الكائنات الفضائية هي إحدى الثيمات ضمن الأكثر إلهابًا لعقول الروائيين والسينمائيين. وقد اشتهرت الكلمة التي اقترحها جون تاين ضمن قصة له بمجلة «الخيال العلمي» الأمريكية عام 1955م، «غرباء Aliens»، في وصف تلك الكائنات، وإن سبقها العديد من القصص التي تتحدث عن حروبنا مع هؤلاء القادمون من وراء النجوم، كـ (سينميوم) للفلكي هانز كيبلر، وحتى الفيلسوف الأشهر فولتير كتب أيضًا فى الموضوع عام 1750م، لكن على طريقته الفلسفية كالعادة، فتحكى قصته «ميكروميجا» عن ماردين فضائيين يزوران الأرض، ويتهكمان على ما يقابلانه من فكرنا وقيمنا. لاشتهار الكلمة التي اقترحها تاين دلالة، وهو الغرابة التي تحيط بتلك الفكرة الخيالية حتى الآن، فهناك أسئلة كثيرة شغلت الأدباء حول هؤلاء الغرباء، سعى كل منهم إلى إجابتها على طريقته.


كيف يبدون؟

في قصة «كوكبان» عام 1897، يميل المؤلف «كورد لاسفيتش» إلى أن رجال المريخ ليسوا غريبين خضر الوجوه، بل يبدون مثلنا تمامًا، كما أنهم جاءوا الأرض منذ فترة طويلة، ويعيشون في القطبين. «سولاريس» أيضا قصة فوق عبقرية من البولندي ستانسلاف ليم، أول مرة يذهب مؤلف إلى أن هناك كوكب ضخم، يتضح في النهاية أن الكوكب بالكامل عبارة عن كائن فضائي حي.

أما عن أحجامهم، فلا أزال أقشعر من المشهد الأخير لفيلم «رجال ذوو بذلات سوداء»، عندما ابتعدت الكاميرا عن الأرض فالمجرة فالكون، ثم يتضح أن هذا كله عبارة عن كرة صغيرة تلهو بها كائنات أضخم. احتمال وارد بشدة في رأيي، بنفس القدر الذي يحتمل به أن ما نحسبه ذرات فى عالمنا، قد يكون أكوانا كاملة بالنسبة لآخرين.


كيف نستطيع مخاطبتهم؟

شغلت هذه المعضلة عقول العلماء، المفكرين، رجالات الخيال العلمي على السواء. فانزوت الفئة الأخيرة تسترسل في عدد جم من التصورات. عام 1934م، كتب فاينباوم «أوديسا المريخ» ليصف خلالها حيرة البطل في كيفية التواصل مع المريخي تويل، طريقة واحدة هي ما أفلح في النهاية: الرياضيات. وتحول الأمر إلى قناعة عامة عند كثير من مؤلفي الخيال العلمي أن هذه هي وسيلة التخاطب المثلى مع الفضائيين.

عام 1957م، اقترح بايبر التفاهم بالجدول الدوري في عمله «اللغة الكونية». اتفقت معه كاترين ماكلين خلال نفس العام عبر قصة «الصور لا تكذب». أما «ستيفن سبييلبرج» فوجد أن الموسيقى لغة كونية ملائمة، فكان هذا المشهد خاتمة موحية لكل من شاهد فيلمه «لقاءات قريبة من النوع الثالث».

العبقرى «كارل سيجن» فضّل طريقة أكثر مباشرة في روايته الشهيرة «اتصال Contact»، فتحدث عن مخلوقات فضائية تخاطبنا عبر موجات الراديو. بعد فك شفرة الرسالة، يتضح أنها تصميم لكبسولة فضائية متطورة تسافر بها البطلة إليهم.


هل من أحد هنالك خلف النجوم؟

طوال الوقت، امتلأت الساحة بمن يبحثون عن أثر للفضائيين خضر الوجوه، سواء إعلاميين، أو مجاذيب، أو راغبين فى الشهرة. فمتى دخل العلماء الدائرة ليصير الأمر جديًا؟

أعتقد أن الانطلاقة كانت عام 1959م، إذ تقدمت ورقة مذيلة بتوقيعين من العيار الثقيل،لاسميّ العالمين المبجلين جوسيبى كوتشونى وفيليب موريسون. اقترح الفيزيائيان أن أفضل وسيلة للتماس مع الفضائيين هو بالاستماع بأطباق راديو ضخمة، تلتقط الإشارات الإشعاعية الميكروية، والهدف أن نكون جاهزين على الطرف الآخر من السماعة، إذا ما قرر الغرباء رفعها وقول «آلو»، أو أن نكون على الخط، فيصلنا ضوضاء إشاراتهم مع بعضهم البعض.

