صراخٌ وعويلٌ، وصدمةٌ ذاهلة. كان هذا هو ملخص ما كانت تحمله تعبيرات وجوه سكان بيروت الشرقية، في ذلك النهار الغابر منتصف شهر سبتمبر/أيلول عام 1982، اليوم الذي شعروا أنه قد أظلمَ عليهم وحدَهمْ، بينما أصبحت شمسُه شمسين غيرَ بعيدٍ عنهم. لم يتصورْ أحدٌ منهم، مهما ذهبَ به التشاؤم كل مذهب، أن صيف عام 1982 الذي حمل فيه الإسرائيليون جهنمَ، وصبُّوها صبًّا، على رؤوس أعدائهم اللدودين من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين على حدٍ سواء، يختزن لهم في آخره قطعة من الحميم؛ وأيُّ قطعة!

في معقل المسيحيين الحصين في قلب حي الأشرفية تحول حلمٌ بدا في قبضة اليد قبل أسابيع ثلاثة، سبقتها سنواتٌ من حمامات الدم والمذابح، إلى مذبحةٍ جديدة، انصهر فيها اللحمُ والركام والبارود، على عادة لبنان في حربه الأهلية التي كانت قد تجاوزت عامها السابع.

في نهار 14 سبتمبر/أيلول عام 1982 لم يكن في بيروت الشرقية صوتٌ يعلو على أصوات نحيب الثكالي، وسيارات الإسعاف المولولة. وأمام أنقاض مبنى حزب الكتائب اللبناني اندفع المئات من عناصر المليشيات المسلحة المسيحية، ومعهم بعض ضباط الجيش الإسرائيلي، ومن بينهم مسئولون كبار في الموساد، اندفعوا جميعًا يفتشون في أكوام الركام عن مشروعٍ سياسي كانوا يشربون نخب انتصاره قبل أيام، وأصبح الآن محضَ أشلاءٍ يتعسَّر جمعها لتُكرَّم بدفنٍ لائق.

صاحب تلك الأشلاء هو رئيس لبناني وسيم، في منتصف الثلاثينيات من عمره، انتخب للتو، ولم تُتَحْ له الفرصة لكي يدلي بالقسم الجمهوري. وكان قبل ذلك، هو سيد السلاح والسياسة والقلوب لدى مسيحيي لبنان، والورقة الرابحة لدى بعض المراهنين الإقليميين والدوليين للهيمنة على لبنان المتمرد والمتقلب. إنه بشير الجميل، الذي بكاه نصف اللبنانيين، وقدَّس قاتلَه النصفُ الآخر.

أمير الحرب

الجزء الثالث من وثائقي الجزيرة (حرب لبنان) وبه أحداث اندلاع الحرب الأهلية

لكي نفهم ما حدث يوم 14 سبتمبر/أيلول 1982 لا بد أن نعود بضعة عقودٍ إلى الوراء عندما رحلَ الاستعمار الفرنسي، وترك ذلك الكيان الفسيفسائي المسمى لبنان الذي يضم عشرات الطوائف السياسية والدينية. ترك الاستعمار قنبلة موقوتة. لم ينجح طويلًا الاتفاق الثلاثي الشهير عام 1943 على اقتسام المناصب الكبرى (الرئيس مسيحي ماروني، رئيس الوزراء مسلم سني، رئيس مجلس النواب مسلم شيعي)، إلا في تأخير انفجارها. تفجرت صراعات متعددة في سنوات ما بعد الاستقلال، تزامنت مع تطورات القضية الفلسطينية، وصعود التيارات الناصرية واليسارية في الخمسينيات والستينيات.

بحلول سبعينيات القرن العشرين كان لبنان قد انقسم بجلاء – وبقي أن ينشطر – بين يمينٍ مسيحي منكفئ عن القضايا العربية، خاصةً قضية فلسطين، يستحوذ على جلِّ رؤوس الأموال والسلطة عبر منصب الرئاسة وأكثر من نصف نواب البرلمان. يقابله يسار شديد التنوع، اشتراكي، وشيوعي، ومعه القوميون العرب، والناصريون، والدروز، والغالبية العظمى من المسلمين شيعة وسنة، وفي القلب من هذا الجانب المقاومة الفلسطينية المسلحة التي انتقلت بقدِّها وقديدها إلى لبنان في أعقاب أحداث أيلول الأسود عام 1970 التي أخرجتها من الأردن.

