محتوى مترجم
المصدر
German Propaganda Archive – Calvin College
التاريخ
1939/03/09
الكاتب
فريتز ريدلين

خلفية

بسبب يهودية أينشتاين، عمد النازيون إلى الحط من عبقريته العلمية، والتأكيد على كونه يهوديًا ذا قدرات محدودة. هذه المقالة مأخوذة من عدد جريدة إخبارية بعنوان «Mitteilungen über die Judenfrage / بلاغ عن اليهود» الصادرة عن «المعهد العالي لدراسة اليهود / Institut zum Studium der Judenfrage»، أحد أبرز المعاهد البحثية النازية في «المسألة اليهودية». كان توجيه الدعاية النازية ضد أينشتاين بشكل متواتر، حيث ركزت دائمًا، بجانب أشياء أخرى، على الادعاء بأنه لا جديد في نظرية النسبية، وإن كان هناك جديد فقد انتحله أينشتاين.


ألبرت أينشتاين: «معلمٌ سياحي» في برنستون

يرفض الشعب الأمريكي بشكل متزايد نسبية أينشتاين المُستخدَمة في العمل السياسي. ووصفت لجنة دييز المشهورة – الخاصة برصد الأعمال العدائية ضد أمريكا – أينشتاين بأنه مُحرّض شيوعي. وعُقد مؤتمر عام للاحتجاج على دعوة أينشتاين لتسليح أسبانيا الحمراء (الشيوعية) في النيويورك تايمز.

يجب أن يكون أينشتاين – مكتشف نظرية النسبية، والحائز على جائزة نوبل، والمدير الأسبق لمعهد القيصر فيلهلم للفيزياء، والبروفيسور السابق بجامعات برلين وليدن، وعضو أكاديمية أمستردام للعلوم، وعضو «اللجنة الدولية للتعاون الفكري» التابعة لعصبة الأمم، وعضو مجلس جامعة القدس – واثقًا جدًا من قامته العلمية عندما قام بنفض تراب ألمانيا عن قدميه «بسبب الضغوط الأخلاقية للنازيين» في 1933، وذهب إلى أمريكا.

لقد كان هادئًا بشكل لافت فيما يخص النظرية النسبية، التي روّجت لها ماكينة الإعلام والعلاقات العامة اليهودية باعتبارها الاكتشاف العلمي الأعظم منذ عصر آدم. يعمل أينشتاين الآن في معمل جيد في جامعة برنستون تحت رعاية الحكومة الأمريكية. لقد كتبت مجلة «Jüdische National Biographie / سيرة اليهود الوطنيين»:

لقد كان بطلميوس وكوبرنيكوس أطفالًا صغارًا بالمقارنة مع أينشتاين، الذي هز أسس الزمان والمكان. لقد هز كوبرنيكوس مبدأ الثبات القطعي للأرض، وهز أينشتاين مفهوم القطعية نفسه، فلا شيء حقيقي.

لقد جعل اليهودُ في كل بلدٍ من ابنِ عرقهم، أينشتاين، مسيحًا. فاكتشافه قد يحول رؤى الإنسانية بخصوص الدين، فيدفع الدين مرة أخرى إلى «العالم الثقافي» الذي كان قد تخلى عنه قبل ذلك. واليوم، بعد ست سنوات؟ لقد نسي العالم بشكل ما (فيما عدا اليهود) «النسبية»، نسوا أينشتاين، إلا إذا تم ذكره من خلال الصورة السيئة «للسياسي» أينشتاين.

وكتب مراسل خاص لمجلة «Paris Soir / ليل باريس» في زيارة لأينشتاين في معمله عام 1937: «لقد أصبح السياسي مهندسًا». استلم أينشتاين، طبقًا لمراسل المجلة الذي تحدث بشكل غامض، 72 ورقة علمية منذ ذلك الوقت، ومن بينها «أشياء لها طبيعة سرية موجهة فقط للحكومة، وقد تصبح خطيرة إن وصلت لأيدي العامة». وهناك اختراعات أخرى في مجال التصوير لها جانب سلمي أكثر. وكان آخر الاكتشافات البارزة هي عدسات جديدة – وما عساه المرء أن يتوقع من أينشتاين؟ – من الممكن أن «تقوم بتحويل مجال الإنتاج السينمائي»، وتزود العالم أخيرًا بـ «السينما المثالية». وعندما يُسأل لماذا يهتم بمثل هذه الأشياء اليومية، يجيب أينشتاين بتخشّع أنه أراد أن يرد الجميل لـ «وطنه» الجديد بعد الاستقبال الدافئ الذي وفرته له.

كتب مراسلنا من «Paris Soir» في (7 إبريل/نيسان 1937):

يعد أينشتاين أحد معالم برنستون الحديثة للغاية، وإذا أرادت اللجنة تشجيع السياحة فإنها لن تدعو إلى مباراة كرة القدم هذه أو تلك، بل تفضل محاضرة لأينشتاين من الثانية إلى الثالثة عن «التفاضل والتفاعلات النووية»، والتي لن تمثّل عامل جذب لمئات الآلاف إلا أنها ستغري «جمهورًا» أكثر إثارة.

نحن لا نريد أن نتحدث عن الجوانب العلمية والرياضية في نظرية النسبية، والتي منذ تم الإعلان عنها رآها العديد من العلماء الجادين محض خدعة، وبوصفها صورة جليةً لأمور واضحة، تصل حد السرقة العلمية. فآثارها مدمّرة، كعادة اليهود، حيث تهدف إلى القضاء على القيم السائدة دون تقديم بديل جديد وبنّاء للبشر.

