رحل العالم البريطاني ستيفن هوكينج في الـ14 من مارس/آذار 2018، تاركًا خلفه عالمًا من الأبحاث، الفرضيات العلمية، وعمرًا أفناه في البحث عن إجابات مقنعة لأسئلة البشر الوجودية.

اختصر مسيرة حياته وحصيلة علومه في الفيزياء وعلوم الكون في 10 أسئلة كبرى حيّرت البشرية منذ نشأتها على الأرض وربما حتى فنائها. جمعت الأسئلة في كتاب أخير مكون من 10 فصول، 174 صفحة، كل فصل هو إجابة مختصرة، موجزة عن كل سؤال؛ ليحظى كتابه الأخير باسم: إجابات موجزة على الأسئلة الكبرى «brief answers to the big questions».

صدر الكتاب كاملًا في الـ16 من أكتوبر/تشرين الأول 2018، بمقدمة صغيرة لـ«إيدي ريدمان – Eddie Redmayne» الممثل الأمريكي الذي قام بدوره في فيلم «The theory of everything»، الذي تحدث عن لقائه بهوكينج، وعلاقته -إيدي- بعائلته بعد انتهاء الفيلم وحتى بعد وفاة هوكينج.

كذلك قدم الكتاب عالم الفيزياء «كيب ثورن – Kip Thorne» الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء 2017 لرصد موجات الجاذبية، والذي تحدث عن لقائه الأول بهوكينج حينما كان طالبًا في منتصف دراسته للدكتوراه في جامعة كامبريدج عام 1965.

كذلك تحدث هوكينج نفسه في مقدمة قصيرة عن حياته وأسرته، وما عايشوه خلال الحرب العالمية الثانية، وعن رحلة دراسته ومرضه، وأنه كان محظوظًا أنه عالم فيزياء نظرية، وبحث في الكون باستخدام عقله الذي بقي حرًا رغم ما أصاب جسده من مرض.

لماذا يجب أن نسأل الأسئلة الكبرى؟

لم نصل بعد للسؤال الأول، هي مقدمة هوكينج التي اعتدناها، والتي يوضح فيها أن الأسئلة الكبرى بالنسبة للبشر هي: من أين أتينا؟ كيف بدأ الكون؟ ما المغزى من وجوده بهذه الهيئة والتصميم؟ هل هناك أحد غيرنا هناك (في الكون)؟

تحدث هوكينج عن أن البشرية حاولت الإجابة على هذه الأسئلة بالعديد من الفرضيات والأنماط بداية من حقبة «العصر الجديد – New age» وصولًا لأفلام الخيال العلمي خاصة «star trek»، لكنه يوضح أن إجابات العلم تأتي أكثر غرابة من كل ذلك.

السؤال الأول: هل هناك إله؟

السؤال الذي تناولته الصحف العالمية للحديث عن الكتاب متجاهلة ما احتواه من كمٍ هائل من التبسيط العلمي لأكثر الأسئلة «الوجودية» جدلًا، والتي تفسرها نظريات فيزيائية معقدة!

اقرأ أيضًا:لماذا لا يتكلم العلم عن الله؟

بدأ هوكينج إجابته بأن البشر عبر التاريخ حاولوا الإجابة على هذا السؤال، بأن الآلهة تصنع كل شيء! حتى الفايكنج، القُساة من البشر الذين لا يهابون أحدًا، فسروا ظواهر الطقس والكسوف بأنها من فعل كائنات خارقة للطبيعة، ليوضح هوكينج أن العلم بعد ذلك استطاع الإجابة على سبب هذه الظواهر بتفسيرات علمية أكثر إقناعًا وتناسقًا، لكن الناس لا يؤمنون بالعلوم لأنهم لا يفهمونها، ويفضلون التفسيرات الدينية لأنها «تمنحهم الراحة».

