مع انتشار فيروس كورونا وعجز العالم عن إيجاد علاج، يبدو أن العالم على موعد مع وباء جديد نتمنى ألا يفتك بالبشر، أو يُغيِّر موازين البشرية. فمع إعلان منظمة الصحة العالمية وصول الفيروس لأكثر من دولة حول العالم، ومع استمرار الانتشار في الصين بشكل واسع. يبدو الوضع مرعبًا ويمكن أن يتكرر الطاعون الأسود الذي أودى بحياة من 75 إلى 200 مليون شخص في أوروبا وآسيا في القرن الرابع عشر، أو الإنفلونزا الإسبانية في 1918 التي راح ضحيتها 500 مليون شخص على مستوى العالم.

دائمًا ما كان انتشار الأوبئة والكوارث الصحية مادة خصبة للقصص والأفلام، بل إن انتهاء الحضارة بفعل الفيروسات والأمراض لهو حلم كُتَّاب الخيال العلمي منذ القدم. والآن نستعرض أهم الأفلام التي تناولت الأوبئة.

1. فيلم Contagion (إنتاج عام 2011)

يعتبر الفيلم أفضل عرض لسيناريو الوباء العالمي، بل وأكثره واقعية بين جميع الأفلام. منذ بداية انتشار فيروس كورونا، ونسبة مشاهدات الفيلم في تزايد ملحوظ.

القصة تشبه إلى حد كبير الانتشار الحالي؛ أم وطفلها يعودان إلى الولايات المتحدة من هونج كونج في الصين، وبكحة بسيطة وسعال كأي برد عادي، يبدأ وباء غريب مدمر في الظهور في أنحاء العالم بشكل سريع ويقتل الملايين، وفي عدم وجود أي علاج، تعجز الحكومات عن السيطرة على الوضع.

وبينما يصارع الناس الذعر والفوضى، يخرج عليهم مدعٍ من أصحاب نظريات المؤامرة ليهاجم الحكومة ويخترع عقاقير للتربح الشخصي، الأمر الذي يزيد من حدة المواجهات ويفجر الانقسامات والتوتر، ويمهد لسقوط النظام الاجتماعي العالمي.

يحاول الفيلم التقاط صورة شبه دقيقة وواقعية عن تعامل العالم مع طاعون جديد في العصر الحالي، ويختلف الفيلم في أنه ليس كأي دراما عابرة عن مرض يقتل العامة وتتوقع علاجه ومصدره في النهاية، بل يظل المشاهد في الظلام حتى المشاهد الأخيرة.

بالرغم من أن الفيلم يزخر بالعديد من النجوم الكبار، أمثال: Marion Cotillard, Bryan Cranston, Matt Damon, Laurence Fishburne, Jude Law, Gwyneth Paltrow, Kate Winslet، إلا أن البطل والمُحرِّك الرئيسي للقصة هو الوباء نفسه، حيث برع المخرج الشاب Steven Soderbergh في استخدام الممثلين كأضلاع لإكمال مثلث الكارثة.

2. فيلم Outbreak (إنتاج عام 1995)

يحكي الفيلم عن مجموعة من الجيش الأمريكي تواجه فيروسًا غامضًا في أفريقيا، ثم يقابلهم الروتين والتعنت الحكومي في فحص الفيروس وتحييده بحجة أن المسافة بعيدة وأن المرض لا ينتشر بالهواء، لكن الأمور تتصاعد مع دخول قرد أفريقي من نفس المنطقة إلى الولايات المتحدة، ويتم تهريبه من الحجر الصحي لبيعه في السوق السوداء، ثم تسريحه بعد الفشل في البيع.

بشكل مفاجئ يموت المهرب من مرض غريب، ثم يظهر وباء جديد في الجانب الآخر من البلاد بشكل سريع، ويصارع الجيش الوقت من أجل السيطرة عليه، في حين أن السلطات لديها أجندات أخرى للاستفادة من الفيروس.

سيناريو واقعي جدًا ويمكن أن يحدث في أي وقت، خاصة مع الإيبولا؛ فيروس مغمور من لا مكان يهدد العالم أجمع. يتحرك الفيلم بشكل سريع كسرعة انتشار الوباء ويضم نخبة من النجوم: Dustin Hoffman, Rene Russo, Morgan Freeman, Cuba Gooding Jr., Patrick Dempsey, Donald Sutherland, Kevin Spacey.

