أول ما يُعلِّمه الشاعر الأمريكي «بيلي كولينز» لطلابه في دروس الشعر هو تعريف الشعر ذاته، فيقول إن الشعر هو «تاريخ القلب البشري».

أعجبتُ بهذا التعريف منذ المرة الأولى لسماعِه، وقلت في نفسي ربما بالنسبة لتاريخنا نحن العرب فالشعر كان أكثر من تاريخ القلب البشري، كان في أحيان كثيرة تاريخًا سياسيًا واقتصاديًا وقَبَليًا، وربما كان جغرافيًا الأوطان كذلك.

هل يمكن لقراءة الشعر أن تُغيّر حياتنا؟

أتساءل عن تأثير الشعر تحديدًا وليس الأدب بشكل عام، لأننا نحفظ الأشعار التي نُغرَم بها ونُردِّدها، تمتصها عقولنا كسفنجة، وتستدعيها حينما تريد، ولأن الشعر الجميل مُكثّف جدًا إذا ما قورن بالنثر، فسطر شعريّ واحد يمكن أن يُعبَّر عن رحلة حياة كاملة. في المقابل من الصعب أن تحفظ صفحة من رواية أو حتى فقرة واحدة، وهذا السؤال عن تأثير الشعر خَطَر لي في واحدة من المرات الكثيرة التي غيّر فيها الشعر حياتي، وبالتالي أنا أعرف إجابتي، لكن تلك الدهشة التي شعرت بها عندما أدركت حجم تأثيره فيّ أربكتني، وأردت الاطمئنان إلى أنني لست وحدي في هذا.

اكتشفت أنني أحب الشعر في درس الكيمياء في الثانوية العامة، وهي مفارقة غريبة لأن حياتي بعدها سلكت الطريقين معًا: طريق الشعر، وطريق الكيمياء (الصيدلة). كان مُدرس الكيمياء يجلس على مكتب خشبي وضع عليه لوح من الزجاج، تحت هذا الزجاج كان شغفي يرقد في انتظاري، أوراق صغيرة دُوّن عليها الكثير من الشعر القديم يندرج تحت ما نسميه شعر الحكمة، وبالطبع كانت كلها من الشعر العمودي، وأغلب الظن أن كثيرًا من أشعار أبو الطيب المتنبي كانت تحت هذا الزجاج، لكنني إلى حينها لم تكن صداقتي مع المتنبي قد تشكَّلت بعد، هكذا عرفتُ أنني أحب الشعر وأكره الكيمياء.

تروح الدنيا وتجيء وأنا أقرأ كل ما تطوله يداي من أشعار خصوصًا بعد ما بدأت رحلتي في الكتابة، ما زلت أذكر سنتي الأولى في الكلية وأنا أقرأ قصيدة لشاعرٍ لم أكن أعرف اسمه حينها (أمل دنقل). أذكر دموعي التي سالت وأنا أقرأ عن الفتاة (اليمامة) التي تتسربل بثياب الحداد وستُحرم دائمًا من أب يبتسم في عرسها وتعود له إذا أغضبها زوجها (قصيدة لا تصالح).

أذكر تضامني مع القضية الفلسطينية وأنا أقرأ «الموت على الأسفلت» للأبنودي، شعوري بالحياة الفوضوية الفاجومية التي لم يُكتب لي أن أعيشها وأنا أقرأ «أحمد فؤاد نجم». تاريخ مصر الاجتماعي والسياسي في أزجال «بيرم التونسي». رهافة الإحساس بالبشر والحياة في «رباعيات جاهين»، وسريالية الحياة وسحرها مع «فؤاد حداد».