تحدث هوكينج عن مقال نشرته صحيفة التايمز منذ سنوات بعنوان «هوكينج: الله لم يخلق الكون» وألحقت الصحيفة رسمًا توضيحيًا للإله يشبه «مايكل أنجلو»، ثم صورة هوكينج متفاخرًا بنفسه وكأنها مبارزة بينهما -بحسب وصف هوكينج في كتابه-. ردًا على هذا؛ تحدث عن أنه لا توجد عداوة بينه وبين الإله، وأنه لا يريد لحصيلة علومه وأبحاثه في الفيزياء وعلوم الكون أن تأخذ منحى آخر لدحض أو إثبات وجود الإله، وإنما هي «إطار عقلاني لفهم الكون من حولنا».

وتوضيحًا لذلك، ضرب مثلًا عن أنه ولقرون، نظر الناس للأشخاص المرضى للغاية مثل حالته، كأنهم لُعنوا من الله، لكنه يوضح أن سببًا كهذا يمكن أن يؤذي هذا المريض، لكن إذا أخبرناه أنه مريض بمرض ما، أو فسرنا ما أصابه بتفسير علمي ربما سيكون الأمر أكثر قبولًا.

يمكن للمرء أن يحدد الله على أنه تجسيد لقوانين الطبيعة، ومع ذلك، ليس هذا ما يعتقده معظم الناس بالله، إنهم يعنون كائنًا شبيهًا بالبشر، حيث يمكن للمرء أن يكون له علاقة شخصية به… أستخدم كلمة «الله» بمعنى غير شخصي، مثلما فعل آينشتاين، لقوانين الطبيعة، لذا فإن معرفة عقل الله هي معرفة قوانين الطبيعة.

ووفقًا للنظريات العلمية، يوضح هوكينج نشأة الكون من لا شيء، وأن الحتمية العلمية تحدد القوانين التي تطور من خلالها الكون عبر مليارات السنين، وهذه القوانين ذاتها قد تكون، أو لا تكون، قد أصدرها الله لكنه لا يستطيع التدخل في عملها، وإلا لن تصبح قوانين!

عندما يسألني الناس إن كان الله قد خلق الكون، أقول لهم إن السؤال نفسه لا معنى له. لم يكن الوقت موجودًا قبل الانفجار العظيم، لذا لا يوجد وقت لأن يصنع الله الكون.

يختتم هذا الفصل بسؤال:

هل الطريقة التي اختارها الله لإيجاد الكون كانت لأسباب لا يمكننا فهمها، أم تم تحديدها بالقوانين العلمية؟ إجابته أنه يفضل الاختيار الثاني، حيث يمكن تفسير كل شيء بشكل علمي، ويمكن إطلاق كلمة «الله» على القوانين العلمية لكن ليس على إله شخصي، وإذا كان موجودًا فإنه يود أن يطرح عليه سؤالاً عن كيف يمكنه التفكير في شيءٍ معقد مثل نظرية «M-theory» ذات الأحد عشر بُعدًا.

السؤال الثاني: كيف بدأ كل هذا؟

بدأ هوكينج حديثه عن نشأة الكون في الأساطير المختلفة، حيث كان ثابتًا لا يتغير، وأن العديد من العلماء والفلاسفة اعتقدوا أن الكون كان مطلقًا بلا بداية أو نهاية، إلى أن قدّم الراحل آلبرت آينشتاين نظريته النسبية عام 1915،التي أثبتت وبشكلٍ واضح أن الزمان والمكان لم يكونا مطلقين أبدًا.

كانت الكميات الديناميكية التي تشكلت من خلال المادة والطاقة تم تحديدها داخل الكون، لذا لم يكن من المنطقي أن نتحدث عن وقت قبل بدء الكون.

وضح هوكينج النظريات التي فسرت نشأة الكون، وأنه كون متغير عندما لاحظ إدوين هابل في العام 1920 المجرات من خلال تلسكوب صغير (100 بوصة) على جبل ويلسون. لم تكن ملاحظة هابل أن هناك مجرات أخرى وأن الكون متغير فحسب، بل حدد اتجاه تحرك مجراته من خلال تحليل الضوء الصادر منها، ليفاجأ أن المجرات آخذة في التباعد؛ أي أن الكون في اتساع دائم.