فقد كتب فينينجر في مجلة «سيرة اليهود الوطنيين»: «إن نتائج هذه النظرية ثورية، حيث يشعر المرء أن الأرض تحت قدميه قد تلاشت». كشفت هنا الروح اليهودية عن عقيدة أناركية تدعم المخططات اليهودية للسيطرة على العالم من خلال القضاء على كل قيم الوطن، والعائلة وغيرها، من خلال تدمير كل العلاقات (فيما عدا تلك الخاصة بالعرق اليهودي).

وعندما نجمع ما نعرفه من أن أينشتاين كان رئيسًا لرابطة حقوق الإنسان في ألمانيا، مع كونه قائدًا لمجلس جنود في بروكسل في 1918، تصبح صورته الحقيقية أكثر وضوحًا. فنحن نملك دليلًا موضوعيًا على خيانة أينشتاين في بروكسل في تقرير الدبلوماسي الهولندي د. فان فولنهوفن، والذي مثّل المصالح الهولندية في بروكسل في نهاية الحرب العالمية الأولى. فمن خلال معرفته الكاملة بالأمور، كتب في مجلة Haagsch يومي الثامن والتاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 1918:

لقد تمكنت الأناركية من بروكسل. مر الجنود بجوار ضباطهم دون إلقاء التحية لهم، وعندما نهرهم الضباط سخروا منهم. وتم تشكيل مجلس من الجنود والعمال، كان فيه فرويد، وأفلاطون، وكان لأينشتاين الكلمة فيهم. فالجنود الذين يتبعونه واجهوا العوام بالمدافع الرشاشة، وحولوا المباني العامة إلى خمّارات … وعندما حاول العوام رفع الأعلام، قال أينشتاين إن الأعلام الوطنية لم يعد لها أي معنىً، وأن الحركة الثورية لا تعترف بدول محددة.

يرى المرء، في تقرير الدبلوماسي الهولندي، بشكل واضح أينشتاين الخائن في دولة يائسة. فهل بعد كل هذا، نندهش من نفي الاشتراكية الوطنية، التي أرادت الدفاع عن مجد ألمانيا، لأينشتاين؟! وماذا عما فعله الفرنسيون في مؤسسي كومونة باريس بعد معركة سيدان؟ يشهد «الجدار المأساوي» على ما حدث!.

وعندما تقدّم أينشتاين للحصول على الفيزا الأمريكية في برلين، واجه مقاومة من «الرابطة الوطنية للنساء الأمريكيات» والتي ادّعت أنه خرق متطلبات الهجرة وأن نظريته قد أدّت إلى الأناركية، تاركةً الحكومة اسمًا بلا مسمى، وأنه انتمى بالفعل إلى ثلاث منظمات شيوعية أو أناركية: «المؤتمر العالمي ضد الحرب الإمبريالية»، و«هيئة إغاثة العمال العالمية»، و«منظمة مقاومو الحرب العالمية». وما جنته الولايات المتحدة من أينشتاين نجده واضحًا في كلمته عام 1931 في النداء الذي وجهه لـ 400 من «مؤيدي السلام»:

إن قناعتي الحالية أن التصرف الصحيح في الوقت الحاضر هو رفض الخدمة العسكرية. دعوتي هذه تعد غير قانونية، لكن عندما تطلب الحكومة من مواطنيها أن يقوموا بجرائم، من حقهم أن يقاوموا، ويجب علينا أن ندعمهم.

ومن وقتها لاحظ الشعب الأمريكي بشكل عام تزايد المنتمين لفكر أينشتاين. وظهر هذا في أعنف صوره في جريدة «Brooklyn Tablet» في يوليو 1938:

لقد طالب مجموعة من الأساتذة في جامعة برنستون حكومة الولايات المتحدة بأن ترفع حظر الأسلحة عن أسبانيا الحمراء (الشيوعية). كان البروفيسور أينشتاين أول من وقّع على الطلب. لقد أعطت الولايات المتحدة لأينشتاين حق اللجوء، والآن هو يُملي على الحكومة ما يجب أن تفعله في إدارة شئونها. إننا نقترح إرسال أينشتاين إلى ألمانيا مرة أخرى.

يُسيء أينشتاين استغلال الاستضافة الأمريكية له بأشد الطرق، حيث ينادي هو ولاجارديا بمقاطعة للبضائع الألمانية. ويشوّه الأجانب في نظر طلابه، ويُهيّج بشكل مباشر على الحرب. وفي اجتماع صهيوني في معبد مكة بنيويورك في نوفمبر/تشرين الثاني 1938، انتقد سياسات إنجلترا في فلسطين. واستمرارًا لطريقته في قلب الحقائق، قال بأنه لا يمكن لإنجلترا أن تسمح لـ «أقلية» بين «أغلبية من اليهود والعرب» أن تفرض إرادتها.

وفي 26 يناير/كانون الثاني عام 1939، عُقد اجتماع في لجنة «مواطني الولايات المتحدة» للاحتجاج ضد منع محطة «Radio Pastor Coughlin / راديو القس كوفلين» وضد الرقابة اليهودية على شركات البث. وعندما ذُكر اسم أينشتاين ضجت القاعة بصيحات الرفض والاستهجان.