كانت هذه الورقة هى الصفحة رقم 1 في مشروع ضخم ممتد أطلق عليه «مشروع البحث عن ذكاء في الفضاء الخارجى»، أو ما عرف اختصارًا بـ SETI. عام 1974، سار العمل على قدم وساق في تليسكوب أريسبو الضخم في بورت ريكو، وتأهبوا لخطوة هي الأولى في التاريخ، حيث بث رسالة مشفرة إلى مدى يصل إلى 25 ألف سنة ضوئية، تحوى الرسالة وصفا للبشر وموقعهم في المجموعة الشمسية، لربما بسبب المسافة فقد تصل إلى أقرب متلقٍ بعد عشرات القرون.

عام 1977، يبدو أن الفضائيين كانوا متعجلين أكثر منا، فوجدنا أنهم أرسلوا باكرًا ما عُرف باسم إشارة «W»،وتتألف من حروف شبه منظمة لما ظهر أنه رسالة من حضارة ذكية، وكالعادة خرج الكثير من المشككين في حقيقة الرسالة،وهو أمر سيتكرر معنا طوال الوقت. فمهما أتى من صور أو رسائل أو إشارات، ستجد نفسك وسط دائرة من الخبراء المشككين، وهناك واحد أو اثنان منهم على الأقل سيعرِّضون بأن ما تملكه أدلة مزورة و«فوتوشوب».

أما السياسيون، فهذا شأن آخر، أكاد أنفجر ضحكًا، وأنا أحاول تخيل المنظر، فيزيائيونا الوقورون على منصة الاستماع، وحولهم يتراص رجال الكونجرس على المدرجات، أي معاناة للعلماء وهم يحاولون شرح أهمية التواصل مع الحضارات الذكية، فى حين أن أغلب من أمامهم يستقون معلوماتهم عن الموضوع من أفلام «حرب النجوم» وحلقات مسلسل «ستار تريك».

وصل الأمر إلى طريق مسدود بالطبع، فلجأ العلماء إلى السبيل الوحيد المتاح، وهو إنشاء مركز متخصص يعتمد على التمويل الخاص، فوضع حجر الأساس فى مركز «ماونتين فيو» بولاية كالفورنيا، واشتعل فتيل العمل مباشرة فى برنامج «فينكس» أو «العنقاء»، وبلغت كفاءة البرنامج أن أطباقه العملاقة قادرة على التقاط إشعاعات رادار يتواجد على بعد 200 سنة ضوئية. ويدعم المشروع حاليًا بتلسكوبات راديوية جديدة جارٍ بناؤها في سان فرانسيسكو.

أما الفكرة الأكثر عبقرية في رأيي، هي ما تم تسميته بـ SETI@HOME، نعم، بالضبط كما فهمت من الترجمة، SETI هي اختصار مشروع البحث عن ذكاء خارج الأرض، و(@home) تعني في المنزل.. لا يوجد لها تبسيط أكثر. مفاد المشروع هو دعوة مستخدمي الحاسوب حول العالم للتطوع في هذه المهمة العالمية. كل ما عليك هو تحميل برنامج بسيط سيقوم بفك الشفرات الراديوية التي تلتقطها التليسكوبات الراديوية. البرنامج نافذته لن تظهر لتزعج المستخدم، وفي المقابل سيستفيد المشروع بقوة 5 ملايين حاسب، وهو عدد المتطوعين الذين بادروا بالانضمام. دعكم من الحياة الذكية والفضايين إلخ، تلك الفكرة تمثل فتحًا جديدًا في المشاريع الجماعية التي تحتاج طاقة حاسوبية ضخمة.