يشرح هوكينج في هذا الفصل باستفاضة وبتبسيط تام للجمهور النظريات الفيزيائية التي شرحت لماذا الكون آخذ في الاتساع؟ وما الاحتمالات التي ستحدث لو كان الكون ثابتًا؟ يختتم هوكينج هذا الفصل بسؤال:

ما الذي أتى قبل الانفجار العظيم؟

تأتي الإجابة بأن السؤال ليس له معنى، لأنه لا يوجد مفهوم زمني متاح للإشارة إليه، ولأن مفهوم الوقت وجد فقط في عالمنا، بعد نشأة الكون.

السؤال الثالث: هل هناك حياة ذكية أخرى في الكون؟

يطرح هوكينج الإجابة هنا لتشمل الجنس البشري من خلال سؤالين: ما هو احتمال وجود الحياة في مكانٍ آخر في الكون؟ وكيف يمكن أن تتطور الحياة في المستقبل؟ هذا الفصل غني بالشرح الوافي البسيط عن بدء الحياة على الأرض بعد الانفجار الكبير، وعن بداية التطور البيولوجي للخلايا والحمض النووي.

كذلك يطرح تطور البشر منذ العصور الأولى للأجناس البدائية، وصولًا لجنسنا الحديث، وما أحدثه هذا الأخير من طفرة في العالم بامتلاكه قدرات هائلة من التفكير والبحث في العلوم.

كانت عملية التطور البيولوجي بطيئة جدًا في البداية، استغرق الأمر حوالي ملياري سنة ونصف قبل أن تتطور الخلايا الأولى لتصبح كائنات حية متعددة الخلايا… لكن مرحلة تطور الجنس البشري وصلت مرحلة حرجة مع تطور الحمض النووي. كان هذا هو تطور اللغة، خاصة اللغة المكتوبة. هذا يعني مرور المعلومات من جيل لآخر، بخلاف انتقال الصفات عبر الوراثة من خلال الحمض النووي.

يطرح هوكينج احتمالات وجود حياة أخرى غيرنا استنادًا إلى المقياس الزمني لبدء ظهور الحياة على الأرض. فإذا كانت الأرقام صحيحة، فيجب أن تكون هناك حياة في مجرات أخرى. وكما نعهده فهو يفضل دائمًا احتمال وجود حياة ذكية في مكان ما في الكون لكننا لا نرصدها، أو نتجاهلها.

يختم الفصل بسؤال:

إذا كانت الحياة الذكية موجودة في مكانٍ آخر غير الأرض، فهل ستكون مشابهة لنا أم ستكون مختلفة؟

في شيء من التهكم والإنكار على تصرفات البشر المشينة كما عاهدناه؛ يجيب هوكينج بسؤال: هل هناك حياة ذكية على الأرض؟ بشكلٍ جاد، إذا كانت هناك حياة ذكية في مكانٍ آخر، فيجب أن يكون أمامها طريق طويل جدًا للظهور، وإلا لكان أحدهم زارنا.

السؤال الرابع: هل يمكننا التنبؤ بالمستقبل؟

يتحدث هوكينج عن أن بعض القوانين الفيزيائية تعطينا توقعات عن بعض الأشياء، مثل قوانين الجاذبية لدى نيوتن التي تخبرنا عن حركة الأجرام السماوية. ووفقًا لرؤية لابلاس أو لقوانين الفيزياء الكلاسيكية، يمكننا وبقدر محدود التنبؤ بالمستقبل.

يتحدث في هذا الفصل مسهبًا في فرضيات وتفسيرات الفيزياء الكلاسيكية وميكانيكا الكم عن حركة الجسيمات بين علماء مثل لابلاس، ماكس بلانك، آلبرت آينشتاين، وهايزنبرغ. فمع ظهور ميكانيكا الكم عام 1900، تغير كل شيء عن قدرتنا على تحديد سرعة واتجاه أي جسيم، خاصة عندما ظهر مبدأ عدم اليقين لهايزنبرغ.

يختتم الفصل بسؤال:

هل تسمح لنا القوانين التي تحكم الكون بالتنبؤ بالضبط بما سيحدث لنا في المستقبل؟

يقول هوكينج بأن الإجابة لا، ونعم. فمن حيث المبدأ، تسمح القوانين بالتنبؤ بالمستقبل، لكن الممارسة العملية غالبًا ما تكون حساباتها صعبة للغاية.

