عادة ما يتم تصنيف الحظ بأنه سيئ أو جيد ولكن ذلك إذا ما كان يحدث سببه القدر وحده فقط لا غير ولا يشارك في النتيجة سوى أياد خفية من كثر جهلها ندعوها في الغالب بالزمن أو الأيام، على النقيض تمامًا أمور مثل القرعة قد ترتبط بالحظ فقط، ولكن في حال إذا ما كانوا المنظمون لتلك الحفلات وكما يدعون أمام الملايين ممن يجلسون خلف الشاشات بأنهم لا يعرفون المكتوب بداخل هذه الورقة أو على تلك الكرة ولكن لأن من يُقرر هذا النصيب المزيف هم بشر فاحتمالية الفساد كبيرة وكبيرة جدًا.

هل تم اكتشاف طريقة أخرى بخلاف طريقة برايل تجعل الأعمى يقرأ ما لا يمكن رؤيته أو قراءته بالعين المُجردة؟ كرة القدم ليست مضيعة للوقت، وبعيداً عن أن اكتشاف هرمون جديد يٌفرز عند متابعة كرة القدم هو اكتشاف تكيتيكي أقرب بالنسبة لي للتصديق من أي شيء آخر، هناك ما يبدو وكأنه اختراع جديد لقراءة الأسماء، يمكنه أن يفيد كل من فقدوا أبصارهم أيضاً ويمكن تسميته بطريقة بلاتر أو نظرية الكرات الباردة والساخنة!


بداية الاكتشاف في مقابلة لا ناسيون

http://gty.im/481389832

لا أعلم إذا ما كان ذلك محاولة من جوزيف بلاتر لإثبات أن الفساد يعم والنزاهة تخص، أم إذا كان ذلك قد حدث بالفعل، ولكن من المؤكد أنه لا يجب أن يمر مرور الكرام على أي حال، ولأن الأرجنتين إحدى عواصم الاكتشافات في كرة القدم سواء للأمجاد المتمثلة في لاعبين مثل مارادونا، وميسي أو غيرهما أو للفضائح. ففي إحدى المقابلات لصحيفة لا ناسيون مع جوزيف بلاتر الرئيس السابق لعالم كرة القدم والموقوف لمدة ستة أعوام على خلفية الفضائح التي لطخت سمعة اللعبة الأكثر شعبية في العالم في خلال فترة إشرافه على الاتحاد الدولي للعبة، فّجر بلاتر مفاجأة تستحق إيقاف آخرين عندما يتم تحديدهم عندما قال إن الاتحاد الأوروبي كان يستخدم نظام الكرات الباردة والساخنة في إجراء القرعة في مسابقات الاتحاد الأوروبي!

وكأن بلاتر قام بتقليد الممثل الكوميدي البريطاني لي نيلسون الذي سخر منه بإلقاء بعض النقود المزيفة عليه أثناء وجوده في الجمعية العمومية غير العادية لتحديد موعد انتخاب الرئيس الجديد، فقام هو بإلقاء مثلها ولكن على الويفا التي اتهمها بأنها كانت تتلاعب بقرعة البطولات الأوروبية بعكس بطولات الفيفا، مشيرًا إلى أنه كان شاهدًا بالفعل من قبل على تزوير قرعة إحدى البطولات والتي رفض الإفصاح عنها، مشيرًا إلى أن فريقًا واحدًا استفاد من هذا الغش آنذاك وحدد جنسيته وهي الإيطالية، هل كانت محاولات لجر بلاتيني معه؟ أو كان يسعى للانتقام وإفساد متعة اللعبة في عقول الكثيرين من الجماهير خاصةً بعد أن تم استبعاده ونهايته فترته بشكل مخز، وكأنه يريد أن يخبرهم بأنه مضحوك عليهم بالاستمتاع بسيناريوهات متفق عليها مسبقاً وأن كرة القدم ترفيهية في المقام الأول مثلها مثل المصارعة الحرة العالمية؟


كأس ذات أُذنين تستمتع للتوقعات؟

http://gty.im/158600841

يبدو أن الموضوع قد بدأ قديماً ، والمتهم الرئيسي في مسابقات الويفا هي مسابقة دوري أبطال أوروبا، على سبيل المثال في عام 2012 شهدت بروفة توقيع قرعة دور الستة عشر من مسابقة دوري أبطال أوروبا – أو أي دور آخر كما تُجرى العادة كل عام – نفس القرعة بالتمام والكمال بعد إجرائها وهو ما أثار العديد من التساؤلات فتوقع نفس المواجهات الخاصة بالستة عشر فريقًا ليس بالأمر السهل ولا يمكنه أن يعتمد على الحظ لوحده، فالحسابات معقدة بسبب بعض القوانين بمنع أندية نفس الدوي من مواجهة بعضها البعض أو مواجهة الأندية لمنافستها في دور المجموعات حتى أن «موقع أوبتا ورجل المراهنات ويليام هيل» سخرا من إمكانية توقع نفس القرعة بهذه الدقة!

