خطاب القاعدة الإعلامي في مصر: من المنتديات إلى تلجرام
الظهور الأول لجماعة المرابطين: «ويومئذ يفرح المؤمنون»
في نوفمبر 2014 أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس بيعته لتنظيم الدولة الإسلامية؛ وهو الأمر الذي رفضه هشام عشماوي مسئول التنظيم بالوادي، فجاء الإعلان الأول عن تنظيم المرابطين عبر منتديات الفداء الإسلامية القريبة من تنظيم القاعدة بعد شهرين من بيعة أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة.ثم ظهر الإصدار الأول «ويومئذ يفرح المؤمنون» لهشام العشماوي الملقب بأبي عمر المهاجر المصري على اليوتيوب بعنوان بداية انشقاق ضباط الجيش المصري (تم حذفه لاحقًا)، وتم تعريفه في التسجيل بأمير جماعة المرابطين في 21/7/2015.


الإصدار الثاني والأهم : «ولا تهنوا ولا تحزنوا»
تم نشر هذا الإصدار في 1/10/2015 على اليوتيوب (تم حذفه لاحقًا)، أي بعد شهرين تقريبًا من الإصدار الأول، بدأ الإصدار بكلمة مأخوذة من لقاء لمؤسسة السحاب الإعلامية التابعة لتنظيم القاعدة مع أيمن الظواهري في شهر تموز/يوليو 2014 يتحدث فيها عن العمل الجهادي في مصر فيقول: «نحن نبارك أي عملية ضد الصهاينة والجيش المتأمرك الذي يحمي حدودهم ومجرمي الداخلية وضد المصالح الأمريكية المعتدية على المسلمين طالما كانت هذه العملية ملتزمة بالضوابط الشريعة من عدم التعرض للدماء المعصومة من المسلمين وغيرهم أو التعدي على حرماتهم».

يا أهلنا المسلمين بمصر إن الديموقراطية التي سعى إليها الكثير خلال المرحلة الماضية أثبتت لكل عاقل لبيب مدىفسادها قدرا، فضلا عن فسادها شرعًا، وأن كل من اجتهد وتأوّل من أهل العلم بأن الصورة المسماة بالإسلامالديمقراطي هي الإسلام المبني على الشورى قد أخطأ في ذلك خطأ كبيرًا، وأسأل الله أن يغفر لأهل العلم الذيناجتهدوا في ذلك وأن يأجرهم أجر المجتهد المخطئ.
إن السلميةَ التي خضناها وإن كنا قد صمدنا فيها صمودًا معجزًا، لكنها أبدًا لن تحسم صراع الحق مع الباطل، فلوكانت السلميةُ ستَحسم هذا الصراع؛ لكان أولى الناس بذلك نبيُنا مُحمد صلى الله عليه وسلم
واعلموا يا أهلَنا في مصَر المسلمِة الحبيبة أن هناك رجاًلا يتمنَّون لو كان معهم سلاح ليدفعوا به عن دمائِنا وأعراضنا،وليثأروا به لقتلانا وأعراضنا، فلعل ذلك يكون قريبًا بإذن الله تعالى، ونكون بإذن الله تعالى كتفًا بِكتِف نُقاتلُ هذا العدو الصائل على دينِنا ودمائِنا وأعراضنا.
