القضية الفلسطينية أخرت العالم العربي كثيرًا، لا توجد مشكلة في التطبيع مع إسرائيل إذا كان التطبيع مع إسرائيل يحقق مصالح السودان. الفلسطينيون طبعوا مع إسرائيل، حتى حماس وهم يتلقون منها أموال الضرائب والكهرباء. نريد أن نجلس مع إسرائيل كما يجلسون معها، لنحل نزاعنا معها.
تصريحات وزير الاستثمار السوداني السابق مبارك الفاضل المهدي
لو أن إسرائيل اليوم احتلت سورية لم تكن ستدمر كما حصل الآن، ولم تكن ستقتل كما هي الأعداد المقتولة الآن، ولن تشرد كما شرد الآن.
الرئيس السوداني عمر البشير لصحيفة عكاظ

حتى بضعة أعوام كان الحديث عن التطبيع مع إسرائيل من المحرمات، وكانت الشوارع في الخرطوم تهدر بالمظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي المتكرر على لبنان وغزة، والتي تخللتها خطابات قوية. ناهيك عن تقديم مذكرات لبعثة الأمم المتحدة، والاعتصام أمام السفارة الأمريكية تنديدًا بالمواقف الأمريكية المتماهية مع الاحتلال الصهيوني.

اختفت هذه المظاهر الشعبية اليوم تحت وطأة الضغوط الاقتصادية فلم يعد المواطن السوداني مهمومًا بالقضايا القومية مثلما كان الحال في السابق، وبات ما يشغل بال المواطنين السودانيين اليوم هو كيف نستطيع الخروج من أزمتنا الاقتصادية الكبرى.

أصبحت الفعاليات التضامنية مع غزة أو مع سوريا محل استنكار الرأي العام الذي بات يقول لمنظميها «نظموا فعاليات منددة بوضعكم الاقتصادي البائس»، وسط هذا كله أصبح الحديث عن التطبيع مع الكيان الصهيوني جهرًا ومن شخصيات سودانية عرفت بارتباطها بالأنظمة الخليجية وثيقة الصلة بإسرائيل.

اقرأ أيضًا: خط زمني: السعودية وإسرائيل والتحالف البغيض

السودان وإسرائيل: علاقات قديمة

ربما لا يعلم كثيرون أن العلاقات التاريخية ما بين اليهود والشعب السوداني ضاربة في القدم، ففي التاريخ السوداني القديم كان هناك تحالف مهم بين مملكة كوش القوية ومملكة يهوذا اليهودية ضد الأشوريين، وقد ساعد حكام كوش (اسم السودان القديم) الوثنيين اليهود على البقاء في مواجهة الزحف الآشوري، وهي القصة التي تضمنها الكتاب المقدس والتي انتهت بانتصار كبير لكوش على الآشوريين، أخر سقوط القدس بأيديهم لعقود.

هذا بالإضافة إلى أنه بعد انهيار مملكة آشور انخرط مرتزقة يهود في صفوف الجيش الفارسي، الذي قاده قمبيز وقد اختلط هؤلاء اليهود بالنوبة شمال السودان وجنوب مصر، وتزوجوا منهم بل وأفلحوا في نشر عقيدتهم التوحيدية وسطهم، والتي أثمرت بوصول بعض اليهود إلى منصب الوزارة في عهد حكومات (الكنداكات) ملكات السودان القويات، وفي سفر أعمال الرسل توجد قصة يحكيها لنا الكتاب المقدس عن وزير الملكة كنداكة الذي التقاه القديس فليبوس وهو يقرأ سفر النبي أشعياء في طريقه إلى أورشاليم، فبشره بالنبي عيسى ثم عمده وتركه يرجع إلى بلاده لينشر المسيحية.

استمر اليهود كجالية صغيرة في المجتمع النوبي إلى أن اختفوا تحت التأثير المسيحي و الإسلامي، لتبدأ قصة جالية يهودية جديدة في زمن الحكم التركي للسودان في سواكن ومن بعد ذلك في جميع أنحاء البلاد بعد أن أكمل محمد علي باشا السيطرة على البلاد في 1821م.