بعدها تحول الأمر إلى لعبة مفضلة للجماهير، من يمكنه أن يكون عبقريًا مثل بروفة القرعة؟ وبات الجميع قبل أي أدوار إقصائية يجمع قصاصات صغيرة من الورق الأبيض ويبدأ في كتابة توقعاته للدور القادم «أيا كانت مرحلته» ومن ثم يتباهى بنبوءته إذا ما كانت النتيجة كلها صحيحة أو صحيحة عدا مباراة واحدة لم يتوقع طرفيها، في حين أن الأمر برمته تكرر في نُسخ أُخرى بعدها وبدا وكأن الأمر لعبة أكبر بقيادة الويفا.


نفس درجة السخونة أو البرودة = مواجهات متكررة؟

هل القصة صدفة أم مزحة؟ لماذا بات على أرسنال أن يواجه بايرن ميونيخ باستمرار وإذا ما كان عدم تخطي الجانرز للبافاري هو الناتج الدائم لمواجهات من فرط تكرارها جعلت حساب بايرن ميونيخ الرسمي يسخر من انتظار أرسنال لقرعة الدور الخامس لمسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي لهذا الموسم بالإشارة إلى أنهم المنافس المنتظر.

هل كان يضمن أحد أن ريمونتادا عظيمة مثل التي حدثت في مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان هي الشيء الوحيد تقريبًا الذي سيُذكر في تاريخ مواجهات الفريقين في الأدوار الإقصائية في البطولة، وكم مرة لعب باريس سان جيرمان ضد تشيلسي الذي إن لم يواجه الفريق الفرنسي فالطرف الآخر معروف بطبيعة الحال وبنسبة 99.9 % فهو برشلونة الإسباني، متى سيواجه أتلتيكو مدريد فريق باير ليفركوزن مرة أُخرى؟

ليستر سيتي طريقك معروف إذا ما شاركت في المسابقة مجددًا حتى لو بعد مائة عام من الآن، وليفربول إذا عاد حتمًا سيجد ريال مدريد في طريقه سواء في المجموعات أو الأدوار الإقصائية أو حتى التأهيلية للمجموعات إن لزم الأمر، هل يتعمد المسئولون إضفاء المزيد من الإثارة بحثًا عن تجديد بعض رغبات الثأر؟ أم أن البعض الآخر يطلب الانتقام من خصم ما بعينه؟! هل لدرجة السخونة في العلاقات بين الأندية علاقة بالمواجهات المتكررة؟


كرات باردة وساخنة ولكن في الملعب!

http://gty.im/485536880

لا يخفى على أحد كم الاتهامات الموجهة للاتحاد الأوروبي بأن قرعة الدوري الأوروبي «اليوروباليج» وبالأخص في الموسم الماضي كانت موجهة وتحديدًا من إكساب البطولة رقم اثنين في المسابقات الأوروبية القارية للأندية شعبية أكبر، بكونها مثلاً هي من استضافت أول مواجهة أوروبية بين عملاقي الكرة الإنجليزية ليفربول ومانشستر يونايتد، ولا مانع من سكب المزيد من العواطف عند منح يورجن كلوب فرصة للعودة إلى سيجنال إيدونا بارك، ولأن كل مواجهات ليفربول في الأدوار الإقصائية صعبة، فلا مانع من أن يكون منافسهم في قبل النهائي هو الفريق الإسباني فياريال والذي كان من أبرز المرشحين آنذاك للفوز باللقب !

