في أحد خطاباته الانتخابية وقف الرئيس الحالي دونالد ترامب، المرشح آنذاك، منفعلًا يخبر الجماهير أن ما على رأسه ليس شعرًا مستعارًا إنما شعره الحقيقي. أمسك ترامب بشعره وجذبه أمام الجمهور ليؤكد صدق كلامه، وليزيد من مصداقيته نادى في الحضور أن يصعد من يريد التأكد. بالفعل، صعدت امرأة من الحاضرين وجذبت شعره ضاحكةً، وقالت للحاضرين إن شعر ترامب ليس مستعارًا بالفعل.

من المواقف التي أثارت السخرية من ترامب لحظة زيارته لبولندا، في الاستقبال الرسمي مدّ ترامب يده لمصافحتها لكنها تجاهلته وتقدمت لتصافح زوجته.

النظرة البادية على وقته آنذاك لا يعادلها إلا النظرة التي بدت على وجهه وهو يرقص العرضة السعودية من الملك سلمان. الرقصة الشعبية السعودية تبدو بسيطةً جدًا لقاطني المملكة، لكنها لم تكن كذلك بالنسبة لترامب الذي عجز عن فهم إيقاعها وطريقة أدائها، فقرر أداءها على طريقته الخاصة.

في تلك الزيارة أيضًا رفع ترامب قائمةً بالصفقات التي وقعها مع المملكة، وبالقيمة المالية التي سيحصّلها من الملك سلمان، لكنه أضاف قائلًا «هذه المبالغ تُعتبر لا شيء بالنسبة لكم».

على النقيض من موقف سيدة بولندا الأولى، كان لترامب موقف مختلف مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. أثناء زيارتها للولايات المتحدة، وبينما تجلس بجواره في حضور حشد من الصحفيين، رفض ترامب مصافحتها. الصحفيون لفتوا نظر الرئيس لضرورة الصورة التقليدية لتصافح الطرفين، لكن ترامب أصر على موقفه ورفض مصافحتها.

لكنه فعل العكس تمامًا مع رئيس الوزراء الياباني، شينزوا آبي، الذي أمسك ترامب بيده لمدة 20 ثانية متواصلة وبقوة. ظل ترامب يبتسم دون أن يبالي بملامح الضيق والألم التي بدت على وجه آبي، حتى طلب منه الأخير في النهاية أن يُفلت يده. وحين أفلتها ترامب التقطت الكاميرات ملامح الارتياح التي غمرت وجه آبي.

ترامب وميلانا: علاقة من الإحراج المتبادل

لم تكن تلك المواقف محرجةً له في الداخل الأمريكي بقدر موقفه أثناء عزف النشيد الوطني في عيد الفصح عام 2017. في ذلك الموقف من المُعتاد أن يقف شخص يرتدي زيّ أرنب عيد الفصح، ويُعزف النشيد الوطني فيضع الجميع أيديهم على صدورهم تمجيدًا للنشيد الوطني. لكن ترامب انشغل بالنظر للأرنب والتأمل في شكله الفكاهي، واستمر في ترديد النشيد ناسيًا وضع يده على صدره. لكن في منتصف النشيد رفع يده على صدره، يبدو أنه تذكر التقاليد. لكن نظرةً مقربة على مقطع فيديو تلك الحادثة، تكشف أن زوجته، ميلانا، قامت بوخزه في يده لتُذّكره.

على ذِكر الوخز باليد بين الرئيس وزوجته، ففي زيارتهما لإسرائيل سارت ميلانا بجواره دون أن تُمسك يده. والتقطت الكاميرات يد ترامب وهو يحاول أن يمسك يدها، لكنّها صفعت يده. ليست تلك هى المرة الأولى لميلانا، ففي حفل التنصيب الرئاسي ابتسمت له وهو ينظر لها، ثم غيًرت ملامحها تمامًا بعد أن استدار عنها، ما دفع المتابعين لتدشين وسم «أنقذوا ميلانا»، ساخرين من أنها تعاني من الحياة معه.

أما في مكتبه فللرئيس عاداته الطريفة والمزعجة للآخرين أحيانًا، من ضمنها أنه كرجل أعمال يحرص دائمًا على تمزيق المستندات المهمة بعد قراءتها. لم يتخل ترامب عن تلك العادة حتى في البيت الأبيض، ولم يستمع للإرشادات المتكررة بالتوقف عن تمزيق المستندات. لذا فهناك فريق كامل يقوم بإعادة تجميع الأوراق الممزقة، وربما يقضون أيامًا في بعض الأوراق التي يمزقها الرئيس باستخدام آلة تمزيق الورق. بكلمات أخرى، لقد خلق ترامب فريقًا كاملًا مهمته حل أحاجي الصور الممزقة.