السؤال الخامس: ماذا يوجد داخل الثقب الأسود؟

حديث مطول عن الثقب الأسود حيث كان جل اهتمام دراسات هوكينج، ماهيتها وكيف تنشأ، ودور الجاذبية فيما يحدث. ثم يتطرق إلى ما قام به العلماء في مرصد LIGO الذين استطاعوا رصد موجات الجاذبية الناتجة عن اندماج ثقبين أسودين.

يختتم الفصل بسؤال:

هل السقوط في ثقب أسود مصير سيئ لمسافر فضائي؟

يجيب هوكينج إجابة قاطعة بنعم، فالسقوط في ثقب أسود يعني أن تتحول إلى ما يشبه السباغيتي، فالثقب هو كتلة نجم، وإذا استطاع المسافر المرور عبر أفق الحدث في «ثقبٍ أسود هائل – supermassive black hole»، فسينتهي به الحال إلى المتفردة، حيث سيسحق هناك.

السؤال السادس: هل السفر عبر الزمن ممكن؟

يشرح هوكينج الفرضيات التي استند عليها مؤلفو الخيال العلمي في فكرة السفر عبر الزمن في ممرات معوجّة، هو أن نسيج الزمكان يمكن أن ينثني. ما يميز هذا الفصل هو حديثه عن الأبعاد في الكون، وكيف يمكن لكائنات ذات بعد محدد أن تتواجد في عوالم تحظى بأبعاد مختلفة. كما يشرح عن أهمية التسلسل الزمني لمسافر عبر الزمن، فيجب مثلًا أن يكون هناك تسلسل زمني محدد بحيث لا يعود المسافر إلى الماضي ليقتل أحد والديه!

اختتم الفصل بسؤال:

إذا كانت هناك حفلة لاستضافة مسافرين عبر الزمن، هل تود أن يقدم أحدهم؟

أجاب هوكينج بأنه أقام بالفعل حفلاً لاستقبال مسافرين عبر الزمن، شرط أن ترسل الدعوات بعد انتهاء الحفل. وضعت على الدعوات تفاصيل الحفل والمكان، وبالطبع لم يحضر أحد. الفكرة في أنه لم يسافر أحد عبر الزمن ليقدم إلى الحفل الذي انتهى موعده.

السؤال السابع: هل سننجو على الأرض؟

حديث مطول عن الكوارث الهائلة التي تسبب بها البشر، أبرزها -كما ذكرها- القنبلة النووية التي نتجت عن مشروع مانهاتن، والكارثة التي حلت في هيروشيما وناكازاكي.

اقرأ أيضًا: «روبرت أوبنهايمر»: لهذا لم تعد هيروشيما كما كانت

يوضح هوكينج الاحتمالات التي يمكن أن يفنى من خلالها البشر، ليختتم هذا الفصل بسؤال:

ما هو أكبر تهديد يواجه مستقبل كوكب الأرض؟

أجاب هوكينج بأن النهاية لن تكون باصطدام نيزك مثلما حدث قبل 66 مليون سنة، بل ستكون بسبب التغير المناخي الذي يتسبب في رفع درجة الحرارة في المحيطات، والتي ستؤدي إلى ذوبان الجليد في القطبين، وإطلاق المزيد من غاز ثاني أكسيد الكربون، ليصبح مناخ كوكبنا أشبه بمناخ كوكب الزهرة بدرجة حرارة 250 درجة مئوية.

السؤال الثامن: هل علينا استعمار الفضاء؟

كما عرفنا هوكينج، هو يفضل دائمًا الاستكشاف والنظر لأبعد من موضع أقدامنا. في أول سطر في هذا الفصل يسأل عن قيمة إنفاق الأموال في الحصول على صخور من القمر بدلًا من إنفاقها على أي شيء أكثر أهمية على الأرض، ليذكر السبب أننا على الأرض بلا بحث واستكشاف، كأشخاص منبوذين في الصحراء لم يفعلوا أي شيء لاستكشاف عالمهم.