السودان و إسرائيل في العصر الحديث

في 14 مايو/ آيار 1948م أُعلن قيام دولة إسرائيل بعد ساعات من إلغاء الانتداب البريطاني على فلسطين، ولم يكن هناك موقف سوداني واضح من هذا الإعلان بسبب أن السودان لم يكن دولة تتمتع باستقلالها، وكان يحكمه حاكم إنجليزي.

وعندما أعلنت الدول العربية الحرب على إسرائيل فإن السودان لم يشارك فيها إلا من خلال متطوعين يقودهم ضابط من قوة دفاع السودان يُدعى زاهر الساداتي، وكان هذا الضابط قد استقال من وظيفته رغبةً في نيل شرف الدفاع عن فلسطين، ولم تسمح قوات الاحتلال البريطاني لهذه القوات السودانية بالذهاب إلا تحت ضغط المظاهرات الشعبية العارمة خصوصًا من طلاب جامعة الخرطوم، وقد تمركزت هذه القوات في غلاف غزة وتحديدًا في منطقة بيت دراس، وقد أبلت هذه القوات بلاء حسنًا في الحرب وكادت تحقق انتصارًا على الجيش الصهيوني، لولا خطأ وقعت فيه القوات المصرية التي صوبت مدافعها نحوها بعد تلقي إشارة خاطئة.

ورغم هذا كله فإن حكومة السودان ما قبل الاستقلال التي كان يحكمها السير روبرت هاو قد استمرت في التعامل التجاري مع إسرائيل بشكل طبيعي والسماح لطيران العال الإسرائيلي باستخدام الجو السوداني والمطارات السودانية بل والتصرف بحزم مع الحكومة المصرية التي أوقفت سفينة سودانية محملة بالقطن متجهة إلى إسرائيل حيث لا سلطة للقاهرة لتمنع أي تواصل تجاري ما بين السودان وإسرائيل، وأن السودان ليس معنيًا بقرارات الجامعة العربية لأنه لم ينضم إليها، وتشير وثائق حكومة السودان ما قبل الاستقلال عن تبادل تجاري نشط كان يتم بين إسرائيل والسودان حيث إن الكيان الصهيوني استورد على سبيل المثال مواشي سودانية عام 1950م بمبلغ 760 ألف جنيه إسترليني؛ أي حوالي 30 مليون دولار أمريكي.

لكن هذا الوضع لم يستمر، ففي مطلع الخمسينيات تزايدت أصوات المطالبين بالوحدة مع مصر والانضمام للجامعة العربية، وهو ما تنبهت إليه إسرائيل التي قررت التدخل لدعم السودانيين الاستقلاليين وطلبت لقاءً في بريطانيا مع الإمام الصديق المهدي نجل زعيم طائفة الأنصار الداعمة للاستقلال ومعه صحفي شاب يدُعى محمد عمر، وهو الذي سيعرف إسرائيليًا على أنه الصديق الأكبر لإسرائيل في السودان.

كان السيد الصديق المهدي محبطًا جدًا من أن السودان ربما ينتهي به الحال إقليمًا مصريًا، وأن الحكومة المصرية أنفقت 2 مليون جنيه من أجل استمالة السودانيين لخيار الوحدة بينما لم تقم بريطانيا بدعم الاستقلاليين. وكان السيد الصديق المهدي يعتقد أن انتخابات 1953م لم تكن نزيهة بسبب الأموال المصرية ولم تكن عادلة، فليس من العدل أن تقوم دولة بتمويل تيار أو حزب في أي انتخابات دولة أخرى. وقد كان سافر إلى بريطانيا للطلب من الحكومة البريطانية إلغاء نتائج الانتخابات وعمل انتخابات جديدة لا توجد بها أموال خارجية، وهو ما رفضته الحكومة البريطانية التي كانت مستسلمة تمامًا وتريد الخروج من السودان وترك السودانيين يقررون مصيرهم.

