هناك أهمية للوثائقي الفلسطيني بالنسبة للعالم العربي في ظل انخفاض معدلات القراءة للكتب، وعدم توافر المراجع السياسية والتاريخية العميقة، وهو ما يجعل من الوثائقي أكثر أهمية؛ لأنه يُلخّص كثيرًا من المراجع، وعلى لسان المؤرخين والخبراء وشهود العيان في ساعة تلفزيونية، وبالتالي يصبح مصدرًا مشوقًا للمعرفة.

1. «النكبة» Al-Nakbah

وُصف هذا الفيلم بأجزائه الأربعة بأنه من أفضل وأعمق ما أُنتج عن «النكبة» خلال العشرين عامًا الماضية، وهو ما جعله يُترجم لعشر لغات، ويُعرض في عشرات الدول، ويفوز بجوائز عربية ودولية، ويكون أول فيلم عربي يُترجم للغة الإشارة، والفيلم من إنتاج عام 2008.

وتكمن أهمية هذه السلسلة في كونها تستعرض تاريخ فلسطين قبل وبعد النكبة بكل التفاصيل ومن مختلف الجوانب، كما تتضمن صور ووثائق هامة تنشر لأول مرة، والسلسلة مكونة من أربعة أجزاء:

  • الجزء الأول: خيوط المؤامرة.
  • الجزء الثاني: سحق الثورة.
  • الجزء الثالث: التطهير العرقي.
  • الجزء الرابع: النكبة مستمرة.

وتوضح مخرجة هذا الفيلم «روان الضامن» أنها عندما تعمقت في البحث لخروج هذا الفيلم إلى النور «اكتشفت أن الغالبية العظمى من الأفلام عن النكبة تتناول الحدث وكأنه نقطة البداية، بينما كان هو حلقة في سلسلة بدأت قبل ذلك بمائتي عام». لذا قررت الضامن أن يكون شعار الفيلم النكبة لم تبدأ عام 1948 ولم تنته عام 1948، وبالتالي تؤكد أن القصة بدأت من عام 1799؛ أي قبل عشرات السنين قبل مؤتمر بازل ووعد بلفور.

2. «جنين جنين» Jenin Jenin

هو الفيلم الذي نال جائزة مهرجان قرطاج للأفلام الوثائقية، يصوّر الفيلم احتلال الجيش الإسرائيلي لمخيم اللاجئين جنين خلال عملية السور الواقي، فعلى مدى 53 دقيقة يعرض مخرج الفيلم محمد بكري مشاهد وصور للدمار الهائل الذي لحق بمخيم جنين للاجئين، شمالي الضفة الغربية، بعد العملية التي أطلقت عليها إسرائيل مسمى «السور الواقي»، والتي استمرت من 1 إلى 12 إبريل من العام 2002. كما يعرض الفيلم شهادات للسكان عن عمليات القتل والقصف والتصفيات التي أسفرت عن استشهاد أكثر من سبعين فلسطينيًّا، وقد تم تصوير الفيلم في خمسة أيام فقط، مباشرة بعد انتهاء الهجوم الإسرائيلي، وتعرض مخرجه لحملة تشهير في إسرائيل، ومنع عرض الفيلم أكثر من مرة. كما رفع خمسة جنود دعوى ضد مخرجه تطالبه بدفع التعويضات بحجة الإساءة لصورتهم.

3. «احتلال 101» Occupation 101

يروي هذا الفيلم قصة الشعب الفلسطيني الذي عانى على مدى ستين عامًا من النكبة. ويتناول مبادئ الاحتلال وطبيعته، والفكرة من وراء هذا الصراع، حيث حصار القرى والمدن الفلسطينية، ومصادرة الأراضي لصالح توسيع المستوطنات.