3. فيلم I am Legend (إنتاج عام 2007)

الناجي الأخير من وباء مدمر قتل أغلب البشرية، وحوَّل الباقي إلى وحوش تخاف الشمس وتنشر العدوى؛ العالم «روبرت نيفيل» (ويل سميث) عالم يعيش مع كلبته ويصارع نهاية العالم وحيدًا، محاولاً إيجاد علاج لإنقاذ الوحوش المتحولة، وإعادة البشرية بعد فشله في البداية وخسارة عائلته، ويدخل في حرب نفسية أخرى غير الفيروس، وهي الوحدة القاتلة مع فناء البشرية.

ظل ثلاث سنوات بعد النهاية يرسل نداءات على الراديو لأي ناجين، ويسجل كل تجاربه ومحاولاته، بينما يعيش في مكان محصن مخفي عن الوحوش التي تتمنى ملاحقته لولا الشمس. في ظل قلة الموارد واقتراب الوحوش كل يوم، يجد نيفيل نفسه في ممر النيران، فهل ينجح؟

4. فيلم Blindness (إنتاج عام 2008)

مدينة تُصاب بوباء العمى الأبيض بشكل غامض، وتحاول الحكومة عزل المصابين في مستشفى قديمة حتى تصل إلى العلاج، لكن الوضع يخرج عن السيطرة داخل مجتمع المكفوفين، وينشأ نظام اجتماعي جديد قائم على البقاء للأقوى، ويتولى الأمور مجموعة من المجرمين ويبدأون في استخدام قوتهم في السيطرة على الطعام والموارد.

طبيبة مبصرة (الوحيدة التي ترى في المدينة) تحاول إنقاذ زوجها المُصاب داخل الحجر الصحي وبعض الغرباء، لتخرج بهم إلى شوارع المدينة المنكوبة.

واجه الفيلم انتقادات بأنه يثير الاكتئاب والفزع بين الناس، ولكن الأحداث واقعية بشكل واضح بل ويحدث بشكل يومي في ظل سيطرة أصحاب القوة والنفوذ، والأعمى من يعجز عن رؤية هذا.

5. فيلم World War Z (إنتاج عام 2013)

يتتبع الفيلم رحلة موظف سابق في الأمم المتحدة لإنقاذ عائلته من وباء مهلك يضرب البشرية في لمح البصر، ولكن من أجل الحفاظ على مكان العائلة بين الناجين، يوافق بتردد على قيادة فريق في تحقيق دولي عن أصل الفيروس حول العالم.

يسافر الفريق إلى كوريا للتأكد إن كان الفيروس اسُتخدم كسلاح، ثم ينتقل إلى القدس حيث تم بناء سور حول المدينة قبل تفشي المرض، ثم يزداد الأمر تعقيدًا مع الزيادة الرهيبة في أعداد المتحولين بسبب الوباء. ومع ضراوة الفيروس وإصابة أحد أعضاء الفريق، ينتهي الأمر في بريطانيا حيث الأمل في علاج انتهى مع آخر علماء الفيروسات، ولكن الوضع يتغير سريعًا كعادة الأوبئة.

6. فيلم Twelve Monkeys (إنتاج عام 1995)

خيال علمي بلمسة هستيرية في المستقبل، حيث دُمر العالم بفعل فيروس صناعي مجهول المصدر، يعيش آخر 1% من البشر تحت الأرض في مستعمرات للهروب من الهواء الملوث، بحلول عام 2035 يوافق Bruce Willis السجين على مهمة السفر بالزمن والعودة لمحاولة التصدي للفيروس من البداية، فيُقابل بالاستنكار في تحذيراته للعالم، ويدخل مصحة للأمراض العقلية، وهناك يقابل Brad Pitt الابن المجنون لأحد أكبر علماء الفيروسات في العالم، وخلال سلسلة من المواجهات والرحلات عبر الزمن، ينتهي به الأمر بخطف أحد الأطباء لمساعدته على تتبع الفيروس، الذي يبدو وأنه من عمل مجموعة تسمى Army of the Twelve Monkeys، وهي مجموعة تدافع عن حقوق الحيوانات وترفض التجارب علبهم.