في ذروة وباء كورونا كنت أعمل من المنزل، ولا أخرج منه إلا نادرًا، كنت أفكر في كل شيء، ينام والداي في الليل وأنا أطوي البيت جيئة وذهابًا ورأسي لا تتوقف عن الأفكار، في واحدة من تلك اللحظات كُنت أفكر في قرارٍ ما على قدرٍ كبير من الأهمية، وكُنت حائرًا بين اختيارين أحدهما يشبهني وأصدّقه ويرتاح قلبي له لكنه يُكبّلني خسائر فادحة، واختيار آخر يشبه الجميع من حولي، مادي عقلاني ومنطقي. أقلِّب الاختيارين في عقلي، أحاول التفاوض معهما للوصول لتسوية ما، أحسب المكاسب والخسائر للمرة المئة حتى سمعت همسًا غريبًا في أذنيّ… لقد كان سيد حجاب.

كأنه أبي أو واحدًا من جدودي المُشبعين بحكمة الحياة، سمعته يهمس لي سائلًا:

إيه معنى دنيتنا وغاية حياتنا؟
إذا بعنا فطرتنا البريئة الرقيقة

وبعد العتمة، أضاء كل شيء، لقد أعادني سيد حجاب إلى نفسي، استطاع في موته أن يفهمني كما لم يفهمني أحد من الأحياء، بعشر كلمات أشار عليّ وذكّرني بما قد أنستني إياه مادية الحياة وقسوتها وتسوياتها التي تطاردني أينما حللت.

في عالمٍ قلِق متوتر مثل عالمنا، عشت كما قال المتنبي «على قلقٍ كأن الريح تحتي». وكثيرًا ما أُصبت بالإحباط وتساءلت عن جدوى السعي والعَمَل في دُنيا الحظ والوساطة والعلاقات، وسخطت في حنقٍ صبياني على ظُلم الحياة، في كل مرة أبدأ بالعمل على مشروع كتابة جديد أتساءل هل مِن أحدٍ سيقرأ هذا؟ هل سيؤثر في بعضهم أي تأثير؟ هل لمشقة الكتابة وقلقها وحياتي المُزدوجة تلك أي جدوى؟ ثم تبدأ أفكاري السوداء في التراكم تباعًا حتى أغرق في العتمة من جديد، لكن في كل مرة يمر رجل صعيدي يحمل قنديلًا يملأ الدنيا من حولنا وأسمعه يردد قائلًا:

فيه في قلب الظلم حتة نجمة بيضا… العمَل مش حاجة ضايعة في الهوا

أسير على أثر ضوئه مُرددًا وراءه «العمل مش حاجة ضايعة في الهوا»، وأُكمِلها في نفسي وأقول: «حتى وإن بدا غير ذلك». هكذا تعلقت دائمًا بقنديل الأبنودي وبُشرتِه، وكانت كلماته هي النجمة البيضاء في قلب الظلم.

أما فؤاد حداد فقد كان ظهوره في قراءاتي متأخرًا بعض الشيء، يصف نفسه بأنه والد الشعراء، لكنه بالنسبة إليّ كان أقرب إلى مُعلِّم نبيل من زمنٍ لم أعشه، معلم يحمل العصا لكنه لا يضرب بها أبدًا، يظهر بها في اللحظة المناسبة يشير إليك بما يجب عليك فعله بالضبط، لديه قواعد صارمة للحياة كأنه لم يعرف الحيرة والشك يومًا، وكم كنت أحتاج لمُرشد مثل هذا في حياتي، إن وجدني مُتعبًا من تجربة مؤلمة مررت بها يلوّح لي بعصاه مذكرًا إيّاي أنه «من كل حادثة قديمة بتتولد حاسّة»، فأقول لنفسي أهلًا بالحوادث والحواس معًا، وإن وجدني أتحدث كثيرًا عن أحلامي ينظر إلي بحب قائلًا «الكلام خلّيه عمل أحلى… والمثل خلّيه مثل أعلى»، فأتحرك للعمل، وإن ضبطني متلبسًا بسخرية لاذعة ممّن سبقوني في أمرٍ من أمور الحياة ثائرًا عليهم لكزني بعصاه وحدجني بنظرة معاتبة قائلًا:

وإكمني ثاير بقول من فات قديمه تاه
لابد للحي يترحّم على موتاه
واللي أتى بالجديد لولا القديم ما أتاه