بالعودة إلى موضوعنا الرئيسي، مر العلماء بمرحلة لمراجعة الذات، لقد تأخر قطف الثمار والوصول إلى نتيجة، فهل هناك ثمة خطأ ما؟! قد يكون سكان النجوم من مستخدمي موجات الليزر وليس الراديو، في هذه الحالة سيتعسر التقاطها. أو لربما يكون الخطأ في إصغائنا إلى حزم ترددية معينة، فقد يتحدث الفضائيون عبر موجات مضغوطة، وهو ما تفعله بعض شبكات الإنترنت الحديثة، فمن الوارد أنهم يحذون ذات النهج. في كل الأحوال، لم نحصد نتائج من زرع آذان للتصنت على سطح الأرض، فتقرر تلمس خطوة جديدة، وإيفاد سفير فوق العادة إلى السماء.

وفي عام 2006م، شارك الفرنسيون في السباق الطموح، وأطلقوا القمر الاصطناعي «كورت»، ويعني الاسم في لغتهم «الحمل الحرارى». كورت هو أول رحّال للبحث عن كواكب ذكية في الكون الفسيح، تبعه القمر «كيبلر»، ومن المميز أن نذكر «داروين»، ابن صناعة وكالة الفضاء الأوروبية والذي أُطلق في 2015م.

جهزت الرسالة لتوضع في المسبار الفضائي «بيونير Pioneer 10»، وضمنوها -على نفس الغرار الذى سارت عليه القصة- موقع الأرض في المجموعة الشمسية ، كما حمل الخطاب المعدنى شكلا لرجل وامرأة يقفان عاريين والرجل يرفع يمناه بالسلام. وبطبيعة الحال، سببت الجزئية الأخيرة كما ضخما من الاعتراضات. وبعدها بأعوام طورت مادة صنع الرسالة، فسجلت على أسطوانة ذهبية، وتم إطلاقها إلى الفضاء اللامتناهى عبر المسبار «فويجر Voyager».


أين هم؟

أولًا، يقول الله عز وجل في محكم التنزيل: «وجعلنا من الماء كل شيء حي». ويقول الفلكيون: «اتبع الماء». هذه نقطة مفروغ منها كأول اشتراطات الحياة.

ثانيًا، موقع الجرم السماوى في مجموعته الكوكبية، لا يصلح لو كان قريبًا جدًا من نجمه،أو بعيدا جدًا فيتجمد. يسمى الفلكيون منطقة التوسط المطلوبة هذه بـ «حزام جولديلوكس». لم يلبث أن طُعن هذا المبدأ إثر مفاجأة «أوروبية»،ليس أوروبا القارة،بل أعني قمر المشتري المدعو أوروبا. فقد تم اكتشاف ماء سائل تحت الغطاء الثلجي للقمر، وعاد السر إلى حركة المد الكاسحة القادمة من المشترى، مما نجم عنه محيطات سائلة كاملة تحت السطح المتجمد. وكما نعلم، القاعدة الراسخة: حيثما يوجد الماء،توجد احتمالات للحياة.


الكائنات الفضائية في الفن السابع

كلنا يتوجس من البشر الغرباء حتى، فما بالك بالقادمين من وراء النجوم؟ لذلك كان طبيعيا أن ينتبه السينمائيون لهذه النقطة، فتعد أيقونة «الكائنات الفضائية» أحد الأيقونات الأكثر استخدامًا في الخيال العلمي، وأقدمها. وعندما أقول (أقدمها) فأنا أنكأ المعنى الحرفى للكلمة، فهذه الصيحة تعود إلى زمن السينما الصامتة ذاته.

عام 1902م، تم الدمج بين الروايتين الرائدتين «أول رجال على سطح القمر» لـ هربرت ويلز، و«من الأرض إلى القمر» لـ جولى فيرن، وخرج جورج ميليه من حاصل مزيجهما بفيلمه الصامت «رحلة إلى القمر A trip to the moon». مدة الفيلم 14 دقيقة، وتم اعتباره أحد أهم الأفلام الصامتة في القرن العشرين بحسب صحيفة «فيلج فويس».

عام 1924م، ظهر عبر الشاشة الفضية: «إليتا: ملكة المريخ Aelita: Queen of Mars»، وهي لا تختلف كثيرًا عن مواطينها في شببهم بأهل الأرض، مع اختلاف تمسكهم بارتداء القبعات دومًا. تأخذ القصة طابعا رومانسيا، عندما تعثرت ملكة الكوكب الأحمر في غرام أحد الأرضيين، ويتحدان معًا فى قيادة انتفاضة شعبية ضد الفئة الحاكمة بالمريخ.