ضاق المسيحيون ذرعًا بالوجود الفلسطيني، إذ رأوا فيه إخلالًا جسيمًا بالتوازنات الطائفية والسياسية والعسكرية بلبنان، ولذا بدأوا التسلح بكثافة، واستعانوا خلسةً في تلك المهمة ببعض قيادات الجيش اللبناني وقوى الأمن. برز في المشهد المسيحي آنذاك الجناح العسكري لحزب الكتائب اللبناني، ذلك الحزب الذي كانت تتزعمه أسرة الجميّل العريقة، وعلى رأسها الشيخ بيير الجميّل وولداه أمين وبشير. أمين سياسي مراوغ أصبح رئيسًا للبنان من 1983 إلى 1989. بشير مقاتل شرس، صخري القلب بما لا يتناسب مع وسامة ملامحه.

تصاعدت الصدامات بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش اللبناني تارة كما حدث عام 1973م، وبين الفلسطينيين ومسلحي الكتائب تارة أخرى كما تكرر عام 1974. لم ينسَ بشير الجميّل للفلسطينيين أنهم أهانوه على حاجز فلسطيني عام 1974 واحتجزوه لساعات.

شهد يوم 13 أبريل/نيسان 1975 شرارة اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، عندما قتل مسلحون من الكتائب أكثر من 20 مدنيًّا فلسطينيًا في منطقة عين الزمانة ببيروت انتقامًا من قتل الفلسطينيين لبعض عناصرهم. تصاعدت الاشتباكات خلال الشهور التالية بين المسيحيين من جانب، وتحالف الفلسطينيين واليسار من جانب آخر. كان بشير الجميل في القلب من تلك الحرب بصفته أبرز قادة الجناح العسكري للكتائب، وكان حاد الطباع يميل إلى الحسم العسكري بشكلٍ فوري.

ظهر اسم بشير بقوة في بعض المذابح الكبرى أثناء الحرب الأهلية، خاصة مذبحة السبت الأسود أواخر عام 1975 التي قُتل فيها أكثر من 200 عاملٍ وموظف مسلم في مرفأ بيروت على يد مليشيا الكتائب، ومذابح المسلخ – الكرنتينا التي قُتِل فيها مئات الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين مطلع عام 1976. تسببت هاتان المذبحتان في ردٍّ فعل سياسي وعسكريٍّ انتقامي جارف من الطرف الآخر، بدأ بما عُرف بحرب الفنادق التي انتهت باستيلاء اليسار والفلسطينيين على أجزاء هامة من بيروت، وليس انتهاءً بمذبحة الدامور التي راح ضحيتها مئات المسيحيين.

منتصف عام 1976 شهدت الساحة اللبنانية توافقًا استنثنائيًا بين سوريا والمسيحيين، عندما تدخل الجيش السوري عسكريًا في لبنان، بضوءٍ أخضر دولي، ليحد من الانتصارات المتتابعة للحلف الفلسطيني – اليساري، ويعيد التوازن تمهيدًا لحل سياسي. أدى التدخل السوري إلى مزيد من الاضطراب في المشهد اللبناني، وانشطار لبنان إلى مناطق نفوذ سورية ومسيحية وفلسطينية ويسارية.

الجزء الخامس من وثائقي حرب لبنان، عن التدخل السوري عام 1976م

بالتوازي مع صدامات الحرب الأهلية بين المعسكرين المتباينيْن كانت هناك حرب أهلية مصغرة داخل الشطر المسيحي، لرغبة بشير في توحيد البندقية المسيحية في قبضته، ووصل الأمر إلى حد ارتكاب المذابح، كما حدث لآل شمعون زعماء كتائب نمور الأحرار. خرج بشير ظافرًا من تلك الصدامات، وقد أصبح قائدًا لما أصبح يعرف بالقوات اللبنانية التي تُمثل جيش المسيحيين الموحد، وعزَّز الإسرائيليون تسليحها.

عدو سوريا

ما لبثت العلاقات بين المسيحيين وسوريا أن تدهورت تدريجيًا مع تكاثف الاتصالات المسيحية – الإسرائيلية، وعزَّز هذا التوترَ عقد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وشعور السوريين برغبةٍ مسيحية – إسرائيلية في تكرار مثل تلك الاتفاقية بين لبنان وإسرائيل، مما يمثل ضربة إستراتيجية قاصمة للسوريين.

تدهورت الأمور إلى اشتباكات مباشرة بين الجيش السوري والقوات اللبنانية، كان أشدها عام 1981 فيما عُرف بحرب زحلة التي تدخَّل فيها الإسرائيليون بشكلٍ مباشر وأسقطوا مروحيتيْن سوريتيْن كانتا تقصفان بلدة زحلة المسيحية. انتهت تلك الحرب بعد أشهر، واعتبرها بشير انتصارًا هائلًا للمسيحيين؛ لأن السوريين لم ينجحوا في كسر إرادة قواته، وأيضًا لأنه نجح في توريط الإسرائيليين والسوريين في صدام مباشر، وقد كان بشير يرى أن إسرائيل هي الطرف الوحيد القادر على إخراج السوريين من لبنان لتخلو له ساحتها.

