تمكن المنتخب المصري من تحقيق الفوز في أولى مبارياته بالمجموعة الخامسة على حساب المنتخب الكونغولي على ملعب دي كنتيلي بأرض الأخير في إطار تصفيات كأس العالم بروسيا 2018 ليتصدر مجموعته التي تضم المنتخب الغاني والمنتخب الأوغندي، ولكن بالرغم من هذا الفوز الهام في بداية المشوار الطويل إلا أن الغالبية لم يعجبها أداء الفريق خلال المباراة وأصبح الجميع يتحدث عن أن المنتخب أصبح يلعب بخطة «باصي لصلاح» وذلك في إشارة إلى اعتماد المنتخب على جناح روما سواء في التسجيل أو صناعة الأهداف بدون وجود أية حلول أخرى، فهل بالفعل يعتبر المنتخب الوطني الآن قد دخل في مرحلة «منتخب النجم الواحد».

إذا نظرنا إلى أن أغلب عناصر المنتخب من اللاعبين صغار السن أو ممن ليس لديهم خبرة دولية كافية سنجد أننا بالفعل أصبحنا في مرحلة «منتخب النجم الواحد»

دعونا في البداية نعترف بأنه وبعد أن اعتزل العديد من نجوم الصف الأول وأصحاب الشخصيات القيادية أمثال «محمد أبو تريكة» و«وائل جمعة» و«أحمد حسن» وآخرين، أصبحنا نشعر بوجود فجوة بسبب ذلك وبأن الفريق دائمًا ما ينقصه اللاعبين ذوي الخبرة الدولية ومن يستطيعوا أن يشكلوا فرقاً مع المجموعة الموجودة حالياً والتي أغلبها جديدة على صفوف المنتخب وتفتقد لتلك الخبرة، ومع بزوغ نجم محمد صلاح مع المنتخب الأولميبي والمقاولون العرب تم ضمه للمنتخب الأول واستطاع أن يثبت أقدامه بسرعة خلال فترة قصيرة بالإضافة إلى أنه شخصيًا يعتبر أكثر من استفاد من أبناء جيله بمجاورته لهؤلاء العمالقة خلال فترة كبيرة.

أتفهم تمامًا اعتراض الجمهور على أن المنتخب أصبح اعتماده بالكامل على محمد صلاح بل وأتفق معهم بأن هذا لا يجب أن يكون الأسلوب أو الحل الوحيد الذي سنلجأ إليه دائماً خاصة وأنه يوجد أمامنا الكثير من التحديات التي سنخوضها خلال الفترة المقبلة من تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية فمن البديهي أنه يجب على الجهاز الفني للمنتخب الوطني أن يجد الحلول المناسبة والوقوف على أكثر من طريقة لعب.

ولكن إذا نظرنا إلى الوضع الحالي من أن أغلب عناصر المنتخب من اللاعبين صغار السن أو ممن ليس لديهم خبرة دولية كافية سنجد أننا بالفعل أصبحنا في مرحلة «منتخب النجم الواحد» ولكن فالأمر أيضاً ليس عيباً فإذا ما نظرنا إلى تجربة العديد من المنتخبات الأخرى التي دائماً ما كنا نطلق عليها هذا المصطلح بسبب أنها تحتوي بين صفوفها على لاعب واحد فقط صاحب إمكانيات وشهرة كبيرة ويجاوره بعض اللاعبين الجيدين إلى حداً ما وبالتالي رأينا أن الأجهزة الفنية لتلك المنتخبات تقوم بتطويع أسلوب لعبها وخطتها للإستفادة من قدرات هذا النجم وجعله العنصر الأهم والأكثر فاعلية في تشكيلتها .

والأمثلة على ذلك كثيرة فهناك منتخبات مثل «منتخب السويد» الذي كان يعتمد على نجم خط هجومه الأول «زلاتان إبراهيموفيتش» والذي أصبح فيما بعد هو الهداف التاريخي لبلاده ومصدر الخطورة الدائم في التشكيلة ، يوجد أيضًا من الجيل السابق الأسطورة الأوكرانية «أندرية شيفتشينكو» والذي تمكن من تسجيل 6 أهداف في تصفيات كأس العالم 2006م جعلت منتخبه يصعد للبطولة لأول مرة في تاريخه ، وحالياً يوجد منتخب البرتغال والذي بعد اعتزال جيله الذهبي “لويس فيجو» و«روي كوستا» و«بيدرو باوليتا» أصبح يعتمد بشكل أساسي على قدرات «كريستيانو رونالدو» والذي أصبح لاحقًا الهداف التاريخي للمنتخب وتمكن من حمل فريقه على كتفيه والصعود به إلى كأس العالم 2014م من خلال مباراتي السويد في ملحق التصفيات .

وماذا عن صلاح ؟

حتى لا نقسو على اللاعب الشاب في حال عدم تقديمه مردود طيب في بعض المباريات ، فإن صاحب الـ24 عاماً مازال أمامه الكثير ليتعلمه ويقدمه للمنتخب الوطني وأمامه أيضاً الوقت ليكتسب المزيد من الخبرات على المستوى الدولي ، ولكن ولأنه اللاعب الأبرز في جيله وصاحب تجربة احتراف ناجحة في أندية كبيرة حتى الآن بالإضافة إلى أن ما قدمه للمنتخب حتى الآن من إحرازه 26 هدفاً في 44 مباراة ليس بالقليل، ولهذا فإنه سيكون على موعد لتحمل مسئولية هذا الفريق خلال المستقبل وإنقاذه في أي تعثر قادم، وذلك يجب على الجهاز الفني للمنتخب قبل أن يبحث عن كيفية الاستفادة من إمكانيات وقدرات وسرعة صلاح أن يقف بجانبه ويؤهله من أجل أن يستطيع أن يلعب دور النجم الأوحد بنجاح.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.