الفيلم صامت أيضًا، أخرجه السوفيتى ياكوف بروتازانوف. عام 1951، لملمت الشعوب جراحها بعد نزيف الحرب العالمية الثانية، مما دعى إلى خروج تجربة «The Day The Earth Stood Still»، يتحدث الفيلم عن الفضائى كلاتو، ومساعده الآلى جورت، وكيف جاء كلاهما برسالة هامة إلى أهل الأرض، مفاداها السلام ونبذ العنف، وبالطبع مارا بكافة المفارقات التي يمكن أن تتوقعها لإيصال رسالتهم.


إي تي ET

أول فيلم نتناوله يأتى بتوقيع المخرج ستيفن سبيلبرج، وما أدراك ما (ستيفين سبيلبرج)؟ أما القصة الخالدة، فجاءت بمداد الكاتب ميليسيا ماثيسون. «إي تي» هي اختصار لـ the Extra-Terrestrial، بما معناه «القادم من خارج كوكب الأرض». بدأت الحكاية بفوج من زوار النجوم الوديعين، حل الضيوف على كوكبنا لأجل بعض الأبحاث والعينات، وبعد أن فرغوا، لملموا أغراضهم ولاذوا بالرحيل. واحد فقط تخلف عن القافلة، ووجد الأضواء وسارينات الأمن تحاصر نطاقه.

نرى في هذا العمل رؤية مختلفة للكائن الفضائي، فهو طيب القلب، ودود، مسالم، وهو ما يجعل أطفال كوكبنا ينحازون إليه ضد عالم الكبار القاسى. صنف موقع «روتين توميتوز» الفيلم كأفضل فيلم خيال علمي، وميزانيته البالغة 10,500,000 دولار، أثمرت كأفضل ما يكون، بإيرادات تبلغ 11,911,430 في الأسبوع الأول فقط، واستمر على قائمة الأعلى إيرادات لعشر سنوات كاملة.


أفاتار Avatar

يوجد العشرات بل المئات من أفلام الغزاة الفضائيين، لذلك من النادر أن تجد عملا يغامر بمنح رؤية معاكسة، ويتحدث عن كوكب مسالم نكون نحن من يغزوه. كوكب «بندورا» هو ذلك الكوكب الجديد الذي يتعرض للغزو، حيث يحوي باطنه معدنًا نادرًا يسمى «الأنوبتينيوم»، مما أغرى البشر بالإغارة عليه.

بطل الفيلم يدعى جيك سولي، هو محارب بحرية مشلول، جاء بديلًا عن أخيه الراحل، وتمثل دوره فى القيام بمهمة الاستطلاع، من خلال برنامج «الأفاتار». معنى الكلمة المباشر هو «الصورة الرمزية»، ويشير إلى رحيل وعي البطل دون جسده إلى كوكب «بندورا»، وتجسده بينهم في هيئة تشبههم تمامًت، أما لو أردنا زيادة أفق معلوماتنا، فالمعنى الأصلى للكلمة ينتمى إلى الديانة الهندوسية، ويشير إلى تجسد لكائن أو إله علوى، ونزوله فى مهمة أرضية.

صدقوا أو لا تصدقوا، فكرة الفيلم كانت في بال مخرجها منذ 1990م، لكن جيمس كاميرون آثر إرجاءها لأن المؤثرات في تلك الحقبة لا تكفي لإخراج الفيلم بالهيئة التي يرغبها. وبالفعل، كان تريثه في محله. فيلم أفاتار الذي تكلف 230 مليون دولار، أحرز إيرادات تجاوزت 2 مليار دولار. وهو ثالث فيلم يتجاوز حاجز المليار من أفلام كاميرون، بعد «تيتانك» و«ترمينيتور».

هذا الرجل -بلا حسد- قادر على جلب مجموع أرباح تفوق ميزانيات دول. أحرز أفاتار جائزتين جولدين جلوب، ورشح لتسع جوائز أوسكار، نال منهم ثلاثة (أحسن سيناريو/إخراج فني/مؤثرات)، وكانت المنافسة مستعرة حول الكعكة الكبرى المتمثلة فى جائزة أفضل فيلم، لولا أن اختطفت من كاميرون على يد طليقته كاترين بيجلو؛ لكن هذه مشاكل عائلية، لن نستغرق فيها أكثر من ذلك.