الإصدار الثالث: الطريق إلى الثورة الإسلامية
ظهر في 2 مارس 2016 الإصدار الثالث للجماعة وهو عبارة عن الحلقة الأولى من سلسلة «الطريق إلى الثورة الإسلامية لتحكيم الشريعة الإسلامية» تحت عنوان «العلماء ورثة الأنبياء»، وهو تسجيل صوتي عبارة عن محاضرة منهجية دعوية عن أهمية دور العلماء في مواجهة النظام وإعلان «الجهاد ضده»، ولم تظهر الحلقة الثانية للسلسلة والتي جاءت بعنوان «أعيدوا حق الله» إلا في 18 يناير 2017، وهي محاضرة منهجية أيضًا عن ضرورة تحكيم الشريعة الإسلامية.وفي الفترة بين هاتين الحلقتين تم نشر تسجيلين آخرين لعشماوي، الأول بتاريخ 6/6/2016 تعزية في الملا أختر منصور زعيم طالبان الذي قتل في أواخر مايو 2016، والثاني بتاريخ 30 يونيو بعنوان «انصروا بنغازي» يدعو فيه للنفير ونصرة «المجاهدين» المدافعين عن بنغازي، وأثنى عن توحد التنظيمات المدافعة عن المدينة تحت لواء واحد؛ يقصد سرايا الدفاع عن بنغازي؛ وهو ما يعطي إشارتين:-الأولى: أهمية ليبيا كمرتكز للتنظيمات القريبة من القاعدة في مصر.الثانية: تفهم عشماوي للتعاطي السياسي والتحالفات التي تبنتها تنظيمات قريبة من القاعدة في بنغازي وهو ما قد يعمل عليه في مصر. وبذلك يكون مجموع تسجيلات عشماوي الصادرة حتى الآن ستة تسجيلات.أبو حمزة الأنصاري: البطل الثاني لإصدارات التنظيم
هناك وجه آخر في التنظيم تفوق على عشماوي في عدد تسجيلاته بأربع سلاسل منهجيه ودعوية، بلغ عدد حلقاتها 71 حلقة، بدأ نشرها في 14 مايو 2016 وكان آخر ما نشر له في 19 أكتوبر من هذا العام، وهو كما تلقبه الإصدارات «الشيخ المجاهد أبو حمزة الأنصاري»، وهو مصري كما تظهر من لكنته.
هذا بخلاف كلمة له عن مآسي المسلمين في بورما سجلها في الخامس عشر من محرم 1439هـ الموافق السادس من أكتوبر 2017، كما ذكر في بداية التسجيل، وتم نشرها في الحادي عشر من أكتوبر على قناة البلاغ العامة.وبالبحث ظهر اسم أبوحمزة الأنصاري كمعد لفيديو لقوات راف الله السحاتي في ليبيا في سبتمبر 2011، ونشر تحت عنوان مؤسسة المرابطين للإنتاج الإعلامي: تقدم: الإصدار المرئي الثاني «أمة الإسلام بشرى»، وهو نفس اسم المؤسسة الذي ستحمله فيما بعد لجنة النشر بتنظيم المرابطين المصري، وكذلك ظهر الاسم في سؤال على منبر التوحيد والجهاد التابع لأبي محمد المقدسي المنظر الجهادي المعروف عن حكم قتل قيادات النظام الليبي السابق بعد اعتقالهم أثناء الثورة الليبية على القذافي.
لا يمكن بالطبع تحديد ما إذا كان لقب أبوحمزة الأنصاري للشخص نفسه أم لا، حيث إن هذا اللقب يكثر في أوساط التنظيمات الجهادية، ولكنه احتمال لا يعد مستبعدًا خاصة لما يثار عن علاقات التنظيم ببعض التنظيمات القريبة من القاعدة في ليبيا، ولو صح ذلك الاحتمال فهذا يعطي لأبي حمزة الأنصاري مكانة رفيعة في التنظيم لسبق عمله في ليبيا مع تنظيمات قريبة من القاعدة أثناء الثورة الليبية.
تواجد التنظيم عبر الشبكة العنكبوتية
نظرا لملاحقة المنتديات الجهادية عبر شبكة الإنترنت لم أتمكن من رصد بدايات ظهور التنظيم على الشبكة وتطوراته بشكل مُرضٍ، ولكن من الواضح أن التنظيم اعتمد بشكل مطلق على المنتديات الجهادية في الأشهر الأولى خاصة منتديي الفداء وعرين المجاهدين القريبين من القاعدة، وكان له حساب للتواصل الخاص باسم جنود الشريعة، نشره التنظيم مرفقًا مع التسجيل الثاني لعشماوي الذي دعا فيه لاستهداف ضباط الشرطة والجيش والإعلاميين كما ذكرنا سابقًا.