لن يكلفك الأمر كثيرًا من العناء على الشبكة العنكبوتية أن تعرف بنهاية عام 2023 كل شيء حدث بصيغة أفعل التفضيل، أفضل 10 أهداف، 10 لاعبين، أغلى 10 صفقات، ولكن هناك جوانب ربما تحتاج إلى منشط للذاكرة كي تلم بها جميعًا في هيئة الحصاد.

الأداء الإعلامي الرياضي في مصر في عام امتلأ بالسقطات من كل نوع، ملف ربما نحتاج أن ننشط ذاكرتنا فيه سويًا كي نصل إلى السقطات الأكثر صدمة ربما هذا العام.

بقي أن أخبرك أن هذه السقطات ليست من نوع واحد، بعضها على سبيل الكوميديا كثيرة الورود في الشاشة المصرية، بعضها من ناحية خرق كل الأعراف الإعلامية، بعضها توقعات تم تكذيبها بالثُلث كما يقال، وبعضها سقطات أخلاقية.

مهيب عبد الهادي وإلياس الجلاصي: هل هناك ما هو أسوأ؟

أثناء تقديم برنامجه «اللعيب» قام مهيب عبد الهادي بما يمكن اعتباره واحدة من أسوأ السقطات الإعلامية ليس فقط في 2023 وإنما في تاريخ الإعلام المصري بكل مجالاته.

استضاف التونسي إلياس الجلاصي لاعب المصري البورسعيدي، ووسط الكثير من الإشادة به مع الثنائي رضا عبد العال وسمير كمونة، سأله: «حد كلمك من الزمالك؟»، ليرد اللاعب: «هو احنا ع الهوا؟».

أدرك مهيب أن التونسي لن يفصح عن كل التفاصيل إذا كان على الهواء مباشرة، فقرر ممارسة التغرير برده: «لا احنا في فاصل، بيننا وبين بعض» وهنا انزلق الجلاصي لذكر التفاصيل التي أراد إخفاءها.

صحيح أن مهيب عوقب بمنع الظهور لفترة، ولكن كان المزاج الرياضي العام مستاء للغاية من عودته ثانية بعد هذه السقطة التي لا تغتفر. 

أسامة حسن وإمام عاشور: مليون دولار في اليوم

لن نتحدث عما يقال في وسائل التواصل الاجتماعي من أناس لديهم الصفة الكروية والإعلامية وإن كان في حالة أسامة حسن سيحرمنا من «مُلَح» عديدة، يكفي أن نقول إنه صاحب التوقع الشهير بأن «إمام عاشور لو اتعرض عليه من الأهلي مليون جنيه في اليوم فلن ينضم!».

جرب فقط أن تكتب على أي منصة تريد: «أسامة حسن إمام عاشور» وسينطلق عليك وابل من التوقعات التي لم يصب منها واحد، بداية من توقع المليون جنيه في اليوم، مرورًا بـ«الواد إيمو جدع مش هيسيب الزمالك» وحتى قبل إتمام الصفقة بساعات تحدث عن «خداعه لجماهير الأهلي».

هل توقف عن ذلك الطرح بعد أن تمت الصفقة؟ بالتأكيد أنت تعلم أن أسامة حسن رأس ماله منذ كان لاعبًا هو إثارة الجدل كي يظل على السطح سواء كلاعب أو إعلامي أو «نائب مدير قطاع البراعم» كما يحب أن يطلق على نفسه.

الآن هو يتحدث بوضوح عن «نفسنة حسين الشحات من إمام عاشور».. «فشل إمام عاشور في الأهلي ورغبته في الرحيل».

طارق السيد: الأنف التي تخطئ دائمًا

لا ينبغي أن نذكر أسامة حسن دون أن نعرج على طارق السيد، صاحب «الأنف الذهبية» التي تستطلع رائحة البطولات كل موسم، ذلك لأنه ببساطة وربما لأول مرة في تاريخ وسائل التواصل الاجتماعي يفتح لاعب ما حسابه الرسمي لزميله كي يصنعا عليها المحتوى الذي تعلم بالتأكيد من يهاجمون فيه؟

لست أمزح، حين كثرت البلاغات من جمهور الأهلي على صفحة أسامة حسن الرسمية، خرج فجأة من صفحة طارق السيد، وإلى الآن يخرج كل منهما بفيديو من على الصفحة ليهاجم الأهلي.

طارق السيد رجل دمث الخلق وكان لاعبًا ذا موهبة جيدة، ولكن له سقطة في ملف إمام عاشور أيضًا حين سئل من سيف زاهر: «من اللاعب الذي لا يمكن أن ينتقل للأهلي؟» ليجيب مع ضحكة أيقونية: «إمام عاشور.. ههه».