يمكنني ألّا أتوقف أبدًا في حكيي عن تأثير الشعر والشعراء على حياتي: المُتنبي ومحمود درويش وأمل دنقل وجاهين وعماد أبو صالح وشيمبوريسكا وريلكا ونيرودا، وأسماء كُثر غيرهم، لكنني أتساءل هل أثَّر الشعر في غيري ذاك التأثير؟ راسلت عددًا من أصدقائي المُغرمين بالشعر أسألهم عن هذا، وانتظرت إجاباتهم، وقد جاءتني أجمل مما كُنت أنتظر، وقد أذنوا لي أن أنشر بعضًا منها، وليسامحني أصدقائي على اضطراري لاقتطاع بعض الأجزاء لكي تتسع لهم جميعًا مساحة المقال.

وحدة جديدة لقياس الزمن

يقول الصديق مصطفى التلواني (كاتب ومحرر): أكثر ما أثر بي من الشعر هو قول أمل دنقل «ربما ننفق كل العمر؛ كي ننقب ثغرة ليمر النور للأجيال مرة». هذا السطر كان شعلة التغيير في معظم قراراتي الحياتية، علَّمني أمل دنقل أنه ليس شرطًا أن ترى حصاد ما تفعله في حياتك، أن تفكر في الآخر وتضحي من أجله، فعندما يمر النور إليه فهو يمر إليك كذلك حتى لو لم تكن حيًا حينها.

وعندما أصبت بالاكتئاب وابتعدت تمامًا عن قراءة الشعر، ما أدركته بعد التعافي وحَكيته لطبيبي النفسيّ، أن الشعر يزيدني فهمًا لذاتي، ويجعلني أدرك في نفسي ما لا أقدر على إدراكه وحدي، لذلك كما ابتعدت عن الشعر في اكتئابي عُدت له، وقد كشف لي الشعر حقيقة مشاعري، وأسباب تعاستي، وكان عاملًا مهمًا في شفائي من الاكتئاب.

أما منعم مسعد (طالب في كلية الهندسة) فيحكي: أحببت الشعر عندما قرأت قول فؤاد حدّاد «شباك حبيبي بقاله نظرتين مقفول». تعجبت كيف يمكن أن يخترع أحدهم وحدة جديدة لقياس الزمن، وكذلك أدهشني قول مصطفى إبراهيم «أنا زاهد أصلًا بالصدفة ومن غير قصد».

حينما أقرأ شعرًا مثل هذا أتمنى أن أكون أنا كاتبه من شدة ما يمثلني، وأغبط الشاعر على قصيدته.

هناك شعرُ آخر أشعر كأنه يُملي عليّ قوانين الحياة التي يجب أن أعيش بها، مثلما قال حدّاد «الناس بتاكل بعض مش واكل». هذه الجملة إن وضعتها نُصب عينيك يمكن لها أن تحافظ عليك شخصًا سويًا مدى الدهر.

الخوف من تأثير الشِعر

تحكي مي رضوان (شاعرة عامية وصيدلانية): قراءة الشعر غيَّرت طريقتي في استقبال الحياة، الخفة والثِقَل، أحيانًا تكون «الدنيا هي الشابة وانت الجدع»، وأحيانًا «راح اللي راح معدش فاضل كتير»، وفي معظم الأحيان «الأصل هو الموت ولا الحياة؟». كأن جاهين عاش الحياة بكل أطوارها وتقلبّاتها وكذلك أنا، وأذكر جيدًا اللحظة التي قررت فيها كتابة الشعر، كُنت في الخامسة عشرة من عمري وأقرأ لـ«بيرم التونسي»:

ليه فرشى عريان… وأنا منجّد مراتبكم
ليه بيتي خربان… وأنا نجّار دواليبكم
هي كده قسمتي… الله يحاسبكم