أنشأ التنظيم قناته العامة على التيلجرام في 16 مايو 2016، وأعلن عنها في الحلقة الرابعة من سلسلة حلقات «إن الدين عند الله الإسلام» لأبي حمزة الأنصاري، ثم أخذت القناة الدور الرئيسي في نشر إصدارات التنظيم، وتوقفت القناة عن نشر أي جديد في 26 يناير 2017، ثم نشرت رسالة تدعو متابعيها لمتابعة مؤسسة البلاغ 22/7/2017، وهي المؤسسة التي ستنشر إصدارات التنظيم، ولكن دون الإشارة بشكل مباشر إليه، حيث إن إصدارات أبي حمزة الأنصاري لم تعد تحمل شعار التنظيم، ولم تعد تحمل سوى شعار قنوات البلاغ، وهو على ما يبدو تكتيك جديد للتنظيم لمنع متابعة إصداراتها على اليوتيوب وحذفها، وهو الموقع التي يركز عليه التنظيم بشكل أساسي في نشر تسجيلاته لتصل ربما لأكثر عدد من المتابعين.تم إنشاء قناة البلاغ الرئيسية في 13/4/2017 وآخر نشر لها كان في 20/10/2017، وتفرع عنها:-قناة البلاغ أخبار هامة: أنشئت بتاريخ 3/7/2017 وآخر نشر لها كان بتاريخ 21/10 وفيه نقلت عن صحيفة الوطن خبر احتمال تورط عشماوي في هجوم الواحات.- قناة البلاغ مصر الإخبارية: أنشئت 6 أغسطس 2017 وآخر ما نشر عليها كان بتاريخ 21 أكتوبر، حيث نقلت خبر الوطن عن احتمال تورط عشماوي في الهجوم، ونقل عدة منشورات منقولة من الفيسبوك عن فشل الداخلية في التعامل مع الهجوم.وقنوات أخرى مثل مكتبة البلاغ الفقهية، والجهادية، والأمنية، ومكتبة البلاغ لأصول الفقه، وعلوم الحديث، وعلم التوحيد الخ. تواجد التنظيم على الفيسبوك و تويتر في النصف الأول من عام 2016 عبر صفحة أنصار المربطين على الفيس بوك، وجنود الشريعة على تويتر، وقد أغلقت إداراتي الفيسبوك وتويتر الصفحتين.
ملاحظات على أداء التنظيم الإعلامي
1.التنظيم متواجد عبر السنتين السابقتين بإصداراته الإعلامية، وشهدت الفترة الزمنية الممتدة من شهر مايو 2016 إلى شهر يناير 2017 النشاط الإعلامي الأكبر للتنظيم، عبر طرح محاضرات أبي حمزة الأنصاري وتدشين قناة التنظيم الرسمية على التيليجرام، وصفحة على الفيسبوك، وحساب على تويتر، ثم تليها الفترة الممتدة من أبريل 2017 إلى 21 أكتوبر 2017 وهي الفترة التي شهدت تدشين مجموعة قنوات البلاغ على التيليجرام.2. يعتمد التنظيم في نشر إصداراته على اليوتيوب، ربما لتحقيق نسب مشاهدة أعلى لضعف آلة النشر الإعلامية للتنظيم، ومع ذلك يعتبر انتشار إصدارات التنظيم ضعيفا للغاية، وهو ما يشير لضعف لجنة الإعلام والنشر بالتنظيم وهو ما قد يؤشر على ضعف التنظيم نفسه، بالإضافة لضعف قاعدة مناصريه.3. تعتمد إصدارات التنظيم على تسجيلات صوتية تفتقد للإبداع، وهي تسجيلات في غالبيتها الكاسحة دعوية منهجية، لم يتبن خلالها التنظيم أي عملية تذكر.4. اعتمد التنظيم في بداياته على المنتديات الجهادية القريبة من القاعدة، ثم مع ملاحقة هذه المنتديات لجأ التنظيم لموقع التيليجرام وهو الموقع الذي يحتل الركن الأساسي في تكتيكات الجماعة الإعلامية.جند الإسلام في سيناء: التنظيم الأقدم
الظهور الأول : «غزوة رفح»
ظهر اسم جند الإسلام لأول مرة من خلال بيان على منتدى شموخ الإسلام القريب من القاعدة في 12 سبتمبر 2013 يتبنى فيه التنظيم تفجير مبنيين أمنيين من بينهما مبنى المخابرات الحربية برفح، ووعد بنشر تفاصيل العملية في إصدار مرئي، وهو ما لم يحدث إلا في 12/8/2015 بنشر إصدار سبيل العزة الثاني : غزوة رفح، نشر فيه كلمات وتوصيات «الاستشهاديين» اللذين قاما بالعمليتين، وتسجيل لرصد مبنى المخابرات الحربية برفح قبل العملية، وتسجيل آخر لوقت التفجير، ويحتوي الإصدار على مقتطفات من كلمتين للظواهري عن التنسيق الأمني بين الجيش المصري والجيشين الأمريكي والصهيوني، وينتهي الإصدار بالتسجيل الثاني والذي يدعو الظواهري فيه قبائل سيناء لمساندة «المجاهدين» في غزة، ثم يختتم التسجيل بشعار التنظيم وتحته شعار «قادمون يا أقصى».ومن اللافت موعد نشر التسجيل الذي يأتي بعد بيعة أنصار بيت المقدس خاصة فرع سيناء لتنظيم الدولة، وما يحتويه من رسائل الولاء للقاعدة، وهو ما سيتم تأكيده من خلال الإصدار الثاني والأخير للتنظيم.