الفيلم هو إنتاج فلسطيني باللغة الإنجليزية عام 2006، ومدته 90 دقيقة، وهو يصوّر معاناة الفلسطينيين، ويتناول ظاهرة المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويتتبع أحداث ترويها شخصيات من داخل الأراضي الفلسطينية وما يجري من عمليات هدم للمنازل وتخريب للأراضي، ويبدأ الفيلم بالحديث عن الاحتلال منذ عام 1948، فيسلط الضوء على بداية ظهور المخيمات، ويُبرز من خلال مشاهده قصة اللاجئين وما تحتويه تفاصيل حياتهم اليومية. كما يعرض الفيلم مشاهد اعتداء المستوطنين على مواطني الخليل، وما يتم أيضًا من عمليات تدمير وهدم للمنازل وشباب يتعرضون للضرب بالحجارة، كما يعقد الفيلم مقارنات لبعض أعمال العنف التي قامت في بعض دول العالم وما يتم في فلسطين، ويتتبع أعداد وأرقام اليهود في فلسطين لتواريخ متعاقبة وعلى فترات، وكيف ازداد عددهم خلال فترة وجيزة.

4. «الجدار الحديدي» The Iron Wall

تناول المخرج الفلسطيني محمد العطار من خلال هذا الفيلم – الذي تم إنتاجه عام 2006 – قصة الشعب الفلسطيني الذي عانى على مدى ستين عامًا من النكبة. ويتحدث الفيلم عن جدار الفصل العنصري على الأرض الفلسطينية ومحاصرته لقراها ومدنها، ومصادرته الأراضي لصالح توسيع المستوطنات.

ويصوّر الفيلم من خلال دقائقه الـ 58، المعاناة الفلسطينية وظاهرة المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، متتبعًا تاريخ الجدار ومساره وحجمه وأثره على السكان ومسيرة السلام.

وقد استهل المخرج العطار مشاهد الفيلم بالحديث عن الاحتلال الإسرائيلي لقرى ومدن فلسطين، وبناء المستوطنات فيها، وقصة النزوح إلى الأردن والدول العربية الأخرى، ويعكس النوايا الإسرائيلية تجاه الوطن العربي.

ويُستكمَل الفيلم بالدخول في تفاصيل الحياة التي يعيشها اليهود في المستوطنات، ورفاهية هذا المجتمع على أرض فلسطين وعلى حساب حياة أبنائها، كما تطرق إلى الحكومة الإسرائيلية وممارساتها في بيع البيوت داخل المستوطنات بأسعار رخيصة، وتبني سياسة مبرمجة لتوسيع المستوطنات.

5. «خمسة كاميرات مُحطمة» Five Broken Cameras

يعتبر هذا الفيلم نموذجًا لنقد الذات، حيث قام بكتابته وإخراجه، اليهودي الإسرائيلي «جاي ديفيد»، الذي عرض من خلاله رفضه للسياسة الإسرائيلية ضد المسلمين الفلسطينيين، وقد تعاون معه المخرج الفلسطيني “عماد برناط”.

يروي الفيلم قصة بلدة فلسطينية تُحارب الجدار الإسرائيلي الفاصل، عن طريق النضال السلمي، ويحكي الفيلم قصة البلدة من خلال شخصية راوي الفيلم عماد برناط، ويروي الفيلم من خلال قصة عماد وكاميراته الخمس المحطمة قصة المقاومة الشعبية السلمية لقرية بلعين الفلسطينية ضد جدار الفصل والاستيطان على أراضي القرية.

يبدأ الفيلم باستعراض خمس كاميرات، لكل منها حكايتها الخاصة. وقد أخذ المزارع الفلسطيني، ابن بلدة بلعين عماد برناط، في تصوير ابنه جبريل الذي ولد عام 2005، بهدف توثيق طفولته، في الوقت نفسه بدأت إسرائيل في بناء جدار الفصل العازل على أراضي القرية وصادرت 50% منها لتوسيع المستوطنات القريبة. ومنذ ذلك الحين بدأ أهالي القرية مقاومتهم السلمية لهذا القرار، وقد حاز الفيلم على اهتمام وتقدير النقاد الأمريكيين، وتم ترشيحه لجائزة الأوسكار عام 2013.

