محتوى مترجم
المصدر
The Conversation
التاريخ
2020/1/13
الكاتب
كريستين هاينمان

تأتي هذه المقالة ضمن سلسلة «أطفال فضوليون»، وهي سلسلة مترجمة نُشرت لأول مرة باللغة الإنجليزية في موقع «The Conservation»، وتهدف هذه السلسلة لتقديم أجوبة مُبسَّطة وواضحة للأسئلة التي دائمًا ما يطرحها الأطفال.

غالباً ما يبدو انتظار عطلة نهاية الأسبوع أمرًا لا يُطاق، أي أنه ثمَّة ستة أيامٍ كاملة حتى يأتي يوم العطلة. فلدينا دائمًا سبعة أيام في الأسبوع، وهو الحال منذ زمن بعيد للغاية، الأمر الذي يجعلنا لا نتوقف عن التساؤل؛ لماذا لدينا بالتحديد سبعة أيامٍ في الأسبوع؟

يتم تقسيم الأيام والسنوات بناءً على حركات الأرض والشمس، أما حركات القمر فتقسِّم السنة لأشهر.

في الواقع، يعود الفضل في تنظيم جميع أوقاتنا إلى تحركات الكواكب والقمر والنجوم. فاليوم لدينا يُحدَّد بدوران الأرض حول محورها دورةٍ كاملةٍ، في حين أن العام يتحدد بدوران الأرض حول الشمس دورةٍ كاملةٍ، والتي بدورها تستغرق 365 يومًا وربع اليوم، الأمر الذي يجعلنا نزيد يومًا إضافيًّا في شهر فبراير كل أربع سنوات، والتي نُطلق عليها «السنة الكبيسة».

لكن الحال في حساب الأسبوع والشهر أصعب قليلًا!

المراحل التي يمر بها القمر لا تتوافق كليًّا مع التقويم الشمسي؛ فقد يبلغ طول دورة القمر حول الأرض حوالي 27 يومًا وسبع ساعات، إضافةً إلى أنه يمر بـ 13 مرحلة في كل سنة شمسية.

قديمًا، كانت بعض الحضارات المبكرة تراقب الكون وتسجل حركات الكواكب، والشمس، والقمر. وكانت الحضارة البابلية، العراق حاليًّا، تشهد ازدهارًا كبيرًا، فقد برعوا في مراقبة الأجرام السماوية وتفسير حركتها. ويعود لهم الفضل لحدٍ كبير بأن لدينا سبعة أيام في الأسبوع.

لم يكن اختيارهم للرقم سبعة صدفةً، ولكنهم لاحظوا وجود سبعة أجرام سماوية: (الشمس والقمر وعطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل) ولذلك، يحمل هذا الرقم أهمية خاصة لديهم.

هناك حضارات أخرى اختارت أعدادًا مختلفة؛ مثل المصريين وكان أسبوعهم 10 أيام، أو الرومان الذين طال أسبوعهم لثمانية أيام.

قسَّم البابليون أشهرهم القمرية إلى أسابيع ذات سبعة أيام، وكان اليوم الأخير منها له أهميته الخاصة، فكان يشغل طقوسًا دينية معينة.

لقد كانت مدة الشهر، الذي يستمر لمدة 28 يومًا، أي دورة كاملة من القمر، يُعد فترة زمنية طويلة جدًّا بحيث لا يمكن من خلالها إدارة الأعمال بفعالية، لذلك قسَّم البابليون شهورهم إلى أربعة أجزاء متساوية، يتألف كل منها من سبعة أيام.

لم يكن الرقم سبعة مناسبًا بشكل خاص ليتزامن مع السنة الشمسية، أو حتى مع الأشهر، لذا طرأت عليه بعض التناقضات. ومع ذلك، ولأن الحضارة البابلية ظلَّت ثقافة مهيمنة في الشرق بأكمله، خاصة في القرنين السادس والسابع قبل الميلاد، استمر هذا التوقيت، إضافةً إلى غيره مثل تقسيم الساعة إلى 60 دقيقة.

انتشر مفهوم الأسبوع المكوَّن من سبعة أيام في جميع أنحاء الشرق الأدنى. فقد اعتمده اليهود، الذين كانوا تحت حكم البابليين، بل امتد ليصل إلى الثقافات الأخرى في المناطق المحيطة بالحضارة البابلية، بما في ذلك الإمبراطورية الفارسية والإغريقية.

بعد قرون، وذلك عندما بدأ الإسكندر الأكبر في نشر الثقافة اليونانية في جميع أنحاء الشرق الأدنى، انتشر معه مفهوم الأسبوع ذي السبعة الأيام أيضًا حتى وصل إلى الهند. ويعتقد العلماء أنه ربما وصل إلى الصين فيما بعد من خلال الهند.

أخيرًا، بمجرد أن بدأ الرومان غزو الأراضي التي كان يحكمها الإسكندر الأكبر، تبنوا أيضًا في نهاية المطاف ثقافة الأسبوع ذي السبعة الأيام. وكان الإمبراطور قسطنطين هو الذي أقر أن يتكون الأسبوع الروماني الرسمي أيضًا من سبعة أيام، وجعل يوم الأحد من كل أسبوع العطلة الرسمية للبلاد، وذلك في عام 321 قبل الميلاد.

لم يتم تبنِّي عطلة نهاية الأسبوع حتى العصر الحديث في القرن العشرين. على الرغم من وجود بعض المحاولات الأخيرة لتغيير عدد أيام الأسبوع، إلا أنه ظل مفهوم الأسبوع ذي السبعة الأيام صامدًا ليومنا هذا.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.