الظهور الثاني: رسالة انحياز واضحة لعشماوي
نشر التنظيم في 29 أكتوبر؛ أي بعد شهر فقط من نشر تسجيل عشماوي الثاني «ولا تهنوا ولا تحزنوا»؛ إصدارا مرئيا يعتبر الإصدار الأكثر تميزًا على الإطلاق من بين جميع إصدارات التنظيمات القريبة من القاعدة في مصر، ويحتوي الإصدار لتسجيلات لبعض الاستعراضات العسكرية، وبعض الأسلحة التي يملكها التنظيم، وكمائن على الطرق، ولكن تعد الرسالة الأهم في هذا الإصدار هو المقطع الصوتي لهشام عشماوي من تسجيله «ولاتهنوا ولا تحزنوا»، مما فيه إشارة واضحة لانحياز التنظيم للقاعدة وممثلها الأهم خارج سيناء عشماوي، وليس لتنظيم الدولة الذي بايعه تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء.ثم اختفى التنظيم من هذا الوقت ولم يظهر إلا في يوم 29/10/2017 من خلال بيان لدعم مبادرة بعض منظري السلفية الجهادية للصلح بين بعض التنظيمات الجهادية في سوريا.التنظيم الأحدث: أنصار الإسلام
في التاسع عشر من أكتوبر؛ أي قبل يوم واحد فقط من عملية الواحات، وقبل يوم واحد فقط أيضًا من آخر نشر لقناة البلاغ العامة؛ أُنشئت قناة حراس الشريعة «مصر الكنانة»، ووصفت نفسها بأنها «قناة جهادية تحريضية حتى تعي الأمة الجهاد الشرعي بعيدًا عن فتنة الإرجاء والغلو» كما وصفت نفسها بأنها أول قناة جهادية عاملة من مصر الكنانة يكتب بها «أسود من ثغور العز» كما بشرت متابعيها «بمضي سفينة الجهاد في مصر نقية صافية خفاقة حتى تحرير بيت المقدس»، وهو ما قد يشير إلى تدشين التنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة في مصر لمرحلة جديدة في مصر ستكون موجودة فيها على الأرض بشكل أكثر فاعلية.والقناة نشطة لم يمر يوم من إنشائها دون نشر، وقريبة من القاعدة ومناهضة تمامًا لتنظيم الدولة، وخطابها تجميعي حيث تعتبر حركة حسم من «أسود الكنانة المرابطون في مصر».وقد تابعها في خلال أسبوعين فقط ألف متابع، وهو رقم كبير لو قارناه بمتابعي قناة حركة حسم المنشأة من شهر يوليو 2016 البالغ 2000 متابع تقريبا، وكذلك لو قارناه بالقنوات التابعة لتنظيم المرابطين الذي لم يتجاوز أي منها الثلاثمائة متابع، ويعتبر نشر بيان تنظيم أنصار الإسلام الذي تبنى فيه عملية الواحات على القناة السبب الأهم في رواج القناة بالتأكيد.ولا يمكن تحديد هوية هذا التنظيم الجديد، هل هو مجرد مسمى جديدة لتشتيت الأم ، أم هو تنظيم موجود ويجمعه بالتنظيمات الأخرى ولاؤه للقاعدة، أم هو تنظيم نشأ من اندماج عدة تنظيمات؟والبيان يبعد عن وصف النظام المصري بالكفر والرد ، ويعتبر ترك التنظيم للجنود المشاركين في الحملة أحياء دون تصفيتهم «راجيا لهم الهداية» حسب تعبير البيان ، رسالة حرص عليها التنظيم فيما يبدو لجذب تعاطف شعبي معه، وتحييد المجندين .ملاحظات عامة
