من قبل، ويعلم الكثير عن العنصرية والجماعات المتطرفة، لكنهما يصطدمان بحائط مسدود في التحقيق، في ظل عدم تعاون الشرطة المحلية، وخوف المجتمع الأسود من التحدث. ولكن تحدث تطورات جديدة تساعد على كشف تفاصيل الجريمة.

7. فيلم The Hate U Give (من إنتاج عام 2018)

فيلم قائم على رواية بنفس الاسم، لاقت نجاحًا كبيرًا، وتعرَّضت لنقد كبير بحجة الدعوة للعنف، والإساءة للشرطة وما إلى ذلك، لكن ذلك لم يمنع من تحويل الرواية إلى فيلم ناجح أيضًا، يصوِّر حلقة جديدة من العنصرية والإساءة المستمرة تجاه المجتمع الأسود في الولايات المتحدة الأمريكية.

شابة في الـ 16 من عمرها، تعيش حياة متقلبة بوجهين، يمثلان حياتها المزدوجة، حيث تعيش مع عائلتها في حي أسود فقير، وفي العالم الآخر ترتاد مدرسة خاصة، حيث الأغنياء وأصحاب البشرة البيضاء، لكن الأمور تتعقد أكثر بعد مقتل صديق طفولتها على يد الشرطة بلا سبب، حيث تحولت إلى شاهدة في القضية، لتضطر إلى أن تتعامل مع فيض من الظلم والعنصرية.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.