ورغم أن لبيرم أشعاراً أجمل من هذه بكثير، فإنني لا أنسى تلك اللحظة، حينها فكَّرت في أنني أريد أن أكتب شعرًا مثل هذا، لكنني لا أخفيك قولًا أنني أخاف من تأثير الشعر عليّ. الشعر يُحررك من هواجسك ومخاوفك أحيانًا كثيرة، تحديدًا عندما تُصدَّقه بكل كيانك كأنه هو الواقع فعلًا، أتذكر مروري بعلاقة عاطفية محتومة بالفشل (نظرًا للظروف وليس بناءً على رغبتنا) وكانت قد انتهت بالفعل حتى قرأت قصيدة «أحلام الفارس القديم» لـ «صلاح عبد الصبور» حيث يقول في أحد مقاطعها:

لو أننا كنا بخَيْمتين جارتينْ
من شرفةٍ واحدةٍ مطلعُنا
في غيمةٍ واحدةٍ مضجعُنا
نضيء للعشّاق وحدهم وللمسافرينْ
نحو ديارِ العشقِ والمحبّة
وللحزانى الساهرين الحافظين مَوثقَ الأحبّة

قرأت هذا المقطع وتساءلت لماذا لا تكون الحياة بهذه البساطة؟ شعرت بقوة هائلة وبأننا نستطيع أن نواجه كل الظروف وننتصر عليها، ولا يمكن لنا أن ننتهي بهذا الشكل اليائس، وبالطبع- كما تتوقع- انتهت بشكل أكثر يأسًا. وهكذا يعاودني فؤاد حدّاد الذي أشعر كأنه يتحدث إليّ مباشرة عندما يقول:

قالولي طير من قلب والدك طار
ما علّمكشي يا ولد تختار
يا إمّا تظلم حد يا نفسك
ف الدنيا ما بينفعش الاستهتار

حول المعنى البديهي للحب

أما صديقي محمد فوزي (شاعر فصحى وصيدلي) فيقول: فإن الشعر كان بمثابة إضاءات جديدة لواقعِي المعهود، كأنه يضيف معنى جديد لكل ما هو يوميّ وعادي، وأكثر ما أثّر بي من الشعر هو قول أمل دنقل: «كيف تنظرُ في عيني امرأة… أنت تعرفُ أنك لا تستطيعُ حمايتها».

هذا المقطع كان مُثوّر لي أكثر من كل القصيدة على جمالِها طبعًا، فهو يصف احتياج الرجل الطبيعي للشعور بأنه يستطيع أن يحمي منْ يحب، هذا المعنى البديهي يغيب عن ذهن الإنسان كثيرًا، فالثورة من أجل قيم العدالة والحرية عمل عظيم، لكنها تحتاج إلى دافعٍ حميمي لصيق برغبة الإنسان البسيطة في أن يكون «رجلًا» يستطيع حماية منْ يحب، وهذا ينطبق على الحبيبة وعلى الوطن في آنٍ واحد.

هذا السطر من الشعر يدفع قارءه للسؤال عن ماهية الحب ومعناه، وهو سؤال يجب أن يُعنى به كل البشر.

يقول محمد خورشيد (صيدلي) : لو سألتني هذا السؤال منذ ثلاث سنوات فقط ما كنت استطعت منحك إجابة قط، ففهمي للشعر تغيَّر كثيرًا خلال تلك السنوات، كُنت أعتبر الشعر كلام جميل لأشخاص موهوبين، أول ما جعلني أغيَر فكرتي هذه كان قول فؤاد حدّاد «العمَل أجره وثوابه فيه»، شعرت حينها أنني يمكنني الاستعانة بالشعر في فهم الحياة أكثر، وأن وجهات نظر الشعراء تستحق تمعن أكثر، فهي ليست مُجرد تجارب بل هي تجليَّات مُشبّعة بالحكمة، كشوف نورانية تتخطى حواجز الزمان والمكان، تأمل معي مثلًا هذه الرباعية العظيمة لـ «ميدو زهير»- رحمه الله- يقول فيها:

امسك غرايزك… واحفظ الأعراض
دا الحب طاهر… بس فيه أمراض
ما تظنش إنك ع البشر صايع
دي الدنيا بحر… وكلنا بنتصاد

أذكّر نفسي دومًا بتلك الحكمة، وأتساءل كيف يمكن لشخصٍ عادي أن يقول جملة مثل «الحب طاهر بس فيه أمراض» بكل تأكيد، هذه ليست مُجرد تجربة، بل خلاصة خبرات طويلة لُخّصت في سطر واحد.