تسبب هذا الرفض في مقابلة الإمام الصديق المهدي ومعه محمد أحمد عمر سابق الذكر للوفد الصهيوني المكون من سكرتير أول السفارة الإسرائيلية مورخاي جازيت مع صحفي يُدعى بول واشر من صحيفة ايفنيج استداندر، وفي المقابلة طلب السيد الصديق المهدي من إسرائيل أن تقوم عبر نفوذها في الولايات المتحدة بدعم فكرة إعادة الانتخابات في السودان وأنه مستعد إن قبلت إسرائيل بلعب هذا الدور للاعتراف بها وإقامة تبادل تجاري معها، ورغم أن حزب الأمة حزب بخلفية دينية فإن السيد الصديق المهدي بلغهم أنه مستعد للمجازفة فقط لو قامت إسرائيل بدعم خطتهم للاستقلال. وقد وصل خبر هذه المقابلة للحكومة البريطانية التي تواصلت مع السيد محمد عمر رفيق السيد الصديق المهدي وحذرته أن تسريب خبر هذا اللقاء سوف يضر بسمعتهم، فأجابهم أنه مستعد لذلك ما دام الغرب لا يقف مع طموحات الشعب السوداني للاستقلال.

وحسب وثائق إسرائيلية تم الكشف عنها وترجمها موقع سودان تربيون، فإن الإسرائيليين انقسموا في مواقفهم من مخرجات لقاء الإمام الصديق والصحفي محمد عمر، وبينما اختار البعض إيقاف الاتصالات معهم، قرر البعض الآخر مواصلة الاتصالات معهم قبل أن يتكرر اللقاء من جديد لكن هذه المرة كان بين الصحفي محمد عمر والإسرائيليين، عندها طالب الإسرائيليون من عمر أن يقدم طلباته مكتوبة ليقدموها لحكومة بلادهم لتقييمها، فقام السيد محمد عمر بذلك ولكن الإسرائيليين لم يردوا ردًا شافيًا على طلبات الإمام الصديق المهدي بل تحدثوا أنهم لا يملكون القوة والتأثير على قرارات الدول الكبرى، وأنهم مستعدون لدعم حزب الأمة ماليًا في حالة ضغطهم لإعادة العلاقات التجارية بين السودان وإسرائيل وهو الأمر الذي أغضب الإمام الصديق المهدي ليوقف اتصالاته معهم تمامًا.

تبقى للإسرائيليين الأستاذ محمد أحمد عمر وهو في ذلك الوقت كان قد قرر الانشقاق عن حزب الأمة وتكوين حزب النيل ليستمر الاتصال معه بهذه الصفة. قابل الأستاذ محمد أحمد عمر في جزيرة قبرص الوفد الإسرائيلي من جديد وطلب منهم بوضوح دعمًا يساوي الدعم الذي تقدمه مصر للحزب الوطني الاتحادي ولكن الإسرائيليين تحدثوا له بوضوح أنهم لا يستطيعون تدبير دعم ضخم له ولحزب الأمة من خلفه، لكن بإمكانهم شراء القطن الذي تنتجه دائرة المهدي والذي كانت هناك مشاكل لتسويقه، ومن خلال ذلك بإمكانهم تمويل نشاطات حزب الأمة.

وفعلًا بدأت إسرائيل تحويل الأموال للصحفي محمد أحمد عمر مقابل القطن وشيئًا فشيئًا أظهرت حكومة إسماعيل الأزهري عداءها لإسرائيل بشكل تسبب في تسارع عمل الإسرائيليين في دعم حزب الأمة وتفتقت أذهانهم لفكرة إنشاء بنك باسم سويسرا السودان لدعم نشاطات حزب الأمة في السودان، لكن الصدمة الكبرى التي تلقتها إسرائيل عندما أعلن السودان الانضمام إلى الجامعة العربية بعد استقلاله وهو أمر تسبب في إيقاف الاتصالات ما بين حزب الأمة وإسرائيل حيث إن الحزب لم يعلن معارضته لهذا التوجه بوضوح.

