وفقًا لوكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، فقد أحبط الجيش الإثيوبي محاولة قوات الجبهة الشعبية لتحرير التيجراي اقتحام منطقة سد النهضة في إقليم بني شنقول. التلفزيون الرسمي فسَّر السبب وراء محاولة الاقتحام بالرغبة في تعطيل وتقويض أعمال بناء السد.

وبناءً على ما صرَّح به العقيد سيف إينجي، منسق العمليات العسكرية للقيادة الإثيوبية، فإن الاشتباك أدى إلى مقتل 50 من قوات تيجراي وإصابة 70، بينما فرَّ آخرون لم يضف العقيد تقديرًا لعددهم، لكن بيانات لاحقة من القيادات العسكرية قدَّرت أنهم بلغوا 120 فردًا، وبذلك يكون جميعهم قد قتلوا أو أصيبوا طبقًا للبيانات الرسمية لعدد القتلى والمصابين، ما يضع علامات استفهام حول حقيقة أن عددًا منهم فرَّ عائدًا إلى السودان، أو حول حقيقة أن عددهم 120 فردًا فقط.

العقيد أضاف أن الأسلحة التي استخدمها المهاجمون كانت تترواح بين الأسلحة الخفيفة والألغام، مع عدد قليل من الأسلحة الثقيلة، واستطاعت القوات الإثيوبية تدمير ما تركه الفارُّون خلفهم.

يرجى ملاحظة أن التاريخ الموجود في البيان ليس تاريخًا قديمًا، بل هو تاريخ اليوم طبقًا للتقويم الإثيوبي، فإثيوبيا لها تقويمها الخاص الذي يختلف عن تقويم العالم الميلادي بحوالي 8 سنوات. وتتكون السنة الإثيوبية من 13 شهرًا، جميعها يتكون من 30 يومًا، باستثناء الشهر الأخير الذي يتكون من 5 إلى 6 أيام فحسب، تُعرف بأيام شروق الشمس.

عودة للهجوم، فإنه طبقًا لبيانات الجيش الإثيوبي لم تجد القوات المتسللة الوقت الكافي لزرع الألغام أو حتى إعداد الأسلحة الثقيلة، نظرًا لكثافة القوات الإثيوبية التي تراقب منطقة السد، والتي استطاعت رصد المتسللين فور دخولهم من منطقة المحلة عبر الحدود السودانية.

 واستخدمت البيانات الإثيوبية وصف الإرهابيين على المتسللين، سواء نَسبتهم إلى الجبهة الشعبية التيجراي أو لم تفعل، فإنها أضافت كلمة الإرهابيين بعدها. كما قال العقيد سيف إن هؤلاء الإرهابيين ارتضوا الالتحاق بأعداء إثيوبيا التاريخيين، مشيرًا إلى السودان ومصر، لمجرد أن يعطلوا سد النهضة.

ويحلل العسكريون الإثيوبيون أن اختيار هذا التوقيت تحديدًا ربما أتى من اعتقاد قوات التيجراي أن القوات الإثيوبية المتمركزة حول السد قد انسحبت لتنفيذ مناورة تدريبية في الجزء الشمالي من البلاد، وهو ما ثبت خطؤه عند الهجوم.

وكالة الأنباء الإثيوبية وضَّحت بعد ساعات من خبر الهجوم تفصيلة أخرى بأن بعض المهاجمين لم يدخلوا إلى السد مباشرة، بل حاولوا قطع طريق رئيسي بالأسلحة الثقيلة من أجل السيطرة على منطقة دالول. وأعلن رئيس إقليم أمهرة، أغيجهنو تشاجر، أن جماعة مسلحة تحمل اسم قمانت وتتعاون مع جبهة تحرير التيجراي اشتبكت مع قوات الأمهرة في منطقة شيفان في يوم سابق، فيما يبدو أن الحكومة الإثيوبية تحاول إظهار قوات التيجراي بمظهر المتمرد الذي خرج عن السيطرة، وأصبح تهديدًا لجميع المناطق.

حتى وقت كتابة ونشر هذا التقرير لم تعلق القوات الشعبية لتحرير التيجراي على ما حدث، كما لم يصدر أي بيان من الجانب المصري أو السوداني بنفي أو إثبات الهجوم، أو حتى بإثبات حدوث هجوم على السد مع نفي الضلوع في مساعدة قوات التيجراي للقيام بتلك الخطوة. ما يعني أن حدوث ذلك الهجوم من عدمه ابتداءً، وضلوع الجبهة الشعبية للتيجراي فيه ثانيًا، تقع عهدته على الإعلام الرسمي الإثيوبي والقيادة العسكرية المشتركة للقوات الإثيوبية.

جدير بالذكر أن القوات الإثيوبية قد أعلنت وقف إطلاق النار من جانبها في تيجراي في يونيو/ حزيران 2021، لكنها عادت فألغته في 10 أغسطس/ آب 2021، وقررت أنها ستخوض المواجهة مع قوات التيجراي حتى النهاية، لكن المفاجئ أن تلك المواجهة المفتوحة جاءت في صالح التيجراي واستطاعت الجبهة الشعبية أن تستعيد السيطرة على معظم مناطق الإقليم، وأدت تلك الحرب المفتوحة إلى نزوح قرابة 300 ألف شخص نحو السودان، وسقوط مئات القتلى والأسرى من الجانبين.