كرات ليفربول في القرعة يبدو وأنها كانت ملتهبة، هل تكرار تأهل أشبيلية للنهائي مقصود؟ إن لم يكن كذلك فلا مانع من أن يكون تكرار فوزه باللقب شبه مقصود أو بتعبير آخر «مشبوه»، هناك الكثير من القرارات التحكيمية التي كانت مؤثرة على فوز الفريق الأندلسي بالثلاث بطولات الأخيرة، بداية من اجتياز نصف النهائي ضد فالنسيا عام 2014 بقرارات تحكيمية مثيرة للجدل جعلت رئيس النادي أمادو سالفو ينتقد الحكم السلوفيني بعد الفوز بثنائية نظيفة في رامون سانشيز بيزخوان من بينها هدف من تسلل أكثر من فاضح للكاميروني مبيا، وضربة الجزاء الوهمية للفريق في روسيا في مواجهة زينيت بطرسبرغ في ربع نهائي نسخة 2015 وأخيرًا وليس آخرًا تقريبًا مع فضائح الشوط الأول ضد ليفربول وعدم احتساب أكثر من ركلة جزاء صحيحة قبل العودة بالنتيجة، هل هناك كرات باردة وساخنة في الملعب كذلك !؟ أم أن لصناعة العنوان الأبرز مثل «إشبيلية يحتكر بطولة الدوري الأوروبي» ثمن لا يساوي تذكرة متابعة مباريات البطولة من الملعب ولكن بالتلفاز حتى!


الفائز مرشح ومتهم دائماً!

لهذا ما زالت السخرية متواصلة من ريال مدريد بعد أن فاز بلقب دوري الأبطال مرتين في آخر ثلاثة أعوام وربما قام البعض بنعته ببطل «الكرات الساخنة والباردة» بسبب مواجهات الفريق في الحادية عشرة بداية من دور الستة عشر حتى نصف النهائي والتي واجه فيها أندية ليست الأقوى أو المرشحة حتى باللقب وهي على الترتيب: روما، فولفسبورج ومانشستر سيتي وكأن الخسارة في الذهاب من الفولفي كان قد حدث عمدًا لإخفاء أي شكوك بأن النية مبيتة وفي نسخة العاشرة كان ريال مدريد قد واجه شالكة ثم بروسيا دورتموند ثم بايرن ميونيخ قبل أن يكون المنافس في النهائي واحد وهو أتلتيكو مدريد، لم يتبق سوى إدعاء البعض بأن رأس راموس هي الأُخرى كانت ساخنة جدًا عندما سجل في النهائيين!

هل القرعة موجهة؟ وارد جدًا ولكن في بعض المباريات وبالقطع من بينها بعض المباريات المتكررة بهذه الطريقة المفضوحة، ريال مدريد سبق له وأن وّدع المسابقة على أيدي دورتموند وبايرن ميونيخ قبل أن يواجه الفريقين مجددًا، مانشستر سيتي الذي واجهه ريال مدريد في نصف نهائي الموسم الماضي، واجهه برشلونة في بطولة الخامسة في دور الستة عشر قبل أن يواجه منافسه الآخر المفضل باريس سان جيرمان في ربع النهائي ويضطر لمقابلة بايرن ميونيخ الذي أقصى العملاق الكتالوني سابقًا في دور نصف النهائي.

بعض المباريات يظهر وكأنها مُختارة بالفعل ولكن مع التأهل لأدوار متقدمة ونقص الخيارات بعض المواجهات التي لم تكن مستحبة تصبح إجبارية وهنا يصبح التأهل خيارًا متاحًا ولكن للمستحق فقط لا غير حيث لا تنفع الكرات الباردة أو الساخنة، بعد قرعة دور ربع النهائي من النسخة الحالية، ماذا يُمكن أن يقال عن مواجهة يوفينتوس وبرشلونة مثلاً؟! هل هي تلبية لرغبة بونوتشي مثلاً كما أظهر في تصريحاته؟ وهل هو سعي من بايرن لانتقامه من الريال مع خلفية إصابة مشجعي ريال مدريد بالشيزوفرينيا لأن مدرب ميونيخ حالياً هو أنشيلوتي؟ هل محاولة لمساعدة ليستر على كتابة التاريخ بمواجهة إسبانية آخرى أو فرصة لتوخيل أو يارديم لإثبات كفاءتهم التدريبية؟ أم أن أيادي باروش نظيفة لذا أبعدت الكبار عن مواجهات سهلة؟

هذا ما سيُقال ولكن بعيدًا عن أجواء المؤامرات دعونا لا ننسى أن الفائز مرشح ومتهم دائمًا وأن بعض المواجهات لا تنفع فيها تلك الإدعاءات لأنها كانت مُنتظرة دون قرعة، هي حجج فارغة تمامًا مثل بلاتر الفاسد والذي أثبت ذلك بشهادته على الفساد وحدوث ذلك تحت إشرافه، تلك الهرطقات تُعرف بالحجج الساخنة والباردة أو حجج بلاتر!