في حوار على قناة ONE مع الأستاذة شيرين رضا يوم الجمعة 22/12 /1017م، وصفت الأذان بـ «التجعير»، وأنه يقلل من السياح القادمين إلى مصر، إلخ.

والذي يجعل المرء حيران، هو الهجوم المستمر على تعاليم الإسلام، وإن شئت قُل على الإسلام وأهله، مما دفع رضا إلى أن تتعدى على الأذان، وغيرها يتعدى على قيم أخرى، وهكذا.

ولست أدري لماذا لا نتكلم عن العري الموجود في الإعلام؟

ولماذا لا ننتقد المفاهيم التي تعرض فيه مما ينافي ديننا أو تقاليدنا؟

ولماذا لا نتحدث عن الطرق غير المعبدة؟ وهل هذا يرضي السائحين؟

ولماذا لا نتحدث عن القمامة المنتشرة في طول البلاد وعرضها؟

ولماذا لا نتحدث عن المستويين الاجتماعي والاقتصادي المترديين؟

ولماذا لا نطرح بقوة قضايا المخدرات والمسكرات والمفترات التي جعلت شبابنا في الضياع، وبعيدا عن أي تقدم؟

ولماذا لا نطرح بقوة أيضا التخلف الذي نلمسه في التعليم وفي التربية؟

وعشرات القضايا، لماذا نتغافل أو نتعامى عنها؟

وهل تصمم البلاد لأهلها أم للوافدين إليها؟

وهل عندما نذهب إلى بلاد غيرنا نجدهم ينتقدون ثوابت دينهم أو حتى عاداتهم لأجلنا؟

أما الأذان فهو في اللغة: مطلق الإعلام، قال تعالى: «وأذان من الله ورسوله». [التوبة: 3]؛ ولا يخفى علينا أهمية الإعلام. لكن الأذان في الشرع: هو إعلام بوقت الصلاة بألفاظ معلومة مأثورة على صفة مخصوصة.

ولأهمية الأذان، وكونه شعيرة من شعائر الدين، ولكونه يعرف الناس بأهم فرض من فرائض الدين العينية الفردية جاء الأمر به في السنة النبوية، فعن مالك بن الحويرث، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيما رفيقا، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا، قال:

ارجعوا فكونوا فيهم، وعلموهم، وصلوا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم.

[البخاري كتاب الأذان باب من قال: ليؤذن في السفر مؤذن واحد حديث: ‏610‏، ومسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب من أحق بالإمامة حديث: ‏1115‏]

وذكر تعالى أن شأن المسلمين الدائم أنهم يؤذنون، وينادون بالصلاة فقال: «وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ». [المائدة: 58]، وقال تعالى بشأن الجمعة خاصة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ». [الجمعة: 9]

لذا أجمع المسلمون على كون الأذان شعيرة ثابتة من شعائر الدين.

وللأذان قصة، وتاريخ، فما قصته؟ وما تاريخه؟

لقد كان المسلمون قبل مشروعية الأذان يتحينون أوقات الصلاة، ويجتمعون في المسجد دون إعلام، ولما كثر المسلمون، وكان لكل واحد منهم عمله الذي يقتات به ومنه، احتاجوا من يعلمهم بأوقات الصلاة، فتشاور النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته في وسيلة الإعلام، فأشار بعضهم بضرب الناقوس، وأشار بعضهم بإيقاد نار، وتروي كتب السنة قصة تشريع الأذان، وهي كما جاءت في بعض كتب السنة:

عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى، قال: فقال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم استأخر عني غير بعيد، ثم، قال: وتقول: إذا أقمت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فلما أصبحت، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، بما رأيت فقال: «إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك». فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذن به، قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب، وهو في بيته فخرج يجر رداءه، ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، لقد رأيت مثل ما رأى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلله الحمد». [صحيح: أبو داود كتاب الصلاة باب كيف الأذان حديث: ‏426‏، والترمذي في الصلاة باب ما جاء في بدء الأذان حديث: ‏179‏، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه كتاب الأذان باب بدء الأذان حديث: ‏704‏، وغيرهم]

وها أنت ترى لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم «بلال» للأذان دون غيره، وكذا اختار أيضا رجلا آخر هو أبو محذورة، اختاره من بين عشرين شخصا أذنوا بين يديه «أمامه»، وفي هذا يقول أبو محذورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر نحوا من عشرين رجلا فأذنوا فأعجبه صوت أبي محذورة، فعلمه الأذان: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، وعلمه الإقامة مثنى». [مسلم كتاب الصلاة باب صفة الأذان حديث: ‏598‏، وابن خزيمة كتاب الصلاة باب الترجيع في الأذان مع تثنية الإقامة حديث: ‏374‏، واللفظ له]