ترامب في مكتبه يبدو كالطفل الصغير، كما يصفه بعض علماء النفس الأمريكيين، من التصرفات الطفولية له دفعه دائمًا لفنجان أو زجاجة مياه لمنتصف مكتبه عند قيامه بأي اجتماع. كذلك فإنه يمسك زجاجة المياه بكلتا يديه عندما يقول خبرًا مهمًا. كاللحظة التي رصدتها كاميرا التلفزيون القومي وهو يشرب بكلتا يديه بينما يعلن عن إستراتيجية جديدة للأمن القومي.

ودائمًا ما يختتم ترامب يومه بمشاهدة التلفاز من على سريره، لم يكتفِ بوجود شاشة تلفاز واحدة في غرفته بل زاد عددهم لثلاثة حاليًا، وفي يده وجبة طعام طلبها من مطعم للوجبات السريعة، وغالبًا ما تكون «برجر بالجبن».

يتنمر على الزعيم الشمالي

ترامب يكره أسماك القرش بشدة، لدرجة أنه أعلن أنه لن يتبرع لأي جمعية خيرية ترعى أسماك القرش، وأنه يتمنى لو انقرضت أسماك القرش تمامًا. أيضًا يكره ترامب بعض منتجات العناية بالشعر، مثل مثبت الشعر، فقد ذكر أكثر من مرة أثناء حملته الانتخابية أن مثبتات الشعر لم تعد جيّدة كما كانت في الماضي، لأن مثبت الشعر الذي يستخدمه يعمل بفاعلية لمدة 12 دقيقة فقط.

من عاداته الغريبة في المكتب البيضاوي أنّه يبدأ يومه بمشاهدة التغطية الإعلامية السلبية عنه، يشاهد البرامج المُسجلة ويُطالع الصحف المطبوعة، وما يلفت نظره هو جودة الصور المنشورة له، هل أعجبته أم لا. وينقل أحد كبار موظفي البيت الأبيض أن ترامب ينزعج حين لا تكون الأخبار حوله هو تحديدًا، وأنه لم يستطع تحمل 3 أيام متواصلة كانت الأخبار والتغطية الإعلامية بعيدة التركيز عنه.

تبدو التغطية الإعلامية شاغلًا مهمًا لترامب، ففي قمته التاريخية مع زعيم كوريا الشمالية، كيم، طلب ترامب من الصحفيين أن يلتقطوا صورًا جيدة تُظهرهم نحيفي الجسد، وأشار لجسد كيم الممتلئ. حينها تغيرت ملاحم كيم وكساها غضب ظهر للجميع إلا ترامب، الذي استمر في توجيه نصائحه للمصورين.

لا أحد يمكنه القول إن ترامب مهتم بالصور لهذا الحد، لذا فهذا ما سبب الإحراج للزعيم الشمالي، لأنه أيقن أن ترامب يعنيه بكلامه. ففي قمة العشرين صافح ترامب الرئيس النرويجي، ولم يقف ترامب لالتقاط صورة معه كعادة الرؤوساء، ولم يحضر للصورة الجماعية للقادة.

لا يبالي ترامب كثيرًا بتلك المظاهر أو بالأعراف والبروتوكولات الرسمية، في زيارته لملكة بريطانيا خرق عُرف «حرس الشرف»، إذ من المفترض أن يمشي بجانبه أحد الحراس بينما تمشي الملكة وراءهما. لكنه قرر أن يسير بجوار الملكة، وتجاهلها وهي تحاول أن تشرح له.

ترامب لا يواجه صعوبة مع البروتوكولات فحسب، بل مع مظلات المطر كذلك. فغالبًا لا يقوم بإغلاقها بعد استخدامها، بل يتركها فحسب. من تلك المرات ما رصدته الكاميرات أثناء صعوده للطائرة الرئاسية حاملًا مظلته، لكنه دخل للطائرة وألقى المظلة خارجًا.

تلك المواقف هي ما رصدته الكاميرات، ونقلته التقارير الصحافية والكتب المتتابعة عما يجري داخل الأبيض الأبيض، لكن بالتأكيد هناك المزيد منها مما سوف يُكشف تباعًا.