حرب العوالم

من الآن فصاعدًا، نغادر عالم الفضائيين الطيبين، ونرى الجانب المظلم من بعضهم. فيلم حرب العوالم مستوحى من رائعة هربرت جورج ويلز، ويتحدث عن غزو مريخي يجتاح كوكبنا. صُوِّر الفيلم لأول مرة عام الأولى عام 1953م، فكان من أوائل محاولات أفلام الخيال العلمي ذات الرؤية البصرية الجيدة، وقام ببطولته جين بيري، وإخراج بايرون هيسكين. ثم أعاد ستيفن سيلبرج تقديم القصة عام 2005، ببطولة توم كروز. تبدأ أولى مشاهده بصوت العبقرى مورجان فريمان وهو يتحدث عن أننا مراقَبون منذ آلاف السنين، لنكتشف أن الغزاة لم يأتوا من الخارج، لقد كانوا أسفل سطح أرضنا، ينتظرون منذ أمد مديد.

في مساء الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1938م، كان الإذاعي أورسن ويلز قد قام بنفس دور مورجان فريمان، فبثت موجة إذاعة CBS الأمريكية صوته الجاد، وهو يلقي بتحذيره من هجوم لكائنات فضائية، بدأ من نيوجرسى، ويجتاح بقية البلاد، وأثار التقرير فزعًا واسعًا، قبل أن يتضح استيحاؤه من رواية ويلز الكلاسيكة.


يوم الاستقلال

مرة أخرى مركبة فضائية هائلة تدخل نطاق الأرض، يبلغ حجمها ربع قمرنا، وانتشر منها عشرات المركبات فوق سماء الكوكب، فسيطرت على أقمارنا الصناعية، وبثت بواسطها عدًا تنازليًا للهجوم الذي دك أنحاء الأرض. هذا الجنس الغازي ليس أول مرة يزور كوكبنا، بل له سابقة استكشافية شهيرة تم التعتيم عليها، هي حادثة روزويل، والتي وقعت قرب المنطقة العسكرية 51.

تبدأ المعركة الكبرى، بحشد الأرضيين لقواتهم الجوية، وفي نفس الوقت، يتسلل للمركبة الفضائية الآن الطيار (ول سميث)، مع الخبير (ديفيد بلوم)، ويحاولون زرع فيروس إلكتروني داخل آليات العدو. ويتصادف أنها تقع في نفس اليوم، الذي يوافق عيد الاستقلال الأمريكى، السادس من يوليو/تموز.


الغرباء Aliens

من أكثر سلاسل الأفلام إخافة. جاءت انطلاقتها بتوقيع المتميز، ريدلى سكوت، سنة 1979. لدينا هنا قصة عن إشارة استغاثة، فتنطلق سفينة فضائية لنجدة أصحابها، لا يعرفون أبدًا أن بانتظارهم فخ، هو الأسوأ، وأن أجساد أغلبهم ستصير صندوق تفريخ لبيض الكائن الفضائى Alien. من منا ينسى مشهد مواجهة ريبلى والكائن الأخيرة؟ دعكم من هذا، من ينسى لقطة تفجير صدر كين المليء بالـ Alien، والذي صنفته مجلة «برافو» فى المرتبة الثانية بمئويتها لأكثر مشاهد السينما رعبًا.

عام 1985، استلم جيمس كاميرون الراية، وكان أول ما بدأ به، هو تغيير ساحة المعركة، فتدور الأحداث في كوكب الأرض، عندما قدمت نفس السلالة لغزونا. وتتوالى الأجزاء وإن ظلت الرسالة دائمًا واحدة، «لا تلمس بيض الفضائيين، أو تجعله يلمسك».

هكذا نكون قد انتهينا من استعراض الفضائيين في الفن السابع، أخيارهم، ثم أشرارهم، هناك سلاسل أفلام أخرى دمجت بين النوعين بغزارة غير مسبوقة، أبرزها: «حرب النجوم» الذي يعرض سيرة «فرسان الجيداي» في حماية المجرة. بدأت السلسلة عام 1977 وانتهت عام 2005، نالت اتهامات بأنها مجرد استنساخ لقصص رعاة البقر في ثوب فضائي، لكن هذا لم يمنع السلسلة من أن تكون الأشهر بين الأجيال، هناك عدوى عالمية اسمها «حرب النجوم» تمخَّض عنها مسلسلات، ألعاب فيديو، مجلات مصورة. تقول مجلة «فوربس» عام 2005 أن مجموع الإيرادات التي أنجبها كل ذلك حوالي 20 مليار دولار أمريكي.