«جوابات حراجي القط»

تقول فاطمة تيسير (طالبة في كلية الهندسة): أجدني دائمًا فور الشعور بالحزن أستدعي ما قاله فؤاد حدّاد «أنا جرحي زي الريحان… بيضم ويفتَّح»، وعندما أشعر بافتقاد شيء ما أذكر ما قاله جاهين «أنا ضايع مني كمان حاجة كبيرة… أكبر من إني أجيب لها سيرة»، وهو ما يُهوّن تلك المشاعر عليّ ويُشعرني أنني لست وحدي، لكن الأجمل على الإطلاق عندما أنظر في عيون بنت أختي فأشعر مثلما شعر حدّاد حينما قال:

وأنا قلبي يتنيه الخشا
وحب الجميع
وعيوني زي المشمشة
زهرة ربيع

وأخيرًا أرسل لي صديقي محمد الشبراوي (مهندس) يقول: بعد التخرج خضت تجربة السفر للخارج من أجل كسب العيش، وبعد شهور من التأقلم صادفتني «جوابات حراجي القط» بصوت الأبنودي في كاسيت سيارة أحد الأصدقاء، كُنت قد سمعت أجزاءً منها من قبل، لكنها في الغربة تختلف، فوجئت بصداها في داخلي، لم أكن أتخيل أن تؤثر فيّ كل هذا التأثير، لقد أخافتني تلك الجوابات، شعرت فيها بتأثير الغُربة على حراجي القط، هذا الرجل العادي البسيط الذي يفتقد زوجته وأولاده وقريته، والذي يتحوَّل في الغربة إلى رجلٍ جاف القلب، مليء بالقسوة، لا يعرف في حياته غير سنواته الست التي قضاها في السد، كأن الغربة أعادت خلقه من جديد. تأمَّل جوابه الثالث مثلًا الذي يقول فيه:

مشتاق ليكي شوق الأرض لبل الريق
شوق الزعلان للنسمة لما الصدر يضيق

أو وهو يقول:

ولقيت نفسي على بوابة جبلاية الفار باخد الأحباب بالحضن

ثم تأمل جوابه الأخير بعد أن أهلكته الغربة:

لا هو أنتي فاكرة إن أهلي دلوقتي
أنتي وناس الجبلاية
غلطانة يا فاطمة
غلطانة
لا هو أنتي فاكرة إني أقدر أعيش برا السد
وبرا طين النيل وبرا الصخر
غلطانة يا فاطمة
عمري السابق ضاع
لا فاكر له سنين
ولا أشهر ولا أيام
أنا كل اللي عشته في عمري الست أعوام
في السد

لقد خشيت أن أتحول مثلما تحوَّل حراجي، أن أَنسى أحبائي وينسوني. أن تُقتلع جذوري من الأرض تمامًا وأصبح آخر غيري، بالطبع لم أتخذ قرار عودتي لمصر فورًا، لكن الجوابات كانت أحد تلك العوامل التي ساعدتي على اتخاذ قراري بالعودة متى سمحت الظروف بذلك.

لقد سعدت للغاية برسائل أصدقائي، وشعرت بالخجل لأن بعض الأصدقاء اختاروا مقاطعًا من شعري أثرت بهم، لكن أكثر ما أسعدني هو ازدياد يقيني بأنني لست وحدي في تعاملي مع الشعر بتلك الجديّة، وكم أتمنى لكل منْ يفتقد لتلك المُتعة أن ينالها.

والآن تملأني الثقة أن لكل مُغرمٍ بالشعر قصص أخرى، ربما لا يتسع لها المقال، لكن الحياة لا شك تتسع لها.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.