الذي وضع هذه اللقطة في برواز طريف كان ظهير الأهلي الأسبق أحمد أبو مسلم، والذي رد ببديهة حاضرة على طارق السيد قائلًا: «ده أول واحد هييجي» والباقي تعلمونه جميعًا!

مرتضى منصور: هل بدأ عقد سيف جعفر الجديد؟

اشتهر رئيس نادي الزمالك السابق مرتضى منصور برغبته الدائمة في لعب العديد من الأدوار، في أواخر فترته مع الزمالك كان الإعلامي الأبرز والأكثر مشاهدة على قناة النادي.

استضاف سيف جعفر إبان فترة التوتر الكبيرة مع الزمالك على قناة النادي، وزف للجمهور النبأ الرسمي السار بأنه «وقع للنادي عقدًا جديدًا مدته 4 مواسم».

كان هذا قبل ساعات فقط من استضافته وكيل سيف جعفر، حازم أبو الفتوح، ونعته سيف فاروق جعفر بأبشع الألفاظ وتطاوله عليه، وقوله «إن الست والدته هي من أفسدت العقد الجديد».

تامر بدوي: الهلال AKA مانشستر سيتي

نوع مختلف من السقطات ذلك الذي وقع فيه تامر بدوي عبر بودكاست سعودي في أعقاب انتهاء كأس العالم للأندية، خرج من دائرة وجهة النظر تمامًا إلى دائرة التملق الواضح لكل ذي عين.

ما معنى أن تكون مصريًا في وسيلة إعلام سعودية ثم تتحدث عن الفارق الشاسع بين «الهلال» وكل الأندية العربية في معرض تحليلك لكأس العالم للأندية الذي لا يشارك به الهلال أصلًا؟

ما ضرورة التعريج على مقارنة بين الهلال والأهلي المصري لا السعودي في وسيلة إعلام سعودية؟ هل لهذه الدرجة الهلال قوي حقًا كي تقول إن العقل والمنطق يقول إن «روح الفانلة الحمرا» تقف أمام القوة الأيقونية للهلال؟

لن أسأل هل تناسى تامر بدوي هزيمة الهلال من الأهلي في ذات البطولة برباعية نظيفة قبل 3 أعوام، لأنني أعلم وتعلمون لماذا قال كل هذا الكلام ولماذا استخدم تلك الصيغ؟

أمير هشام: هل تعلم معنى كلمة «رسميًا»؟

يحدثنا أمير هشام دائمًا عن كونه دارسًا للإعلام.. هذا شيء جميل، لكن ينبغي أن تدرس في عموميات المواد بالكلية في أول عامين دراسيين أساسيات صحفية، منها كلمة «رسمي» التي لا تستخدم إلا عند امتلاكك لمستند واضح وموثق.

هذا ما تعامى عنه أمير في ملف تفاوض أحمد فتوح مع الأهلي، كلنا نعلم أن هناك مفاوضات متقدمة جرت في هذه الصفقة، لكن «رسميًا» تلك انفرد بها أمير قبل الكل، ومن الواضح بعد تجديد عقد فتوح أنها لم تكن سوى «فنكوش».

«رسميًا» تلك عبر بها أمير عن توقيع فتوح على عقود رغبة الانضمام، وهي عقود غير ملزمة بالمناسبة لأي من طرفي الاتفاق، وإنما حيلة مصرية كلاسيكية يتم بها وضع ناديك تحت الأمر الواقع وأنت تجدد عقدك.

رسميًا تلك كانت تعني توقيعًا على عقود اتحاد الكرة بتوقيع اللاعب أو النادي، للأسف نلجأ كثيرًا في تحليلنا للتناول الإعلامي المصري لما يطلق عليه «توضيح الواضحات».

ربما كان على أمير هشام أن يتعلم بعض الحنكة التي تحلى بها خالد الغندور في 2023 في ترشيد «هبدِه» بالعديد من الملفات ومنها تلك الصفقة، الغندور رغم أنه قال «إمام عاشور في الأهلي في يناير» إلا أنه ذيل حديثه بكثير من «التوقعات» و«الأمور المنطقية» فخرج من شهوة «رسميًا» التي تصيب كل الإعلاميين المصريين.

أبو ظبي الرياضية: سقوط من نوع مختلف!

يمكن الحديث عن سقطات كثيرة تخص الكرة المصرية في التناول العربي بشكل عام (توقعات خالد القربي بشأن الأهلي – تصريحات وليد الفراج العنترية قبل أن يلجأ إلى «زيووو» في وصف الأهلي) لكن السقطة التالية لا بد من ذكرها لأنها كانت ضمن إطار تغطية مباراة طرفها مصري وهو الأهلي.

هذه المباراة كانت بين الأهلي وسيبما في دوري السوبر الإفريقي، تلك التي انتهت 1-1 في القاهرة، لا يوجد ما هو أشد سقوطًا من كتم صوت الجماهير حين يهتفون لفلسطين! ألا تتفق معي؟