السودان يقاطع إسرائيل

تعرضت مصر عام 1956م لعدوان ثلاثي من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل وقد تسبب هذا العدوان في حالة من التعاطف العارم مع القاهرة في الخرطوم، وفي أن يقوم البرلمان السوداني بإصدار قانون شديد الصرامة لا يزال نافذًا حتى اليوم، يسمى قانون مقاطعة إسرائيل. ومنذ ذلك الوقت اعتبرت مسألة التعامل مع إسرائيل ترقى للخيانة، خصوصًا أن السودان مع الوقت أصبح يجد أدلة دامغة على انخراط إسرائيل في دعم التمرد في جنوب السودان الذي استنزف موارد الدولة.

ولم يخرق حالة الإجماع الشعبي على مقاطعة إسرائيل سوى صوت واحد هو الأستاذ محمود محمد طه، زعيم الحزب الجمهوري السوداني، الذي كان يدعو للصلح مع إسرائيل والقبول بقرار تقسيم فلسطين الذي قررته الأمم المتحدة، وكان هذا الموقف المحمودي محل استنكار حتى من أتباع الأستاذ أنفسهم والمتعاطفين معه، وكان يُستغل بالتأكيد من قبل خصومه.

كلما مر الوقت كان الموقف السوداني يمضي باتجاه أكثر تشددًا مع الدولة العبرية، وخلال عهد الرئيس الراحل جعفر نميري تم تأميم ممتلكات اليهود ما تسبب بهجرتهم إلى خارج البلاد. وانخرطت القوات السودانية في مصر في حروبها ضد إسرائيل؛ حربي الاستنزاف والعبور 1973.

وبعد أن قامت الدول العربية بمقاطعة مصر بعد اتفاق كامب ديفيد رفضت السودان وسلطنة عمان هذا القرار، وقررا استمرار العلاقات مع مصر، وتكشف بعض الكتب أن علاقة سرية نشأت بين الرئيس جعفر نميري والإسرائيليين أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات حيث استطاع السمسار السعودي عدنان خاشقجي عقد لقاء سري ما بين الرئيس السوداني جعفر نميري والرجل الإسرائيلي الأكثر وحشية أرييل شاروون في كينيا، وهذا اللقاء هو ما قاد لعملية التهريب الأكبر في التاريخ وهي تهريب يهود الفلاشا من الحبشة إلى إسرائيل برعاية المخابرات السودانية.

كان ملف تهريب يهود الفلاشا هو الملف الأكثر سخونة بعد الانتفاضة التي أطاحت بنميري، حيث عُقدت للقائمين عليه محاكمة قاسية جدًا، وجرى سلخ المتورطين إعلاميًا، لكن كل هذا انتهى في 1989 عندما قرر ضابط برتبة عميد في الجيش السوداني تصحيح الأوضاع والقيام بانقلاب عسكري، وهو الانقلاب الذي يعرف باسم ثورة الإنقاذ الوطني والذي قاده هو الرئيس عمر البشير.

مقاومة إسرائيل بدلًا من مقاطعتها

رفع الانقلاب العسكري السوداني الذي تم في يونيو/ حزيران 1989م شعارات راديكالية وإسلامية، استضاف كل أعداء إسرائيل، ووفر لهم الحماية وربما وفر لهم السلاح أيضًا في بعض الأوقات. وثق العلاقات مع أشد أعداء إسرائيل وهو نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهو ما جعله في قائمة أشد أعداء إسرائيل.

تكلمت بعض التقارير عن دعم سوداني لحركة حماس بالسلاح؛ الأمر الذي كانت تنفيه على الدوام الحكومة السودانية .