الجزء السابع من وثائقي حرب لبنان، ويفصّل في الحرب بين سوريا والمسيحيين

بشير الجميل 10452

إذا كنتو موجودين هون، ستشكلوا نواة للقوات المدافعة عن الحضارة، نواة للدفاع عن استقلال حقيقي للبنان، عن سيادة حقيقية للبنان، عن كرامة حقيقية للبنان.
بشير الجميل خاطبًا في مليشياته

ليس هذا الرقم شفرة سرية، أو تعويذة سحرية، إنما كان ملخص السردية السياسية التي أراد بها بشير الجميل أن يتحول من مجرد قائد مليشيا مسيحية طائفية في حربٍ أهلية إلى رجل دولة ورئيسٍ لكل لبنان، بمساحته الكاملة التي تحتل 10452 كم مربع.

يقال إن اللحظة الأصعب في حياة إنسان أن تسرق منه حلمه بعد أن تحقّقه له. كان أحرى بالقدر ألا يحول ليلة العرس الى مضجع، والزينة والورود الى أكاليل.
الصحافي اللبناني مجد بومجاهد في مقال رثاء لبشير الجميّل، 2017

كذلك اشتهر بشير الجميل بخطبه الرنانة التي كانت تلقى صدًى واسعًا لدى الجماهير المسيحية اللبنانية، وما يزال كثير منهم يحتفظ بمقاطع من تلك الخطب ويعتز بها. كانت أغلب تلك الخطب تلعب على وتر استقلالية لبنان عن أية تبعية عربية أو خارجية، وأن مشروعه ليس مشروعًا طائفيًا مسيحيًا، إنما فيه خلاص لبنان ككل. كذلك شهدت خطب عديدة لبشير هجومًا لاذعًا على سوريا وحافظ الأسد، خاصة في فترات الصدام بين الطرفين.

مقطع يحتوي مقتطفات من خطب بشير الجميل

وإلى اليوم، ما يزال كثير من اللبنانيين – بالأخص من المسيحيين – ينتابهم الحنين إلى ما يرونه مشروع استقلال لبنان الموحَّد الذي تجسَّد في بشير الجميل الذي كان الوحيد – برأيهم – القادر بما يمتلكه من كاريزما قيادية ومواصفاتٍ شخصية بارزة على أن يحكم لبنانًا مستقلًّا واحدًا.

وثائقي عن بشير الجميل بعنوان (حلم الجمهورية)

بين بشير وشارون

كان التواصل المباشر بين بشير والإسرائيليين خاصةً وزير دفاعهم إرئيل شارون، يتم على قدمٍ وساق. وصل الأمر إلى ذروته في الشهور التي سبقت الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث تبادل الرجلان الزيارات لوضع اللمسات النهائية على تحضيرات الغزو المرتقب. في إحدى زيارات شارون للجميّل أخبره الذئب الإسرائيلي أنه قريبًا جدًا سيتناول الشاورما في شارع الحمرا ببيروت الغربية! لم يكن شارون ليعلَم أن مثل تلك  الأمنية سيفسدها آلاف الفلسطينيين واللبنانيين في صيف 1982 اللاهب.

اقتحم شارون لبنان في يونيو/حزيران 1982 بأكثر من ألف دبابة ومائة ألف جندي. نجحت القوات الإسرائيلية أن تكيل ضرباتٍ قوية للسوريين، خاصة قواتهم الجوية ودفاعهم الجوي في البقاع في معركة السلطعون 9 يونيو/حزيران 1982. ثم تمكنوا من حصار بيروت الغربية لأكثر من شهرين بدعم غير مباشر من القوات اللبنانية بقيادة بشير التي أسهمت خصيصًا في قطع الإمدادات عن بيروت الغربية.

اضطر ياسر عرفات والفلسطينيون أواخر أغسطس/آب 1982، تحت وطأة المجازر الإسرائيلية المروعة والضغوط العربية والدولية، إلى القبول بالانسحاب من بيروت والتفرق في المنافي العربية. بالتزامن مع ذلك، وتحت حراسة الدبابات الإسرائيلية، عقد البرلمان اللبناني يوم 23 أغسطس/آب 1982 جلسة شارك فيها 64 نائبًا، أُحضر بعضهم عنوة لإكمال النصاب واختيار بشير الجميل رئيسًا. وبدا أن حرب لبنان المستعرة لأكثر من 7 سنوات أوشكت على الحسم بانتصارٍ مسيحي – إسرائيلي حاسم.