6. «أبناء عيلبون» Sons of Eilaboun

هو الفيلم الحائز على جائزة العودة الأولى للأفلام الوثائقية عام 2008، ويحكي الفيلم قصة مجزرة «قرية عيلبون» الواقعة في منطقة الجليل الأوسط داخل أراضي 1948، وما حدث من تهجير لأهالي هذه القرية، والأحداث التي رافقت هذا التهجير وما أدى إليه من استشهاد عدد من أبناء القرية، بعد أن استدعاهم جنود الاحتلال، طالبين منهم أن يصطحبوهم، إلى مواقع متعددة في القرية ليطلقوا عليهم الرصاص هناك. وأوضح مخرج الفيلم هشام زريق، أنه أراد بكتابته لسيناريو الفيلم وإخراجه له، أن يروي حكاية قرية فلسطينية تُشكِّل، من إحدى نواحيها، نموذجًا لـ 531 قرية هدمتها إسرائيل، وطردت أهلها منها، ثم ادَّعت أن أهالي هذه القرى هم الذين غادروها.

كما يوضح زريق الذي عاصر والده ما حدث لقرية عيلبون، أن والده لا يستطيع بعد خمسين عامًا على المجزرة أن يستعيد ذكرى ما جرى دون أن يتألم ليس لأنه فقد أخاه فحسب؛ وإنما لأنه أضحى مع كل أبناء قريته لاجئين ومُهجّرين، وبالكاد تعرّفوا على قريتهم حين عودتهم إليها؛ فقد نهب جنود الاحتلال كل ما له قيمة فيها، وما لم يتمكنوا من حمله دمّروه.

7. «500 دونم على سطح القمر»

500 دونم على سطح القمر
500 دونم على سطح القمر

يروي هذا الفيلم كيفية سرقة القرى الفلسطينية وتغيير هويتها، وتُقدّم المخرجة الإسرائيلية «راشيل ليا جونز» مخرجة هذا الفيلم قرية «عين الحوض» الفلسطينية كمثال على طمس الهوية حيث تم تغيير اسمها إلى «عين هود» ونُحتت على بيوتها الصخرية أسماء عبرية، وأصبحت قرية خاصة بالتراث الفني ليهود العالم.

وتروي راشيل اكتشافها لحقيقة هذه القرية، كان عندما هاجرت من أمريكا وهي طفلة صغيرة تعلقت بشكل كبير بقرية الفنانين «عين هود» وكانت تظنها قرية عبرية عريقة بسبب بيوتها الصخرية ونقوشها العبرية ومعالمها اليهودية، ولم تكتشف أنها قرية فلسطينية إلا حين كبرت وقابلت عجوزًا فلسطينية أخبرتها بالحقيقة وأشارت بإصبعها إلى منزلها قبل انتزاعه منها، فصُدمت راشيل لدرجة تابعت البحث وقررت إنتاج فيلم وثائقي عن القرية الفلسطينية وسكانها الأصليين. وتقول راشيل عن نفسها: «لم أفهم إلا في سن الثامنة والعشرين لماذا تضم القرية يهودًا مهاجرين حديثاً من جنسيات عالمية مختلفة في حين يعود عمر القرية نفسها إلى 700 عام!».

وقد قوبل هذا بمعارضة شديدة في إسرائيل، ولكنه عُرض في عام 2002 في بريطانيا ضمن المهرجان السينمائي الثالث عشر الذي أقامته المنظمة العالمية لحقوق الإنسان العالمية، ويتضمن الفيلم مقابلات مع من تبقى من أهالي القرية وأحفادهم بمخيم اللاجئين بجنين في الضفة الغربية، وكانت معظم الأسر قد هُجّرت قسرًا إلى خارج حدود 1948.

8. «حياة اليهود في فلسطين 1913»

تم عرض هذا الفيلم لأول مرة خلال المؤتمر الصهيوني الـ 11 بفيينا في أغسطس 1913، ثم عُرض في روسيا وبولندا وأماكن أخرى في أوروبا، حتى الحرب العالمية الأولى التي اختفت فيها جميع النسخ.

الفيلم يكشف عن حال القدس، وتل الربيع (تل أبيب)، والرواد الأوائل ومستعمرات الهجرة اليهودية، خلال الفترة العثمانية، وقد تم إيجاد النسخة الأصلية والتعرف عليها عام 1997، من خلال أرشيف أفلام المركز الوطني السينمائي، وسط مجموعات أفلام السينما الفرنسية، وقد تم إعادة هيكلة الفيلم بناء على مصادر أصلية مدونة تم إيجادها بأرشيف القدس وبولندا، وبالتعاون مع الأرشيف السينمائي الإسرائيلي بالقدس.