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استحباب تحسين الصوت بالأذان والقرآن، واستحباب اختيار من هو حسن الصوت بهما، وفي الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا، زينوا القرآن بأصواتكم، وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة». [مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب استحباب صلاة النافلة في بيته حديث: ‏1340‏، وأبو عوانة في مستخرجه فضائل القرآن حديث: ‏3154‏، واللفظ له]

وعن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «زينوا القرآن بأصواتكم». [ابن حبان في قراءة القرآن ذكر إباحة تحسين المرء صوته بالقرآن حديث: ‏749‏، وابن خزيمة كتاب الإمامة في الصلاة حديث: ‏1464‏، وغيرهما]

قال ابن حبان عقب روايته: هذه اللفظة من ألفاظ الأضداد، يريد بقوله صلى الله عليه وسلم: «زينوا القرآن بأصواتكم»، لا: زينوا أصواتكم بالقرآن.

ولا يفوتنا هنا أن نذكر بفضل الأذان، وفضل الأذان عظيم، وثوابه كبير فعن أبي سعيد الخدري، قال لعبد الرحمن أبي صعصعة الأنصاري المازني: إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك، أو باديتك، فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه

لا يسمع مدى صوت المؤذن، جن ولا إنس ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة.

قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم [البخاري كتاب الأذان باب رفع الصوت بالنداء حديث: ‏593‏]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا سكت المؤذن أقبل، فإذا ثوب أدبر، فإذا سكت أقبل». [البخاري في أبواب العمل في الصلاة باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة حديث: ‏1178‏]

وفي لفظ لمسلم: «إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة أحال له ضراط حتى لا يسمع صوته. فإذا سكت رجع فوسوس فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته فإذا سكت رجع فوسوس». [مسلم كتاب الصلاة باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه حديث: ‏608‏]

وعن الصلاة معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة». [مسلم كتاب الصلاة باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه حديث: ‏606‏]

وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة للمؤذنين، فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين». [صحيح: أبو داود كتاب الصلاة باب ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت حديث: ‏439‏، والترمذي في الصلاة باب ما جاء أن الإمام ضامن حديث: ‏196‏، واللفظ له]

وقد أمرنا بترديد الأذان، لنستمع إليه، ونتدبره، لأنه يشتمل على التوحيد بعد تكبير الله تعالى، ويشتمل على الدعوة إلى الصلاة وهي الفلاح، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول المؤذن». [البخاري كتاب الأذان باب ما يقول إذا سمع المنادي حديث: ‏595‏، ومسلم كتاب الصلاة باب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه حديث: ‏602‏].

وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان، وهو جالس على المنبر، أذن المؤذن، قال: الله أكبر الله أكبر، قال معاوية: «الله أكبر الله أكبر»، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال معاوية: «وأنا»، فقال: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال معاوية: «وأنا»، فلما أن قضى التأذين، قال: يا أيها الناس، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المجلس، «حين أذن المؤذن، يقول ما سمعتم مني من مقالتي». [البخاري كتاب الجمعة باب: يجيب الإمام على المنبر إذا سمع النداء حديث: ‏887‏]

وفي لفظ لابن خزيمة: عن عيسى بن طلحة قال: دخلنا على معاوية فنادى المنادي بالصلاة، فقال: الله أكبر، الله أكبر، فقال معاوية: «الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال معاوية: وأنا أشهد، ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال معاوية: وأنا أشهد، ثم قال: حي على الصلاة، فقال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، فقال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: هكذا سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول». [ابن خزيمة كتاب الصلاة باب ذكر الأخبار المفسرة للفظتين اللتين ذكرتهما في خبر أبي سعيد – حديث: ‏405‏]

ولهذه المكانة للأذان تكلم فقهاؤنا طويلا عن الأذان، والذي يعنينا هنا هو حكمه، فهو عند الأحناف: سنة محكمة. قال أبو حنيفة في قوم صلوا في المصر بجماعة بغير أذان وإقامة: خالفوا السنة وأثموا، وقيل هو واجب لقول محمد: لو اجتمع أهل بلد على ترك الأذان لقاتلتهم، وذلك، إنما يكون على الواجب، والجمع بين القولين أن السنة المؤكدة كالواجب في الإثم بتركها، وإنما يقاتل على تركه لأنه من خصائص الإسلام وشعائره. [الاختيار لتعليل المختار: عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي]

والأذان والإقامة سنتان للصلوات الخمس والجمعة لأنه عليه الصلاة والسلام واظب عليهما فيها، ولأن لها أوقاتا معلومة، وتؤدى في الجماعات فتحتاج إلى الإعلام ولا كذلك غيرها.