يختتم الفصل بسؤال:

عصر السفر المدني في الفضاء قادم، باعتقادك ماذا يعني لنا؟

يجيب بأنه سيكون أول من يحصل على التذكرة، ويتوقع أنه خلال 100 عام قادم سيتمكن البشر من السفر في النظام الشمسي بحرية، لكن السفر إلى النجوم سيستغرق وقتًا أطول، 500 سنة.

السؤال التاسع: هل سينطلق الذكاء الاصطناعي منا؟

الذكاء أساسي لما يعنيه الإنسان، كل ما تقدمه الحضارات هو نتاج الذكاء البشري.

يرى هوكينج أن مستقبل الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر ذكاءً مما توقعه البشر، بحيث يمكنه تحسين وتطوير نفسه بنفسه دون تدخل الإنسان، لكن يجب علينا حينها أن نعرف فيما تفكر فيه الآلات، ومدى تطابق أهدافها معنا.

يختتم الفصل بسؤال:

لماذا نحن قلقون حول الذكاء الاصطناعي؟ البشر قادرون دائمًا على فصل الكهرباء (إيقاف عمل أي روبوت).

أجاب هوكينج إجابة ساخرة؛ سأل البشر جهاز كمبيوتر: هل هناك إله؟ فقام هو من تلقاء نفسه بفصل الكهرباء.

السؤال العاشر: كيف نصوغ المستقبل؟

عندما أفكر في البراعة، يحضر آينشتاين إلى ذهني، من أين أتت أفكاره المبتكرة؟ مزيج من الصفات؛ ربما الحدس، الأصالة، التألق. كان لدى أينشتاين القدرة على النظر إلى ما وراء الستار للكشف عن البنية الأساسية. لقد كان شجاعًا بالفطرة السليمة؛ فكرة أن الأمور يجب أن تكون على النحو الذي تبدو عليه. كان لديه الشجاعة لمتابعة البحث عن الأفكار التي تبدو سخيفة بالنسبة للآخرين. هذا ما جعله حرًا في أن يكون عبقريًا، عبقريًا في زمانه وعلى مر العصور.

مقدمة طويلة تحدث فيها عن أينشتاين، وعن أولئك الذين أثروا في حياته، وخص بالذكر معلم مادة الرياضيات «ديكران طهطا – Dikran Tahta»، الذي آمن بقدراته العقلية وشجعه على التفكير الإبداعي في الرياضيات حينما كان صغيرًا.

ذكر هوكينج معلمه ليس لشيء سوى لإيضاح فكرة أن المستقبل الأفضل لن يبنى إلا بالتعليم الجيد، وبسواعد أشخاص يشبهون معلمه، يبحثون خلف قدرات الطلاب وتنميتها.

تحدث هوكينج أيضًا عن المستقبل الذي ينتظره البشر بناءً على ما يحدث الآن في كوكب الأرض من تغيرات مناخية، حروب ونزاعات، ازدياد كبير في معدل النمو السكاني دون اتخاذ إجراءات لاحتواء الجميع وتوفير الموارد اللازمة لهم، بالإضافة إلى أن أكثر ما يهدد البشرية هو قيام حرب نووية تقودها كوريا الشمالية مستقبلًا. أشار أيضًا إلى أن صعود الذكاء الاصطناعي على الرغم من أهميته، لكنه سيؤثر بالتأكيد على مستقبل الجنس البشري.

ما الفكرة التي ستغير العالم سواءً كانت صغيرة أم كبيرة تود أن تنفذها البشرية؟

اختتم الفصل بسؤال:

أتت إجابة هوكينج مباشرة، سريعة، إذْ أراد أن يتم تطوير طاقة الاندماج النووي لتوفير طاقة نظيفة لا تنضب، والتحول إلى السيارات الكهربائية للحد من التلوث وظاهرة الاحتباس الحراري.

خاتمة

ذكرت لوسي هوكينج، ابنته، مشهدًا من حياة والدها وجنازته حين مماته، وكيف تلقى الاحترام الواجب بصمت وحداد تام في شوارع كامبريدج، وارتداء أساتذته في الجامعة للزي الرسمي في الجنازة، وذكرت أنها تود أن تكون حياة والدها قد أسهمت بشيء من العلم والمنفعة للناس.