قبل أن يستيقظ سكان الخرطوم ذات ليلة من أكتوبر/ تشرين الثاني عام 2012 على وقع انفجار مصنع اليرموك للأسلحة بعد أن تم قصفه بطائرات إسرائيلية، وعندها خرج وزير الإعلام السوداني ليتهم إسرائيل بترتيب العملية لكن إسرائيل لم تعلق بل اكتفى ناطقوها الإعلاميون بكلام عام عن استهداف أعداء إسرائيل في كل مكان.

ثم شاهد سكان بورتسودان طائرات إسرائيلية وهي تغير على عربة يمتلكها أحد المواطنين قيل إنه تاجر مواشي يقطن في حي ترانسيت الراقي، ويعمل سرًا على توريد السلاح لحركة المقاومة الفلسطينية حماس. وقد قامت الحكومة السودانية باعتقال عدد من الأشخاص بتهمة تهريب السلاح بشكل سري قبل أن تقوم بإطلاق سراحهم لعدم كفاية الأدلة.

الانضمام لمحور التطبيع

في 2015 قرر نظام البشير القيام بقفزة نوعية من العداء للرياض إلى مصادقتها والانقلاب على صديقته القديمة طهران وقرر الانخراط في عاصفة الحزم، وبضغوط سعودية تمت تصفية كل شبكات الدعم التي كانت تقدم للمقاومة الفلسطينية الدعم السياسي. وتم السماح بمناقشة مسألة التطبيع على الهواء في فضائيات يمتلكها نافذون في الحزب الحاكم وكانت أخطر حلقات التطبيع ما دار في مؤتمر الحوار الوطني السوداني، عندما تقدم أحدهم بمقترح التطبيع مع إسرائيل فقيل له سيتم مناقشة المسألة ولم يقم أي شخص بنهره أو معارضته قبل أن يتم حسم هذه المسألة بالتصويت حيث اختارت الغالبية رفض المقترح.

قبل أن تقوم صحيفة هآرتس الإسرائيلية بتسريب خبر قيام إسرائيل بالتوسط للخرطوم لرفع العقوبات الأمريكية عنها مكافأةً لها على الابتعاد عن إيران، وهو أمر قابلته الحكومة السودانية بالصمت قبل أن توجه صحفها بفبركة خبر على لسان مسؤول إسرائيلي عن أن إسرائيل لا يمكن أن تدعم البشير وهو أمر نفته الخارجية الإسرائيلية.

الحكومة السودانية وعلى لسان كل مسؤوليها تؤكد دعمها لمبادرة السلام العربية التي أعلن عنها العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليًا للعهد، والتي تتلخص بتطبيع مع إسرائيل مشروط بإعادة كل أراضي 1967م. لكن يبدو أن قطار التطبيع الثنائي مع إسرائيل مضى وأن مبادرة السلام العربية لم تعد على الطاولة لأن الجهة التي قدمتها وهي المملكة العربية السعودية قامت بسحبها في عهد الحزم والعزم.

ربطت الإدارة الأمريكية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بموقف إيجابي وعلني تجاه إسرائيل، فالدول العربية التي كانت تعد السودان بمساندته للرفع من قائمة الدول الراعية للإرهاب أصبحت تبتزه محاولة أخذ موقف منه تجاه قطر وتركيا تريد منه إلغاء نفسه وتريد كذلك قوات تقاتل في اليمن دون ثمن اقتصادي بل فقط ثمن سياسي. والنظام السوداني تهرّب طويلًا من هذا مفضلًا الاتصالات السرية، لكن إسرائيل لم تعد تريد علاقات سرية بل علاقات علنية كالتي أصبحت تظهرها بعض دول الخليج مثل قطر وسلطنة عمان والإمارات.

ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط أن يفاجئ المسؤولين السودانيين بالقدوم للخرطوم، ووضعهم تحت الأمر الواقع، وإلا فما هو سر الارتباك الذي تظهره الحكومة السودانية في مواجهة التقارير الإسرائيلية؟