كانت آخر  زيارة لبشير إلى إسرائيل في 3 سبتمبر/أيلول قبل اغتياله بأقل من أسبوعين، حيث اجتمع برئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين في مستوطنة نهاريا شمال فلسطين المحتلة. كان الاجتماع عاصفًا، حيث أصر بيجين على التعجُّل في قطف الثمار، وأن يلتزم الجميّل بعقد معاهدةٍ للسلام مع إسرائيل على وزن كامب ديفيد. في المقابل أراد بشير مهلة لالتقاط الأنفاس وتثبيت موقعه كرئيس قبل الإقدام على خطوةٍ ستثير نصف اللبنانيين على الأقل.

الجزء الرابع من وثائقي الميادين عن اجتياح 1982، وبه تفاصيل اغتيال بشير، وما سبقه وما لحقه من أحداث.

أما شارون فقد كان آخر لقاءاته مع بشير في معقل الأخير في بكفيا، قبل الاغتيال بيومٍ واحد فقط. أراد شارون التخفيف من حدة بيجين، وأقر بتفهمه لمخاوف بشير، وأيّده في عدم التعجُّل. لكن كانت الأقدار أكثر عجلةً من الرجليْن.

14 سبتمبر: أحلام أصبحت أشلاء

مقطع يظهر كيفية اغتيال بشير الجميل، بصوت القاضي العدلي اللبناني، الذي حكم غيابيًا بإعدام الشرتوني والعَلَم عام 2017

في الطابق الذي يعلو مقر حزب الكتائب ببيروت الشرقية، كان معتادًا تردد شاب لبناني مسيحي في العشرينيات من عمره، يزور أقرباءَه المقيمين هناك؛ هذا الشاب هو حبيب طانيوس الشرتوني. لم يتصور أي من المقيمين في بيت الكتائب أسفلَ قدميْ حبيب أن فوقَ سقفهم تدبُّ خطوات منتسبٍ للحزب القومي السوري، أحد أحزاب القوى الوطنية المحاربة لهم. نجح حبيب في تهريب 50 كجم من مادة TNT شديدة الانفجار على دفعات في تلك الأيام العصيبة أواخر صيف 1982م المحرق، وذلك بمعونة قيادي أمنيٍّ  في الحزب القومي السوري هو نبيل العَلَم الذي أمده بجهازٍ التفجير عن بعد.

مقابلة تليفونية مع حبيب الشرتوني قاتل بشير الجميل الذي لا يعلم أحد مكانه

وبينما كان بشير الجميل مجتمعًا في مقر الكتائب بالعشرات من كوادر الحزب في ذلك اليوم، كان حبيب يضع اللمسات الأخيرة على قنبلته التي ستغير تاريخ لبنان والشرق الأوسط لعقود، وهي التي نصبها بدقة فوق قطعة السقف التي تعلو المنصة التي دائمًا ما يعتليها بشير في خطاباته، ثم  ابتعد مئات الأمتار من مقر الكتائب، إلى حيث كان يخبئ المفجِّر.

كانت ضغطة الزر كافية لإلحاق بشير وأكثر من 23 من كوادر حزبه بقائمة تضم عشرات الآلاف من صرعى الحرب اللبنانية الضروس، وإصابة أكثر من 60 آخرين. بعد أيام أُلقي القبض على حبيب الذي اعترفَ بما فعل، وتباهى بعمله الذي ذكر أنه نفذ من خلاله حكم الأمة في خائن متحالف مع العدو الصهيوني، حتى شاع بين أوساط خصوم الجميل مقولة: «لكل خائنٍ حبيب».

أنا حبيب الشرتوني، أقرُّ وأنا بكامل أهليَّتي القانونية، بأني نفذت حكم الشعب بحق الخائن بشير الجميل، وأنا لست نادمًا على ذلك، بل على العكس، إذا أتى مرة أخرى فسوف أقتله، وستصح مقولة لكل خائن حبيب. وأبشركم أن هناك ألف ألف حبيب لكل خائن عميل في بلادي.
حبيب الشرتوني في مؤتمر صحفي بعد القبض عليه إثر اغتيال بشير الجميل بأيام.

أُلقي حبيب في سجنٍ لبناني لمدة 8 سنوات قبل أن يُهرَّب في خضم الفوضى التي تخلَّلت الحرب السورية ضد ميشيل عون عام 1990، ويختفي عن الأنظار في مكان مجهول إلى لحظة كتابة تلك الكلمات.

عام 2017 تجدَّد الجدل حول تلك القضية عندما حكم القاضي العدلي اللبناني غيابيًا بالإعدام على حبيب بتهمة قتل الرئيس الجميِّل، مما أثار ردود فعلٍ متعارضةٍ بينْ شطريْ السياسة اللبنانية الحالييْن: تحالف حزب الله ومن معه من القوميين، وخصومهم الذين اعتبروا الحكم إعادة اعتبار لأحد أهم رموزهم.