يُصاب المسافر عبر الزمن بشكوك حول عقله، وإن كان يعيش في تهيؤات بعد فترة من الوقت، فهل جاء فعلاً من المستقبل أم أنه مجنون مُصاب بهلوسة؟

7. فيلم 28 Days Later (إنتاج عام 2002)

يقوم مجموعة من ناشطي حقوق الحيوان باقتحام معمل تحارب على الحيوانات، وتهريب مجموعة الشامبنزي من الأقفصة متجاهلين تحذيرات أحد العلماء، مسببين نتائج كارثية.

بعد 28 يومًا من هذا الحادث، يستيقط Cillian Murphy في المستشفى من غيبوبة، ليجد العالم قد انتهى وأصبحت المملكة المتحدة خرابًا، يجوب شوارع لندن باحثًا عن أحياء ولكن ينتهي به الحال مُطاردًا من أشباه بشر في كل مكان، حتى يتم إنقاذه عن طريق مجموعة من الناجين. معًا يحاولون الصمود في وجه نهاية العالم، ويظهر الأمل في كتيبة من الجيش البريطاني نجحت في النجاة، وبدأوا في استقبال المدنيين، لكن الأمور ليست كما تبدو، عندما تظهر نوايا الجيش الحقيقية.

8. فيلم 28 Weeks Later (إنتاج عام 2007)

يعتبر الجزء الثاني لفيلمنا السابق؛ فبعد ستة أشهر من ظهور الفيروس في بريطانيا، ووصول الناجين لمعسكر الجيش، يتدخل الجيش الأمريكي في لندن وينجح في استعادة النظام والأمن، وإعادة إحياء المدينة من جديد، ومع إعلان السيطرة على الفيروس والتخلص منه، تعود العائلات إلى بعضها، لكن أحد الاشخاص يحمل الفيروس بدون علم، لتعود البلاد للكابوس مرة أخرى، ولكن بشكل أبشع وأخطر.

9. سلسلة أفلام Resident Evil

تتبع سلسلة الأفلام بشكل ما اللعبة التي تحمل نفس الاسم، وتقوم على شخصية Alice، التي تجد نفسها في عالم منتهٍ بفعل فيروس غامض، مرتبط بشكل أو بآخر بالشركة العملاقة Umbrella، التي تهدف إلى التربح من نشر الفيروس، والسيطرة على العلاج ومن ثَمَّ السيطرة على العالم.

في البداية يحاول نظام الذكاء الاصطناعي -المسيطر على منشأة تحت الأرض حيث بدأ الفيروس- أن يعزل المكان بالكامل، لمنع انتشار المرض، ولكن الفيروس يقوم سريعًا بتحويل الضحايا إلى زومبي، وتتسرب العدوى للأعلى.

«أليس» التي كانت موظفة أمن في الشركة من الأساس، يتم مسح ذاكرتها في محاولة من الشركة للحفاظ على أسرارها، وتبدأ رحلة «أليس» في مواجهة الشركة وعالم الزومبي الجديد. تضم السلسة 6 أفلام وهم:

  • Resident Evil (إنتاج 2002).
  • Resident Evil: Apocalypse (إنتاج 2004).
  • Resident Evil: Extinction (إنتاج 2007).
  • Resident Evil: Afterlife (إنتاج 2010).
  • Resident Evil: Retribution (إنتاج 2012).
  • Resident Evil: The Final Chapter (إنتاج 2016).

كان من المفترض أن يتولى الأب الروحي لشخصيات الزومبي George A. Romero تحويل اللعبة إلى سلسلة أفلام، ولكن تم التضحية به لصالح كاتب أصغر، مما أدى لانتقادات عديدة للأفلام، وقلب الجمهور على المنتجين، وأيضًا لم يُنفَّذ المشروع بالجودة المطلوبة، بالرغم من ذلك نجحت السلسلة في تحقيق أكثر من 1.2 مليار دولار في السينمات في مفاجأة مدوية.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.