قال محمد: ومن صلى في بيته بغير أذان ولا إقامة جاز، وإن فعل فحسن. أما الجواز فروي عن ابن عمر ذلك. وعن ابن مسعود أنه كان يصلي في داره بغير أذان ولا إقامة ويقول: يجزينا أذان المقيمين حولنا وفعله أفضل لأنهما أذكار تتعلق بالصلاة كغيره من الأذكار. [الاختيار لتعليل المختار: عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي]

وعند المالكية، الأذان سنة مؤكدة أو واجبة وجوب الفرائض، قال في إرشاد السالك: يجب الأذان كفاية على أهل البلد فلو اتفقوا على تركه قوتلوا ويجب للجمعة لوجوب السعي إليها. ويستحب للفذ المسافر للحديث الصحيح في ذلك وفضل الأذان عظيم وثوابه كبير، حتى قال عمر رضي اللّه عنه: لولا الخلافة لأذنت. وهل هو أفضل من الإمامة أو العكس قولان. [إرْشَادُ السَّالِك: عبد الرحمن شهاب الدين البغدادي]

وقال القاضي عياض: واختلف في الأذان للجمعة، فقيل: سنة، وقيل: فرض [الإعلام بحدود قواعد الإسلام]

وقال ابن عرفة: يجب الأذان على أهل المصر كافة يقتلون لتركه [التاج والإكليل لمختصر خليل]

وعند الشافعية هو سنة أو فرض، قال الشيرازي: الأذان والإقامة سنة في الصلوات المكتوبة وهو أفضل من الإمامة. وقيل: هو فرض على الكفاية، فإن اتفق أهل بلد على تركه قاتلهم الإمام. [التنبيه في الفقه الشافعي لأبي إسحاق الشيرازي]

والأذان فرض كفاية عند الحنابلة، قال ابن بلبان: الأذان والإقامة فرضا كفاية على الرجال الأحرار المقيمين للخمس المؤداة والجمعة، ولا يصح إلا مرتبا متواليا منويا من ذكر مميز عدل ولو ظاهرا، وبعد الوقت لغير فجر، وسن كونه صيتا أمينا عالما بالوقت، ومن جمع أو قضى فوائت أذن للأولى وأقام لكل صلاة، وسن لمؤذن وسامعه متابعة قوله سرا إلا في الحيعلة فيقول الحوقلة، وفي التثويب صدقت وبررت، والصلاة على النبي عليه السلام بعد فراغه وقول ما ورد والدعاء، وحرم خروج من مسجد بعده بلا عذر أو نية رجوع. [أخصر المختصرات في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل محمد بن بدر الدين بن بلبان الدمشقي]

ومن خلال ما تقدم نعرف أن الأذان عند الأحناف: سنة مُحكَمة، أو واجب، وهو عند المالكية سنة واجبة وجوب الفرائض، أو فرض كفاية، وهو عند الشافعية سنة أو فرض، وهو عند الحنابلة فرض كفاية.

وكذا يستحب أذان وإقامة المرء لنفسه إذا كان في مكان وحده، ليحوز على فضيلة الأذان والإقامة، وثوابهما، ويستحب أن يكون صوته عاليا إذا كان بعيدا عن الناس لحديث أبي سعيد المتقدم، ولا بأس أن يكون صوت المؤذن لنفسه خفيضا إذا كان في عمران في ديار لغير الإسلام ولا تقام فيها الصلاة.

وينبغي علينا احترام شعائر الإسلام وشرائعه، وتربية مجتمعنا على ذلك، كما يجب علينا ألا نكون كمن قال الله تعالى فيهم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ». [المائدة: 57]

كما ينبغي علينا أن نعلم أن في كل ميدان وفي كل وزارة أخطاء، ويجب ألا نعالج الخطأ بخطأ آخر.

وأخيرا، وليس آخرا ينبغي أن نعلم أحكام الإسلام لمن لا يعلمها، وأن ننشرها بين الناس، وألا نشمت فيمن وقع في الرذائل وعاب بعد ذلك ديننا، ولو علم هؤلاء ما يذوقه المؤمن من حلاوة المناجاة مع الله، لقاتلوا للحصول عليها، ولو ذاقوها فعلا لما قال أحد منهم ما قال، ونذكر القائمين على الأوقاف أن يختاروا حسني الصوت بالقراءة، والأذان، كما يجب عليهم تقديم أهل العلم للخطبة والتعليم، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.